أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - قلق وزير خارجية فلسطين















المزيد.....

قلق وزير خارجية فلسطين


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 17:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


قلق وزير خارجية فلسطين !!

عبر المالكي وزير خارجية فلسطين عن قلقه من احتمال تطور التعديات الإسرائيلية المنتظمة على الأقصى إلى حرب دينية. يقصد ان الصراع المحتدم منذ أكثر من قرن على أرض فلسطين لم يحمل بعد الطابع الديني ! فعلام ينطوي شعار نتنياهو "يهودية دولة إسرائيل"؟ ولماذا العدوان المتكررعلى الأقصى وبماذا يبرر؟ وماذا يكمن خلف القوانين العنصرية المتحيزة ضد من هم غير اليهود على الأرض الفلسطينية؟ وهل لدى معالي وزير خارجية فلسطين تفسير لمعارضة إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية مبدأ الدولة الفلسطينية المستقلة، ورفع علم فلسطين على المنظمة الدولية؟
منذ سبعينات القرن الماضي برز داخل الولايات المتحدة تيار الأصولية المسيحية يتبنى مطالب الصهيونية في فلسطين، وحملت المجموعة اسم المحافظين الجدد ودعمت ترشح ريغان لرئاسة الولايات المتحدة، لتغدو مع نهايات القرن التيار الرئيس في السياسات الأميركية. رد ريغان جميل المحافظين الجدد فتوقفت معارضة الرؤساء الأميركيين للاستيطان في الأراضي المحتلة، بل إن وولفوويتز وريتشارد بيرل من عتاة المحافظين الجدد حرضوا نتنياهو على رفع شعار عدم الانسحاب من الأراضي المحتلة. المحافظون الجدد تعسفوا في فرض الخرافات التوراتية حقائق سياسية في وقت أكد البحث التاريخي العلمي اختلاق فكرة الدولة اليهودية القديمة. تمردت الحفريات الأثرية على النص التوراتي في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، واستخلص علماء الآثار المرموقون والجسورون أن التوراة ليست كتابا في التاريخ ولا تنطوي على حقائق علمية ، إنما هي مجرد تدوين تم في القرن الخامس قبل الميلاد لأساطير تم تناقلها محرفة عبرالأجيال المتعاقبة. غير أن المحافظين الجدد استغلوا إغفال المعطيات التاريخية هذه من قبل السياسات العربية فضربوا حولها سورا حديديا وراحوا يبشرون ب "حق اليهود في وطن الآباء "، ويزعمون أن فلسطين من النهر إلى البحر ميراث يهودي خالص لا يشاركهم فيه عرق أو طائفة من غير اليهود.
والحقيقة ان بن غوريون أدخل الأحزاب الدينية في حكومات حزب العمل رغم ادعاء العلمانية ورغم امتلاك الحزب أغلبية برلمانية كافية للانفراد بالحكم؛ وسبب ذلك تعزيز المستند الديني لدولة إسرائيل . وساهم بن غوريون في تأويل نصوص التوراة والديانة اليهودية وتطويعها لمقاصد صهيونيته التوسعية التي كان يفصح عنها في مناسبات. غير أن الأصولية المسيحية في الثلث الأخير من القرن العشرين أدخلت أطماع التوسع الصهيونية مكونا عضويا في نهج الليبرالية الجديدة الذي تجاوبت معه معظم دول الرأسمال والأنظمة العربية التابعة كافة.
المشروع الصهيوني استعمار استيطاني مثل تلك التي نكبت بها إفريقيا لبضعة قرون، لكنه ارتدى ثوب الدين.عبر كل التحولات الفكرية والسياسية ظل السند التوراتي هو سند التملك الإسرائيلي، وظل نتنياهو واليمين الليكودي يحرضون الجمهور الإسرائيلي على التمسك بسند التملك الوهمي وتجسيده حقيقة وواقعا على الأرض الفلسطينية؛ حتى لقد باتت أغلبية ساحقة من الجمهور اليهودي تدعم النهج اليميني المتصلب للسياسة الإسرائيلية، وذلك في زمن تورطت الدول العربية المجاورة في أزمات ومشاكل مهلكة أقعدتها عن مد يد العون الفعلي للشعب الفلسطيني. ويحلم وزير خارجية فلسطين ان القضية الفلسطينية لم تعبر بعد النفق المظلم.
إثر جريمة المستوطنين ضد أسرة الدواعشة في قرية دوما بادر الرئيس الفلسطيني للاستنجاد ب" المجتمع الدولي" وهدد إسرائيل بالمحكمة الجنائية . وعلى منواله مضى عدد من الوزراء وكبار المسئولين ؛ثم انضم السيد أمين عام المبارة الوطنية إلى الركب، في تصريح لفضائية فلسطين. لم يتحدث أحدهم عما يتوجب على قيادة دولة فلسطين أن ترد به على الجريمة التي ترعاها حكومة إسرائيل!! الكل بانتظار النجدة من الخارج!! لم يتساءل أحد: لماذا التنسيق الأمني يقتصر على امن الاحتلال والاستيطان دون امن المواطنين العرب؟ أليس مشروعا المطالبة بأمن سكان البلاد الأصليين، خاصة بالضفة وغزة، مقابل توفير الأمن للاحتلال والاستيطان؟! أليس من الواجب التسلح بمعطيات الأبحاث للطعن في مستند التملك الصهيوني وكشف زيفه ، الذي به يبررون نواياهم لطرد الفلسطينيين من فلسطين .. كامل فلسطين؟ وتكرر الموقف البائس ذاته مع تواتر الهجمات على الأقصى.
يرصد الدكتور داوود خير الله "مكمن العلّة وأهمّ أسباب التخلّف والتفكك الاجتماعي والهزائم، وبالتالي حالة الإحباط التي يعيشها العالم العربي، في جهل لقيمة أساسية غائبة عن الثقافة السياسية العربية، أي اقتناع المواطن، وبخاصة النخب العربية، بأنّ عليها يقع، وبشكل أساسي، عبء حلّ الإشكاليّات ومواجهة التحديات التي تعترضها والتغلّب عليها، وأن يترسّخ لديها وعي عميق لأهمّية الربط بين الجهد والنتيجة لتحقيق أي هدف تسعى إليه".
كانت اطماع الصهيونية في كامل فلسطين صريحة منذ المؤتمر الصهيوني الأول. وبصدور قرار التقسيم صرح بن غوريون أن القرار غير مقبول لديه ولكنه تكئة ينطلق منها؛ فكانت الحرب التي أسفرت عن دولة شبه نقية وموسعة. وكلما توطدت ركائز المشروع الصهيوني تتفتح شهية الصهاينة للمزيد من التوسع الاستيطاني.ظلت الاستراتيجية لم تتغير، وتغير تكتيك الاقتراب من هدفها النهائي يتبدل حسب الظروف، خاصة إشعال الحروب.
هذا بينما راح الجانب العربي في تخبط وارتباك بين اكثر من هدف استراتيجي ، وظل يفقد بالتدريج سيطرته على مجريات الصراع. ومنذ أن تشكلت السلطة الوطنية افتقدت تكتيك المقاومة. أجهزة السلطة وحكومة دولة فلسطين لا تمارس دورا ملموسا في مقاومة نهب الأرض وعرقلة التوسع الاستيطاني . ولا يوجد أثر لعنصر المقاومة في مناهج التدريس أو في أنشطة أي من الوزارات كالزراعة والاقتصاد والشئون الاجتماعية.
علاوة على مظاهر القصور ينخر الفساد والإفساد أجهزة الدولة ، وذلك تحت نظر دولة الاحتلال وإشرافها. وتتجذر مظاهر الفساد والإفساد في تركيبة الكيان السياسي وطبيعة نشاطه البعيد جدا عن المكاشفة أو الرقابة الشعبية.
- النخبةَ الحاكمةَ استثمرت أزمة الوضع الاجتماعي كي تشتري الولاءات السياسية. وهذا بدوره ساعد النخبة الحاكمة في المحافظة على إحكام قبضتها على الأصول السياسية والاقتصادية.
- ورثت السلطة الفلسطينية سياسة «التنفيع» فتشكلت شبكات محاسيب وازلام لعبت دور العمودَ الفقري لقاعدة السلطة المؤسسية وأداةً قويةً للإقصاء والاستيعاب حيث ارتبط التنفيع بأسلوب الحكم المشخصن وغير الخاضع للمساءلة الذي انتهجه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات والقيادة السياسية الفلسطينية. فالسلطةُ الفلسطينية تنتهج اسلوب كسب ولاءَ الجماهير بتوفير فرص الحصول على الموارد الاقتصادية إلى حدٍ كبير، ولم تعد بها حاجة لطرح برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- كشفت أول عملية تدقيق ورقابة فلسطينية أجريت عام 1997 أن قرابةَ 40% من ميزانية السلطة الفلسطينية قد أُسيء استعمالها. وبحسب تقرير مؤسسة (أمان) لعام 2008، يتجلى استغلال المنصب العمومي بهدف اختلاس المال العام وإهداره في عملية تخصيص أراضي الدولة للأفراد أو الشركات. وكشف تقرير المنظمة ذاتها لعام 2011 عن استمرار هذا النهج، كما اشار تقريرها الاخير الى تقاضي بعض مسؤولي القطاع العام راتباً شهرياً يفوق 10,000 دولار أميركي بالإضافة إلى امتيازات أخرى، وعلى النقيض من ذلك، يتقاضى ثلثا موظفي القطاع العام ما بين 515 و640 دولارا شهرياً. تشير الاستطلاعات إلى هبوط حاد في الثقة بهيئة مكافحة الفساد، حيث فقد الرأي العام الثقة في الهيئة بوتيرة متنامية، ويعتقد بأن الرئاسة والأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية تتدخل في عملها بانتظام.

- تسخير التنفيع كنمط علاقة بين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبين المؤسسات الوطنية والمكونات السياسية. فقد استخدمت الدائرة المقربة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية شبكات أرباب المنافع-المتنفعين بانتظام لأغراض تنفيذ أجندتها السياسية من دون معارضة فاعلة. وجوهر النهج السياسي انتظار ما تقدمه الوساطة الأميركية دون تعزيز القوة الذاتية ومحاولة فرض الإرادة الوطنية الفلسطينية.

- غدت علاقة التنفيع سمةً مميزة للهيكل المؤسسي للسلطة الفلسطينية وأداةً قويةً للتحكم والسيطرة . انتفى مبدأ الجدارة في بنية المؤسسات ، وانتفى معه الأمان الوظيفي ، ورضي الجميع لرئيس الدولة أن يعين ويعفي.

- تضخم القطاع العام أداةً حيوية لخلق التبعية واكتساب الولاءات. وقد ساهم ذلك في مأسسة الفساد في القطاع العام التابع للسلطة الفلسطينية والذي يوظف حالياً ما يزيد على165,000 موظف عمومي يعتمدون كلياً على الرواتب التي تكفلها المساعدات الدولية للسلطة الفلسطينية. فيستأثر قطاع الأمن ب 30% إلى 35% من الميزانية السنوية للسلطة الفلسطينية، وهو بالتالي يفوق المخصص لقطاعات حيوية أخرى مثل التعليم (16%) والصحة (9%) والزراعة (1%). كما ساهم تعطل المجلس التشريعي الفلسطيني والغياب التام للرقابة التشريعية على الميزانية الحكومية في تحرير الرئاسة والسلطة التنفيذية من الضوابط والموازين المؤسسية والمساءلة العامة الامر الذي عزز سيطرة السلطة التنفيذية على الإنفاق العام.

- استغلالُ المنصب الرسمي لتحقيق مكاسبَ شخصية هو وجه آخر من اوجه الفساد.
بما ان قسماً كبيراً من المجتمع الفلسطيني قائمٌ على العلاقات الاجتماعية العشائرية والقبلية والعائلية، فقد عززت القيادة الفلسطينية نفوذ العائلات الكبيرة بتعيين ممثلين عنها في مناصب عليا في عقد التسعينيات فاحاط كل منهم نفسه بالأقرباء والأصدقاء. وبعد الإصلاحات التي شهدتها السنوات الأخيرة على صعيد بناء الدولة، قلَّ التوظيف على أساس الاعتبارات العائلية؛ غير أن بعض الوزراء استعاضوا عن ذلك وأحاطوا أنفسهم برفاق مقربين من خارج عائلاتهم.
ضمن هذه الحلقة الجهنمية يمضي المجتمع الفلسطيني بالضفة تلقائيا وبصورة شبه طوعية مع المشروع الصهيوني يفككه في جزر متباعدة ويضعف عوامل قوته الذاتية أو يستنزفها، تاركا النخب تنعم بربيعها المؤقت منتظرا حربا في المنطقة تيسر له اقتلاع شطر كبير من المجتمع من وطنه. وهذا ما لا يقلق صاحب المعالي الوزير االفلسطيني .
.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمونة ضمن استراتيجية الإبادة الشاملة
- مع رواية السماء قريبة جدا للأديب مشهور بطران
- لتربية النقدية في عصر لإنترنت وضد ثقافة الليبرالية الجديدة - ...
- لتربية النقدية في عصر الإنترنت وضد ثقافة الليبرالية الجديدة ...
- محمد عياش ملحم وداعا !
- بيداغوجيا البريكاريات - التربية النقدية في عصر الميديا الرقم ...
- بيداغوجيا البريكاريات - مقابلة مع هنري غيروكس
- تفجيرات أيلول في نيويورك: جهود عابثة لطمس بصمات المجرمين
- تفجير المركز التجاري العالمي -4
- أضواء على تفجيرات نيويورك في أيلول 2001 -3
- تفجيرات أيلول في نيويورك -2
- أميركيون يميطون اللثام عن اكبر جريمة اقترفت داخل أميركا -1
- للخروج من متاهة الوهم
- متاهة الوهم - الحلقة الخامسة
- سبعة وثلاثون عاما في متاهة الوهم -4
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم -3
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم-2
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم
- سبعة وستون عاما في متاهات الوهم -1
- المحافظون الجدد يجرون الولايات المتحدة للحرب والفاشية-2


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - قلق وزير خارجية فلسطين