أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - كارل ماركس في العراق : الجزء الرابع















المزيد.....



كارل ماركس في العراق : الجزء الرابع


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 13:11
المحور: الادب والفن
    





طيلة الليل لم تغمض لماركس عين، بقي مسهدا يفكر بنظرات الغضب والتهديد التي توعده بها سامر، وما كان يعنيه بقوله ،راح نراويه أحنه مو غيرنه شنو الماركسية.
كان مجمل ما حدث يلح في خاطر كارل ماركس، وفكر لو أنه استطاع تصحيح الآمر مع الرفيق سامر من خلال وسيلة تقنعه باستمرار الحوار، لما حصل ذلك الانشقاق أو سوء الفهم. ولكن لجبار أيضا كان دورا غير مفيدا على الإطلاق، لا بل كان مفرطا بالعجالة وهو يقرع سامر ويوجه له اللوم. فكر أن ثمة مواقف ممكن أن يكون التحاور الحل الأمثل لحسمها أو جسر الخلاف فيها.
أراد الاستحمام فربما ينعشه الماء ويهدأ خاطره بعض الشيء ، بعد أن شعر بأن الليل تجاوز منتصفه. ولكن حنفية الماء كانت تصدر صفيرا خافتا دون أن تأتي بالماء. بحث في الغرفة عن علبة ثقاب أو شمعة أو قداحة فلم يجد لهذه الأشياء أثرا فالظلام كان دامسا ولذا كان يتلمس الأشياء والجدران في سيره.
هبط السلم وهو يلاصق جداره محاذر السقوط. كان يضع أقدامه بحذر وبطء فوق درجات السلم، واحدة أثر أخرى،يتلمس أرضها ثم يضغط، كل ذلك بسبب الظلام الذي غطى غرف الفندق وممراته. بعد عدد غير قليل من درجات والتفافات السلم، وجد نفسه أمام صندوق خشبي عال أو منضدة الاستعلامات، يصدر من خلفها صوت شخير قوي. طرق بأصابعه طرقا خفيفا فوق سطح الصندوق الخشبي، فتوقف الشخير ومن ثم عاود مرة أخرى، فعاود ماركس بدوره النقر بأصابعه، فتوقف الشخير للحظات ثم تصاعد مرة أخرى. استهوت اللعبة كارل ماركس، فكررها لعدة مرات، بعد أن شعر بقدرتها على أبعاد الضجر والكآبة التي تعتمر قلبه، ولعلها لعبة تضمر عنده بعضا من الشعور الكاسح بالوحدة الذي لم يفارقه منذ مساء البارحة، وجعل النوم يجافيه. طق طق ثم يتوقف الشخير .. طق طق وهكذا أستمر يمارس لعبته مع الشخير دون أن يرى مصدره. ضحك مع نفسه وفكر لو أنه صاح على صاحب الصوت وأنهى اللعبة، عله يجد لديه حلا للظلمة أو انقطاع الماء، وربما جلس معه يتبادلان الحديث. بعد مضي ما يقارب العشر دقائق، هوى ماركس بقبضة يده وبكل ما أوتي من قوة فوق منضدة الاستعلامات. تلك اللحظة هب أحد ما من خلف الصندوق وهو يصرخ
ــ الله وأكبر .. الله أكبر.. بويه لحكولي أنكتلت .. بويه شمخي بويه جويسم ألحكولي ... الله واكبر .. لخاطر الحسين شتريد اخذ بس لا تكتلني.. اروح فدوة لاترميني .. لا ترمي عليك أبو الحسنين .. تره صاحب جهال فدوه لا ترمي .ألحكولي يبالله عليكم راح أموت..بويه شمخيييي.
تشنج جسد ماركس وهو يتشبث بزاوية منضدة الاستعلامات. فجأة خرجت عن الممر الخلفي حزمة من أنوار لمصابيح كاشفة وجهت أنوارها نحو المنضدة، وأضيء المكان بعد أن جاء ضوء ساطع لمصباح يدوي كبير من الباب الداخلي المجاور لطاولة الاستقبال، فكشف عن المكان برمته. كانت هناك منضدة الاستعلامات يقف جوارها كارل ماركس بلحيته وشعره المنفوش وهو يمسك بقوة أحد طرفيها وينظر نحو الأرض القريبة من قدميه. على الأرض تمدد جسد رجل في الستينات من عمره يرتدي دشداشة بيضاء كالحة وكوفية مرقطة تلتف حول رقبته ، ينسدح بجسده الضامر الطويل على الأرض، ضاغط بيديه على رأسه ويصدر عنه شخير مسموع.
ـ يمعود أبو شمخي كلشي ماكو.. هذا خطار رفيقنا جبار .. أبو شمخي هذا مو حرامي .. أبو شمخي كول غيره خويه ... ما تصحه .. ياوسفه.. أي والله يا وسفه على الزلم.. أبو شمخي.
لم يحرك أبو شمخي ساكنا وبقي مسمرا ممدا دون أن تنم عنه حركة أو يصدر عنه صوت سوى شخير خفيف.
ـ يمعودين دخيل الله شويه ماي.. صرخ أحدهم
تناول الرجل الجالس جوار أبو شمخي قنينة الماء وسكب بعض منها بيده ثم مسح به وجه أبو شمخي، كرر العملية عدة مرات فوق الرأس وعند الرقبة وعلى الوجه، فلم تنم عن أبو شمخي حركة تعطي الانطباع بصحوته، أستمر الوضع لأكثر من نصف ساعة دون حركة من أبو شمخي عندها قرر الرجل المسعف وطلب من الموجودين استدعاء سيارة إسعاف لنقل أبو شمخي إلى المستشفى .
ــ يمعود تره أولا منع تجول، بعدين كلمن يكلك سايق إسعاف يطلع بهيج وكت كله جذاب.
ــ أي هسه أنحاول.
ــ شتحاول ... أكو سايق إسعاف شارب نفط بهذا الليل.. الجيش لو الشرطة من خوفهم راح يشبعونه كتل .. وليش أكو واحد بشعبة الإسعاف راح يسمعلك ... خوش عليك إسعاف..
ــ خوش لعد خابرو رفيق جبار ..
ــ أي خوش فكره .
ــ أي والله ما يحله غير رفيق جبار
كان كارل ماركس مازال مسمرا مكانه يرقب الوضع ويشعر بقوة هائلة لتأنيب الضمير تكتسح كيانه، فربما تسبب بموت هذا الرجل في هذه الليلة المنحوسة، وهذا ما لا يغتفر عنده. وراح في حالة تأنيب ضمير وكيف سمح لنفسه بهذا الفعل الهازل. كان يطالع الوجوه التي يعتري بعضها الاصفرار ويغطي عيونها النعاس، وهي تجد نفسها مجبرة تنتظر نتائج الحدث، والبعض منها لم يرفع عينيه عن ماركس وكأنهم يوجهون له نظرات لوم وتقريع، شعر ماركس معها بقوة ضغط تكتسح كيانه وتدفعه للغثيان.
ــ ألو رفيق جبار .. أسف رفيق أسف كعدتك من النوم .. رفيق عدنه مشكله .. رفيق ما تتحمل للصبح .. رفيق والله أبو شمخي .. رفيق ما يتحمل للصبح ...الخاطر الله رفيق .. بغيبوبه مدى يصحه... شلون أذا مات ... أي مو توكع براس خطارك أبو لحية وكفشة أذا مات أبو شمخي.. رفيق .. يمعود رفيق..
سده للتلفون.. يكول نيموه بغرفة من غرف الفندق للصبح وبعدهه خابرو إسعاف.
تقدم ماركس من جسد أبو شمخي وأخذ يده اليسرى وراح يفرك الكف المتيبسة ثم مسد بشيء من القوة جبين أبو شمخي وصدغيه ووضع قطرات خفيفة من الماء فوق شفتيه فندت تنهيدة قوية عنه ثم شخرة ثم حسرة بعدها فتح عينيه وأغلقهما ثم فتحهما ثم صاح بصوت خافت متقطع بويه شمخي بويه جويسم وينكم.. ضجت القاعة بالتكبير وردد الجميع بصوت واحد..
علي وياك علي ... علي وياك علي.. علي وياك علي .. ثم صاح أحدهم بصوت جهوري شق به عنان سماء القاعة.
ها خوتي ها
النجم يفگد نشعته لو يغيب سهيل
ولو غاب الگمر موحش يصير الليل
وفگد الزين أبو شمخي مو هين يهد الحيل

ها وفگدك ... ها وفگدك
حز بينا.. وهاي الماتتسوه
وأخذ الجمع بترديد ( وهاي الماتتسوة و وفگدك حز بينا) والدوران والردح قرب جسد أبو شمخي الممدد، وكانت أنوار المصابيح اليدوية تلتمع وتومض في سقف القاعة مع هرولة ودوران الرجال. حاول كارل ماركس إسناد جسد أبو شمخي محاولا مساعدته للنهوض من رقدته، فدفع أبو شمخي يد كارل ماركس، ونهض دون مساعدته، وكان ينظر لماركس شزرا، فتأثر ماركس كثيرا من هذا الإعراض والغضب، فقدم اعتذاره لأبي شمخي وأمسك يده شادا عليها. ولكن أبو شمخي كان في حالة من الكدر والبغض لا يحتمل معها النظر في وجه ماركس أو تقبل اعتذاره، لذا سحب يده بحدة ظاهرة زادت من شعور ماركس بالذنب.
طالع ماركس جوقة الرجال وهم في مرحهم وضحكهم، وكأنهم يعوضون عن زمن طويل من حزن يلف أجسادهم وأرواحهم، والساعة الآن تضيئها المصابيح اليدوية فتجد الوجوه المتعبة فرصتها لسرقة فرح طفولي لم يكن ليخطر على بال، فرح بعد خوف وحزن ينبثق من وسط الظلمة، هكذا هي ساعات يومهم تمضي بين جنونين وكل شيء لا يقبل أن يكون طبيعيا.
هدأ الرجال وتفرقوا وعاد أبو شمخي إلى مكانه خلف منضدة الاستعلامات ولم يعد يظهر من جسده سوى رأسه المدور الصغير المتلفع بكوفيته، وكان قد وضع أمامه شمعة صغيرة بدا ضوئها المرتج ينير وجهه الأسمر وتظهر على جبينه تقطيبه عبوسه. حاول كارل ماركس التقرب من المنضدة واستدراج أبو شمخي إلى الحديث، لتسنح له فرصة تجديد اعتذاره، ولكن لم تكن محاولته لتجدي نفعا مع أبو شمخي، فاستدار وذهب نحو قاعة الانتظار حيث انتبذ ركنا قصيا، وراح يحدق في الظلام الذي لف الشارع خلف زجاج النافذة المغبر.
ــ أستاذ .. أستاذ ماركس .. هاي شنو أشو رايح بسابع نومه.. وليش مو بغرفتك.
أستيقظ كارل ماركس على صوت رفيق جبار وهدهدة يده. فتح عينيه وجال بهما المكان، وتذكر ليلة البارحة فتوقف عند وجه أبو شمخي الذي راح بدوره يمسح سطح المنضدة بقطعة قماش دون أن يرفع عينيه. جلس الرفيق جبار جوار ماركس وراحا بحديث يبدو هازلا. كان ماركس يشرح لجبار بشيء من الأريحية الظاهرة ما حدث ليلة البارحة، فكان الرفيق جبار يطلق بين فينة وأخرى ضحكة مجلجلة تجبر أبو شمخي على النظر نحوهم وعلامات الغضب بادية عليه، ثم يعود لقطعة القماش يضغط عليها بقوة ويمررها فوق الخشب بعصبية ،ومع تكرار ضحكات الرفيق جبار لم يعد أبو شمخي يحتمل الآمر فقال بصوت قوي وواضح.
ــ وروح أبوك رفيق جبار .. لوما انته توكف بعيني ذيج الساعة، جان أنه خاش بخطيته، وراصه بوحده حاره رص بين عيونه، وحده مو أثنين من أم التلاثين.
ــ أفه عليك أبو شمخي .. غير تنكَلب علينه الدنيا، الأحزاب الشيوعية وتفرعاتها ومنظمات المجتمع المدني ونقابات العمال، حتى تنظيمات حرب العصابات ابوركينا فاسو وسوك الشيوخ وخليج عدن وملاوي وكمبوديا والنمور الحمر والصفر والصقر الجارح والهواء البارح.
ــ رفيق جبار هم دخلته بزواغير ما أدري شني من شني.. خلف الله عليك .. جان البارحة أتيتمو العيال على أيد صاحبك، وأنت هسه تضحك ويه هذا الكافر أبو كفشه.

****
أستغرق طريق الخروج من العاصمة بغداد ما يقارب الساعة والنصف لشدة الزحام في الشوارع وإغلاق بعضها إثر انفجارات دوت أصوتها وترافقت مع أذان الفجر. الهواء مترب خارج السيارة، ومدى الرؤية جراء الغبار لا يتجاوز العشرة أمتار. جهاز التكييف في سيارة اللازكس يبعث بصمت هواء منعشا، وثمة رائحة عطر نسائي ينساب مع الهواء البارد ليبعث في النفس شيء من البهجة والراحة. راح الرفيق جبار يعبث بمفتاح المذياع دون التوقف عند محطة بعينها.أنتبه كارل ماركس لهذا الآمر فبادر بالسؤال.
ــ هل هناك أخبار مهمة تبحث عنها.
ــ نعم رفيق .. كل شيء في العراق مهم، وفي كل يوم مئات الأخبار الجديدة، أغلبها يبعث الأسى والحزن وبعض أخر نجد فيه شيئا من أمل .. ولكن الخوف والألم هما سيدا الموقف.
اقتربت فتاة صغيرة رثة الثياب متسخة الوجه من زجاج النافذة القريبة من كارل ماركس ولوحت له بعلبة مناديل ورقية. كان وجهها الطفولي الكسير وأصابعها الصغيرة يرسلان له إشارة استعطاف وتوسل، طالبة منه فتح زجاج النافذة لابتياع بضاعتها، ألحت وهي تسير مع حركة سير السيارة البطيء. نظر ماركس إلى وجهها الطفولي فأعتصر قلبه الألم،وراح يعبث بجيب بنطاله محاولا أخراج النقود. حاول فتح النافذة حين وجد الرفيق جبار يميل بجسده ويمسك يده راجيا منه عدم فتح النافذة.
ـــ رفيق من تفتح النافذة سوف يدخل الغبار ويملأ حوض السيارة ويتلف لنا الجو والمقاعد.. هذه وغيرها الآلاف سوف تشاهدهم في كل مكان، وإذا أردت شراء بضاعتهم فتحتاج إلى خزينة دولة لتسدد أثمانها. دعها لي ولا تشغل بالك بها.
ــ ولكن هذه طفلة والفقر يدفعها للمجازفة بحياتها بين العجلات وعلى أهلها الاعتناء بها، وعليها أن تكون في المدرسة الآن.
ــ أعرف ذلك وهناك مثلها الآلاف .. أصبحنا ثالث بلد في العالم بنسب الفقر والفقراء.. رفيق دعنا من ذلك الآن .. هل تعرف إلى أين نتوجه.
ــ أخبرتني البارحة بأننا سوف نسافر إلى مدينة الناصرية .
ــ في البداية لي أقارب في مدينة النجف نزورهم ونتناول الغداء عندهم ثم نكمل طريقنا نحو مدينة الناصرية. بالمناسبة هل ترغب بزيارة الزقورة وأثار سومر ومقام النبي إبراهيم.
ــ أود ذلك ولكن دع مقام إبراهيم ليوم أخر.
راحت السيارة تلهب الأرض متجهة صوب مدينة النجف ومنظر بساتين النخيل على جانبي الشارع يجعل الطريق مثل غابة لا نهاية لها، ولكن منظر غابات النخيل لن يستمر طويلا، فتظهر أراض مهملة قاحلة جرداء وأنهر وسواق جافة، وهياكل بيوت خربة وأكواخ طينية تجاور بنايات لمؤسسات تبدو من هيكلها أنها كانت شركات أو مصانع أو دوائر حكومية.
كل ما اقتربت السيارة من المدن كانت الشوارع خارجها مكتظة بالبشر السائرة على الأقدام. بشر كثر يحملون رايات وأعلام ملونة، صغار وكبار،البعض منهم حفاة، والنساء تتلفع بعباءاتها السوداء، وأقدامها تلهب الأرض، تغذّ السير في هذا الفضاء المغبر ودرجات الحرارة غير المعقولة. تساءل كارل ماركس عن هذه الحشود من الناس وهي تسير تحت لهب الشمس الحارقة، وإلى أي غاية يتوجهون. كان ينظر إلى جهتي الشارع بالتناوب ويود الحصول على إجابة تقمع فضوله الذي تصاعد مع منظر الناس وكثرتهم.
ــ رفيق جبار ما هؤلاء الناس وإلى أين هم ذاهبون؟.
ــ هذه يارفيقي العزيز شعيرة من شعائر الطائفة الشيعية .. أنت لديك معلومة عن الطائفة الشيعية أليس كذلك؟
ــ نعم .. نعم .
ــ هؤلاء يذهبون مشيا على الأقدام للوصول إلى مدينة كربلاء حيث قبر الحسين وهو أحد الأئمة من أبناء نبيهم محمد، وهذه الحشود تتوجه مشيا على الأقدام نحو قبره تبركا، وفي الوقت نفسه اعتقادا بالوصول أليه ونصرته، وأيضا يظنون أنهم يفعلون هذا تكفيرا عن مشاعر ذنب يحملونها ويتوارثونها جيلا عن جيل وبالذات الفقراء منهم، أما أغنياؤهم ومشايخهم فهم أسياد الموقف وهم المنتفع الأول من كل تلك المشاعر والشعائر، ويوظفونها لكسب الأرباح المادية والمعنوية.
ــ هذا ما قلناه في الكثير من مجالات بحوثنا وكتاباتنا، وما يفعله المنتفعون من الدين بتخدير البشر بنصوصه لتطويعهم وإفقارهم..
ــ رفيق ماركس أعتقد أنك والعزيز فردريك أنجلز بحاجة لأكثر من سنة، تعيشون في المدن المقدسة أن كان في العراق أو في السعودية وبلدان الإسلام الأخرى لتخرجا بحصيلة غنية عن الشاطي باطي الذي يملخ هذه الشعوب.
ــ رفيق ما هذا الشاطي باطي .. أفصح لي عنه!.
ــ الشاطي باطي رفيق لن ينفع معه حديث ساعة ونحن في طريق سفر .. الشاطي باطي .. رفيق هو كلشي وكلاشي صار ويصير بينه .. طراكيع مال الله وأعباده.
ــ رفيق جبار ليس الوقت وقت مزاح أو أحجيات وحزورات وتوريات.. حدثني أولا عن الشاطي باطي بعدين هاي طراكيع ماذا تعني أيضا.. عزيزي ربما معلومة جديدة أستطيع تضمينها كتابي الذي سوف يصدر عن الهوية القومية للدين.
تلك اللحظة ظهرت في الأفق القريب نقطة سيطرة عسكرية، فخفف جبار السرعة وقال لماركس بأن علية أن لا يحدث أحد من العساكر في نقطة التفتيش، فقط ترك الآمر له وهو من يتكفل بكل شيء، فوافق الرفيق كارل ماركس دون تمحيص أو اعتراض أو حتى الاستفسار عن الأسباب.
ــ رفيق ماركس هل لديك قطعة نقود بعشرين دولار؟ أنا أملك فقط نقود عراقية.
ــ نعم رفيق جبار يوجد عندي.
ــ رفيق ضع بيدك ورقة العشرين دولار، وحاول أن تبدو وأنت تقلبها بين أصابعك، على أن تظهر قيمتها جيدا.
ــ ولماذا أفعل هذا ؟
ــ ليس وقت أسئلة، وعليك أن تفعل ما أقول لنتجاوز هذه السيطرة وأسئلتهم واستفساراتهم، فربما أوقفونا لساعات بحجة وجودك معي كأجنبي، وسبب سفرك باتجاه الجنوب، وما الغرض منه،وإلى أي منطقة، ومن تعرف هناك، ومتى تعود، ولديهم هناك وفرة من الأسئلة لا طائل لها، وفي النهاية سوف يرتضون بما نمنحه لهم ويفرجون عنا، أما المحاولة التي أطلبها منك فأنها تختصر كل ذلك.. أعرفت ذلك رفيقي العزيز.
ــ كلا .. سوف أحاول ذلك، وعليك بعد عبورنا شرح ما تفضلت به الآن.
ــ أوكي رفيق.. سوف تتعرف على ذلك دون شرح مني.
توقفت السيارة جوار نقطة التفتيش، تقدم رجل طويل القامة ببزة عسكرية مجعدة وجاور السيارة عن قرب، ثم سار من أمامها حتى نهايتها. كان يمسك بيده اليمنى جهاز الكشاف الأسود بمجسه المدبب، ثم عاد وتوقف جوار نافذة الرفيق جبار.
ــ هل لديكم ممنوعات ؟.
ــ هاي شنو أحنه شكول ممنوعات الله يحفظك.
ــ سلاح أو قناني عطر .
ــ قناني عطر نعم بس سلاح لا .. منحتاجه بوجودكم الله يحفظكم.
جلبت حركة يدي ماركس مع ورقة النقود انتباه العسكري، فقرب جسده من النافذة وأدخل جزء من وجهه ليمعن النظر جيدا بما كان ماركس يضعه بين يديه.
ــ الأخ من الكاكية اليضربون درباشه ؟.
ــ لا هذا صديق من السادة آل مسيعيده، يومهم كله يقضونه بالصلاة والصوم.
ــ أها خوش وهاي شنو بيده ؟
ــ هاي ورقة دولارات.
ــ أي أعرفه بس جم دولار؟
ــ عشرون دولار وبس هاي عنده، وطول الطريق يلعب بيه..ممصدك .
ــ أخاف مزورة.؟
ــ بعدنه ما وصلنه للنجف حتى نزوره بالحضرة.
ــ ههها ههها .. كون أكدر أشوفه ..خاف مزورة .
مد جبار يده وسحب ورقة العشرين دولار من بين أصابع كارل ماركس ودسها بيد العسكري الذي بدوره أسرع وأخفاها في جيب بنطاله قائلا.
ــ عمي عساها أبختكم وأبو الحسنين يأخذ حوبتي وحوبة جهالي منكم، أذا طلعت مزورة.
ــ عزيزي أخذ رقم سيارتي ومن تطلع الورقة مزورة تكدر أتدور علينا وشتريد سوي بينه.
ــ الله وياكم طريق النجف على اليسره.. مودعين.
اقتربت السيارة من مدخل مدينة النجف الشمالي وتوقفت قرب حاجز سيطرة عسكرية كبير. فتشت بذات الجهاز الكشاف الذي يشبه المسدس بمجسه المدبب الذي راح يهتز مثل ذنب كلب. أقترب الجندي من النافذة وطلب أوراق جبار والرفيق ماركس الثبوتية. شعر جبار بالحرج فأوراق ماركس سوف تسبب لهما استفساروحوار طويل وإشكال لن يحل بسهولة، وخذ وهات لوقت طويل مع هؤلاء، وهذه السيطرة لا ينفع مع رجالها أي نوع من النقود، فهناك مفتش عام يقف ليس بعيدا يرقب ما يحدث بين الركاب وجنوده وكاميرات ترقب محيط ووسط السيطرة، وأيضا هناك دوريات تتعقبهم، فبوابة النجف تعني الكثير للحكومة المركزية والمحلية واختراقها يعني كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة وقطع للأرزاق وأضرار بالغة بالسياحة الدينية وانخفاض عوائد وواردات مجلس المحافظة وفوق كل هذا وذاك استخفاف بقدرة الحكومة على ضبط الأمن حتى في مناطق نفوذها.
ــ نقيب أبو زينب موجود.
ــ أي موجود .. شنو تريد منه؟
ــ كرايبي أريد أسلم عليه ..
ــ أي أطيني هوياتكم وبعدين أصيحلك نقيب أبو زينب.
ــ هسه قابل أحنه متهمين لو هاربين.. مو دا أكلك أبو زينب كرايبي .راح أطبك على صفحة وأنزل أحجي وياه.
ــ خوش عمي .. اذا أبو زينب كرايبك .. جا بويه أنه راح أندهر .. أتفضل أطبك على صفحة وطفي.
أوقف جبار سيارته جانبا وترجل منها، تاركا الرفيق ماركس جالسا فيها، يرقب بعينين قلقتين ما يدور حوله. عاد الرفيق جبار ومعه نقيب الشرطة أبو زينب وكان الأخير أنيقا ببدلة منشاة، حاسر الرأس وعلى كتفيه نجوم مطرزة بيضاء. كان مسرعا نحو السيارة، فتح بابها وراح في ترحاب حار للرفيق ماركس .
ــ أهلا بالرفيق العزيز .. أهلا بكاشف مستقبل البشرية، أهلا برب البنيوية والعقلانية والمادية والتاريخانية، يا أب البروليتاريا الثورية وهاديها لغدها الأفضل.
أصبح وجه كارل ماركس قرمزيا وهو يستمع لهذا المديح غير المتوقع من أحد عساكر الشرطة العراقية وبرتبة نقيب. فتبادل والرفيق جبار النظرات، شعر عندها جبار بالحرج الذي أصاب ماركس، فبادر وحسم الموضوعة بتدخل لبق.
ــ رفيقنا العزيز ماركس،أقدم لك رفيقنا الطيب أبو زينب، سبق أن كان محبا للشيوعية على عهد الدكتاتورية، وكان برتبة عريف بالجيش، أعتقل ثم طرد من وظيفته بتهمة الشيوعية، وبعد سقوط الفاشية البعثية أعيد إلى الجيش بعد الدمج وبرتبة ملازم ثان، واليوم هو نقيب ويحسب على جماعتنا، وهو ثوري تستطيع أن تضعه على يمينك عند الشدائد مثلما يقول المثل.
أبتسم الرفيق كارل ماركس ابتسامة عريضة ومد يده نحو أبو زينب مصافحا وقائلا.
ــ أهلا وسهلا بالرفيق العزيز أبو زينب.
تهلل وجهه أبو زينب فرحا وصرخ وهو يقفز جوار نافذة الرفيق ماركس.
ــ الله أكبر اليوم أصبحت شيوعيا حقيقيا .. اليوم ولدت من جديد، لقد صافحت أبو الشيوعية وهو أعترف بوجودي وإنسانيتي، وأبعد عني جميع تهم المغرضين والحاقدين. رفيق جبار لن أنسى لكم هذا الجميل ما حييت، بارك الله وجدي أبو الحسنين هذه الساعة. التقيكم في بيت عمي أبو زامل بحي الزهراء اليوم العصر مو هيج، لوما بعد ساعة عندي دورية تفتيش، جان أجيت وياكم أتبارك برفيقنا ماركس.
ــ رفيق أبو زينب تره أحنه ماراح نتأخر بالنجف بس نزور عمي أبو زامل ونتغده عنده ونشلع للناصرية ما أريد أوصل ليغاد بالليل.
ــ وسفه رفيق جبار مراح نلتقي بالرفيق .. مو خوش حسبه.
ــ بالرجعه راح أمر عليكم، وتسويلنه كعده مضبوطه تره عمك ماركس خلي على يمناك، دن ما ينترس عبه.
ــ يمعود بس تعالو.. بس تعالوا.. وفرحو روحي العذبتني تريدكم ..بس تعالو ... لو أجيتو كل عزيز بعمري أطشنه فدى لعيونكم ... بس تعالوا .
كان أبو زينب فرحا مثل طفل، لم يصدق بعد أنه التقى ماركس وصافح يده، فأصابته نشوة غريبة أفرغها حين راح يقبل الرفيق جبار ويضمه إلى صدره. ثم فتح له باب السيارة وقبله قبلة أخيره ..
ــ رفيق جبار الله عليك تره أنتظركم .
ـ أوعدك رفيق أبو زينب.
ارتفعت السيارة نحو الشارع الإسفلتي بعد أن كانت عند الجانب الترابي واستدار بها الرفيق جبار نحو الطريق الخارجي، متوجها إلى وسط المدينة ثم حي الزهراء وبيت العم أبو زامل. أخبر الرفيق جبار رفيقه ماركس بأنه سوف يخبر العم أبو زامل بأن ماركس موفد من الأمم المتحدة كعالم أثار، وبدوره فإن عليه أن لا يطيل أو يتعمق بالحديث، حين يحاول أبو زامل إثارة أي نقاش، فأبو زامل من النوع الفضولي وسوف يمطرهم بأسئلة لا نهاية لها، وأن عرف من أي بلد قدم ماركس فسوف يستعرض قدراته ومعارفه عن العلاقة مع الانكليز والألمان منذ مجيء فيصل الأول كملك على العراق حتى يومنا هذا.
استقبلهم العم أبو زامل والدهشة ظاهرة على قسمات وجهه المجعد. كان رجلا ممشوق القوام ووجه ميال إلى الحمرة رغم علائم الشيخوخة، ويبدو الوقار ظاهر عليه. يرتدي العقال والكوفية المرقطة. يلتف على خصره حزام جلدي عريض يضغط على طرفي الزبون الحني البراق.
ــ هله عمي جبار شلون الأهل، شنو هل غيبة ، وعدتنه على العيد الفات أشو ماجيت.
ــ والله عمي مشاغل، بس كون عله ثقة أني ما ناسي موعدي وأفكر دائما أجي أشوفك، واليوم أني كنت متوجه للناصرية بشغل ضروري، بس لكيته فرصة وكلت خلي أشوف عمي أبو زامل.
ــ يا أهلا وسهلا ومرحبة بيك وبصديقك .أم زامل خلي البنات يفرشن بغرفة الخطار، اليوم جبار أبن أخويه يبات يمنه وياه صديقه.
ــ عمي والله أنا جيت بس أشوفكم وأروح.. مكلف بشغله مهمة بالناصرية ولازم أوصله قبل ما يصير المسا.
ــ هاي صايره دايره .
ــ والعباس لوما شغلتي جان بتت يمكم، وصاحبي هذا لازم يكون بالناصرية اليوم قبل باجر.
أقترب العم أبو زامل من الرفيق جبار وبصوت هامس حدثه.
ــ أكلك بويه هذا منيلك.. أشو مو شكول عراقيي ، يصير من غير ديرتنه.
ــ لا عمي هذا مو عراقي، ويدكش بالحجي أدكش، وشويه يفتهم بالعربي ويتكلم بس انكليزي.
ــ جا اشعده بالناصرية ؟ .
ــ مكلف من الأمم المتحدة يروح يشوف الآثار .
ــ ليش ما يكدر يروح باجر.. شنو متوازي.
ــ عمي هذوله عندهم الشغل يعني شغل مو بشكلنه تمسلت.
ــ أي والله عمي.. أم زامل صبينه الغده الزلم ما ناويه تبقه هواي .
جلس الجميع القرفصاء على سجادة غطت أرض الغرفة، أبو زامل وثلاثة من أبناءه وجبار. لم يملك الرفيق ماركس القدرة على تقليد جلستهم، فأثنى قدم ووضع الأخرى تحت عجيزته. كانت أنظار أبناء أبو زامل تتوجه نحو ماركس، وراحوا يتبادلون الإشارات عن هيئته، أحدهم يغمض عينيه ويسدل يده عند فكه مشيرا إلى لحية ماركس، والأخر يشير بيديه لتهدل الشعر، ولم تهدأ تلك الحركات والإشارات لحين صرخ بهم أبو زامل.
ــ شنو سالفتكم .. شواذي..خوب مو شواذي.. ما تكعدون راحة وتتزقنبون.
لم يأكل الرفيق ماركس غير الشيء اليسير جدا، وكان يجد صعوبة حتى في ذلك. كان أبو زامل يدفع لماركس بقطع صغيرة من السمك، ويضعها في صحن الطعام الذي أمامه. كان ماركس يركز نظره نحو يد أبو زامل وهي تعبث بجسد السمكة وباقي صحون الطعام، ليقوم بتوزيع ما يريد على الجميع، ثم يأخذ بمص أصابعه بصوت مسموع. شعر ماركس بثقل يعتصر صدره وشيء من الغثيان ووجع حاد في معدته. شيء يندفع من أسفل معدته إلى أعلى ثم يرتد، شعر برغبة في التقيؤ فطلب همسا من جبار الذهاب إلى المرافق الصحية، فأرشده جبار على مكانها. واجهته هناك مسالة عصية على الحل، فتوقف قرب الباب ناظر إلى الفتحة التي تتوسط مستطيل مقعر قليلا. لم يفقه الرفيق ماركس كيف يمارس الاستفراغ في مثل هذا الوضع، فشعر بفورة من شيء حامضي تصاعد نحو حنجرته، عندها دفع ماركس رأسه نحو الأمام وأفرغ معدته من كل ما تناوله منذ الصباح حتى الآن.
تناول حديث الطريق بين الرفيقين وهما يتوجهان إلى محافظة الناصرية،مدينة النجف وقبابها الذهبية والسياحة فيها. وأبتعد ماركس عن التطرق لما كان عليه حاله أثناء وجبة الغداء في بيت أبو زامل. بدوره استطاب الرفيق جبار الحديث فراح يشرح لماركس ما يعرفه عن مدينة النجف، تأريخها وحواريها وأزقتها وقبائلها، ثم عرج ليشرح لماركس بشكل مسهب حكاية الحكام الفعليين للمدينة اليوم، وكيف تدر السياحة الدينية مبالغ مهولة على خزينة المحافظة، وأيضا هناك أموال الزكاة وغيرها، لكن بقيت المدينة حالها حال باقي المدن الدينية في العراق دون عناية واهتمام، ينتشر فيها الجوع وتعتمر أزقتها النفايات، وخراب البنى التحتية ظاهرة عامة، وانعدام الخدمات الصحية وغيرها، وقادة الحكم فيها يمعنون في الاستحواذ على الأموال ويشعلون الصراع السياسي والشخصي بينهم للتمويه عن السرقات. ثم وبنوع من الفخر تحدث الرفيق جبار عن الأمام علي بن أبي طالب، مسميا إياه أب الفقراء والاشتراكي الأول، معددا مناقبه ومستعرضا بعض أقواله. كان الرفيق ماركس صامتا ساكنا ساهما، وكأنه في حومة من تجلي تاركا للرفيق جبار ما يلذ له من حديث لحين اقترابهم من المدينة التي ظهرت معالمها عن بعد.
ــ سوف نصل مدينة الناصرية .. أنا أطلت بحديثي وربما ولد ذلك لديك بعض الضجر.
ــ لا قطعا كان حديثا شيقا. سوف أحتفظ من خلاله ببعض الملاحظات أقدمها لك وعليك أن تجيبني عنها لاحقا.
ــ جيد رفيقي العزيز.
خفض الرفيق جبار سرعة السيارة وأخرج هاتفه الجوال وضغط على بعض أرقام، ثم جاء الصوت من بعيد.
ــ نعم رفيق جبار ..هله وميت هله... هاي أنته وين...
ــ أني ورفيق ماركس قريبا سوف نصل الناصرية .. أعتقد ما يحتاج تجي ويه الرفاق حتى تتلكونه.
ــ بكيفك رفيق.. السيطرة راح يطلبون منك كفيل من المدينة.
ــ هاي شنو.. شغله جديده.. ليش شنو الناصرية صارت أقليم؟
ــ هاي بلاتيق مجلس المحافظة .. يقولون حفاظا على أمن المدينة.
ــ على أي حال راح أدبره وإذا ما دبرت، اتصل بيك تجي تتكفلنه.. بالمناسبة حجزت قاعة للقاء باجر؟.
ــ نعم رفيق كلشي جاهز .. فدوه لقلبك سلملي على رفيقنا كارل ماركس وكله الشباب على لهفة للقائكم.
ــ صار رفيق.. وهوه هم يسلم.. أوكي حبيبي أبو الشباب إلى اللقاء.


[email protected]



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس في العراق الجزء الثالث
- حيدر العبادي يخوط بره الاستكان
- الطفولة بين دواعش السنة ودواعش الشيعة
- صاحب موقع ويكيليكس - لو أنك تفضح جميع الملفات.
- كارل ماركس في العراق ج2
- اتفاقيات جانتلمان بين السياسيين وداعش
- واقعة الرمادي قوة المثل عن سذاجة السلطة العراقية وهزالها
- كارل ماركس في العراق
- هل الحشد الشعبي عراقي ؟
- حلف عسكري عربي لخنق تطلعات الشعوب
- الحذر الحذر من خطة أمريكا لتحرير الموصل
- استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي
- حقيقة المساعدات الأمريكية لمنظمة داعش
- في النجف هناك من يبغض الحب
- الاستثمار ودواعش مدن وسط وجنوب العراق
- شخصية المالكي لا تسمح له قبول الهزيمة
- ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل
- هلموا نتقاسم وطن
- مشهد أخر في نشوة القتامة وردع الأمل
- مقترح مشروع المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - كارل ماركس في العراق : الجزء الرابع