أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - كميل خاطر - عندما يموت الرغيف














المزيد.....

عندما يموت الرغيف


كميل خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:07
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


سجن الجلبوع
هجم الليل بقساوتة وحنانة على مخيم بلاطة والقمر بالمحاق عندها كانت ريماء تقزل ماتت جارتنا الحيفاوية كما يطلق عليها في المخيم قانعة بمعنى موتها وليست كما الاخريات اللواتي عرفتهن صمتت اباء لبرهة ورددت لشقيقتها ما قالتة جارتهن امامها قبل ان يسقط بلا ضجيج واضافت قبل ان يختنق صوتها الذابل اصلا بشكل كلي قالت الحيفاوية ارادت ان تضيف كلمة ما ، لو لم يختفها ذاك المقدس المتسلط رغم عدلة
رغم عدلة احيانا لانة يعمل على التساوي الاجساد واعادتها الى دورة الحياة متشابهة فدخل في هذة الاثناء صوت والدتهما مقاطعة وهي تقترب من جلستهما الوجدا نية تمسك بكلتا سنارة وكبة خيطان صوف تحيك قطعة قماش حمراء للحصول مقابلهما على بعض النقود . قائلا هذة شعارات والى وقتها
تابعت ريماء وصف موكب الجنازة الذي مر بالوقاق القريب من منزلهم بالمحارب دون ان تاية للذي قالتة والدتها عندها سمعت صوت زعقات خافتة لاخيها الذي لم يتجاوز الست شهور تقدمت بخطوات سريعة لكن حطوات امها كانت اكبر واسرع وعندما دخلت الفرفة المسقوفة بالزنك تسمرت للحظة مندهشة حين رات الطفل المتضور جوعا يمسك بيدة تدي امة الذابل الفارغ كالنمر الجائع حين ينقض على فريستة ويضغط شفتية الصفر اوتين الشاحبتين عبثا استمر بنفس الحركة متفائلا ولكن حلمة تلاشى كالسراب تاركا دموعة تمتزج
بقليل من المرارة الصفراء و لحظة الدهشة تحولت الى لحظات من التأمل الطويل . فبالرغم من عمق مأساتهم و مرارتها , كانوا يلهون بطريقة ذات طقس خاص كما يلهوا الزرع حين يقترب الغيث ,و ينظرون بعيون بعضهم البعض دون ان ينبسوا ببنت شفة تماما كما يلتقي الليل و النهار .
اقرتبت اباء في هذه الاثناء من الباب بعد استعدادها و شقيقتها لمسيرتهم الليلية لتأخذ ظرفين فارغيين من البلاستيك بحركة اعتادت عليها يدها اليسرى و هتفت لولتها واعدة بالعودة سريعا من المهمة الموكلتان معا بتنفيذها بصورة متكررة و اذا لم يخدش حيائهن اي شخص متواجد بالقرب من المكان المنشود بمحاذاة (ملحمة الجزار) عندها كانت تلف غطاء تقليدي حول رأسها , بينما لاحت عيناها من خلال الغطاء الذي يباسب لون ثيابها كما شقيقتها ريماء ,,لتتهيأن للهو مع حياتهن و سخرية استمراريتها بمعناها القدري و عند وصولهما للمكان المقصود رددت الاولى قول ابو ذر الغفاري "اتعجب ممن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج للناس شاهرا سيفه ".
فترفع من معنويات شقيقتها المترددة , و تحثها لجمع بعض الاضلاع و العظام المرمية بحاوية القمامة المستقرة منذ زمن بجانب مدخل ملحمة الجزار و بعد ان نفذت المترددة المهمة , عادتا الى المنزل و قالتا لوالدتهما بتصميم , هيا يا اماه لنبحث بمنفاها عن مكان حنون لا مردوخ يعبد بها , و لات رغيف يموت قبل انتقالنا الى المنفى الابدي الذي تستشعره و هو يلوح قريبا من الافق .
اقتربت الام متجاهلة ما يقع على مسامعها , تبحث عن الافضل بين الاضلاع كي تضعهم داخل القدر مع قليل من القمح المقشور لتجهز طعام الليل قبل ان يبزغ الفجر.
حينها ردت الشقيقة المرافقة و هي تضع عيناها داخل احد الظرفين فلا تنسي يا اختاه ان اجمل الزهور و اكثرها شذى هي التي تكسر الصخور و تخترق الجبال ,,فابتسمت الوالدة بسخرية ,و كأن خبرتها بالحياة اخضعتها امام طمع الاغنياء ,و حش الواقع..!!
و بعد انسلال شعاع الشمس من النافذة الشرقية ,كان الطفل يبتسم ببراءة الحقول ,تماما عندما رأى والدته و اخواته تتفتح روحهن من جديد كما زهر التفاح رغم البرد و الاسلاك المحيطة بالمكان.
كل هذا حدث اثناء تناولهن طعام العشاء صباحا ...و صباحا اجتمعن يقررن بشأن مصيرهن الغامض ..!! مصيرهن الذي صمم كغيرهم على ايدي المحتل ,و نفذ بمساعدة زعماء ..!! تم وعودهم بالحصول و اخذ كل شيء , فخسروا كل شيء .... و جلستهن المستمرة كانت ترجح كفة ميزانها مقدما للرضاء بالمألوف كباقي الفقراء.





#كميل_خاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الاحترام للصخر المتحرك
- مازال حيا


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - كميل خاطر - عندما يموت الرغيف