أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - خبرة الوحي عند محمد علميا















المزيد.....

خبرة الوحي عند محمد علميا


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 13:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


خبرة الوحي عند محمد علميا
من اين تأتي الافكار؟
ما هذا السؤال؟
عفوا هذا سؤال شرعي سُئلت عدة مرات.
الحقيقة الجواب واضح جدا. طبعا غالبية الافكار تأتي من الخارج عبر حواسنا - من البصر و السمع و الشم و اللمس و الذوق بصورة عامة - المتوجهة للخارج لتلتقي المعلومات و تنقلها للداخل و طبعا تنقلها بعد غربلتها و تقيمها للوعي. هناك وظائف داخلية ايضا كمراقبة اعضاء الجسم و تنظيم وظائفها التي لا نحس بها الا عند الشعور بالالم و المرض و لكن كميتها قليلة جدا بالمقارنة مع الانطباعات الخارجية التي قد تتجاوز مليون بليون انطباع في حياة الانسان وفق Robert Levine. هناك الالاف من المعلومات تتدافع و تتسابق كل دقيقة لتحظى بالانتباه واليوم فان كمية المعلومات التي تجدها في جريدة اوربية كبيرة واحدة في اسبوع واحد فقط اكبر من كمية المعلومات التي تعرض لها انسان في حياته عاش في القرن السادس عشر بغض النظر عن نوعيتها.

طبعا لا اقصد هنا فقط الرغبات بل غالبية انواع التفكير تأتي من الخارج و هذا يعني الفعل و رد الفعل فمثلا اثبتت ابحاث اجريت في بريطانيا بان الروائح تؤثر على سلوك السياقة لانها تؤثر على اللاوعي لتعبد الطريق امام انماط خاصة من التفكيرللظهور على السطح فمثلا تحرك ريحة الحشيش بعد قطعه احلام اليقظة و ريحة الخبز تشجع السائق ان يقود سيارته بسرعة لان الجوع يدفعه الى الاستعجال و ريحة العطر النسائي تستيقظ احلام جنسية عند الرجل و حتى ريحة السيارة الجديدة تشجع السائق على السياقة بحذر للمحافظة عليها.

فاذا كانت الروائح تثير انماط خاصة من التفكير بهذه الدرجة فكيف اذن بالصور و انطباعات العين الطاغية تبلغ (80%)؟ تؤدي صورة اعلانية مثيرة الى نوع من العمى الحسي يدوم خمس الثانية وفق بعض العلماء و لكنه كاف ليؤدي الى وقوع حادثة رهيبة. اهم محرك لنبضات الانسان هو البشر اي اننا لا نستطيع ان نمنع الافكار (تجاه البشر) الا بانعزالنا كالمشي في الجبال و الصحاري لوحدنا و لكن لاحظ بان رد فعل الانسان على هذه الخبرة غير الانسانية في العزلة تخلق للانسان (مرافق خيالي) بجانبه. تستطيع ان تسمي هذا المرافق او الصاحب الخيالي بالوسوسة او الجنون كما تشاء و لكن الذي يعيشها يحس بها كحقيقة واقعة لانها اتت نتيجة هاجس الانسان و ادمانه على افكار معينة سابقا تتحول في الوعي الانساني الى صورة او صوت في العزلة.

هناك قصص واقعية عن هذا المرافق الخيالي في العزلة. فمثلا اراد الطبيب Hannes Lindemann في الخمسينات عبور المحيط الاطلنطي و ظهر له في لحظة في سفره افريقي و عندها بدأت معه هذه المحادثة:
اين تبحر؟
الى رب العمل؟
اين يسكن
في الغرب
عندما سمع Lindemann الغرب انتبه الى البوصلة و صحح اتجاه السفر. انشغل السيد Lindemann في تمارين التنويم المغناطيسي التي مارسها سابقا بالاتجاه نحو الغرب لدرجة بدأ هذا النمط من التفكير يظهر حتى في وسوسته على شكل صورة. تبين قصة الامير الصغير لـ Antoine de Saint-Exupe´ryبان العزلة في صحراء شمال افريقيا اثر في خياله لدرجة ظهر له امير صغير. يقول السيد المذكور بانه حصل عنده عطل في محرك سيارته و لانه كان وحيدا و لم يكن مصلحا للسيارات اي عندما وصل الى حالة بين بين – حالة خطيرة بين الموت و الحياة و هو لديه كمية محدودة من الماء. قضى ليلته الاولى في رمل الصحراء و في صباح اليوم التالي ايقظه صوت غريب يقول: رجاء ارسم لي خروف؟
قفزAntoine على قدميه عندما تفاجأ و مسح عينيه ليرى رجل صغير غريب امامه (كالجن) و اجاب: عفوا ماذا تعني؟
ارسم لي خروف

تقول زوجتي ان رسم الخروف محاولة للتامل و الهدوء و التركيز او محاولة نفسية لتخفيف المشكلة و حلها). وفق هذه الابحاث النفسية العلمية التي تؤكد بان رد فعل الانسان على العزلة هو التعويض بصاحب خيالي او انسان صغير (الجن) نستطيع ان نقول بانه تهيأ لمحمد فعلا في سورة الجن بأن نفر من الجن استمع الى القرآن و بان محمد في سورة النجم فعلا رأى وحي (خيالي) للاسباب الاتية:

اولا هذه الخبرة المحمدية يدل على تركيز و انشغال (هاجس او ادمان) محمد الكثير بموضوع الجن و الوحي لدرجة يظهر الوحي له و يتكلم معه في هلوسته و يعتقد بان الجن استمع للقرآن او بعبارة اخرى تتحول الهواجس في الوعي البشري الى صورة و صوت.
ثانيا لا تأتي هذه الخبرة الا في العزلة و كما يقال كان محمد يبحث عن العزله
ثالثا العزلة في الصحراء هي اكثر انواع العزلة دراماتيكيا للتأثير على النفس و تحريكها
رابعا الانسان حيوان اجتماعي لم يخلق ليعيش في العزلة و الدليل على ذلك اثبات وجود خلايا من النوع المسمى بالخلايا العصبية المرآتية Mirror neurons (اكتشفت عام 1991 عندما اراد الايطالي Giacomo Rizzolatti مدير المعهد الفزيولوجي لجامعة Parma ان يبحث كيف ينظم الدماغ تخطيط و تنفيذ الاهداف البشرية ) لفهم تصرفات الاخرين و دلالاتها. للمزيد عن الموضوع راجع:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D8%B1%D8%A2%D8%AA%D9%8A%D8%A9
خامسا كمية المعلومات التي تعرض لها محمد كانت قليلة جدا بالمقارنة مع الكمية الهائلة من المعلومات التي تسقط علينا اليوم و بالتالي فان عالم محمد كان محددا اقتصر على الله و الوحي و النار و الجنة و التجارة و طبعا البعير و الغزوات و بعض المسائل البسيطة الاخرى.

سادسا تساعد الخلايا المرآتية الانسان على تقليد البشر كما يقلد المراهق الممثل (سميت بالخلايا المرآتية لانها تعكس رد فعل البشر) اي ان خلايا محمد المرآتية جعلته يقلد الانبياء قبله خاصة بسبب هاجسه بالافكار الدينية السابقة. يقول الباحث Paul Watzlawick بان للمعلومات جانبين - جانب المحتوى و جانب العلاقة ( لغة البدن و الاشارات و نبرات الصوت الخ اي الجوانب غير اللغوية non-verbal و بان جانب العلاقة اهم بكثير من المحتوى. يسمى تفكيك المعلومات بـ Thin-slicing .
سابعا لربما ساعدت حياة محمد كيتيم لخلق صور خاصة عوضت عن عزلته الاولى.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعوذ بالمانيا من الشيطان الرجيم
- (التجارة - الدين - السياسة) بالتسلسل
- ثلاثة نماذج
- نظرية 80/20
- من يريد استيرادها؟
- عزيزي السيد الميت:
- بصورة خاصة
- ذهبت لتشتري روحا جديدة
- اشرف من اشرف المرسلين
- تحل مشكلة و تخلق مشكلة
- تحولت حياتي الى قائمة
- قرار العين
- لا تحسب: 2 + 2 = 5
- الاضطرابات الاسلامية Islamic Disorders
- لا تصدقني زوجتي..
- الصعلوك النبيل
- الجندي الغبي – الشرطي المفلس 2
- الجندي الغبي - الشرطي المفلس
- الخادم - الخالق - الفندق
- ما فائدة الحبر للبدوي؟


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - خبرة الوحي عند محمد علميا