أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صادق جميل السومري - الرموز المسيحية في الاسلام العربي















المزيد.....

الرموز المسيحية في الاسلام العربي


صادق جميل السومري

الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 11:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



يشيرالباحث د .سليمان بشير في كتابه (مقدمة في التاريخ الاخر )الى الراي القائل بان النهضة العمرانية والدينية في بلاد الشام قام بها الامويون لتعزيز مكانة الاسلام في بلد كان لايزال مسيحيا في الاساس , او بحسب تعبير سليمان بشير ( نصرانيا ).حيث شكل جزءا من عملية التحول التي قام بها الامويون باتجاه اتخاذ الاسلام دينا رسميا للدولة والابتعاد عن تعاليم الكنيسة البيزنطية .

ان التداخل بين شخصية عمر بن الخطاب وعبد الملك بن مروان واضح ليس في ارتباط كل منهما بالقدس فحسب بل وبعملية تعريب الاسلام ككل . لاحظ احد الباحثين ان قصة الاسراء التي تضع القدس كقبلة اولى في اطار تاثير العناصر اليهودية المبكرة لاتظهر ضمن الكتابات الاموية على مسجد القدس .

لقد رفض عمر الجمع بين القبلتين في القدس على الرغم من طلب اليهود اليه ذلك . وفي حين نجده يعطي النصارى امانا على ارواحهم وكنائسهم فق روي انه منع اليهود من العيش بينهم . كما ان الرواية الاسلامية تجعل من تتويج معاوية على جبل الجلجلة وعند موقع كنيسة جيتسمانيا .

يبدو ان العداء بين الامويين واليهود ليس له علاقة بالقران وبموقف محمد من اليهود , بل من مساندة اليهود وتحالفهم مع ثورة عبد الله بن الزبير ضد الامويين وضد محمد ابن الحنفية . وهذا يعني بحسب الباحث سليمان بشير ان عمليةابادةوتهجير يهود بني قريظة والقنيقاع تمت بعد القضاء على حركة ابن الزبير في معركة الحرة سنة 63 هجرية وليس في زمن محمد . وان ورود القصة في كتب السيرة واسنادهاالى محمد ليس الا من قبيل اضفاء الشرعية على اعمال غير شرعية قام بها الامويون والعباسيون .

علما ان مفاهيم المهابدة ( الابادة ) غير موجودة عند العرب , ومحمد واحدا منهم , بل موجود عند الامويين المرتبطين بالتراث البيزنطي وموجودة عند العباسيين المرتبطين بالتراث الساساني . وقد حاول معاوية نقل قبر محمد الى بلادالشام .وفي الروايات الاسلامية يظهر عنصر التعميد بالماء (الغطاس ) في نهر الاردن واضحا .

ومن الروايات التي تحدثت عن زيارة عمر بن الخطاب الى بلاد الشام تلك التي ذكرت انه ( توضا من بيت نصرانية) . وان ( اركون الجابية ) صنع له طعاما في الكنيسة ( فطعم عمر ثم حضرت الصلاة فصلى عمر باصحايه في الكنيسة ).لقد اضافت الروايات الاسلامية تداخلا بين شخصية عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز .
وقد تركت لنا احدى الروايات صدى غامضا لانتساب عمر بن عبد العزيز الى عمر بن الخطاب وتشبهه به .
ويذكر ان عمر بن عبد العزيز قد لقب ب ( الراهب )وانه اختار دير سمعان مدفنا له . كما يلفت الانتباه الى ان قصة الصلاة في الكنيسة التي ذكرت عن عمر بن الخطاب تتكرر ايضا في عمر بن عبد العزيز ايضا .فقد روي عن اسماعيل بن رافع قوله ( امنا عمر بن عبدالعزيز في كنيسة بعدما استخلف ).

اما نقاشات عمر بن الخطاب في القدر اثناء زيارته للجابية فانها اقرب الى جو النقاشات التي دارت في دمشق حول هذا الموضوع منذ اواسط العهد الاموي .
يقول سليمان بشير ( ولعلنا في الواقع واقعون امام احد جوانب الجو الذي رافق الصراعات المذهبية التي رافقت انسلاخ الامويين عن الكنيسة البيزنطية تشير الى كون النقاش في القدر مثله في ذلك مثل النقاش في مسالة طبيعة المسيح اللاهوتيةوالناسوتية .فقد احتدت هذه النقاشات قبيل الاسلام . وفي الوقت نفسه فان الرواية الاسلامية لاتدع مجالا للشك في ان هاتين المسالتين كانتا من اهم قضايا الخلاف بين الاسلام والمسيحية في تلك الفترة المبكرة.

ومن الناحية الاخرى يمكن اعتبار القول بالقدر احد الاشكال التي اتخذتها معارضة تقبل الاسلام وانتشاره في بلاد الشام ).

الامر الذي يفسر الحديث المنسوب الى محمد بان القدر ( شعبة من النصرانية ).وربما جاءت الايات القرانية والاحاديث النبوية التي ذكرت القدر والتنازع فيه لتعكس اجواء النقاش الذي رافق هذه التحولات .
ان اشهر الامويين الذين قالوا بالقدر كان يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب ب (القدري ) ولقب ب (الناقص ) لانه نقص من مرتبات الجند . ان الكثير من الرموز والعناصر المسيحية التي توقف عندها مشاهير الباحثين امثال فلهاوزن وبروكلمان وجب دخلت الاسلام عن طريق الامويين . الامر الذي انعكس في شيوع الكثير من الروايات والاحاديث التي نسبت الى محمد والتي يعتقد سليمان بشير انها تعود الى هذه الفترة . من ذلك ماروي عن ان ورقة بن نوفل كان نصرانيا . كما ساد اعتقاد قوي لدى الباحثين ان فكرة الحساب والثواب والجنة والنار هي فكرة مسيحية وردت تفاصيلها في كتابات آباء الكنيسة الشرقية .كذلك بعض اشكال الصلاة الاسلامية كالوقوف والركوع . الخ ..تشبه اشكال العبادة لدى بعض الطوائف المسيحية في بلاد الشام .
ويبدو ان تعبير ( الرسول )الذي هو في الاساس تعبير مسيحي يظهر في هذه الفترة كلقب لمحمد وذلك الى جانب تعبير ( النبي )الذي يرتبط بالتوراة وبالارث الديني الاسرائيلي .
كما تبرز شخصية وموقع عيسى ابن مريم في الاسلام بعد ان كان المثال الموسوي هو المسيطر في الفترة المبكرة من الدعوة .

ان تمرد نصارى الشام على الكنيسة البيزنطية في مسالة طبيعة المسيح قد انعكس في رفض الاسلام لفكرة انه ( ابن الله ).
ان ذلك يفسر ماانتشر في بلاد الشام من الاحاديث التي ربطت عيسى ابن مريم بالدور المزدوج الذي اخذ في الظهور , ذلك هو دور المسيح – المهدي يوم القيامة في القدس . ولموازنة الاحاديث والروايات العراقية والشيعية حول المهدي , ينتشر في بلاد الشام رد معاوية على الشيعة قوله ( وقد زعمتم ان لكم ملكا هاشميا قائما , والمهدي عيسى ابن مريم صلوات الله عليه وهذا الامر في ايدينا حتى نسلمه له ).
لقد شهدت فترة صدر الدولةالعباسية ظهور حركة ( السفياني المنتظر ) في بلاد الشام زمن الخلاف بين الامين والمامون . وقبل ذلك بقرن من الزمان خرج عبد الرحمن بن الاشعث في فارس والعراق وخلع عبد الملك بن مروان و ( سمى نفسه ناصر المؤمنين . وذكر انه القحطاني الذي ينتظره اليمانية وانه يعيدالملك فيها ..). ووجدت فكرة القحطاني المنتظر اصداء لها حتى في الاحاديث المنسوبة الى محمد .

ان الابعاد الدينية والسياسية حول مسالة ربط عمر بن الخطاب ببلاد الشام وعلي بن ابي طالب بالعراق تكتسب رمزية كبيرة بقصة تخليف عمر بن الخطاب لعلي عند سفره الى بلاد الشام .
يروى عن عمر بن الخطاب انه في مقابل اسقاط الجزية عن بني تغلب فرض صدقة مضاعفة على مواشيهم واعتبرها خراجا . ومن المحتمل بحسب سليمان بشير ان تكون مسالة اعتبار الصدقة المضاعفة خراجا مجرد اضافة متاخرة . وفي الوقت نفسه فان المد القبلي قد ميز اواسط الفترة الاموية خاصة في الفترة التي اعقبت معركة مرج راهط .

كما ارتبط تعريب الدولة بعبد الملك بن مروان .غير ان مااشارت اليه بعض الروايات من ان عمر اشترط على بني تغلب في مقابل معاملتهم معاملة خاصة بعدم بناء كنائس جديدة وعدم تعميد اولادهم لايتناسب وبقاء بني تغلب النصرانية حتى فترةعبد الملك بن مروان . واحد الشواهد على ذلك ظهور الاخطل الشاعر التغلبي في مجلس عبد الملك بن مروان يقطر من لحيته والصليب معلق في رقبته . الامر الذي يثير الشك بان بعض الاجراءات التي نسبت الى عمر بن الخطاب لم تكن بالفعل الا في عهد عمر بن عبد العزيز .
ان سيطرةالامويين على مقاليد الامور قد رافق تنصيب ابي بكر على المدينة . ونعرف الدور الذي لعبه الامويون في شخص عثمان في تنصيب عمر خليفة على المدينة . والرواية الاسلامية تجعل من عمر يوزع ولاية جيوش الفتح والامصار على الامويين وقريش.

ولعل المدينة كمقر لمحمد بقيت تتمتع ببعض السلطة الدينية والشرعية . الامر الذي استغله الامويون في تدعيم سلطة حكمهم ايضا . غير ان سليمان بشير يعتقد بان سيطرتهم كانت سابقة على تلك الشرعية ونفصلة عنها . الامر الذي يفسر ان (خليفة المدينة ) لم يحتفظ بالجيش وعدم وجود اي مظهر من مظاهر القوة العسكرية في المدينة نفسها عاصمة الدولة .



#صادق_جميل_السومري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكريس فكرة الاسلام العربي
- عبد الملك بن مروان والاسلام العربي
- هل تحالف محمد مع الامويين ؟
- العراق بيئة طاردة للتنمية وللاستثمار الاجنبي
- بيئة حاضنة للفساد وطاردة للبيئة
- المساكنة واباحة الجنس
- المسيح لبنانيا من جبل الكرمل
- المسكوت عنه في قصة الغرانيق
- ضياع اصول معاني الكلمات واختفاء الاثر


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صادق جميل السومري - الرموز المسيحية في الاسلام العربي