أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!















المزيد.....

يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال إن الملكة ماري إنطوانيت زوجة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر قالت أثناء الإضطرابات التي إجتاحت فرنسا نتيجة الفقر وفساد السلطة الحاكمة وتلاعبها بمقدرّات وثروات بلادها وبعد هتافات الجماهير الجائعة وهي تطالب بالخبز "إذا لم يكن هناك خبزاً.. لماذا لا تعطوهم بسكويتاً"، وقد دخلت مقولتها هذه التاريخ من أوسع أبوابه لتشير دوما الى بطر السلطة وعنجهيتها وإستهتارها بجموع الشعب المضطَهَد والإستهزاء به.

في عراق اليوم لدينا الالآف من أتباع الاحزاب الدينية والمتحاصصة الأخرى على شاكلة "ماري إنطوانيت" من الّذين يستهترون بمصير شعبنا ويرقصون على أصوات آهاته وكأن لهم مع هذا الشعب عداء قديم، ومن أمثال هؤلاء برلمانية تقسم بأغلظ الايمان من إن راتبها البرلماني لايكفيها حتى منتصف الشهر! وآخر يرفض إلغاء تقاعد البرلمانيين كي " لايديح في الشوارع كما الشعب العراقي!!" حسب قوله، وآخر يضحك على شعبنا دون خجل وهو يقول في مقابلة تلفزيونية " لقد وفّرنا للشعب ماءا فطلب الكهرباء ووفّرنا له الكهرباء فطلب الامان ووفّرنا له الأمان فطلب زيادة في الحصّة التموينية فدعمناها بثلافة آلاف دينار وعملنا على إنهاء الاحتلال حتّى قال البعض لنا ماذا أبقيتم للآخرين وأنتم تقدّمون للشعب كل ما يحتاجه!!". بأمثال هؤلاء الساسة وغيرهم من سارقي المال العام والمتاجرين بثروات البلد أبتلي شعبنا الّذي ما صدّق أن خرج من حفرة البعث الفاشي ليسقط في جبّ الاسلام السياسي الذّي لاقرار له.

أن تضحك أحزاب المحاصصة على الناس وتقودهم من أزمة ألى أخرى مستهترة بمصائرهم أمرا ليس بغريب عليها مطلقا، فهي ومنذ اليوم الأول لوصولها للسلطة على قطار أمريكي عمَلت بجد ومثابرة وبتصميم عال على تدمير البلد ونهب ثرواته وإذلال شعبه. لكن أن تقوم مؤسسة دينية بحجم مرجعية النجف الأشرف التي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة من أمور شعبنا ووطننا دون أن تساعد تدخلاتها هذه في تحسين الواقع المعاشي للناس أو الحد من الفساد والرشوة والمحسوبية والقتل على الهوية وغيرها من المشاكل التي تناسلت وتتناسل كل يوم، بالضحك على ذقون الناس وهي تدّعي دفاعها عن المحرومين يعتبر أمرا غير منطقيا بالمرّة. كونها تعتبر نفسها القيّم على العراق وشعبه ويوافقها بالرأي جميع الاحزاب العراقية تقريبا للأسف الشديد غير آخذين بنظر الاعتبار أن حشرهم للمرجعية الدينية بكل أمور السياسة والمجتمع وإعتمادها مرجعا لحل المشاكل والتوجه اليها للشكوى من موقف سياسي معين، سيدفع البلاد الى بناء دولة فقيه غير معلنة ولدينا في العراق اليوم هذه الدولة. فصلاة الجمعة في كربلاء خصوصا وبقية المدن عموما هي التي ترسم سياسة البلد وتوجه الناس ببوصلتها الدينية، ومن غير المنطقي أن يتوقع المرء من مؤسسة دينية إعلان حربها على أحزاب دينية ومن نفس طائفتها وإن نهبت هذه الاحزاب جميع ثروات العراق.

لقد كشف وباء الكوليرا الذي فتك بعشرات المواطنين لليوم أن المرجعية الدينية بالنجف الاشرف في واد وفقراء العراق في واد آخر. ففي خطبة الجمعة ليوم أمس 25/9/2015 أستمعت شخصيا الى صوت " ماري إنطوانيت" وهو يطالب فقراء العراق الذّين يعيشون على أكوام النفايات وبين المزابل بـ "شرب الماء المعقّم"!! إذ قال الشيخ الكربلائي في خطبته "الذين يهمنا هو الفات المواطنين الى اهمية رعاية الامور التي تقلل من احتمال الاصابة بهذه المرض الفتاك ومن اهمها كما يقول الخبراء هو عدم استخدام المياه الملوثة واقتصار مياء الشرب للماء المعقم وتجنب شرب مياه الانهار وغسل الفواكه والخضروات التي تؤكل بالماء المعقم وغسل اليدين قبل اعداد الطعام وقبل الاكل وبعد استخدام المرافق الصحية ومن الضروري ان يهتم المواطنين بالتعليمات للوقاية من هذا المرض الخطير حماية لانفسهم من الاصابة به".

بالله عليك أيها الشيخ الكربلائي، هل يملك من يجمع قوت يومه بالعمل بين أكوام القمامة مالا ليشتري به الفواكه ويغسلها بماء نظيف ومعقّم؟ وأين هي المياه النظيفة والمعقّمة التي توفرها دولة المحاصصة التي جائت الى السلطة برعاية المرجعية الدينية وتوصياتها للناس بأنتخابها طمعا بولاية عدل الامام علي لتغتسل به قبل الاكل وبعده وبعد أستخدامهم للمرافق الصحية، إننا في ظل عراقكم الإسلامي لم نرى عدلا أيها الشيخ الكربلائي ولكننا رأينا الإمام علي مقتولا على أبواب الخضراء بسيوف مئات أبناء ملجم من مريديكم؟

يقول الامام علي أيها الشيخ الكربلائي "لاتستوحشوا طريق الحق لقلّة سالكيه"، فأسلك طريق الحق في أن تسمّي الأسماء بمسمّياتها وتشير ومعك المرجعية إن كنتم حريصون فعلا على هذا الوطن، ليس الى مواطن الخلل التي نعرفها جميعا بل الى أسماء من يقتل العراق يوميا والتي نعرفها أيضا. إعلن من على منبرك عند ضريح أبا الاحرار الحسين بن علي وبصوت حر وبعزيمة الحرّ الذي مال الى معسكر الحق مقابل معسكر الظلم ودون وجل وخوف ومجاملة عن أسماء السرّاق واللصوص وبيّاعي الوطن ليعرف شعبنا حينها من إنكم فعلا تقفون الى جانبه، إعلن عن أسماء لصوص دخلوا البرلمان عن مدينة الحسين ليس لشيء الا كونهم قريبين من رأس السلطة حينها، أعلن عن أسماء قادة الميليشيات التي تشكل خطرا كبيرا على السلم الاهلي وهي تمتلك جيشا موازيا للجيش العراقي، إعلن وبالأسماء عن قضاة لصوص ومرتشين و لاتأخذك فيهم لومة لائم كوننا نعرف أسمائهم أيضا. لكن الفرق بيننا وبينكم أيتها المرجعية الدينية هو أن أصواتكم مسموعة من قبل المؤمنين بكم الذين منحوكم عقولهم لتفكروا بها بدلا عنهم، فلا تستغلوا هذه العقول لتبقى غير فاعلة في الذود عن مصالحها بالتستر على أسماء القتلة والمجرمين والطائفيين سنّة وشيعة وعربا وكوردا. وإن لم تكن لديكم القدرة على كشف المجرمين وبالأسماء لأسباب بتنا لانجهلها" فأعيدوا للناس عقولهم التي صادرتموها بأسم الدين ليبدأوا بأنفسهم أستخدامها وقد بدأوا إستخدامها وهم يصرخون " بإسم الدين باگونا الحراميه"

السيد الكربلائي إن الاحزاب الطائفية تطلب النصر بالجوركما قال الامام علي وليس أمامكم كمرجعية دينية كي لاتكونوا شركاء معهم في جورهم الّا أن تنصروا الفقير من ظلم اللصوص. أيها السيد السيستاني أقول لكم كما قال الامام علي وهو يرى فقر الملايين وغنى الالاف فخاطب نفسه قائلا " إضرب بطرفك حيث شئت من الناس فهل تبصر الّا فقيرا يكابد فقرا، أو غنيّا بدّل نعمة الله كفرا". فأخرج الى حيث شئت من الناس وفي مدينة أمام العدل لترى الفقراء يكابدون فقرا والاغنياء من الساسة والعصابات الدينية قد سرقوا كل شيء، لا ضير في خروجك الى الناس لتعرف معاناتهم فأنتم ورغم مركزكم الديني لستم بأفضل من الامام علي الذي كان يتجول في طرقات الكوفة ليلا ليطمئن على الفقراء وحالهم.

أنعم أيها السيد السيستاني على أيتام العراق وأرامله من أموال الوقف الشيعي وهو أمبراطورية مالية ضخمة فهذه الأموال ملك لهم وليس لأمريء غيرهم. الله الله في أيتام العراق والله الله في أرامله وثكالاه أيها السيد السيستاني.

من عرف نفسه فقد عرف ربّه " الامام علي" ... لقد عرفنا نفسنا مضطهدون يا علّي فعرفنا ربّنا، وعرف الاسلاميون أنفسهم وعرفناهم لصوص فهم لايعرفون ربّهم.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي
- لكل نبي مزار .. فليكن للنبي -آلان- مزار *
- الشيوعيون والصدريون
- إعلان إرهابي تحت أنظار العبادي!!
- قراءة في بعض ما جاء في خطبة المرجعية الاخيرة
- حوار في كعبة التحرير
- القبّانچي معمّم يزن دون قبّان
- نتظاهر ضد الفساد فضد من يتظاهر العامري
- خندق واحد أم خندقان ... بلبوس حزب الدعوة هذه المرّة
- السيد السيستاني هذه نتائج وقوفكم على مسافة واحدة من الجميع
- وصولكم أيها الاسلاميين الى السلطة هو الذّي دبّر بليل
- إنزلاق المنطقة نحو الحروب بدأ من العراق
- المالكي يُكَذّب الله!!
- هل سرسرية زيونه - ساده من جماعتنه-؟
- صرخة زينب في كربلاء الأموية
- الحل في أن ترهنوا شعبنا بدل نفطكم أيها السيد زيباري
- متى تبدأ غزوة الأندلس الثانية؟
- العدد 312


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - يا فقراء العراق إشربوا الماء المعقّم !!