أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - من فقراء شعب مصر إلى رئيس وزراء مصر














المزيد.....

من فقراء شعب مصر إلى رئيس وزراء مصر


كريمة الحفناوى

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 00:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



تناول المقال السابق أهمية وجود رؤية بعيدة المدى وقصيرة المدى للحكومة لبناء مصر الحرة الأبية، مصر استقلال الإرادة الوطنية، مصر الدولة الحديثة المدنية، دولة القانون والعدالة الاجتماعية. كما أكد المقال على أننا فى حاجة إلى حكومة الحرب على الإرهاب والحرب على الفساد والحرب على الفقر. كما طالبنا ألا تقف الحكومة فى مكانها وتبصر تحت قدميها لتقدم خطة عمل يوم بيوم لأنها ستترك الحكم بعد عدة أشهر.
وفى السطور التالية أؤكد على أن التصريحات العظيمة والكبيرة والطموحة دون خطة شاملة لا تبنى بلدا. تلك التصريحات التى تتردد يوميا على آذان الشعب المصرى، والتى عادة لا يتحقق منها شيئ، أو يتحقق منها أقل القليل، وفقا للأشخاص وخبراتهم وإرادتهم، كل فى وزارته، مع غياب العمل كفريق متكامل.
فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة والأزمة المالية، نحتاج إلى حكومة عدد وزاراتها أقل بكثير مما نجد فى التشكيل الحكومى الأخير، مما يساعد على كفاءة الأداء وتقليل نفقات الجهازالإدارى المتضخم فى ديوان الحكومة.
يا رئيس وزراء مصر، هل تعلم أن الخلل الكبير فى هيكل الأجور يجيئ من سوء التوزيع داخل المؤسسات الحكومية؟ فمن يعملون بجهد وكد يأخذون أقل القليل، ومن يجلسون فى هياكل الوزارات والإدارات الكبرى يتحصلون على أغلبية ميزانية الأجور!
يارئيس وزراء مصر، إن كل هذا العدد من الوزارات معناه مزيد من الإنفاق الحكومى على "الشيئ لزوم الشيئ". أى خدمة هذه الوزارات وكبار شاغليها وموظفيها، والصرف على تجديد مكاتبهم، وأساطيل السيارات، وبدل سفر الوفود دون طائل من سفرياتهم فى معظم الأحيان، ومصاريف أطقم الحراسة. اليس كذلك؟
من الممكن اختصار هذه المصروفات إلى أقل من النصف إذا تقلصت عدد الوزارات إلى عشرين إلى أربع وعشرين وزارة، مثل معظم الدول، معتمدة على عدد من المجموعات: مجموعة اقتصادية يقع تحتها المالية والاقتصاد والاستثمار والزراعة والرى والصناعة، ومجموعة للخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم والبحث العلمى والإسكان والشباب والرياضة والنقل والاتصالات، ومجموعة تشمل الثقافة والإعلام والاستعلامات والآثار، بالإضافة إلى الوزارات السيادية (الخارجية والداخلية والدفاع والمالية). كثرة الوزارات تجعل المسئولية مشاعا فى العديد من الحالات. هل سمعت يا رئيس وزراء مصر عن مأساة المركب التى غرقت فى النيل فى الوراق بأكثر من خمسين ضحية؟ هل سمعت تصريحات المسئولين؟ كل منهم يلقى اللوم والمسئولية على الآخر بين الحى، والشرطة النهرية، ووزارة الرى وغيرها!
مثال آخر: الم يكن من الممكن أن تتشكل وزارة واحدة للثقافة يتبعها هيئة للآثار، بجانب كل هيئات الإبداع والفنون؟ وبمناسبة الحديث عن الثقافة، أين المجلس الوطنى للإعلام؟ لقد تم إلغاء وزارة الإعلام منذ ما يقرب من سنتين ولم يتشكل المجلس حتى الآن، والذى كان عليه أن يضع ميثاق شرف للإعلاميين مع إنشاء نقابة للإعلاميين ووضع خطة وطنية قومية للإعلام المصرى دون تدخل من أى جهة أخرى. خطة تتواكب مع نشر منظومة القيم والأخلاق والمعرفة والانتماء للوطن، ومحاربة الأفكار المتطرفة المتشددة.
هل نطمع فى أن يخرج علينا رئيس وزراء مصر برؤية شاملة تضع خططا فى كل المجالات، مع آليات تنفيذها ومواردها وخطتها الزمنية؟
ثم نجيئ إلى ما يهم فقراء شعب مصر، وهم الأغلبية، والذين يعيش معظمهم حياة غير آدمية فى أماكن غير آدمية. إن مصر التى تباهى العالم بأن 60% من شعبها شباب فى سن العمل، تعانى من بطالة ربع قوة العمل وفق الإحصاءات المعتمدة غير الرسمية رغم أن الإحصاءات الرسمية لا تعترف بأكثر من 13%!
هؤلاء الفقراء حينما خرجوا للموافقة على الدستور وجدوا فى باب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أحلاما تعتبر لتحقيق عدالة اجتماعية تنتزعهم من المعاناة ومنها النص على تأمين صحى اجتماعى شامل لكل المواطنين ومن كل الأمراض، وزيادة ميزانية الصحة إلى 3% من الناتج القومى الإجمالى، تزداد تدريجيا حتى تصل إلى النسب العالمية التى تبلغ ضعف هذه النسبة. وتنص أيضا على زيادة ميزانية التعليم قبل الجامعى إلى 4%، غير 2% للتعليم الجامعى و1% للبحث العلمى. وتنص أيضا على حق السكن والغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحى. وبمناسبة مياه الشرب، هل تعلم يا رئيس وزراء مصر أن هناك أحياء وقرى ومراكز أهلها عطاشى بالأيام والأسابيع والشهور، وبالقرب منهم على بعد عدة كيلومترات، التجمعات السكنية (الكومباوندات) بحمامات السباحة وملاعب الجولف تروى بمياه عذبة تكفى لرى آلاف من الأفدنة الزراعية، وتكفى لرى عطش الغلابة. وبالمناسبة، لماذا لا يتم إقرار ضريبة على مساحات أراضى الجولف لتوفير الأموال لإصلاح وتجديد وإحلال شبكات المياه المتهالكة؟
يا رئيس وزراء مصر، سمعنا عن عدد من المشروعات التى تم تدشينها أمام الصحف والفضائيات تحت مسميات مختلفة لتشغيل العاطلين وتنمية المناطق الفقيرة. لماذا لا يتم تجميعها وفق رؤية تنموية تخطيطية شاملة، ذات استراتيجية تشتمل على تمويل كل من الدولة والقطاع الخاص، وتشمل والمشروعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، التى توفر فرصا للعمل؟
إن الشعب المصرى الذى عانى عشرات السنين من الإهمال والفساد والفقر والأمية وانتهاك الحريات يطالبكم بالضرب بيد من حديد على الفاسدين والمفسدين ناهبى ثروات الشعب، واتخاذ قرارات شجاعة، وسن القوانين لمحاسبة الفاسدين بدلا من التصالح معهم فى قضايا المال العام، هذا التصالح الذى يشجع كبار رجال الدولة الفاسدين على مزيد من النهب. إن الشعب المصرى يطلبكم بإعادة فتح شركاته ومصانعه التى عادت للدولة بحكم القضاء وعودة العمال من أجل مزيد من الإنتاج.



#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية
- على الانتخابات رايحين نازلين بالملايين
- الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية
- عبد المجيد الخولى نبض الفلاحين
- إرادة الشعب التى لن يقهرها أحد
- فبراير والعدالة البطيئة والغائبة
- آن الأوان يامصرى للمشاركة
- من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل
- الشباب وتخوفات مشروعة
- 25 يناير 2011-2014 ثلاث سنوات والثورة مستمرة
- من شعب مصر إلى الرئيس القادم
- كيف ولماذا تصدرت النساء المشهد
- الدستور والحق فى الصحة والتعليم
- فلنستعد جميعا لتحسين أحوال الشعب والقضاء على الإرهاب 2-2
- من مسيرة ست البنات 2011 إلى دستور 2013
- ثورة الشعب ثورة وطن


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كريمة الحفناوى - من فقراء شعب مصر إلى رئيس وزراء مصر