أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - سيكولوجية العبد















المزيد.....

سيكولوجية العبد


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 00:05
المحور: القضية الكردية
    


..الكورد مثالاً واقعياً عن الحالة.

يقول المفكر الاسلامي سيد قطب بأن "العبيدُ هُمُ الذين يهربون من الحرية .. فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيدٍ آخر ، لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية .. لأن لهم حاسة سادسة أو سابعة .. حاسة الذل .. لابد لهم من إروائها ، فإذا لم يستعبدهم أحد .. أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد ، وتراموا على الاعتاب يتمسحون بها , ولا ينتظرون حتى الاشارة من إصبع السيد ليخروا له ساجدين .. العبيد هم الذين إذا أُعتقوا وأُطلقوا .. حسدوا الارقاء الباقين فى الحظيرة .. لا الاحرار المُطلقى السراح... لأن الحرية تخيفهم , والكرامة تُثْقِلُ كواهلهم..". (نقلاً عن محمد نبيل _ التدوين والإعلام). ولكن ومن جهة أخرى أليس العبودية للذات الإلهية هي بداية التأسيس لسيكولوجية الإنسان العبد حيث (عبد الله) سيكون في المحصلة عبداً وإن لم يكن لله فسيكون لعبد الله أو أي طاغية ومتجبر في التاريخ وبالتالي _وبقناعتي_ فإن قضية العبودية مرتبطة بجانب منه في مسألة الخوف أن تبقى "وحيداً" عارياً في الساحة وهكذا فإن مسألة البحث عن "سيد وولي" ليس إلا نوع من الحماية الروحية للخوف من بقائنا عراة في الميدان وهي تكشف كم أن الكائن الآدمي ضعيف وهش ويحتاج إلى جدران _وإن كانت وهمية_ لكي يحمي به ذاته الهشة.

وهناك في المقابل من أراد التعويض عن هذا الضعف الإنساني بالتظاهر بالقوة المفرطة والاستبداد والجبروت وذلك من خلال تلبس قناع الطاغية حيث يقول في ذلك الدكتور خضر عباس في مقالته المعنونة بـ(سيكولوجية الطاغية) بأن "الاستبداد في حقيقة الأمر، يمثل نزعة داخلية لدى الفرد المستبد تدعوه للسيطرة والتفرد والاستحواذ والسطوة والتملك.. وهي بالتالي تشكل مرض سيكولوجي طفولي، نشأ من خلال الحرمان النفسي والعاطفي، الذي يغذيه الحرمان الاجتماعي .. أي أن المستبد ما زال يعيش علي المستوي السيكولوجي حالة التمركز والتمحور حول الأنا والذات..فلا يطيق أحد أن ينازعه السلطة والسطوة والتملك لان نظرته إلي الأخر لا زالت مختلة وغير متوازنة ويحكمها منطقه الخاص.. وبالتالي ينظم علاقته بالأخر بان هذا الأخر يمثل تهديدا لغريزة التملك لديه..فينزع إلي تجريد هذا الآخر من كل شيء، حتى من حياته". وهكذا فإن الطاغية هو أضعف تلك الكائنات المريضة والتي تشعر بالخواء والحرمان الداخلي النفسي ولكي تعوض عن خوائها تلجئ للعنف لتشعر ذاتها بنوع من التضخم الذاتي (الأنا المتورمة) ويسن نظاماً خاصاً به يخضعه لـ"منطقه الخاص" وهو أكثر من يكره القوانين الناظمة للمجتمع؛ كونها _أي القانون_ تحد من نزعته الفردية.. وإننا _ومن خلال مراجعة لسلوكيات طغاة التاريخ_ نجد جلهم وأكثرهم، إن لم نقل كلهم وبالمطلق كانوا من المحرومين والمشردين في طفولتهم حيث بداية تكوين الشخصية.

ذاك على مستوى الكائن الفرد (الإنسان) ولكن وعلى المستوى الاجتماعي والسوسيولوجي فإن "الرق نظام اقتصادي واجتماعي قديم قدم البشرية ،فقد كان العبيد يباعون بأسواق النخاسة أو يشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو يهدي بهم مالكوهم. وممارسة العبودية ترجع لأزمان ما قبل التاريخ في مصر خاصة عندما تطورت الزراعة بشكل متنامٍ ، فكانت الحاجة ماسة للأيدي العاملة. فلجأت المجتمعات البدائية للعبيد لتأدية أعمال تخصصية بها" (من مقال الكاتب الموريتاني الحاج ولد المصطفي وبعنوان؛ الأبعاد السيكولوجية لثقافة الاسترقاق). وقد ازدهرت هذه التجارة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر في كل من أوربا وأمريكا ولكن "وفي عام 1792 كانت الدنمارك أول دولة أوربية تلغي تجارة الرق وتبعتها بريطانيا وأمريكا بعد عدة سنوات. وفي مؤتمر افينا عام 1814 عقدت كل الدول الأوربية معاهدة منع تجارة العبيد. وعقدت بريطانيا بعدها معاهدة ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1848م لقمع هذه التجارة. بعدها كانت القوات البحرية الفرنسية والبريطانية تطارد سفن المهربين ، وحررت فرنسا عبيدها وحذت حذوها هولندا وتبعتها جمهوريات جنوب أمريكا ماعدا البرازيل حيث ظلت العبودية بها حتى عام 1888م.. وفي عام 1906م ، عقدت عصبة الأمم مؤتمر العبودية الدولي حيث تقرر منع تجارة العبيد وإلغاء العبودية بشتى أشكالها. وتأكدت هذه القرارات بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.." (المصدر السابق). ورغم القرار الدولي والذي اتخذ في عام 1906 من قبل عصبة الأمم المتحدة إلا أن نظام العبودية بقي ببعض البلدان العربية _رسمياً_ إلى بداية الستينات من القرن الماضي ومنها السعودية.

ولكن وإن عدنا إلى واقع مجتمعاتنا الشرقية نجد بأن نظام الرق _مجتمعياً_ ما زال موجود وذلك على الرغم من كل القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية التي حرمت وتحرم هذا السلوك المريض في علاقات الإنسان والأفراد مع بعضها حيث وعلى الرغم من عدم وجود ساحات وبازارات النخاسة وبيع الرقيق كما كانت تجرى قديماً إلا إننا نعلم جميعاً بأن الاتجار بالرقيق وخاصةً التجارة بالنساء والأطفال ما زال يجري بكل البيئات والمجتمعات وحتى في الدول الأوربية وللأسف _على الأخص بجسد المرأة_ بينما في بلداننا الشرقية فإن شعوباً بأكملها تعيش حالة الاسترقاق والعبودية ناهيك عن مناطق الصراع والحروب وما نشهده مؤخراً في المنطقة.. وربما يكون حالة الكورد أسوأ أنواع تلك العبودية حيث عبوديته مزدوجة منها مشتركة مع الشعوب الخاضعة لنظم استبدادية وفي ظل ديكتاتور طاغية مريض نفسياً وعقلياً، والعبودية الأخرى يعانيه الكوردي من تلك الشعوب المقهورة نفسها وذلك بحكم النظر إليها على أنها الأقلية العرقية وبأنهم ليسوا من "ملة وأمة" الطاغية؛ حيث الكورد في رؤية هؤلاء هم "العجم والبربر وأتراك الجبال" والذين جاءوا "خدماً لهم" وبالتالي لا يحق للكوردي إلا أن يكون كوردياً عجماً موالياً خادماً لهؤلاء الأسياد من قوم الطاغية.

إن هذه النظرة والمعاملة الدونية للكوردي _وعلى مر الأجيال والسنوات_ خلق لدى الكورد أنفسهم _في سلوكهم ووعيهم الباطني_ ما يشبه كمون النقص الوظيفي والخلل السلوكي الشخصي؛ حيث نلاحظ الانكفاء والتقوقع والخوف من الآخر الغريب وهي تكرست وللأسف عبر آليات معرفية ومؤسسات رسمية إن كانت دينية _قديماً_ أو تربوية علمية _حديثاً_ حيث بداية الاغتراب كانت مع اللغة، فالطالب عندما يتلقى الصفعة الأولى من خلال لغة غازية مبهمة له فإنه ينكمش في مقعده فاغراً فمه وصاغراً أمام هذه التجربة الجديدة ويشعر بالنقص أمام هذا الكائن الخرافي، ناهيك عن الممارسات اليومية بحق الكوردي على إنه كائن هزيل قاصر وتحت سن الرشد ولا يحق له ما يحق للبالغ الراشد من الشعوب والأمم الأخرى. وهكذا وكما كنا نلاحظ على سلوكيات من ترعرع في باب الآغا وبعد انتهاء عصر الآغواتية فإن سلوك من تربوا في تلك البيئات بقي نفس السلوك والخنوع والخضوع لمن كان يعرف بسيده (الآغا) رغم انتهاء المرحلة تماماً.. وهي كذلك مع الكورد؛ فعلى الرغم من بزوغ شمس الحرية لكوردنا وعلى الأقل في جزأي كوردستان الغربي والجنوبي إلا أن ما نلاحظه هو بقاء سلوكية العبد في شخصية الزعيم الكوردي بولائه لهذه أو تلك الجهة السياسية من نظم الطغاة والاستبداد على طرفي الجغرافية الكوردستانية المغتصبة.. أليس ذاك نابعاً في جزء منه للحالة السيكولوجية لشخصية العبد على الرغم من معرفتنا بظروف وضعف الحالة والحركة الكوردية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الخامس.. الكورد نموذجاً
- خارطة الطريق الجديدة
- أنت.. إنسان
- القيادات الكوردية ..بين الواقع والطموح.!!
- الكورد ..في رؤية القوميين العرب.
- الحب.. أم الخوف؟!!
- -دويلة- كوردستان
- دولة كوردستان ..من الحلم إلى الواقع!!
- دولة كوردستان
- داعش.. بين التكوين والدولة(2)؟!!
- داعش.. بين التكوين والدولة(1)؟!!
- -داعش- وأخواتها
- داعش ..على خطى (السلف الصالح)؟!!
- د. أحمد نسيم برقاوي
- ثقافة التسامح.؟!!
- أبعدوا.. دماء القرابين عن بازارات السياسة.
- بطاقات التوبة الداعشية!!
- أنت كوردي ..إذاً أنت ممنوع من الحياة.؟!!
- تركيا وإيران ..وسياسات الرحمان والشيطان!!
- موقف ..العمال الكوردستاني من الدولة القومية؟!!


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - سيكولوجية العبد