أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 5















المزيد.....

أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 5


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 23:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) ـ 5

الإمبريالية ! .. الإمبريالية ! .. يواصل المفلسون سياسياً الزعيق .
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وجد عامة الشيوعيين ومن يوصفون باليساريين وجدوا أنفسهم مفلسين تماماً خاصة وأنهم قليلو العلم في الماركسية التي لا يجوز لها أن تفلس أو تسمح لصاحبها بالإفلاس .
صدّع رؤوسنا السياسيون المفلسون بزعيقهم المتواصل عن الإمبريالية وأن اتفاقية سايكس – بيكو كانت الأساس الاستعماري في تخلف الأمة العربية، وهذا هو صيحة البورجوازية الشامية الرثة التي اتكلت على القوى الاستعمارية لإنجاز ثورتها وهي التي خنعت للإحتلال العثماني لأربعة قرون مظلمة دون أن تذكره بسوء اليوم . الاستعمار الانجلو فرنسي لم يحكم العالم العربي الأسيوي ـ العالم الأفريقي لم يكن عربياً ولم يكن بالتالي جزءاً من مشروع البورجوازية الشامية – أكثر من عشرين عاماً أسس خلالها أربع وحدات سياسية فيها دول حديثة هي العراق وسوريا ولبنان والأردن ذات مؤسسات دستورية لها دساتيرها الخاصة وجيوشها وبرلماناتها وهي مؤسسات لم يعرفها العرب من قبل ورغم كل هذا النهوض السياسي والإداري لم يذكر السياسيون المفلسون العرب بالسوء سوى سايكس – بيكو !! عشرون عاماً فقط وبعدها ورث البورجوازية الشامية الرثة الضابط الصغير المغمور حافظ الأسد وحكم سوريا أربعين عاما بالحديد والنار ألغى خلالها البرلمان والجيش والدستور والقضاء، كل النهوض السياسي والإداري الذي جاء به الاستعمار خلال عشرين سنة فقط . يعزون تخلفهم إلى الاستعمار لأنه بادعائهم لم يسمح بإقامة الوحدة العربية في شرق المتوسط وكأن الانجليز والفرنسيين احتلوا البلاد العربية في العام 1919 وكان هناك أمة عربية موحدة قسمها سايكس ـ بيكو !! العرب لم يشكلوا قط أمة واحدة عبر التاريخ . فمنذ منتصف القرن العاشر خضع العرب لسلطات غير عربية لا تسمح بتشكيل أمة عربية موحدة, ناهيك عن أن الأمة لا تتشكل في ظل الدولة الريعية القبلية مثل دولة الأمويين والعباسيين والبويهيين والسلاجقة والمماليك والعثمانيين، والتي تؤسس سياستها العامة على تجزئة الجغرافيا بناءً على حدود الإنتاج المحلي الضيّق حيث لا عصائب هناك لتشكل الأمم . رحل الاستعمار قبل سبعين عاما والحكام القوميون العرب خلالها لم يستطيعوا توحيد بلدين فقط من بين 22 دولة عربية، فكيف يمكن لوم الانكليز والفرنسيين على عدم توحيد العالم العربي بينما يستقر العرب اليوم على تأبيد الدولة القطرية !! القوميون العرب أساءوا إلى شعوبهم أكثر كثيراً مما أساء الإستعمار الأنجلو فرنسي، ولذلك ليس غريباً أن يتمنى الشعب في العراق لو أن العراق لم يتحرر من الانجليز ويتمنى الشعبان في سوريا وفي الجزائر لو أنهما لم يتحررا من الفرنسيين .
الحقيقة الكبيرة التي لا يعلمها القوميون ولم يتعلمها العامة من الشيوعيين هي أن الدول الاستعمارية البارزة لم تمارس السياسات الاستعمارية بعد العام 1921 حيث انصرفت كلياً لمقاومة الشيوعية بعد أن لحقت بجيوشها هزيمة مفاجئة مذلة على الأرض الروسية على أيدي البلاشفة، واستقر في ذهن الإمبرياليين أنهم لن يعودوا قادرين على هزيمة الشيوعية والتخلص منها وهي التي باتت تهددهم بالموت الأبدي .

في الحقيقة ما كنا لنأبه بهولاء المفلسين لولا أنهم يجهدون دون كلل لحمل البروليتاريا إلى معركة متخيلة دونكيشوتية في مخيلاتهم المفلسة . الأزمة العميقة التي تهدد العالم اليوم بأسوأ كارثة كونية لم تكن بسبب انهيار الثورة الاشتراكية العالمية فقط بل أيضاً بسبب زوال الإمبريالية التي كان لها دور رئيسي في تقدم العالم حيث هي المرحلة الأعلى للنظام الرأسمالي الذي أسس للشيوعية . ولنتأمل خطاب ستالين في (أسس اللينينية) إذ يقول .. " تضطر الإمبريالية لأن تبني في المستعمرات السكك الحديدية والمصانع والطواحين والمراكز الصناعية والتجارية وتطور طبقة بروليتارية وإيقاظ الوعي القومي وتصاعد حركة التحرر وبروز إنتلجنسيا شعبية ". هذا ما تصنعه الإمبريالية في مستعمراتها وهو ما يشكل خطوات واسعة نحو الثورة الإشتراكية العالمية .
لربما يناقش أحدهم أنه كان من الأفضل لو تمكنت الإمبريالية من إزاحة الثورة الاشتراكية، مشروع لينين، من طريقها واستمرت تبني وتعمر في المستعمرات ! لكن ما حدث هو العكس تماماً فلم يتهاوَ المعسكر الاشتراكي في التسعينيات إلا بعد أن كان قد قوّض النظام الرأسمالي العالمي في السبعينيات . لو وقع غير ما وقع وتمكنت الإمبريالية من إزاحة المشروع اللينيني عن طريقها لكانت كافة البلدان المحيطية ومنها سائر بلدان العالم العربي محل تصنيع متزايد تقتضيه أعمال الإمبريالية، ولما تواجدت طبقة البورجوازية الدينامية الوطنية التي قادت حركة التحرر الوطني إذ لا تحرر بدون معسكر اشتراكي .

انهار المعسكر الرأسمالي في السبعينيات وانهار المعسكر الاشتراكي في التسعينيات (وخلا الميدان لأبو حميدان) كما يقول المثل الشعبي ـ وأبو حميدان هو الكديش الهرم خائر القوى ـ وهو هنا البورجوازية الوضيعة التي لا تنتج سبباً من أسباب الحياة الأولية . آلت إليها كل السلطة في المعسكر الاشتراكي حال رحيل ستالين في الخمسينيات وآلت إليها كل السلطة في المعسكر الرأسمالي حال توقف الرأسماليين عن إنتاج البضاعة بعد اكتمال حركة التحرر الوطني في السبعينيات واستقلال كافة الدول المحيطيه التي كانت قبلئذٍ تمتص كل فائض الإنتاج المتحقق في مراكز الرأسمالية.
الحقيقة الكبرى التي تفوت على عامة المحللين السياسيين هي أن الطبقات التي تخوض الصراع الطبقي المرير هي فقط تلك الطبقات التي تأخذ دوراً رئيسياً في الإنتاج القومي . المفارقة الحدية الصارمة التي يجب أن يتوقف عندها كل السياسيين وجميع المراقبين هي أن طبقة البورجوازية الوضيعة وقد آلت إليها كل سلطات الدولة في العالم كله، في روسيا كما في أميركا، خلال النصف الثاني من القرن العشرين لا تملك أية قوى تمكنها من الإحتفاظ بهذه الدولة وهو ما يقتضي إنفاق أموال طائلة لا تمتلكها البورجوازية الوضيعة التي لا تنتج إلا الخدمات التي لا تخلق أموالاً جديدة وليس كالرأسماليين الذين يملكون الأموال الطائلة أو العمال الذي ينتجون كل الأموال . طبقة البورجوازية الوضيعة هي الطبقة الموسومة بالاستهلاك التدميري، ولذلك سرعان ما تفقد الدولة والسلطة بعد أن تدمر كل الثروة التي ورثتها من المجتمعات السابقة . البورجوازية الوضيعة التي تستهلك كل شيء ولا تنتج أي شيء لا تسطيع أن تحتفظ بسلطان الدولة لأكثر من 30 ـ 50 عاماً فقط ريثما تستهلك كل الموروثات .

ما يفجأُ الماركسيين في هذا السياق هو الطبقة الإجتماعية التي ستعقب البورجوازية الوضيعة في استلام السلطة بعد انحلالها . لقد أكد لينين في العام 1922 أن البورجوازية الوضيعة غدت العدو الرئيسي للبروليتاريا وهو ما يعني أنها العدو الأخير للبروليتاريا أيضاً . ستنحل طبقة البورجوازية الوضيعة عندما لا تعود البروليتاريا قادرة على الاستغناء عن المزيد من إنتاجها . كانت آخر حقنة عالجت الضعف البنيوي في البورجوازية الوضيعة هي ضريبة القيمة المضافة (VAT) والتي هي بحجة الحد من الاستهلاك تختلس أموالاً طائلة من البروليتاريا والسبب الحقيقي في ذلك هو تمكين البورجوازية الوضيعة من الاحتفاظ بدولتها لمدة أطول وهي الدولة التي وظيفتها الأولى والأخيرة هي إخضاع البروليتاريا لنهب متزايد . على البورجوازية الوضيعة أن تعلم أن النهب المتزايد للبروليتاريا سينعكس عليها بالإنحلال السريع . إنحلال البورجوازية الوضيعة أمر مؤكد في كل الأحوال .

ما يمكن أن يُقطع فيه مقدماً هو أن البورجوازية الوضيعة ستنحل بفعل الإفلاس، إفلاس الدولة، حتى ولو كان تناقضها مع طبقة البروليتاريا ذا وقع إيجابي دون أن ننسى أن هذا التناقض بين البورجوازية الوضيعة من جهة والبروليتاريا من جهة أخرى إنما يتخلق خارج رحم عملية الإنتاج . مع انحلال آخر أعداء البروليتاريا وذوبانها نهائياً فعندئذٍ لن تجد البروليتاريا من يقاوم تشكيل دولتها التي لن تكون دكتاتورية وبحاجة للعنف لمحو أية طبقات غير موجودة .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 4
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 3
- وليد يوسف عطو يسب الشيوعيين بحماية الحوار المتمدن
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) -2-
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم)
- - الماركسيون - المنهزمون
- المانيفيستو الشيوعي اليوم
- إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني (مرة أخرى)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (2)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (1)
- لا سياسة بلا اقتصاد (3)
- لا سياسة بلا اقتصاد (2)
- لا سياسة بلا اقتصاد (1)
- خصوصية الماركسي الشيوعي
- ما هو حقا -ما بعد الماركسية- (2)
- ما هو حقاً -ما بعد الماركسية- !؟ (1)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (10)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (9)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (8)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (7)


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 5