أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق جميل السومري - تكريس فكرة الاسلام العربي















المزيد.....

تكريس فكرة الاسلام العربي


صادق جميل السومري

الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 12:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الاسلام بين الرواية الاسلامية وبين تاسيس الاسلام الحقيقي على يد عبد الملك بن مروان .
ان الشعر الجاهلي وروايات الانساب لم يتم جمعها الا في عهد حكم الامويين ( سليمان بشير : مقدمة في التاريخ الاخر ).واذا علمنا ان صناعة الورق تمت في العصر العباسي بعداستيراد مصانع الورق من الصين نستطيع القطع بالقول ان الرواية الشفوية عن الشعر الجاهلي والانساب والمفاخرات بين القبائل تمت صياغتها بصورتها النهائية في العصر العباسي .

لقد شكك الكثير من الباحثين ومنهم د . طه حسين وعدد من المستشرقين الاجانب الى ان الشعر الجاهلي مجموعة نشاط ادبي متاخر تمت الموائمة بينه وبين لغة القران وصيرورته النهائية في زمن الدولة العباسية .

لقد اشار بعض الباحثين الى ان الشعر الجاهلي الذي صلنا يعكس مرحلة من الصيرورة والتفجر الحضاري العربي .وهي ظاهرة لانعرف الكثير عن بداياتها لانها لم تصل الينا الا بعد اكتمال نضوجها تماما كلغة القران والتي وصلتنا بصيغتها النهائية في العصر العباسي .ويعتقد كاتب المقال ان شعر المفاخرة والا نساب قبل عبد الملك بن مروان هو يقع في مفهوم ومرحلة( الجاهلية ).


ان الاسلام العربي ظهر زمن عبد الملك بن مروان وماقبله هي فترة (الجاهلية ) بما فيها فترةحكم معاوية بن ابي سفيان حيث تثبت المسكوكات النقدية المكتشفة والعبارات والنقوش على جدران قصر معاوية انه لم يكن مسلما .ويمكننا القول ان عملية الانتساب الى القبائل العربية جاءت لتتلائم ومتطلبات التحالفات القبلية في العصر الاموي ذاته .

اضافة الى الاحاديث النبوية فقد استقت كتب المغازي والسير مواد غزيرة من الروايات الاخبارية القديمة . وقد لوحظ بشيء من الاستغراب ان اكثر اصحاب هذه الروايات كانوا من الموالي حتى في الفترة المبكرة من الاسلام .وذلك على الرغم من ان كلمة ( مولى )لم تكن في ذلك الوقت تشير بالضرورة الى اصل غير عربي .

لقد دخل المسلم العربي بوابة التاريخ بشكل مفاجيء , وهو يمتطي الخيول المسرجة .في حين ان الخيل هو اكتشاف متاخر عند العرب ,وان العرب حققوا غزواتهم بفضل سفينة الصحراء (الجمل ), وليس الحصان .

ان لغة عرب الشمال , لغة عرب الحجاز لم تصل الينا بحسب الباحث الدكتور سليمان بشير الا بعد نضوجها , حيث وصلت ذروتها في لغة القران وفي الشعر العربي ومنه الشعر الجاهلي .

يعكس لنا الشعر والرواية عملية صيرورة لهوية العرب والاستعلاء على كل ماهو غير عربي ( اعجمي ).
هذه المرحلة شهدت عملية التجريف والتاكل لعبادة الاوثان عند العرب , الامر الذي انعكس في التساؤلات التي طرحت على السنة الشعراء . وقد نبه احد المستشرقين الى ارتباط الشعر منذ القدم بالتراتيل والترانيم الدينية .

يستنتج سليمان بشير انه تمت الموائمة بين لغة القران وبين الشعر الجاهلي في فترة متاخرة , بما يناسب لغة القران ذاتها .
يقول سليمان بشير في كتابه (مقدمة في التاريخ الاخر ):
ب (ان عملية الانتقال من الجاهلية الى الاسلام لم تتم هي الاخرى بين ليلة وضحاها .. فاننا مضطرون الى الاتفاق بعدم وجود حد فاصل وواضح بين ادب الجاهلية والادب الاسلامي . وعلى الاقل فان الانتاج الادبي لفترة طويلة من العهد الاموي هو انتاج- جاهلية - من دون شك ).

ان حركة التاليف تاثرت بصناعة الورق . فقد تاسس اول مصنع له في بغداد العباسية سنة ( 178 هجرية – 795 م ). غير ان ذلك لايعني انقطاع الرواية الشفوية .
ان التاليف التاريخي لم يبدا عمليا الا في منتصف القرن الهجري الثالث حيث ظهرت مؤلفات احمد بن يحيى البلاذري (ت 279 هجرية – 892 م ).
دور عمر بن الخطاب

من الدارسين من قارن بين دور عمر بن الخطاب في الاسلام وبين دور القديس بطرس في المسيحية .غير ان الدراسات الحديثة للنظم الاسلامية التي اعتمدت المصادر الاثارية وبعض وثائق البردي المصرية اثبتت ان اكثر مانسب منها الى عمر بن الخطاب يعكس في الواقع الاجراءات والاوضاع الادارية التي سادت فترة لاحقة من العهد الاموي وان ربطها باسم عمر لم يكن الا لاكسابها الشرعية السلفية .

هنالك روايات متواترةتؤكد ان (اهل الكتاب )هم الذين اطلقوا عليه لقب ( الفاروق ) بمعنى المخلص او المنقذ , وهو لقب اطلق على المسيح .وهو لقب يعكس بحسب تصور كاتب المقال وجهة نظر المسيحيين العرب في الاسلام الاموي العربي الجديد الذي انقذهم من شر الكنيسة البيزنطية , وكلامنا يدور في فترة العصر الاموي وليس في العصر العباسي حيث سيحارب الاسلام والمسلمون اهل الكتاب من غير العرب , وربما كان الروم البيزنطيين هم المقصودين بسورة التوبة , وآية السيف .

واشار بعض الباحثين المصريين الى ان كلمة فرقان الارامية قد اطلقت على القران وعلى معركة بدر وتعني ( الخلاص ).

من تاثيرات الاناجيل على السيرة المحمدية

بعض هذه التاثيرات نجدها في ربط محمد وعمر بن الخطاب بادب الاعتقاد الشعبي المنتشر في المنطقة منذ القدم بخصوص مجيء المسيح المخلص والمنقذ راكبا على حمار او على جحش ابن آتان .
يعتقد سليمان بشير ومثله كاتب المقال بان دخول الناقة كعنصر بديل للحمار يدل على ان الرواية الاسلامية متاخرة كثيرا زمانيا .وهي اضافة جاءت لتعريب الاسلام واضافة رموز عربية من واقع شبه الجزيرة العربية على الاسلام وعلى هجرة محمد .كما ان بعض الروايات القديمة تقوم بتصوير محمد وهو يركب الحمار .

وبعضها ذكر في سياق صلاة السفر انه رؤي يصلي على حمار (بدل الراحلة ) وهومتوجه الى خيبر.كما ان هنالك رواية متاخرة تصف الاسود العنسي ( وهو لقب عنصري يخالف القران اطلقه الامويون على نبي اليمن : نبي الرحمن )بلقب (ذي الحمار ).
كما تلقب آخر خلفاء بني امية ( مروان بن محمد )ب ( الحمار ) . وخرج النفس الزكية زمن المنصور فدخل المدينة سنة ( 145 ) هجرية ( وهو على حمار ويقال على آتان ) . ويذكر ان الداعية القرمطي ( يحيى بن زكرويه )الذي ظهر وسط بني كلب في بلاد الشام نحو سنة ( 290 ) هجرية تكنى بابي القاسم ولقب بصاحب الناقة وبصاحب الجمل .

لذلك نستطيع ان نفهم الروايات التي تحدثت عن ركوب محمد وعمر بن الخطاب للحمار او الناقة , باعتبارها تمثل انعكاسات لعناصر متاخرة وهي اصداء لرموز توراتية ومسيحانية من مراحل الدعوة المبكرة .
ركوب الحمار والجمل يرتبط بالروايات التي تحدثت عن دخول عمر بن الخطاب في روايات شبه اسطورية الى بلاد الشام .والرواية السائدة تصوره وهو يدخل القدس على بعير , واحيانا يقود البعير وخادمه يركبه .
ان الحديث عن زيارات عمر الى بلاد الشام شكلت جزءا من المساعي التي بذلها الامويون زمن عبد الملك بن مروان للرفع من شان بلاد الشام في حياةوتاريخ الدعوة الاسلامية , والتي وصلت اوجها في الابنية والمساجد التي اقيمت في القدس ودمشق .الا ان الباحثين اختلفوا حول الدوافع الى تلك الروايات , فمنهم من نسبها الى عبد الملك بن مروان لصرف الحجاج عن الحجاز بسبب سيطرة ابن الزبير على مكة ومنافسة المكانة الدينية والسياسة للعراق الشيعي والمتحررمن ناحية اخرى . في حين مال آخرون الى الاعتقاد بان اعمال البناء تعكس تاثر الامويين بالبيزنطيين ووصفوا فكرة صرف الحجاج بانها فكرةخيالية .

ويميل سليمان بشير الى الاعتقاد بان هذه النهضة العمرانية والدينية جاءت لتعزيز مكانة الاسلام في بلد كان لايزال مسيحيا في الاساس .



#صادق_جميل_السومري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الملك بن مروان والاسلام العربي
- هل تحالف محمد مع الامويين ؟
- العراق بيئة طاردة للتنمية وللاستثمار الاجنبي
- بيئة حاضنة للفساد وطاردة للبيئة
- المساكنة واباحة الجنس
- المسيح لبنانيا من جبل الكرمل
- المسكوت عنه في قصة الغرانيق
- ضياع اصول معاني الكلمات واختفاء الاثر


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق جميل السومري - تكريس فكرة الاسلام العربي