أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الفارس الذي أنقذ كاريوكا !














المزيد.....

الفارس الذي أنقذ كاريوكا !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


التقيت بالمصادفة وبغيرالمصادفة بعدد من الأدباء والنجوم منهم تحية كاريوكا التى حلت ذكرى وفاتها السادسة عشرة في 19 سبتمبر الحالي. كان ذلك عام 1961، ولم يكن التلفزيون قد بدأ إرساله وكانت الإذاعة هي الكل في الكل. ومازلت أذكر جلوسي ملهوفا إلي الراديو لأتابع حلقات" سمارة" وتحية كاريوكا بنت البلد. كنت في الثالثة عشرة ولفت نظري إليها اسمها الغريب وعلمت فيما بعد أنه اسم الرقصة التي عرضت عام 1940 في الفيلم الأمريكي"الطريق إلي ريو"ورأتها كاريوكا فطلبت من "إزاك ديكسون" أن يصمم لها رقصة كهذه وقدمتها بنجاح فالتصق بها اسم" كاريوكا". وكنت قد شاهدت أفلامها"لعبة الست" مع الريحاني"و" شباب امرأة"،واستوقفتني عيناها الواسعتان اللتان تصبان نظرة متماسكة مسلحة بالصراحة والمواجهة ولا تتمسح بالأنوثة كما كان ومازال شائعا لدي الممثلات. أحببت كاريوكا، وكانت بالنسبة لي نموذجا نادرا لامرأة تثق أنها كائن إنساني في المقام الأول، شجاعة عالية الصوت. وخلافا لشادية التي كنت أحبها كانت كاريوكا تبدو أقرب إلي حياتنا الواقعية تتماس مع عالمنا الأرضي كأنما يمكن التفاهم معها. وذات ليلة عام 1961، في نحو الواحدة ليلا، كنت أسير في شارع عبد الخالق ثروت متجها إلي الشقة في شارع عدلي حين فوجئت بتحية كاريوكا بقامتها الطويلة الفارهة تقف في منتصف الشارع أمام باب فندق، وبدنها يرتج مثل شجرة جميلة وهي تصيح منذرة محذرة وقبضتها تتأرجح عاليا. أهي كاريوكا؟! بلى هي! أي خطر يهددها فيجعلها تصيح هكذا وحدها في الليل؟ أقول كنت نحيفا مثل خط مرسوم على ورقة، هزيلا، ليس في جيبي سوى عشرة قروش، لكني قررت من دون تفكير:" لايمكن أن أترك كاريوكا وحدها في خطر"! مددت خطاي إليها وشاهدت ثلاثة رجال عمالقة يخرجون من باب الفندق ويمضون بخطوات بطيئة إلي كاريوكا. صحت بيني وبين نفسي:" لا تخافي يامدام كاريوكا. تمهلي. إني قادم"! أسرعت إليها. دنوت منها وهمست :" يامدام تحية ما تخافيش.. أنا معك لن أتركك". شاهدني الرجال الثلاثة، فتأملوني بدهشة فيل ضخم حين يرى فأرا ضئيلا يستعظم حجمه ودوره! كان أحدهم زوجها فايز حلاوة. ركز الثلاثة أبصارهم على وراحوا يقتربون مني، كما يقترب الطبيب من فراشة يفحصها. كنت أقف بجوار كاريوكا مبهوتا، فطوتني بذراعها وأخفتني مثل لقمة صغيرة وراء ظهرها وصاحت بصوت كالرعد: " اللي ح يقرب منه ح أقطعه حتت"! وتوقف العمالقة الثلاثة في أماكنهم على الفور. استدارت إلي وربتت علي كتفي بحنان:" خلاص ياحبيبي روح أنت لأهلك" . لكن الفارس يبقى فارسا فرفعت رأسي متشامخا :" عموما لو حصل حاجة أنا تحت أمرك". قالت بلطف:" كثر خيرك. روح بقى ". ومن دون تردد أطلقت ساقيي للريح ولم أتقف إلا عند باب عمارتنا! فتحت لي أمي :"مالك ياإبني؟!". قلت من خلال أنفاسي المتقطعة:" كنت.. بأنقذ.. بأنقذ.. تحية كاريوكا"! لطمت أمي على خديها هاتفة:" هي كاريوكا عاوزه حد ينقذها؟ ياأولاد الحقوا أخوكم بشوية ميه"! فنانة عظيمة رفعت قدمها عن الأرض في 19 سبتمبر 1999 وغرستها إلي الأبد في قلوب عشاقها: رقصة هادرة وزهرة ملونة ونغمة مفرحة.
***
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون حائرون يتساءلون من يكون وزيرها ؟
- السوري العظيم .. خالد الأسعد
- ألف عام وعام عربي روسي
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات
- مظفر النواب .. الشاعر المتمرد
- قناة السويس والانذار الروسي
- أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟
- أرى النور أحيانا
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو
- محمد المخزنجي وكتابه - مساحة صغيرة للدهشة-
- نريد مليونية لخلع الفقر في مصر
- مجموعة أمير زكي - خط انتحار-
- سأفتح الباب وأراك يوما - قصة
- الصبي الذي يأكل الماء - قصة قصيرة
- الوعي الفني والوعى السياسي
- أسئلة حول عملية العريش الأخيرة
- شيماء الصباغ شهيدة مصر


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - الفارس الذي أنقذ كاريوكا !