أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حمزه الجناحي - ابو زويعة يابى مغادرة العراق !















المزيد.....

ابو زويعة يابى مغادرة العراق !


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 23:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كنا نسمع سابقا ممن هم اكبر منا سنا وهم أيضا سمعوا من آبائهم واجدادهم ان الاجيال القادمة ستمر عليها الايام والسنين بسرعة لا يشعرون بها وقتها كنا نستغرب عندما نسمع مثل هذا الكلام ولجهلنا صغارا حسبنا ونحن المصدقين ولا يمكن ان تكذب ابوك او جدك او جدتك وهم القدوة والمثل لك كنا نعتقد ان الساعات ستقل واليوم لا يستمر اربع وعشرون ساعة والسنة ستقل ايامها والا ما تفسير مثل هذا الكلام ...
مرت الايام والسنين وفعلا كل منا يتذكرا قبل عام او عاميين ويتحدث عن ايام كأنها مرت بالامس الحقيقة والثابت استمر اليوم 24 ساعة والسنة 365 يوم والعام يعيش اربع فصول والشهر ثلاثين يوما لكن هذا الشعور بسرعة مرور الايام هو بسبب التعقيدات الحياتية وكذالك وسائل الألهاء واقصد ليس اللهو او اللعب بل ماطرا على حياتنا من تغييرات جعلت الوقت يمر علينا بدون الانتباه عليه اما بسبب العمل (اللهطة) او بسبب المشاكل اللذي عاشها العراقيون لكن وان مرت الايام بتلك السرعة كما قالت (حبوبتي) نبقى نتذكرها ولايمكن ان تنسى الايام وخاصة القريبة بمرورها اما تلك التي مرت علينا بأحداث عظيمة وما اكثرها لايمكن ان تفارق الذاكرة حتى لو اردنا انتزاعها فهل من الممكن ان تنسى الحروب التي مرت على العراق او القحط او الفيضانات او الحصار او سقوط النظام البعثي او مرور الاوبئة على العراقيين خاصة تلك التي تحصد الارواح حصدا مثلا هل يمكن ان ينسى اهل بابل مرض (ابو زويعة) التي حدثتنا عنه (حبوبتي) وكانت تتحدث عنه وكأنه مر عليها بالامس وتنقل لنا اسماء الناس اللذين توفوا بسببه او حتى اسم الدكتور(الدختور) حتى كانت تصف لي حالات عجيبة وبعد ذالك عرفت ان (ابو زويعه) لكثرة القيء اللذي يمر به المريض سمي هكذا هذا ما هو الا مرض ككل الامراض البكتيرية التي تصيب الجهاز الهضمي وخاصة الامعاء الدقيقة(المصران) وهذه البكتريا تتكاثر بطريقة تسمى التكاثر القيسي فتقوم بعدها بأفراز السموم فتؤثر في عمل الأمعاء فتبدأ بفرز السوائل والاملاح بصورة سريعة جدا عن طريق الفم وكذالك الإسهال المائي وهذا كله مصحوب بآلام في البطن والذي يؤدي الى الوفاة هو فقدان السوائل والأملاح والتي تؤدي بدورها إلى خلل في وظيفة الكلى والفشل الكلوي، وصدمة فقدان سوائل قد تؤدي إلى الوفاة في حالة عدم التعويض السريع لهذه السوائل المفقودة ...
اي ان المرحلة الاولى لأنقاذ المريض المصاب (بأبو زويعة) هذا هو تعويضه للسوائل الذي فقدها ليس الا وهذه ما اسهلها وتبين لنا اليوم ان تلك الرواية التي هي اعظم من اي فلم امريكي مرعب كل يوم تقصها علينا جدتي رحمها الله هي مرض الكوليرا والكوليرا مرض عافته الدول ولم تعد تتحدث عنه ولم يمر على اي شعب متحضر متنور بعالم النظافة وتناول الغذاء والماء النظيف وبما ان العراقيين في زمن اجدادنا كانوا لا يهتمون كثيرا بالنظافة ويتناولون الماء للطهي والشرب من الانهار والسواقي والبرك القريبة هم وحيواناتهم وعدم وجود التوعية الصحية والارشاد الطبي اصبح هذا المرض جار لهم لأنهم نعم الجار ولا يمكن لهم ان ينسوا جارهم حتى لو كان الجار هو مرض ابو زويعة...
في صيف العام 2008 ويا سرعة الايام ومرورها واضافة سبع اعوام على سنيننا تذكرنا هذا المرض لأنه صاحب اجدادنا الحليين فأعتراه الحنين لأحفادهم مر علينا هذا المرض وخاصة في مناطق جنوب بابل والقرى التابعة لقضاء الهاشمية وبدأ يعبث بارواح الاطفال وكانت كل عناصر وجوده متوفرة من مسكن وملبس وأمعاء وبيئة جيدة لا يمكن ان يتركها بعد ان طردته اكثر الشعوب تخلفا فوجد التخلف الصحي وبأمتياز عند العراقيين فهاجر من تلك الشعوب الى الشعب العراقي كما تهاجر طيور السنونو والزرازير والبط وطيور الماء الاخرى جاء هذا الزائر المفروض علينا ليعيد الكرة ثانية ومر كل هذه الاعوام واليوم يطرق هذا الزائر ابواب اهل بابل ثانية لأن كل متطلباته موجودة ولم تتغير فالماء الاسن والراكد التي يستخدمها الكلب والانسان لازالت كما هي وجفاف الانهار وعدم تشغيل مشاريع الماء لعدم وجود المصادر المائية خاصة تلك المشاريع التي وضعت على اذناب الانهار وفي (البزايز) وفوق كل هذا وذاك فأن هذا العام هو عام جفاف ايضا لعدم هطول الامطار او قلتها في بعض المناطق ...
حقيقة الامر ان العراق يمر اليوم بنقص هائل في كميات المياه بسبب عدم هطول الامطار كما اسلفنا وثانية شحة مياه الانهار بسبب عدم حصول العراق على حصصه من الدول المتشاطئة معه على نهري دجلة والفرات وبناء السدود على هذين النهرين من قبل تركيا اللذان يعتبران هما المصدر الرئيسي للمياه في العراق يؤدي ذالك الى شحة المياه وعدم حصول المواطن الريفي على مياه نظيفة صالحة لاستهلاكه ويعني هذا توقف مشاريع الماء في تلك المناطق ...
ان اللذي مر علينا في العام 2008__2007 احتمالات مروره هذا العام واردة وكبيرة جدا وربما تصل الى نسب عالية جدا اذا لم تتهيا الحكومة العراقية والجهات الصحية والبلدية والوزارات المعنية وتضع الخطط الناجعة وتوفير المياه المناسبة للشرب او ايجاد البدائل للمواطن العراقي اللذي يشعر اليوم بأن تلك الجهات لم تحرك ساكن سنوات مرت منذ الوباء السابق فلم يجد اي تغير نحو عدم ورود الكارثة مجددا ...
انتماء المواطن لتلك الارض يجعله متمسك بالبقاء فيها خاصة وهو ورث المكان من الاباء والأجداد لذا يجب ان تفهم الحكومة العراقية ان الارض عند القروي العراقي هي اثمن من روحة فلا هجرة نحو المدن لتلافي الخطر والابتعاد عنه وعليه يجب على الحكومة الاستفادة من الاخطاء السابقة واستثمار الوقت المتبقي قبل حلول الجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي هي اهم نقطتين لعودة المرض فما عليها الا تجهيز الماء الصالح للشرب عن طريق السيارات الحوضية وتوفير المواد المعقمة للمياه كالكلور والشب والحبوب المعقمة وتهيئتها لأعطاءها للمواطن مجانا وكذالك اعداد الفرق الطبية لزيارة تلك المناطق التي حصلت فيها الكارثة لأعادة التقييم والترقييم ومن ثم بناء مجمعات مائية ينقل الماء لها عن طريق السيارات الحوضية وملئها وديمومة بقاءها نظيفة واذا تطلب الحال ومن الآن النظر بتهيئة المستشفيات السيارة خوفا من العودة الكارثية الحزينة لهذا الوباء أضف الى ذالك ان توفير المستلزمات الطبية لمعالجة المرض ذات الصلاحيات المتأخرة وتهياتها في اماكن ملائمة امر لابأس به لأنقاذ ارواح الناس والتي نعتقد انهم بدأوا يخشون عودة ابو زويعة الى مناطقهم خاصة تلك المناطق النائية وفي جميع أجزاء العراق ...
وقد اعذر من انذر والايام تمر بسرعة..
وفصل الصيف يغادر والمرض يأبى المغادرة .



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متآمر من يتحدث بنظرية المؤامرة.
- اثيلوس تقاعدي ارجوك .
- المؤامرة .. من المتآمر ؟ وعلى من ؟
- داعش يتشفى بقتل الاطفال ويطعم لحومهم لأمهاتهم .
- خفايا سقوط سنجار الحقائق الصادمة ..
- هل نسي الرئيس ربطة عنقه ونادي أنهم عيالي .
- المذاق السياسي في همجية التاريخ العربي .
- نحو مشروعية الاصلاح .. وشرعية القبول .
- سنجار.. بين ذكرى التسليم وحلم الأقليم .
- قناة الجزيرة تبدأ عدها التنازلي قبل الجميع.
- ايقاف الرواتب ..امر دبر بليل وهذه هي الحقائق .
- F16 تسقط في فخ المحاصصة .
- فتاوى في عيون الجن غرابة وعجب !
- لماذا حزب الله ..وما سبب اصرار امريكا للقاء قادته ؟
- مستر فلاح السوداني نادي سوانزي ليست للبيع!!
- نظرية المؤامرة تمرير لأوحال التآمر ..السياسي العراقي أنموذجا ...
- قانون المثليين الامريكي ..ايذانا لسعودي لكن بشروط .!
- لواط الغلمان ..داعش ماخفي كان أعظم
- ثلاث صبيان وثلاث سبايا من هم ولمن أهداهم البغدادي؟
- غاز العراق ثروة فترة نضوبها 750 عام ..ولكن اين هي !!


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حمزه الجناحي - ابو زويعة يابى مغادرة العراق !