أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - باريس من عاصمة الحضارة الى عاصمة الزبالة !!















المزيد.....

باريس من عاصمة الحضارة الى عاصمة الزبالة !!


نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 22:32
المحور: كتابات ساخرة
    



هل بدأ عصر اختفاء وإنقضاء عصر الحضارة الاوربية أم اننا في عصر حضارة جديدة ( يمكن ، وخاصة بعد وصول القوم الجُدد ) !! .
اهلاً بكم في بانوراما الليلة وعنواننا لهذه الليلة سيكون عن عاصمة الزبالة ( اقصد الحضارة ) وسيكون ضيفنا لهذه الحلقة صديقي الكوميدي ( شوية ضحك مو انشَقّينا من السياسة والمذاهب ) ماجد الشمري والذي ارغمني على استصحابي معه لزيارة مدينة الماكياج والعطور العالمية ... صديقي سوف لا اقاطعك ولا اتدخل لك الكلمة ...
في البداية اعتذر منك لإرغامك على القيام بتلك الرحلة المتعبة والبعيدة معي وكما تعلم فنيوزيلندا تقع في نهاية القارات .
كما علمتم فقد اجبرتُ صديقي للقيام معي بتلك الزيارة الطويلة ولمدة قصيرة وياريت ما فعلتها ! .
وصلنا الى العاصمة التي كنا نحلم بها ونسمع عنها وعن جمالها وحضارتها ومعمارها وفنها الرفيع عبر كل محطات حياتنا الطويلة . قبلها كنتُ قد قمتُ بزيارة الى سوريا وعاصمتها دمشق ( قبل النزاع العائلي الطائفي المذهبي طبعاً ) وحينها سجَلت ذاكرتي بعض المواقف والغرائب في تلك العاصمة المزدحمة ولكنني حاولت ان انساها واحذفها من ذاكرتي وبعد جهد طويل تخلصتُ منها ولكن الشريط قد عاد من جديد بعد زيارتي لِباريس .
مدينة شلت فيها الحركة والازقة بدأت تتضايق بشكل رهيب والمرور فيها ولا ( ساحة الاموين في دمشق ) . مدينة زحفت اليها الاطراف الجانبية والتي كانت تشكل الغرباء والمهاجرين وبدأ الحصار والخناق يلف على الفرنسي الذي أما ان يكون قد هرب او التحق بأحدى الفصائل العربية , بدأ الزحف يقترب رويداً رويداً الى قلب تلك العاصمة الجميلة فكل ما تقع عليه عينك ( العورة ) هو اجنبي وغريب ولا يمت بالفرنسي بشيء . المحلات والأسواقات والكْشكات والمطاعم ( كلها مرفوعة برايات لحم حلال ) والمخابز والأفران ( صمون عربي اصيل ) والدكاكين والمجازر ( مذبوح على الطريقة الهولندية ) والتاكسيات ( ياساتر عليهم وعلى الذي خَلّفَهُم ) واصحاب الماطورات ( يعني الدراجات البخارية اما الهوائية فلا مكان لها بعد الآن ) واصحاب الحلويات ( يارجل عبالك احنا في الضاحية الجنوبية ) واخيراً كل المارة والمتجولين هُم من الشعب المختار ( افريقي شرقي كوري هندي باكستاني عربي ايراني افغاني وهلما جر ( عبالك تشكيلة من السلطة الفرنسية الاصيلة ) . وعندما تقع عينك او تشاهد فرنسي او فرنسية تراهُ يرتجف ويرتعب عندما يمر من امامك وكإنك شاهدتَ عفريت غريب . بين الحين والآخر كانت تقع عيوننا الجلقاء على شابة او شاب يمارس رياضة الجري وهو يرتدي الملابس الرياضية وكأنه قرد يركض في ملعب الشعب . ولوحات الإعلانات وتعلمون فرنسا ورموش اقلامها . لوحات اعلانية هنا وهناك منصوبة على اعمدة في مناطق وكأنها شخص شاذ جنسياً دخل السعودية ( لا هسة صارت عادي ) .
الاوساخ بدأت تتجمع والذباب اخذ الإقامة . الازحام وخنقة الشوارع ذكرتني بشوارع بغداد بين الثانية والرابعة عصراً وفي شهر تموز الخالد او الساحة الحمراء في موسكو بعد انهيار الاشتراكية ( هسة السيد النمري راح يقول لم نصل الى الاشتراكية فكيف انهارت ) ! . الشوارع بدأت تتفكك ولا عناية والازقة بدأت تتضايق وتتكامش وفي كل هذه المصيبة ترى احدهم قد اوقف سيارته في وسط الشارع دون اي إشارة او اي وجود له ( يمكن رايح يصلي ) والكل يُزمّر ويخرج برأسه الطويل من الشباك وصاحب السيارة ( كاعد يشرب الاركيلة ) . الماطورات الغريبة والتي تشق طريقها بين السيارات الواقفة في الزحمة وكأنها ذُباب البصرة عندما كان يهاجم في الصيف ( اثنين يرفعون البطانية والاثنين الآخرين يقصفون ) . يعني لو كان مسموح للأولاد بإخراج رأسهم او اياديهم خارج السيارة ( مثل باكستان ) لكانت قد تطايرت آلاف الرؤوس والأطراف يوميا ) . يعني السير واقف ويهم يقطعون بين السيارات الواقفة بسرعة جنونية ولا يكون بينهم وبينك إلا سنتمتر واحد وحتى لو خدشوا عشرات الأبواب والمرايات لا يمكن للسائق عمل اي شيء ( لأنه متجمد ومحصور فما عليه إلا ان ينظر لصاحب الماطور ويُحَيّهِ او ان يترك سيراته ويركض خلف الماطور ) !! التاكسيات ولا كراج العلاوي . احياء ومناطق بأكملها اصبحت للقادمين وعندما يتواجد فرنسي بالصدفة في ذلك الحي كأنه كلب مسعور في المسرح العالمي !
لا شرطة مرور ولا نظام ولا قانون ( يعني باقي شوية ولكنه في طريقه للإنقراض ) . خرجنا من الفندق قاصدين برج ايفل والجهاز اعطى ربع ساعة للوصول وقد بقينا اكثر من ثلاثة ساعات ونيف للوصول الى الهدف المنشود وعندما اقتربنا من مركز المشكلة وجدنا عدد من الافارقة ( شكلهم كان يعطي ذلك ولكن الله اعلم ) موظفي البلدية في نقل النفايات يرقصون ويحتسون الجعة ( على اساس هو احتجاج ) ! والشرطة تركت كل الشعب الفرنسي والزائرين وهي تنظر الى اربعة او خمسة اشخاص أغلقوا كل منافذ تلك العاصمة وهُم يحتسون البيرة ( على اساس هذه هي الحرية ) ولكن لا يهمهم حرية اكثر من مليون شخص تجمد ولساعات طويلة في نفس المكان ( ضاع الليل علينا وعندما وصلنا عُدنا ادراجنا من التعب دون قصف الهدف ) . هؤلاء الآن يقطعون الشوارع وبعد غد سيقطعون اشياء اخرى . وصلنا الى المركز المنشود وقد رأينا اكثر من عشرة آلاف شخص تحت ذلك النصب واكثر من ذلك العدد كان الشباب الاسمر والذين غطوا على كل معالم الزيارة والزوار وهم يحملون على اكتافهم اطنان من التماثيل الصغير للهدف ويعرضونها عليك بعد ان يقطعوا عنك الطريق وبعد ان ينفصل طفلك وعائلتك ( يدخلون بالنص ) عنك وهُم يحاولون بيعك لتلك التماثيل ( هسة آني دا أشوف الهدف بالعين المجردة اي شراح اسوي بقطعة حديد مسروقة ) ! . لا شرطة ولا حماية ولا نظام يعني بإمكان اي ارهابي ( ليبرالي ) ان يقتل ألف شخص في خلال دقيقة واحدة ( حتى لا يحتاج الى عملية نوعية فقط نفخ بالون الى ان ينفلق يكفي لقتل المئات تحت الاقدام ) . النظام الوحيد هو عند شباك التذاكر عند إستلام المبلغ ( هاي شاطرين فيها ) . ونفس الحال مع قصر وحدائق فرساي ومتحف لوفر وقوس النصر والمركز التجاري وليس لك إلا ان تأخذ معك ابن عمك او خالك حتى يتكفل بدفع اجور محل ايقاف وتركين السيارة ( لم يتركوا شبر واحد إلا وتم بيعه فلا مكان لتركين السيارة إلا تحت عدد من الطوابق تحت الارض ولو خرجت منها سالماً فسيضيع اما ولدك او زوجتك منك او سوف لا ترى السيارة ولا تعلم اين ركنتها إلا في الاسبوع الثاني ) ! .. كل شيء اصبح تجارياً حتى ضاع كل شيء وكل قيّم الجمال والطبيعة .
في محطة الوقود كان سعر علبة سكاير ب 9.3 يورو وفي مركز العاصمة كان ب 7.3 يورو . علبة مياه عادية من الحجم الصغير جداً ب 3.5 يورو لأن المحل قريب من شارع شانزليزي . الاسعار خيالية والخدمات تجارية استهلاكية ( كما يدعي ويُنادي صاحبنا كل ربع ساعة ) . الفقير يزدادُ فقراً ( ولكن الله معه ) والغني يزداد ثراء ونفس الله معه ولكن بدرجة اكبر . العامل لا يصل براتبه الى رأس الشهر فما عليه إلا ان يضع رأسه مبكراُ على الوسادة حتى لا ترتفع فاتورة الكهرباء وتشتعل من شدة الحراة او ان ينزل ويقطع الطريق عن احدهم ويحصل على ما رزقه به الله . الزحف بدأ ويقترب الآن من المركز وسوف يحصل الإنفجار ولكن كيف سيكون لا احد يتكهن بذلك . شخصياً اتوقع ان تتحول تلك العاصمة الجميلة الى مركز الارهاب والجريمة في العقود القادمة ولا مفر من ذلك إذا ما بقى الحال على ماهو عليه ( ليش بكيفهم الشغلة خرجت من تحت سيقانهم ) .
لم يبقى إلا الآثار والابنية والمتاحف والكادترائيات والقصور العظيمة والتي خطط لها ورسمها وشيدها العظماء ( مو زعاطيط مثل فرانسوا هولاند ) ! تلك الحضارة البديعة باقية لم تُباع الى الخليجيين بعد وبعد ان يحصل هذا سنقرأ الفاتحة على روح الجمال الاوربي وحضارتها الكبيرة وستصبح تلك المعالم المهيبة كملوية سامراء قرعاء في ارض قاحلة يتجمع تحت ظلها الكلاب والقطط ( وفي كل خمسة دقائق يسقط حجر كبير منها يقتل عشرة من الكلاب والقطط النائمة حولها ) شخصياً اتوقع ان تتحول وعن قريب عاصمة الحضارة الاوربية الى عاصمة الزبالة .
لم يترك لي صديقي شيء لأقوله ولكن فقط ساذكر لكم : قُبال الفندق الذي حطّ الرحال بنا فيه لمحتُ مطعم صغير لدجاج الكنتاكي . تذكرت الايام الجميلة في بغداد ومطاعم الكنتاكي في الكرادة ( طبعاً في زمن صدام مو زمن آية الله المالكي ) فأشتهت النفس الدنيئة بتذوق قطعة من الكنتاكي الفرنسي . قصدنا المطعم فوجدتُ العاملين فيه هنديان ( طبعاً اصحاب المشروع ) . لم اتجرأ غير طلب ثلاثة قُطع صغيرة لِمعاينتها قبل اللهطة الكبيرة وبعد ان دفعنا 5.5 يور لثلاثة قطع صغيرة وعندما لقطتُ قطعة ودنوتها من ( حلقي الجوعان ) وصلت الرائحة النتنة والعفنة الى صمامات الحويصلات الرئوية فرميت الديليفري مباشرة في سلة القمامة المنصوبة على جدار المطعم ( يمكن هي هاي شَغلتها ) ! لعنة الله على ذلك اليوم الاسود حتى اشتري كنتاكي من هندي في باريس ( يا رجُل عبالك سمك ميت ومفطوس في الحرارة العربية وقبل الثورات الخريفية ) !
وعندما عُدنا ادراجنا الى البيت فتحتُ عيني على التلفاز فشاهدتُ قناة ال MBCتعرض فلم الرسالة وقناة العربية تعرض جثث ضحايا مجزرة الحرم المكي ...
حتى المقولة المعروفة لا ينطبق مدلولها عليها اليوم .
نيسان سمو الهوزي 24/09/2015



#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واخيراً وافق البابا للكاثوليكي بالزواج مرتين !!
- سَمْ على قلوبكم انشاء الله !! ..
- هو مجرد سؤال افتراضي لا اكثر ولا اقل !
- أين سَنَتَغَوّط ونَشْخْ بعد الآن !!
- فاجعة نزوح الشرقي للغرب !!!
- لماذا تأخرت !!
- السرطان !!
- أنتَ بلا شيء صغير وقصير يا عَبادي !!
- فأر حقير !!!
- هيفا وهبي !! رمضان يجمعنا !!
- الاحتقار !!
- مَن المسؤول عن تدمير العرب والمسلمون وحتى المسيحيين !!
- قصة طريفة او ظريفة او جميلة !!!
- ألا نخجل قليلاً من انفسنا !!!
- لماذا لا يتحد الدْينيَن المسيحي والاسلامي !!!
- القتل من اجل استنهاض روح الميّت !!!
- هل تَعَلّمَ الالمان الانتحار ايضاً !!!
- المؤامرة اكبر من كل الكُتاب والقُراء ومنا جميعاً !!
- ولما يجي وقت الصلاة ماكو اشطر منا !!
- هل سيكون الطفل الوالد من ثلاثة آباء ملوّن !!


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - باريس من عاصمة الحضارة الى عاصمة الزبالة !!