أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - الإسلاميون العرب: - كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى -















المزيد.....

الإسلاميون العرب: - كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى -


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 22:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



يقول العرب في امثلتهم لوصف من يفتقد الحكمة وحسن التصرف لبلوغ هدفه : إنه كالمنبت ، لا أرضا قطع ولا ظهرا ابقى .والمنبت يركب الدابة ساعيا للوصول فيسيء التصرف مع الدابة ويعاملها بصورة إرادية دون أن يراعي طاقتها وظروفها وحملها، فيلسعها بالصوت كي تسرع ويوجها إلى أية طريق مهما كانت صعبة وينهكها إلى أن تصل إلى درجة فينقطع ظهرها . فيكون حاله أنه لم يقطع الأرض التي أراد ولم يبقي على الدابة ، وهو بهذا يكون قد تصرف بشكل أهوج .
والإسلامين أرادوا أن يصلوا للحكم كي يحكموا بكتاب الله وسنة رسوله فيقطعوا يد السارق ويجلدوا الزاني ويجمعوا الصدقات ويؤمروا الأمراء ويَسبوا النساء ويقتنوا الجواري وما شابه تحت عنوان نشر العدالة والإلتزام بدين الله .
فلننظر إذن ما الذي حصل : ذبحت ليبيا وتفككت وتبددت ثرواتها ونفطها وتفسخ نسيجها الإجتماعي . أي هي ليست دولة يحكمها الإسلام هي عصابات ومسلحين يسيطر كل فريق منهم على ناحية ويقيم فيها إمارته على طريقة تقسيمات الإقطاع .دمار الدولة ودمار اقتصادي وتفسخ إجتماعي وفقدان الأمن والإستنفرار الفردي والمجتمعي .
لم تتشكل دولة الإسلام في ليبيا وتظل ليبيا تحت الذبح والنهب والتخريب .
المثال السيء الآخر هو اليمن : قصف وذبح وتدمير وتفسيخ للكيان الأجتماعي الإقتصادي .
جزء من اليمن يشارك في المأساة ويؤيد القصف والذبح واليمن على طريق الدمار ولم تقم فيها إمارة الإسلام .
أما المثال الأشد سوءا فهو سوريا : حيث تتكالب الحركات الإسلامية ذبحا للشعب السوري وتدميرا للمؤسسات والمنشآت ومصادر الثروة كما الإمكانيات العسكرية التي بنتها الدولة . ملايين المهاجرين الهاربين من الذبح والدمار وتفكك النسيج الإجتماعي وتدمير طاقات العمل والكفاءات المهنية . تدمير سوريا على كل الصعد بما يطال التعليم والصحة والإقتصاد والمجتمع . وهذا التدمير مستمر لحوالي اربع سنوات وعلى قدم وساق ، والإسلاميون بمختلف تياراتهم يساهمون في تدمير سوريا وتدمير أنفسهم .
ولو افترضنا أن الحرب الضروس قد توقفت ، فإنهم سيكونوا كالمنبت فلا حصلوا على الحكم ولا أبقوا على سوريا كما كانت بل أن سوريا ستحتاج إلى ثروة هائلة لإعادة بنائها وفي زمن لا يقل عن ثلاثين سنة .
هل يعرفون هذه الحقيقة ؟
الجواب : نعم وبكل تأكيد . فمرور هذا الزمن وبهذه التجربة فإن الأعمى سوف يرى .
وبمشاهدة نتائج الحرب الأمريكية على العراق وما فيها من صراعات داخلية صنعت في أمريكا ومن خلال أدواتها .
أين يكمن السر إذن : إن هؤلاء الإسلاميين ينفذون أجندة غيرهم مشفوعة بمسألتين :
الأولى: وعود عن المستقبل بأنه سيكون لهم دور في قيادة المنطقة وبرامجها . وهذا يحتاج إلى تدقيق ومراجعة بعد إنقضاء خمس سنوات على التجربة في ليبيا ومصر واكثر من ذلك في العراق .
والثانية : وهي الأكثر فاعلية ، أنهم ينفذون أجندة الغير مشفوعة بالمال والسلاح والفساد والإفساد والإمتيازات ...
إنهم يتلقون دعما ماديا هائلا وسلاح وتدريبات وتسهيلات بواسطة تركيا والأردن وتأييد مادي ومعنوي من قبل السعودية وقطر ودول رجعية عربية أخرى .
كل هذا يشكل زيت استمراريتهم .
ليس هذا فقط ، بل هناك سيل من الدعم البشري تعويضا عن القتلى ، وهذا التعويض يساهم في تأجيج القتال باستمرار . كما أن الخسارة البشرية لا تتحملها أية جهة فكل قتيل هو ابن الحرام هو خسارة نفسه فقط ولا يشكل خسارة ملموسة لأي مجتمع .
ماذا يعني هذا ؟
هذا يعني ان الغرب الاستعماري صاحب المصلحة فيما يجري في سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن وسوف يحصد النتائج المرجوة بالإستناد إلى دماء " أولاد الحرام " ودون أن تستقبل مطاراته جثث القتلى واحتجاجات ذويهم .
هم يقاتلون نيابة عن أمريكا والغرب الإستعماري . هم يحصدون بعض المال والإمتيازات والعفارم ، والبلد يجري تدميرها والغرب يحصد الثروة وتستقر له الأوضاع دون مقاومة ويستقر وضع إسرائيل وبأفضل العلاقات .
هذه هي المعادلة . ولكن هل هكذا ستستمر الأمور ؟
الجواب : من الواضح أن الصيرورة في سوريا تتجه باتجاه الممانعة . هي بالأصل ممانعة ، ولكن الصمود الجبار للقيادة السورية والشعب السوري والجيش السوري ومقاتلي الشعب السوري سيدفع الأمور باتجاه الصمود أكثر فأكثر وقلب الإتجاه وإفشال المخططات ودحر الغزاة من الداخل ومن الخارج وتحطيم القوى المقاتلة نيابة عن الغرب الإستعماري ..
هل سينتصر الغرب لأدواته في القتال حينها ؟
الجواب : وهل انتصرت إسرائيل للحد وجيشه العميل أم تركتهم لتذروهم الرياح ؟
إن الغرب الإستعماري يحمل عقلية المصلحة الآنية والمستقبلية ، وهو لا يحترم أدواته . هو فقط يُشغلهم ويمتص دمائهم ويستغلهم ثم بعد ذلك يعاملهم " مثل خيل الإنجليز " يطلق عليهم النار ويتخلص منهم . فهم بهذا لن ينالوا الدولة ولا هم أبقوا على انفسهم حتى .
لننظر ماذا يجري في مصر .
أنا أرى أن الإخوان منخرطين في أجندة الغرب ، وكذلك لا أرى السيسي سوى غربي الهوى !
طيّب !
إن مصر تتعرض للإنتهاك من الداخل خلال الأربع سنوات التي مضت وفي سيناء توجد حرب العصابات المجرمة .
إلى ماذا سيقود هذا ؟
الجواب إلى إضعاف مصر ومشاغلتها عن التفكير والتوجه للتنمية ولا في ثورات تحررية من كامب ديفد وآثاره ولا في تغيير النظام بنظام وطني تقدمي ولا تنشغل بحال مصر . بل ينشغل نظام الحكم والحاكمين بالحفاظ على انفسهم وعلى الحالة القائمة ، مع استمرار تحقق المصالح الإستعمارية .
وعلى اية حال لن يحصل الإسلاميين على إمارة سيناء مهما طالت المشاغلة ولكن إسرائيل تحصل على الأمن والأمان لأطول فترة ممكنة . وها هو حكم العسكر في مصر يعيد السفارة الصهيونية إلى سابق عهدها زمن مبارك علما أن إغلاقها وطرد السفير كان من المواد التحريضية ضد نظام مبارك .
لن يربح الإسلاميون ولا يخسر الغرب . الغرب الآن هو الرابح ربحا صافيا ومن مصلحته أن تطول هذه الحروب مهما كانت نتائجها من جهة المنتصر والمهزوم . إن الغرب يربح والدول العربية تخسر والأمة العربية تخسر وليس امامها إلا الصمود وطرد الغزاة من الداخل وإفشال مخططات الغزاة من الخارج هم واعوانهم .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا
- مساهمة سياسية في نقاش التنمية
- كلمتين وبس في الأقصى
- هل الضفة والقطاع حِتّة وَحَدَة؟
- لينا زهر الدين تقترح تحديد مدة الزواج
- جند الله بدأوا غزوة غزة !!
- عود على الإتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي
- ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي؟
- تصريح هنية والعرابين
- مساهمة في نشر الخزعبلات
- ما هي الهدنة وما هي التهدئة
- يا رفيقة ميسر : لا تخطئي
- اليوم ذكرى حرب حزيران
- هؤلاء الشيوخ هم أعداء حقا فاحذروهم
- عيد العمال
- علي جبر ابو ناصر
- الإعتراف بإسرائيل
- الإحتلال يكرر التجربة ويغير الأدوات
- الإستعمار يكرر التجربة ويغير الأدوات
- يريطانيا والخطأ التاريخي بحق الفلسطينيين


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - الإسلاميون العرب: - كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى -