أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله عبداللطيف المحامي - مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1














المزيد.....

مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1


عبدالله عبداللطيف المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:35
المحور: حقوق الانسان
    


أصبحت ثقافة حقوق الإنسان ومهمة نشرها والوعي بها من الأهمية بمكان في وقتنا الحاضر، وتكتسب هذه الأهمية من منطلق أن ثقافة حقوق الإنسان لم تعد ترفا نأخذ به أو لا نأخذ به كما أنها لم تعد قاصرة علي النخبة المثقفة أو فئة بعينها معنية أو مهتمة بالأمر بل بالعكس أصبحت ضرورة إجتماعية وسياسية وقانونية ، وأصبح رجل الشارع والمواطن العادي محتكا بهذه الثقافة الجديدة في حياته اليومية وفي حاجة أن يعرف ويلم بها ولو في خطوطها العريضة .
وثقافة حقوق الإنسان باديء ذي بدء تستند إلي مرجعية محددة ألا وهي المواثيق الدولية والإتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة تتضمن أحكاما خاصة بتأكيد وحماية حقوق الإنسان في شتي المجالات .
وهذه المرجعية بدءا من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مرورا بكافة المواثيق والعهود والإتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صدرت .. ويبقي السؤال .. كيف نتعامل في مجتمعاتنا العربية مع هذه المواثيق الدولية ؟ وما هي القيمة القانونية التي تكتسبها هذه الأحكام الدولية ؟ وهل تتمتع بصفة الإلزام ؟ وهل يمكن للقضاء الوطني أن يطبق هذه المواثيق الدولية في الشأن الداخلي ؟ وهل لها قيمة عملية في واقعنا العربي الداخلي ؟ أم أنها مجرد شعارات براقة نرفعها ونأمل في تطبيقها ؟
مؤكد كلها تساؤلات مشروعة ومطروحة وهنا نحاول أن نضع لها إجابات علها تشكل ورقة تفتح الباب لنقاشات وتلقي أراء ورؤي حول المسألة التي لازالت تحتاج إلي جهود مخلصة وإبتداع أشكال وآليات جديدة للتعامل معها .
وجدير بالذكر أن نؤكد علي أهمية تشجيع مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في مجال حقوق الإنسان في مجتمعاتنا العربية كمنظمات أهلية وغير حكومية ويقع عليها العبء الأكبر في مجال نشر وتنمية ثقافة حقوق الإنسان عبر آليات التدريب والتطبيق والرصد والتوثيق ... الخ
ولا بد من السعي نحو مناخ يتوفر فيه حرية تأسيس هذه المؤسسات ودعم إستقلاليتها لا قيود في الحركة أو تلقي التمويل اللازم لتنفيذ برامجها المختلفة في إطار من الشفافيه التامه حتي تستطيع أن تقوم بدورها المنوط بها .
ولابد أن نذّكر علي أهمية تخصصات مؤسسات المجتمع المدني العاملة في ميدان حقوق الإنسان ، فالمجال متسع وكبير ولم يعد مجديا أن تنشأ مؤسسة تؤدي جميع الأدوار في كل النطاقات المطروحة ، فهناك مؤسسات مختصة بإستقلال القضاء والمحاماه ، وكذا بالرصد والتوثيق لإنتهاكات حقوق الإنسان ، وفي مجال المساعدة القانونية والقضائية ، وضمان حريات الرأي والتعبير ، والحق في الإعتقاد أو ما يسمي حرية العقيدة ، والحق في المحاكمة العادلة ، وحقوق السجناء ، فضلا عن حقوق الطفل ، وحقوق المرأة ، وحقوق السجناء ، ناهيك عن الحقوق الإجتماعية والإقتصادية ، والعمل في ميدان تعزيز وتنمية المشاركة الديمقراطية .........الخ
وكلما كانت المؤسسة متخصصة في مجال بعينه في منظومة حقوق الإنسان كان أدائها علي مستوي أعلي من الكفاءة والتقدم ، وهكذا نكتشف الخريطة الشاملة وحاجة المجتمع الماسة للكثير من المؤسسات الحقوقية التي تعني بها وتغطي جوانبها ، وبين المدي الواسع للخريطة الحقوقية وحاجتنا الماسة للمؤسسات الحقوقية يبقي السؤال .. كيف ؟
كيف يعي ويدرك المجتمع بأفراده ومؤسساته هذه الحقيقة ؟ وكيف يسعي لرأب هذا الصدع وسد الفجوة الهائلة بين ما هو مقرر من حقوق وهذا الكم الهائل من حجم الإنتهاكات اليومية المتكررة لهذه الحقوق أو مصادرة تلك الحقوق بالمرة ؟
هل نكون غارقين في الحلم إذا ما حاولنا أن تكون قضية حقوق الإنسان هي في المقام الأول قضية شعبية وليست قضية النخبة ؟
هي بالفعل مسألة مطروحة علي رجل الشارع وعامة الناس بطريق الحتم واللزوم بما أن عامة الناس بشكل أو بآخر هم ضحايا الإنتهاكات وهم المطحونين برحي الإستبداد والتسلط ، هم المصادره أحلامهم في أن يتمتعوا بالحد الأدني من الحقوق .
تبقي الحلقة المفقودة بين النخبة المعنية بقضايا حقوق الإنسان وبين عامة الشعب ، وتلك لن تكتمل إلا ببناء جسر من التواصل الحقيقي المدروس والمنظم بإعداد جيل جديد من الناشطين في هذا الحقل محققا توسعا رأسيا وأفقيا ونوعيا في خريطة العمل علي تعزيز هذه الحقوق وتنمية الوعي بها ونشرها .
من هنا تأتي أهمية التدريب .. علي فهم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وتوكيد الحقوق الواردة بها ، مقارنة بنصوص التشريعات الوطنية الداخلية وبيان عوار هذه التشريعات الداخلية ونقاط تناقضها مع أحكام المواثيق والعهود والمعاهدات والإعلانات الدولية لحقوق الإنسان .
ولنفهم أولا ما هو الفارق بين كل هذه المصطلحات في فقه القانون الدولي ، وما هي آليات العمل للسير في طريق تنفيذ هذه القواعد ، ووضع حدا لمخالفتها إنتهاكا وإهدارا ، ووسائل الضغط المدني والقانوني والدستوري لتصبح التشريعات الوطنية في حالة إنسجام مع منظومة حقوق الإنسان الدولية .
كيف نؤسس المؤسسة المدنية العاملة في مجال حقوق الإنسان ؟
ما هي الإجراءات القانونية الواجب اتخاذها لإنشاء المؤسسة وفق القانون الوطني مقارنا بالقانون الدولي ؟
كيفية بناء هيكل إداري لهذه المؤسسة ؟ وما هي الوحدات الإدارية الواجب إنشاءها لتفي بالغرض ؟
ما هي البرامج التي تنفذها المؤسسة في مجال معين من المنظومة الحقوقية ؟
ما هي وسائل وآليات تحقيق هذه الأهداف والبرامج ؟
وكيفية إدارة المؤسسة المدنية ؟
ذلك كان مدخلا ضروريا ومكملا قبل الحديث بإستفاضة عن التدريب في حقل قضايا حقوق الإنسان ، وهو ما نتناوله في المقالات القادمة .

----------
* عضو المكتب التنفيذي ومجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان .

















#عبدالله_عبداللطيف_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة في الفضاء
- دستور يا أسيادنا ..
- قانون محكمة الأسرة .. تحديات التطبيق
- دموع علي ورقة طلاق
- الخطاب الديني السلفي والثقافة السمعية
- قلم مجنون
- غشاء البكارة ومفهوم الشرف
- مزيدا من الوعي والتنوير ..
- الدين والمرأة والجنس
- التنظيم الدستوري لمجلس الشعب المصري


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله عبداللطيف المحامي - مدخل .. آليات التدريب في مجال حقوق الإنسان - 1