أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي7















المزيد.....

معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي7


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"لا شك أن توسع الدور الإيراني في العالم العربي مع نشر المذهب الشيعي في الأقطار الإسلامية السنية ليس عملًا تطوعيًّا يقوم به دعاة فرادى أو جماعات، وإنما تقف خلفه دولة بقدر إيران، وهناك تناغم بين استراتيجية الدولة الراغبة في التواجد في هذه المنطقة الاستراتيجية، وبين نشر المذهب الشيعي، كما أن النجاحات المتكررة لإيران في الاستيلاء على عواصم عربية يمنحها زخمًا كبيرًا لفتوحات جديدة".(1)

مؤكد أن محاولة إيران لتمدد وخلق نفوذ لها في الدول العربية يؤثر على هذه الأخيرة وعلى القوميات الغير فارسية في إيران ذاتها طالما أن هذا الدور ليس صادر من معطيات تغيير اجتماعي بقدر ما يمثل بعملية حشد سياسي منهجي وصدامي مع الواقع السياسي والاجتماعي القائم في دول الجامعة العربية ويخلق هزات سياسية واجتماعية كبيرة في بنية المجتمعات كما هو حادث في العراق,سوريا,لبنان واليمن, إلى أننا يجب أن نتوقف أمام منحى التبشير والذي نرى أنه ليس محصورا في الممارسات الإيرانية, بل المملكة العربية السعودية بدورها تمارس التبشير الوهابي من جانبها وأستطاعت من خلاله أن تؤثر على البنية الاجتماعية لأقطار عديدة منها مصر,العراق,سوريا,اليمن,السودان,الصومال وباكستان.

لدى تقضي النزاهة النظر إلى عموم المشهد والإبتعاد عن الإنتقائية, وليكن الطرح بهيئة التنديد بكل جهود التبشير المذهبي الممنهج والتي تؤثر بصورة سلبية على استقرار الشعوب والسلم الأهلي فيها أيا كان مصدرها, فإن كانت إيران فتحت عدة عواصم عربية فالسعودية فتحت الاسكندرية,طرابلس لبنان,برعو,لاس عانود,بوصاصو الصومال وغيرها من المناطق في دول جامعة العرب, فالتغيير المذهبي يكون مشروعا حينما يتم من خلال حالة حراك اجتماعي تاريخي طبيعي وليس مخطط.

"ليس بمقدور الصوماليين وحدهم المنافسة أمام مشروع يحظى بدعم رسمي وشعبي من دولة طامحة للتوسع فكريًّا وسياسيًّا، ما لم تقم الدول العربية خاصة الخليجية بتنفيذ خطوات مدروسة لدعمها في المجالات التي تؤثر على مستقبل هذا البلد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربية".(2)

انطلاقا من منظور حركي وطائفي يؤكد الكاتب فهد ياسين بضرورة الاستقواء بدول عربية ولاسيما خليجية لمواجهة إيران وخوض معركة ليست لصوماليين, ولا يقدم معطيات حقيقية ومنطقية لمواجهة إيران والرغبة في خلق صراع بين الصومال وإيران من العدم, والاشكالية هنا محاولة منح الدول العربية البعد الطائفي السني لمجرد أن غالبيتها تضم المكون المذهبي السني, والأمر يعد ايضا بحالة تدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول والرغبة في خلق حالة تصدع في الوحدة الداخلية لهذه الدول والمجتمعات!, خاصة وأن سياسات الدول تقتضي أن تنطلق من مصالح سياسية تخدم شعوبها وليس لصالح بعض جماعاتها المذهبية والسياسية, وبتالي فإن الكاتب فهد ياسين يشير على هذه الدول بممارسة خرابها الداخلي وتخريب ما تبقى من الصومال أيضا!

والدعم الاقتصادي,الاجتماعي والتربوي الذي ينشده يقتضي أن يكون بعيدا عن اللعب بالورقة الطائفية السياسية وأن لا يكون مشروطا, وأن يتعاطى مع استراتيجيات اقتصادية تعود بالنفع على شعوب هذه الدول والصومال, تخدم كل المكونات الاجتماعية لهذه الشعوب, على أن يشمل الدعم الاجتماعي والتربوي خلق مناخ تقارب إنساني بين العرب والصوماليين من خلال تسخير معطيات التاريخ,الجغرافيا,الروابط الثقافية والاجتماعية, على أن يتم هذا التعاون عبر قنوات رسمية واجتماعية تمارس النزاهة بمعزل عن المشاريع السياسية والطائفية المشبوهة.

وقد قدم الكاتب عدد من المجالات التي يرى بضرورة وضع خطط استراتيجية لها ومنها "توفير فرص التعليم البديل، واستقبال الجامعات في الدول العربية القادرة أعدادًا وفيرة من الطلبة الصوماليين، وذلك بغية حماية المجتمع الصومالي من أدمغة شيعية تمامًا، كما حدث أيام المدِّ الشيوعي الروسي؛ حيث لعبت الجامعات السعودية التي فتحت أبوابها للطلبة الصوماليين دورًا حاسمًا في لجم انتشار الشيوعية في المجتمع".(3)

وقد فات الكاتب أن الجامعات العربية التي درست الكثير من الطلبة الصوماليين بدورها كانت ايديولوجية وقائمة وفق الفكر القومي الشوفيني والماركسي الاستبدادي كما كان ماثلا في العراق,سوريا ,مصر وليبيا, وبدورها فإن جامعات السعودية نقلت الفكر الوهابي الطائفي والتكفيري إلى الصومال, وإن كان ذلك لم يمنع في تقديم هذه الجامعات لمادة علمية منهجية استفاد منها طلاب صوماليين, وانطلاقا من ما تقدم ليس من مصلحة الصومال إعادة تلك التجارب الغير سارة مع أجيالها القادمة, فالبلد في حاجة لحركة طلابية متسلحة بالعلوم والمناهج العلمية وليس بالفكر الطائفي, والطلبة الصوماليين الدارسين في الاتحاد السوفيتي والدول معسكر وارسو كانوا اللبنة الرئيسية والأساسية التي قامت على عاتقها حالة التنمية المتواضعة وبناء القدرات العسكرية لصومال.

"توءمة بعض مؤسسات التعليم العالي الأهلي في الصومال مع نظرائه في العالم العربي والتخفيف من شروط الالتحاق والانتساب لها". (4) هذه دعوى صريحة لخلق بنية تربوية وتعليمية موازية لدور مؤسسات الدولة حتى يتسنى من خلالها ممارسة المشاريع الطائفية السياسية تربوياً, وبتالي أن يتم الربط بين المؤسسات ذات التوجهات الإخوانية في الصومال مع مثيلاتها العربية والسلفية الوهابية مع قريناتها, وخلق مناهج دينية وتربوية لا تعني الصوماليين وفي المحصلة إيجاد نظام سياسي,اجتماعي وتربوي موازي لمؤسسات الدولة الصومالية, ينتهي معه الأمر إلى تجسيد واقع صراع أهلي, والجدير بالاشارة أن هذا الواقع قائم حاليا نظرا للفراغ الذي تركه انهيار الدولة الصومالية في عام 1991, إلى أن الإسلام السياسي يرغب في مضاعفته بغية تكريس دولته الشمولية.

"توفير سوق بديلة للمنتجات الصومالية لقطع الطريق أمام المغريات الإيرانية، خاصة المواشي، والموز وغيره من المنتجات المشهورة من الصومال".(5)الواقع التاريخي يؤكد أن علاقات التعاون التجاري عبر تجارة المواشي مع الإمارات والسعودية لم تكن لصالح الطرف الصومالي والذي كانت سعر بيع منتجه يتم عادتا بقيمة مالية أقل من مثيله المستورد من قبل هذه الدول, ناهيك عن التعقيدات في التعامل مع تجار هذا القطاع في هذه الدول والإنتهاكات البالغة التي كان يتعرض لها التجار الصوماليين نظرا لغياب الرعاية الصومالية لهم.

والطرف الإيراني جديد على البيئة التجارية الصومالية ووجوده يمثل قيمة اقتصادية إضافية وهامة لتجارة الصومالية, والسعي لتحريض عليه يمثل بحالة خبث سياسي وحالة عدم وعي للعملية الاقتصادية والتي تفرضها المصالح المشتركة بين الصومال وإيران, خاصة وأن الدول العربية وإيران يجمعهم التعاون التجاري وبما فيه دول الخليج العربي, ورغم الحظر الاقتصادي المفروض على إيران كدولة فلازال التعاون التجاري بينها وبين دول الخليج قائما عبر قنوات عدة, وفي الأعراف السياسية فإن وجود الخلافات السياسية بين الدول لا يمنع التعاون التجاري والاقتصادي, ودول عربية تتعاون مع إسرائيل فما بال إيران.

الاسترسال في الترهيب وقول"دعم مؤسسات الدولة الصومالية لتضطلع بمسؤولياتها تجاه حماية مجتمعها أمام تغلغل النفوذ الإيراني لأمد طويل".(6) كنت أتمنى أن تكون هذه الدعوة الموجهة إلى الدول العربية في اطار اتجاه آخر وهو دعم الصومال في مواجهة تجاوزات دولتي إيثوبيا وكينيا واللتان تشكلان تهديدا للكيان الصومالي على شتى المستويات, ثم نرى من ينقلنا نحو معركة وهمية طائفية! والقول بدعم مؤسسات الدولة الصومالية مقولة حق مراد بها الباطل وهو الرغبة في الحصول على الدعم المالي ليصل لقوى الإسلام السياسي الصومالي المتغلغلة في مؤسسات الدولة وتسخيره لمشاريعها ولجيوب قادتها, خاصة بعد صدور تقارير الشفافية من مؤسسات دولية أكدت اتهامها الرئيس الصومالي السابق الشيخ شريف الشيخ أحمد والرئيس الحالي حسن الشيخ محمود عولسو وغيرهم ومن ضمنهم الكاتب فهد ياسين المتهم بنقل المال السياسي المنقول من دولة قطر والذي أستخدمه الرئيس الصومالي الحالي في الإننخابات الرئاسية لعام 2012.

"تكثيف البعثات الدبلوماسية العربية، ورفع مستوى وجودها في البلاد مع إطلاق المشاريع الاجتماعية والثقافية".(7) البعثات الدبلوماسية العربية كانت ولا زال العديد منها في مقديشو, وقد تم دعوة دول الجامعة العربية لإعادة فتح سفاراتها في الصومال واستجابت القلة منها لذلك انطلاقا من اعتباراتها السياسية, وفي المقابل حضرت إيران دبلوماسيا وفي ظل مرحلة سياسية حرجة, فهل من المنطق أن نقارن بين التعاون الدبلوماسي الإيراني مع دول عربية لا يجمعها مع الصومال سوى سقف عضوية الجامعة العربية؟!

كما أن لا يجب إغفال أن الدعم العربي كان تاريخيا ولا زال دعم سياسي مشروط وتحدده طبيعة العلاقات السياسية وليس وجود استرايتيجيات اقتصادية, والدعم الاجتماعي الثقافي ذو الصلة بالصومال والمرتبط مع المؤسسات الثقافية العربية الرسمية عانى من اشكالية التعريب والتي لم تجب كما كان مقررا لها في ظل وجود الدولة الصومالية بينما تمت بوثيرة كبيرة بعد انهيارها حيت تكفلت المؤسسات الأهلية المرتبطة بالإسلام السياسي الصومالي بهذا الدور بإمتياز.

"البلدان الساحلية مثل الصومال وجيبوتي، تجد نفسها أمام مشاريع دولية طموحة لهذا الموقع الاستراتيجي من العالم، ويأتي التنافس الدولي والإقليمي على منطقة القرن الإفريقي لتبحث كل دولة عن موطئ قدم لها على البحر وربما لإنشاء قواعد عسكرية في المستقبل".(8) هذه العبارات تأتي في صيغة وكأنها لا تدرك ما يجري حولها!

اليس هناك حضور عسكري بحري,بري وجوي أجنبي في العديد من الدول العربية ومنذ عقود مضت؟ وفي سبيل حماية أنظمة سياسية أو الحصول على عائدات مالية.

في محصلة القول الصومال بلد ممزق ويسيطر عليه جيرانه ودول كبيرة ويشهد صور من التدخلات الخارجية بتعدد أعراقها,اديانها,الوانها وسياستها, وهو بحاجة قصوى من قبل الصوماليين لكي يضعوا حدا لهذه التجاوزات وليس لكي يستقدم كل طرف صومالي بعض الأنصار لخدمة مشروع سياسي مدمر ويأتي على ما تبىقى من الوجود الصومالي الإنساني, لدى تقتضي الضرورة مواجهة المشاريع الفاسدة والإرتزاق, من قبل الصوماليين الخيريين, وأن لا يمرر من ليس لهم مصداقية سياسية أو شفافية دعوة إثارة الصوماليين على إيران, وضرورة العمل على إيجاد علاقات تعاون بين الجانبين تقوم على التكافئ وحسن التعاون.

- هوامش:

فهد ياسين,الدور الإيراني في الصومال البحث عن موطئ قدم,مركز الجزيرة لدراسات,18 أغسطس 2015.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي6
- كلنا.. سياد بري
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي5
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي4
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي3
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي2
- عشيرة واق
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي1
- حشود شوق مزاجي
- الصومال: المصالحة اجتماعية والتسوية سياسية
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 3
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 2
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 1
- افغانستان وأوروبا لمواطنتهن المسلمات ولغيرهم
- حوار حول الصومال
- مقديشو والذاكرة1
- ماهية نُخب صومالية 1-5
- الصومال وجدل الفيدرالية والمركزية 3
- المثقف جيلدون.. ورؤيته الغير موفقة
- كراهية غير موضوعية لسياد بري 2


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي7