أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب














المزيد.....

قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأنا عن وزراء إستقالوا، وآخرين إنتحروا، في دول متقدمة.. أو متخلفة تقدمت في ما بعد؛ وذلك عند ثبوت خلل ما، في عمل إحدى الدوائر التابعة لوزاراتهم.
والحالات الأكثر، من قبيل إنتحار وزراء؛ لأن الفساد تسرب من تحت مقاعدهم، هي تلك التي وقعت في اليابان بالدرجة الأولى، تليها السويد، ثم ألمانيا بعدد محدود ربما حالة واحدة، ولكن برغم محدوديتها، لا شبيه لها في العراق، ولن يقع لها شبيه او يتعظ بها مسؤول عراقي على الإطلاق.
وأحدث تلك الوقائع إنتحار وزير أمريكي، داخل المحكمة؛ ليس لثبوت الفساد عليه؛ إنما لمجرد إتهامه! وإستقالة وزيرة ألمانية، تعرضت للمساءلة لإستخدامها البطاقة العامة في تعبئة سيارتها الشخصية بالوقود؛ لأنها نسيت البطاقة الشخصية في البيت، وجاءت في اليوم التالي وسددت المقتطع العام من البطاقة الشخصية، لكنها إستقالت وعادت لعملها الوظيفي قبل الإستيزار، من دون المطالبة براتب تقاعدي، كما يفعل الوزراء والنواب في العراق!
لن ينتحر أي عراقي؛ عند ثبوت فساد في دائرة مسؤوليته؛ لأننا مجتمع يؤمن بلعبة المشاطرة، بدءاً من الزوجة، مع زوجها، مرورا بسائق الكيا والركاب، وليس إنتهاءً بالموظف في إستقبال المراجع، ولا الوزير إزاء المال العام!
ما يعني لو أن (آفة) الضمير تفجرت فجأة في عراق رمضت فيه المروءة، وجف ضرع الشهامة، ولم يعد سوى الفساد سيدا خصب التناسل، مثل الأرانب؛ لتطلب الأمر إنتحارا جماعيا.. الشعب والحكومة.. معا.
وبعيدا عن تشاؤمنا، فلنتحدث عن تفاؤلهم.. الوزراء الذين المنتحرون ردا على فساد غفل خدعهم، شهداء عند الله، ولو ليسوا مسلمين؛ لأنهم عمدوا بدمائهم، قدوة حسنة، يستظل بفيئها المخلصون.
والدليل، تلك البلدان الثلاثة.. اليابان والسويد وألمانيا، هي دول الفائض الإقتصادي في العالم، ولأن الخير يخير، فهي بلدان الرحمة أيضا.. للغريب وعابر السبيل والأسير والمحكوم عليه في وطنه بالضياع.. تؤويه وتطعمه وتطمن وجوده، مؤمنة له عيشا كريما!
فما قامت حضارتهم إلا لأنهم شعب آمن بالحياة، حد الشعور بأن لا مكان فيها لمغفل يتبوأ مسؤولية، لا يحسن أداءها، من خلال الحفاظ على المال العام، دون الفساد!
عودا الى واقعنا الشؤم، مسؤولونا يتهافتون على المناصب بقصد الفساد، يعني مع سبق الإصرار، على التنكر للطروحات المثالية التي يتاجر بها حزبه؛ لأن الأحزاب تعد الوزارات المنسبة لها، بموجب المحاصصة، مصدر مالي غير مشروع تحلله على نفسها، قسرا للدين والدستور، من خلال إلزام الوزير بتمويل الحزب من إبتزاز المراجعين.. عراقيين ذوي معاملات بسيطة او مستثمرين محليين وخارجيين، حتى لو لم ينجز المشروع؛ فالمهم ان تصل حصة الحزب الى (الملاج).
فمن ينتحر والضمائر تخشبت مستصخرة في جوف بركان يستعر بمنصهر من حمم تمور لهبا فظيعا، بينما نظيرنا المتحضر.. وهو ليس مسلما، ولا يجلد إبنته بحجاب محنك وقفازات تتعرق لها الأصابع الغضة.. يحتكم الى نقطة الصفاء الإلهي في وجدانه، مقوما للسلوك الأمثل، الذي يحتوي النفس التي لن تأمر بالسوء؛ إنسجاما مع نشأة أقرت الصح صحا والخطأ خطأ، من دون مواربة، بإعتبار دستورنا.. القرآن الكريم، حمال أوجه؛ أفاد منه العباسيون بتحويل حركة الفتح على الألف المهموزة والكسر تحت الكاف، في "أَنكِحوا غلمانكم" بمعنى زوجوهم، الى كسرة تحت الأولى وفتحة على الثانية: "أِنكَحوا غلمانكم" مشرعنين اللواط بأبشع أداءاته!
إذن نحن أمة تلوي كلام الله، محرفة القول عن مواضعه؛ لن يبارك بنفطنا الذي هبطت اسعاره ولن ترتفع؛ إذ "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
*مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحمار مخرجا- دولة البنك الذي إستولى عليه اللصوص
- تهوية سياسية.. -هذا الشعب وحده طلع لا تركب الموجة-
- الذئاب التي تحرسنا أكلت كل شيء
- مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة
- شَرِبَ العربُ نفطَهم.. واضعين (الهوز) في الأفواه
- كهرباء مثقفة
- بعد العيد.. بناء أخلاقي وقتالي للجيش!
- عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط
- دم الضحايا فم عام من إنتصار الفتوى على الهزيمة
- السفسطة الديمقراطية عراق ما بعد داعش
- -قل موتوا بغيظكم- تحررت تكريت وأندحر الذين في قلوبهم مرض
- التشكيلة الوزارية إنموذجا.. -أمرني ربي بمداراة الناس-
- د. العبادي.. ينتصر للعراق بجنود لا ترى
- التاريخ محوري يعيد تكرار نفسه العبادي قبس من نور علي (ع)
- إصبع العبادي على جرح العراق -كل نفس بما كسبت رهين-
- يقينا.. الأعمار بيد الله -ذقت الطيبات كلها فلم اجد ألذ من ال ...
- -يوتوبيا- المحافظات و... حاججهم بالتي هي أحسن
- الله يحب ان تصلوا صفا العراق والسعودية.. وجدان لا تنفصم عراه
- السيسي يحقق امنية عمر بن عبد العزيز
- قسم التنمية البشرية فلنرتدي نظارات تجعل العالم.. من حولنا.. ...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب