أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - تل أبيض.. بين سيوف داعش ومناجل الكوردستاني















المزيد.....

تل أبيض.. بين سيوف داعش ومناجل الكوردستاني


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتحضر داعش لشن هجوم استعادي لمنطقة تل ابيض، فيما يطلب صالح مسلم من البرزاني إدخال البيشمركة لتعزيز قدراته التي تضعف، نتيجة اتخاذها اجراءات من شأنها إثارة سكان المنطقة ضدهم. في ظل اشتداد هجمات كل من النظام والتحالف الدولي بهدف خلق خلخلة في مناطق سيطرة داعش، مايجبرها – لاحقاً – على غخلاء تدمر لتعزيز موقف نظام الأسد الذي بدات تتضح وظيفته أكثر مع تصريحات كيري الأخيرة.
الواقع، لن يمر وقت طويلاً حتى تبدأ انتفاضات أهالي منطقة تل أبيض، ضد سلطات الأمر الواقع، التي لم تتوقف عن توفير كل الأسباب التي تقود الى ذلك. تبدو مظاهرات سلوك الاسبوع الماضي، تعبيراً عن نفاذ القدرة على احتمال الاضطهاد والملاحقات المستمرة، يضاف إلى ذلك الإجراءات التي تتوالى بسرعة، مثل قرارات مصادرة الأراضي والأملاك، ومنهاج التعليم، والدعوة الى التطوع والتجنيد في صفوف القوات الكوردية.
لقد تمكن تنظيم الدولة من " دعشنة " المدينة في الرقة، أما في تل أبيض فإن حزب الاتحاد الديمقراطي/ الكردي (PYD)، وميليشيا (YPG)، يسعى إلى تكريد منطقة تل أبيض العربية (630 قرية عربية في مقابل 27 قرية كردية).
وطوال عشرة أسابيع مضت، أنكرت وحدات حماية الشعب الكردية حدوث عمليات تهجير قسري لسكان المنطقة، أو منع عودة الأهالي إلى قراهم ومنازلهم، بعد فرار تنظيم الدولة (داعش) أمام هجوم الميليشيات الكردية، بمساندة محدودة من فصائل في الجيش الحر.
ما حدث أن الميليشيات الكردية أخرجت الأهالي من بيوتهم، وسرقت محتوياتها، ومنعت عشرات الآلاف، خاصة في سلوك، وحمام التركمان، وعين عيسى، من العودة إلى منازلهم. وشنت حملة اعتقالات واسعة، ومتواصلة، بتهمة دائمة هي الانتماء إلى داعش.
انتهز الكرد فرصة تردد تركيا في محاربة داعش، وانشغالاتها المربكة في البيت الداخلي، كما استغلوا الدعم الأمريكي لهم كميليشيات موثوقة، دوناً عن الجيش الحر، أو الفصائل الإسلامية المختلفة، وتمكنوا من بسط سيطرتهم على المنطقة، بالقوة وانتهاج سياسات فرض الأمر الواقع.
مثل تلك الإجراءات التعسفية جاءت، أيضاً، انتقاماً من عرب ساهموا في تهجير الأكراد من تل أبيض ( تموز 2013) أو أرهبوهم ليهربوا، عندما سيطر داعش على منطقة تل أبيض. بأبسط تفسير لهذه الفوضى، الميليشيات الكردية تنتقم اليوم لما حدث قبل عامين، وسيأتي يوم ينتقم فيه العرب من الميليشيات، وربما من بسطاء الكرد. سوف ندخل هنا في دورة دموية جديدة، مع استمرار الوضع وتفاقمه، ومن الممكن جداً تفاديها اليوم.
في السياسة، تأتي عملية إلحاق منطقة تل أبيض بمقاطعة عين العرب – كوباني لتؤكد على أن عمليات التهجير كانت ممنهجة منذ حزيران/ يونيو الماضي، تمهيداً لتوسيع كانتون الجزيرة ليصل بين رأس العين وعين العرب – كوباني، في عملية تكريد واسعة، وباستغفال لميليشيات الجيش الحر التي شاركت في طرد داعش من تل أبيض دون معارك حقيقية على الأرض.
عملية تحرير تل أبيض، تشبه إلى حد كبير ما حدث في ربيع 2013 في الرقة، حين انسحبت قوات النظام من المدينة، لتدخل إليها كتائب المعارضة المسلحة المختلفة، دون مواجهات عسكرية. لم يطل الأمر حتى سيطر داعش على المدينة بعد طرد الجيش الحر منها، وقوى الحراك المدني فيها لاحقاً.
قد تكون استراتيجية الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، الحليف الموثوق لدمشق، غير معنية في هذه المرحلة بإنشاء إقليم كردي انفصالي في سوريا، لكن أحلام إقامة وطن قومي كردي تكبر أكثر وأكثر، من ضمن معطيات الفوضى المستشرية في سوريا والعراق.
حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعمل على ملء الفراغ، باعتباره حليفاً/ وكيلاً موثوقاً لدى نظام الأسد، يسعى لإطباق سيطرته على المنطقة، وإحداث تغيير ديمغرافي يقلب معادلات الجغرافيا والتاريخ باختلاق سردية كردية تعسفية عما يسميه بـ"كردستان التاريخية". لستُ ضد أحلام وتطلعات الكورد - أياً تكن - طالما هي في إطار المواطنة السورية. يدرك الكورد قبل غيرهم حقيقة أنه لم تكن هناك في يوم من الأيام ( غرب كردستان )، وأن السوريين هم حاضني حزب العمال الكوردستاني، الذي ولد وترعرع في ظلهم.
من المهم الإشارة، هنا، إلى أن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، زار كلاً من بغداد وطهران، بالتزامن مع انطلاق عمليات "بركان الفرات" قبل أكثر من شهرين، في محاولة منه لطمأنة هذه الأطراف، أو أخذ بركتهم على ما ينوي الحزب فعله في منطقة الفوضى في الجزيرة السورية، وتحديداً في تل أبيض (10 آلاف كيلومتر مربع).
أكثر ما أثار الشك في تحكم القوة الكردية في المنطقة، هو منع الناشطين المدنيين والإعلاميين من العمل فيها، لكن بعض الأفراد قدموا توثيقاً لمعظم الانتهاكات التي وصلت فعلاً إلى درجة تهجير قسري، دون أن يصل الأمر حتى الآن إلى درجة التطهير العرقي، وإحلال مدنيين أكراد محل السكان العرب.
تقرير مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، الصادر في منتصف آب/ أغسطس، حول أحداث تل أبيض، يحدد أن الانتهاكات شملت: " منع أهالي العديد من البلدات والقرى من العودة إلى أماكنهم بعد العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش، واعتقال عشرات المواطنين المدنيين بحجج مختلفة كان على رأسها التعاون و/ أو الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية، ومصادرة بعض ممتلكات الأهالي، وتوثيق عشرات حالات الاعتقال الأخرى، دون الإفصاح عن الأسباب ". وأشار التقرير- بخجل - إلى ورود معلومات تؤكد حالات تهجير قسري في بعض المناطق، دون ذكر صريح لمن يقوم بهذا التهجير، في محاولة لتجهيل الفاعل، خلافاً لما أكدته التوثيقات الفردية المتوافرة اليوم بكثرة، عن المسؤولية المباشرة لوحدات حماية الشعب الكردية، ووحدات حماية المرأة الكردية (YPJ) عن هذا التهجير.
فيما سبق، قال صالح مسلم، إن قواته ستغادر تل أبيض بعد تسليمها لإدارة مدنية. لكن ما حدث بعد شهرين هو تشكيل مجلس أعيان مهمته تمرير إلحاق تل أبيض بمقاطعة عين العرب - كوباني، ما يعني أن إدارة المناطق ستبقى في يد السلطات العسكرية الكردية، بما في ذلك موافقات عودة أبناء تل أبيض من بوابة عين العرب، بشرط كفالة أحد الأكراد لأي عربي يريد العودة إلى المنطقة.
على الحدود، تركيا، ووفقاً لاتفاقها الأخير مع واشنطن، المتضمن مشاركتها الفعالة، سوف نشهد تراجعاً غربياً عن دعم أي قوى في مواجهة داعش، دون تنسيق مع أنقرة.
هنا، يمكن أن نرصد أهم معطى في مواجهة الطموح الكردي، دون التقليل من موقف أهالي منطقة تل أبيض، الذين بدأت إرهاصات تحركهم تلوح في الأفق، حيال ما يحدث، وهم بين سيف داعش، ومنجل الكورد!
_____________
• كاتب سوري



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هرير الذئاب وخِسّة السجان
- أسئلة الألم وصور الخراب في روايات عبدالله مكسور
- محاربة داعش والمنطقة العازلة مجدداً
- العشق والتهجير والحرب في رواية - بيمان - درب الليمون -
- سيرة الإعتقال في رواية سراب بري
- دي ميستورا: مشاورات الوقت الضائع
- تقلبات وإرباكات المشهد السوري
- صعود الجماعات الارهابية في المنطقة
- اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة
- لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا
- إطار لوزان والحقبة الإيرانية الجديدة
- العمل المدني في الثورة السورية
- تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
- داعش والتحالف الدولي في سوريا
- مشاورات القاهرة : رُسُل الحرية أولاً
- أحداث باريس:الاستبداد والعنصرية وانتاج التطرف
- حُمّى التفاوض وعقيدة القتل
- أورفا ظلّ فراتيّ
- الاختفاء القسري في سورية
- المنطقة العازلة وتقاطع المصالح الدولية


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - تل أبيض.. بين سيوف داعش ومناجل الكوردستاني