أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الدولة المدنية والدين الرسمي لها !!!..














المزيد.....

الدولة المدنية والدين الرسمي لها !!!..


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المقولات التي تتنافي مع أي منطق وعقل أن تحتوي دساتير دول مفروض أنها دولا مدنية نصوصا تقول ان الدين الرسمي للدولة هو الاسلام أو غيره .. وهي شيء مستجد لم يكن موجودا في اي من دساتير دولنا عندما تحولت الي مفهوم الدولة المدنية في بداية القرن العشرين (مصر نموذجا) ودستور 1923 نموذجا آخر .. والنص الرسمي علي دين الدولة ليس موجودا في أي دولة مدنية محترمة في العالم .. قد يكون هناك نصا أن الدولة تحترم جميع الاديان ولكن دون النص علي دين رسمي لها ..
وقد قامت نظم لا تحترم في الحقيقة أي دستور ولا أي نظام مدني ديمقراطي حقيقي بإضافة هذا البند لتكسب ود البسطاء وتستقوي بفصيل واحد ضد كل معارضيها ..
فالدولة في مفهومها العصري هي النظام السياسي الذي يحمي حقوق المواطنين الذين يعيشون في منطقة جغرافية معينة .. ويوفر لهم الامن مقابل أن يؤدي هؤلاء المواطنين الواجبات المنوطة بهم من دفع الضرائب لتمويل الخدمات العامة التي تقوم بها الدولة .. والدفاع عن هذه الدولة عبر التجنيد .. اختياريا او طوعيا .. في الجيش والشرطة ..
فالدولة واجب عليها ان تحمي حقوق المواطنين بصرف النظر عن دين هؤلاء المواطنين أو جنسهم أو لونهم ..
وإن أقرت أن لها دين رسمي فمعني هذا أنها تنحاز الي فئة دون تدري مهما حاولت بعد ذلك أن تضع بنودا في الدستور تؤكد علي الحرية الدينية للأقليات ..
الدولة العصرية ليس فيها أغلبية وأقلية وليس فيها رعايا .. بل فيها مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وعلي هذه الدولة أن تحمي حقوق الجميع وأول هذه الحقوق هو الحق الفردي لأي مواطن في اعتناق الدين الذي يريد وإقامة شعائر هذا الدين وبحرية تامة بل والدعوة لهذا الدين طالما يفعل ذلك بطريقة سلمية .. هل المواطن في اي دولة سواء كان مسلما سنيا او شيعيا .. مسيحيا يعتنق المذهب الكاثوليكي او الارثوذكسي او البروتستانتي ... أو حتي قرر ان يكون بوذيا او بلا دين علي الاطلاق .. له حقوق تختلف عن حقوق المواطن الذي يعتنق الدين الرسمي للدولة طالما يؤدي ما عليه من واجبات .. ان النص علي الدين الرسمي للدولة المدنية كبند في الدستور لا بد ان يؤدي الي هذه النتيجة مهما حسنت النوايا ..
وكمثال لذلك كلنا نعرف ان الرأي السائد في الاسلام ان الولاية العامة للدولة (رئاسة الجمهورية ) لا يصح ان يتولاها غير مسلم أو تتولاها امرأة .. وهذا يتعارض تماما مع النصوص التي تكون في نفس الدستور والتي تؤكد علي حق كل مواطن في الترشح لأي منصب بصرف النظر عن جنسه او دينه طالما انه يتمتع بجنسية هذه الدولة ووصل الي سن معين وأدي ما عليه نحوها من دفع الضرائب وخدمة العلم (التجنيد ) ..
ثم من المعروف أن الدين هو شيء سيحاسب الله عليه كل فرد علي حدة .. ولن يحاسبهم كجماعات أو دول .. اي انه في يوم القيامة .. لن تذهب الدولة الاسلامية الي جهة والدول المسيحية الي جهة .. ثم يبدأ حساب أفراد هذه الدول علي اساس جنسية دولهم ..
قد يكون مقبولا ومنطقيا أن ينص الدستور أن قوانين الشريعة الاسلامية ستكون هي المصدر الاساسي لتشريعات الاحوال الشخصية لمواطني هذه الدولة من المسلمين .. أو أن قوانين الشريعة المسيحية ستكون ايضا هي المصدر الاساسي لقوانين الاحوال الشخصية لمسيحيي هذه الدولة .. ومن يقرر بمحض ارادته الايكون له دين معين تطبق عليه القوانين المدنية .. ومن يغير بمحض ارادته دينه ويثبت ذلك رسميا تطبق عليه قوانين الاحوال الشخصية للدين الذي تحول اليه ..
الدين القوي والاسلام بلاشك دينا قويا وكذلك المسيحية .. لايحتاج ان يكون له دولة تحميه ولكن يحتاج أفراد مؤمنين به بصدق و إيمان وليس نفاقا أو خوفا أو رغبة في مكاسب دنيوية ..
الدولة المدنية القوية لا تحتاج دينا تحتمي فيه بل هي التي تحمي أديان مواطنيها .. والدين القوي لا يحتاج دولة يحتمي بها .. بل هو قوي بإيمان اتباعه من الافراد به ..

المنطق .. أو علي الاقل المنطق الذي يراه عقلي القاصر .. يقول ان الدولة التي ينص دستورها علي دين رسمي لها ليست دولة مدنية .. بل هي دولة دينية .. ومن الاكرم لها أن تعترف بذلك وتعامل رعاياها وليس مواطنيها علي هذا الاساس .. فالدولة الدينية ليس بها مواطنين بل رعايا ..
علي الاقل في هذه الحالة يعرف هؤلاء حقوقهم وواجباتهم بطريقة واضحة ويتصرفون علي هذا الاساس وتتعامل هذه الدولة مع المنظومة الدولية علي اساس واضح ..
فالنص في دستور دولة تدعي انها دولة مدنية علي دين رسمي لها يتعارض مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان ويتعارض مع المنطق السليم الذي يقول انه لايصح أن تقول اي دولة أنها مدنية وفي تفس الوقت دولة لها دين رسمي ..
لقد حان الوقت ان نقرر .. أما أن نكون دولا مدنية .. وبالتالي يرفع نص الدين الرسمي للدولة من الدستور ..
أو نعترف اننا دولا دينية وليست مدنية أن أردنا الابقاء علي هذا النص ..
الرقص علي السلم لايؤدي الا الي الدوران في حلقة مفرغة .. وعدم التقدم الي الامام ..
علي الاقل ايران والمملكة العربية السعودية واضحتان في هذا الشأن ..
ومن يريد الابقاء علي نص الدين الرسمي للدولة .. فليكن واضحا هو الآخر .. وليتوقف عن التحدث عن الدولة المدنية والديمقراطية ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال لمرشحي الإخوان .. الاسلام هو الحل.. عن أي حل تتحدثون؟
- عندما يلبس الشيطان ثوب الله
- كسب أبو هريرة وخسر عمر
- فقهاء السلطة ودورهم في الأستبداد
- هل الله هو المسئول ؟
- متي ستبلغ مجتمعاتنا سن الرشد ؟
- تهافت التهافت
- سيدي الرئيس .. فلتحيي السنة
- الخوارج .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- فشل التطبيق أم النظرية.. دعوة للنقاش الحر
- لكي تكون مسلما !!!!
- لكي تكون نجما فضائيا ...فلتكن أرهابيا أو خبيرا عربيا في الار ...
- جمعية الرفق بالمدنيين
- الاسلام دين وليس أيديولوجية سياسية
- الكوميديا السواداء .. ونواب عزرائيل
- نريد حلا لهذه النصوص
- الحقيقة المرة والحل الذي نصر ألا نراه
- الخطاب الذي أورثنا التهلكة
- يؤسفني قولها .. لقد انتصر التطرف والأرهاب
- رسالة الي كل بن لادن ... لقد جنت علي نفسها براقش


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الدولة المدنية والدين الرسمي لها !!!..