أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مسرحية -الهنود- أرثر كوبيت















المزيد.....

مسرحية -الهنود- أرثر كوبيت


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


مسرحية "الهنود"
أرثر كوبيت
يعترف الكاتب الامريكي أرثر كوبيت في مسرحية ألهنود بالجرائم التي اقترفها البيض بحق ألهنود ويبين لنا الطرق التي اتبعها الرجل الابيض في انتزاع الارض ثم قتل أصحابها او قتل الهندي ثم انتزاع الارض منه، فقد كانت عملية تطهير عرقي، قام بها الغازي الاوروبي للقارة ألجديدة والكاتب يفند كل ما قيل سابقا عن وحشية الهندي وتحضر الأوروبي بل ألعكس يطرح انسانية الهندي مقابل وحشية والأبيض.
المسرحية تعيد تركيب الاحداث التاريخية بشكل واقعي وحقيقي، وليس كما تقدمه افلام هوليود سنحاول اضاءة بعض ما جاء فيها من مشاهد لكي نتقدم من الطرح التقدمي والإنساني الذي تجاوز فيه الكاتب الصمت الطويل عما جرى في القارة الجديدة.
الكاتب يستخدم عدد من الشخصيات الوطنية ألهندية والغازية الاوروبية تتحدث كلا عن وجهة نظرها فيما يجري على ارض ألواقع فيقول "الثور ألجالس ـ اليوم اكتمال القمر من سقط الثلج الأول في ذلك العام مات نصف شعبي من ألجوع ص13، واقع الجوع وسلب الارض من الهندي يعني تقليل/شح متطلبات ألحياة ومن ثم استفحال الازمة في مجتمع كان يمتلك اراضي شاسعة، يمكنه ان ينتقل من منطقة الى أخرى دون أي قيود، أما عندما جاء الرجل الابيض فقد قلص مساحة الارض التي يمكن للهندي ان ينتقل/يعيش فيها، ومن ثم قنن من الرزق/الخير الذي يمكن ان يعتاش منه.
فيرد عليه "السيناتور لوغان: ـ "ايها ألهنود كونوا على ثقة من ان هذه البعثة لم تحضر الى هنا لتعاقبكم، او لتأخذ منكم ايا من أرضكم وإنما فقط لتستمع الى شكاواكم وتقرر أن كانت عادلة، وان ثبت انها عادلة حقا فهي ستجد العلاج لها" ص13، كما هي عادة يقوم لنا الرجل المتحضر الخطاب الهادئ والمنطقي والقانوني والمعتمد على التقارير اللجان ومن ثم يعد بأنه سيتخذ القرارات والتي تكون في العادة لخدمة المصالح الاستعمارية وليس مصالح ألوطنيين هذا الكلام الذي قاله "السناتور لوغان" قاله كافة الرجال الذي تكلموا باسم حكومات الاستعمار/الانتداب في المناطق التي احتلالها ألغرب فهي مجرد كلمات معسولة، تضع الامل/الوهم في النفوس لكي يتم تحطيم الوطنيين أكثر ومن ثم يسهل القضاء عليهم.
مشكلة الغرب الاستيطاني تكمن في انتزاع الارض وقتل/محو/إلغاء/شطب/فناء السكان الاصليين واستبدالهم بسكان جدد، وهذا ما يمثله الواقع الاستعمار ألاستيطاني فهو لا يكتفي بالأرض وحدها، او باستبعاد الناس وحدهم، كما هو الحال في الاستعمار التقليدي/المباشر، بل يطمح الى الاستيلاء على الارض كلها وقتل ألسكان بمعنى آخر يريد ارض نظيفة خالية من أي تواجد انساني سابق عليها، هذا ما يوضحه "جون غراس" عندما قال على لسان الاب الأعظم ـ طلب منا أن نترك الصيد ونشرع بالزراعة، فعلنا كما قال، وكانت النتيجة ان شعبنا جاع، فالأرض كانت مناسبة للرعي وليس للزراعة،... أنه سيرسل إلينا الطعام والكساء، ولكن لم يصلنا شيء... لا نريد ان نصبح مسيحيين، وأننا نرغب في ان نظل كما كان آبائنا نرقص رقصة ألشمس ص15و16، بهذا الواقع غير العادل يعيش ألهندي فالرجل الابيض يسيطر على كل شيء وينتزع من الهندي قطعة/شيئا منه، لكي يجعله مفلسا/خاليا من أي مقومات ألحياة المادية والروحية.
من ابداع الكاتب "أرثر كوبيت" أنه قدم لنا مسرحية داخل مسرحية، ففي المسرحية ألداخلية جعل الهندي يتكلم باللغة/بالصوت الذي يريد أن يسمعه ألغربي صوت الأنا الجديدة/المنقذة/المخلصة للهندي من الوحشية والتخلف، فيقول اوتكاس: "الرجل الابيض عظيم، والرجل الاحمر لا شيء، لذلك، إذا ما قتل رجل ابيض رجلا أحمر علينا ان نسامحه، لان الله اراد ان يكون عظيما قدر ألمستطاع ينفذ الرجل العظيم ارادة الله، وهكذا لا يضر الهندي أن يقتل" ص47و48، بهذه السخرية يقدم لنا الكاتب ما يريده الغرب من ألهنود فالبيض لا يعتبرونهم بشر، وهم خلقوا ليقتلوا وليموتوا على يد الرجل الأبيض فهي مشيئة الله أن يتحكم العظيم الابيض برقبة الوضيع الاحمر.
علاقة الهندي بالأرض علاقة حياة، فالهندي لا يستطيع الحياة بدون الأرض من هنا نجد هذا الحوار يوضح هذه ألعلاقة "ـ ماذا تفضلون الارض ام البقرات؟
جون غراس: كلاهما
السناتور لوغان: وذا لم يكن ذلك ممكنا؟
جون غراس: إذن الأرض ص54، عملية تطويع الهنود كانت تتم مرحلة بعد مرحلة، وفي كل مرحلة كان يسلب منهم قطعة من الارض وشيئا من كرامته، مفاهيمه، عاداته، معتقداته، مقابل وعود، كما جاءت في بداية حديث ألسناتور لكن على ارض ألواقع هنالك شعب يموت، ومزيد من الارض تسلب، بحيث يقل عدد السكان الوطنيين وتزداد مساحة الارض التي يفقدها الهنود والتي يسيطر عليها الاستعمار الاستيطاني.
"الزعيم جوزيف" يحدثنا عن تجربته مع الرجل الابيض ووعوده فيقول: "في شهر تفتح زهزر الكرز من عام استسلامنا، زججت انا الزعيم جوزيف ومن بقى من شعبي المسمى "الانوف المثقوبة" في سجن "أوكلاهوما" رغم ان الجنرال هوارد كان قد وعد بأنه سيكون بإمكاننا العودة الى "ايداهو" حيث عشنا دائما، ... زعماؤنا قتلوا...العجائز كلهم ماتوا، البرد شديد وليس لدينا بطانيات، الاطفال يتجمدون، اما شعبي، فبعضهم قد التجأ الى الجبال دون طعام او ملابس دافئة، لا احد يعلم اين هم، ربما تجمدوا حتى ألموت ص60، واقعة أخرى يقدمها لنا الكاتب عن الجرائم التي اقترفها الرجل الابيض (المتحضر) بحق الهندي (المتوحش) فهم يقدم وعودا ليس اكثر، وهو غير ملزم بتطبيقها بتاتا، فهي وسيلة من وسائل الابادة التي يستخدمها بحق الوطنيين.
طريق الخداع من أهم الوسائل التي اتبعها الرجل الابيض كي يبد الهنود من الوجود ويسلب ارضهم هذا ما قاله "الثور الجالس: "كانت لدينا أرض وكنتم تطمعون بها، أخذتموها، هذا امر أفهمه تماما، ولكن ما لا استطيع فهمه هو.. لماذا فعلتم كل هذا بينما كنتم تظهرون في الوقت نفسه بالمودة؟" ص85، إذن طريق الخداع وتقديم الوعود الجوفاء وجعل الخصم يتوهم بالخير ألقادم كلها اساليب استخدمت على مر العصور لتحقيق هدف الجهة القوية ألمسيطرة وكأن ما جاء على لسان "الثور ألجالس تحذير لأي شعب/جهة تقع فما وقع فيه ألهنود فهو تحذير لكل شعب يقع تحت الاستعمار الاستيطاني.
في نهاية المسرحية يتكلم "فافالوبيل" عما جرى على الارض الجديدة وما حدث عليها من احداث قائلا: "...لان الحقيقة هي انه ليس للهندي حق شرعي في ارض هذا البلد، اننا نملك هذا الحق وقد خولنا إياه حق ألاكتشاف وان كل الهنود كانوا، كانوا قاطنين مؤقتين في هذه الأرض وكان علينا ان نجتاحهم، في الحقيقة كان ذلك الزاما أخلاقيا فالأرض قد منحت للبشرية كي تعيل اكبر عدد ممكن، وليس قبيلة او شعب يملكان الحق في ان يحرما الآخرين من حاجاتهم الاساسية ... قررت المحكمة العليا في الولايات المتحدة حق إلغاء أية اتفاقية عقدت مع الهنود إذا كانت مصالح البلاد تتطلب ذلك" ص91، بهذه النهاية يتم تبرير/شرعنة كل الجرائم التي اقترفها الرجل الابيض بحق ألهندي فهو الخصم والحكم، وهو السيد والآخر ألعبد وهو يمثل ارادة الرب وسيفه على الأرض وما الهندي إلا مرحلة عابرة مؤقتة انتهت صلاحيتها، فكان لا بد من وجود عالم الرجل الابيض الجديد.
ما يثير في هذه المسرحية اقترابها/ملامستها للواقع الفلسطيني خاصة بعد اتفاقيات أوسلو وكأن الكاتب يتحدث عن فلسطين وليس أمريكا فما يجري على الارض التي تنتزع كل يوم قطعة منها، وحشر الناس في مناطق ضيقة جدا، وإجبارهم/دفعهم لمزاولة اعمال ومهن تخدم الاستيطان اكثر مما تخدم ألوطنيين ومن ثم تمرير لغة/مفاهيم/ثقافة/سلوك مغايرة للثقافة ألوطنية كلها استخدمها الرجل الابيض وأيضا الاحتلال الاسرائيلي لتغريب السكان.
المسرحية من منشورات دار ألفارابي بيروت، طبعة اولى 1981، ومن تعريب توفيق الاسدي.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تألق الشاعر فراس حج محمد في ديوان -وأنت وحدك أغنية-
- قصيدة -في حضرة الإمام- منصور الريكان
- -لا شيء يشبه المسيح- سعيد حاشوش
- الاعتذار من الأستاذ سامي لبيب
- تقمص شخصية المراهق في -رسائل إلى شهرزاد- فراس حج محمد
- سامي لبيب ملكي أكثر من الملك
- العقل العربي والردة
- الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في رواية - خسوف برهان الكتبي- ...
- كتاب كبار صغار
- أخطاء الحكيم البابلي
- -دوائر العطش- فراس حج علي
- سقوط طفل يوازي سقوط بغداد
- صراع المقدس والإنساني في مسرحة -أهل الكهف- توفيق الحكيم
- ديوان -مزاج غزة العاصف- فراس حج علي
- -غاندي والحركة الهندية- سلامة موسى
- العامة والخاصة في مسرحية -الكراكي- نور الدين فارس
- الإخوان والجبهة ما بين كنفاني ومرمره
- منصور الريكان روح العراق
- الفساد يستشري
- رواية -التمثال- سعيد حاشوش


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مسرحية -الهنود- أرثر كوبيت