أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - بعض الحمير تقود شعوباً














المزيد.....

بعض الحمير تقود شعوباً


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 01:50
المحور: كتابات ساخرة
    


.
أنتج الواقع العراقي؛ مفارقات في غاية الغرابة، ولم يخطر ببال أحد حجم تناقضها، وبين المأساة والضحك على الذقون؛ مساحات واسعة من المكابدات والمصائب، ومصائب أغلبية عند قلة فوائد، وقلة في حساب أغلبية وحوش في إفتعال المصائب؟!
فَشَلَ قلّة أغبياء في إدارة ما أوكل إليهم، ولم تسلم الأغلبية من كوارث همجيتهم وإستحمارهم، وتجاوز مناهجهم خطوط الإنسانية بجميع ألوانها؟!
يخطر ببال أيّ متتبع لمجريات أحداث العراق، أن ما يحدث من تراجع وتردي في واقع الإنسان؛ ناتج من فعل همجي لا ينم عن عقل بشري، وتجاوز الوحوش في مواقف عدة، وتبين أن الفساد يؤدي الى وحشية الإرهاب وثقافة الإفتراس، وكلاهما في غاية عنجهية وإستبدادية أحادية أنانية، تترفع عن فعلها كثير من الحيوانات التي تعبر عن وفائها لصاحب نعمتها؛ لكنها لم تفكر في يوم ما أن تتسلم زمام قيادته؟!
تتكرر كل يوم في العراق أفعال إجرامية، ومن يتمعن في أدواتها ونتائجها؛ لا يستنتج سوى أيادي جرمية لا تنتمي لصنف الإنسانية؛ حيث لا تفرق بين صديق وعدو، ولا إنسان أو حيوان وممتلكات، ولرب فاجعة صغيرة؛ في عين صاحبها كبيرة.
أجهش شاب بالبكاء، وهو مضرج بالدماء بين ضحايا أحد الإنفجارات الإجرامية في بغداد، وظهر وهو يحتض حماره الذي مات بشضية قطعت أنفاسه، وشوهد الشاب يصرخ ويقول: كيف أعود الى البيت وأنت لست معي، كيف أجابه الحياة وأنت مصدر رزقي؟! من يحمل أرغفة الخبز الى أطفالي بعدك، ومن أين تأتيني الدنانير بغيابك؟! لقد فقتني بالتضحية، وها أنت تموت دوني، وقد كنت تأكل اليابس؛ لتجعل من أطفالي يأكلون الطريّ، كنت تنام في العراء لوحدك وأنا أحتضن أطفالي، ولم تفارقني الى أخر لحظة، فأيّ حيوان حمار هذا الذي فعلها وفجر نفسه وقتلك مع الأبرياء؟!
يتسائل صاحب الحمار هذا؛ عند عرض جريمة قصاب يذبح الحمير ويبعها في الأسواق، ويردد في نفسه بأن هذا القصاب غبي لا يعرف منافع الحمير، أو أنه حمار توحش ويذبح أبناء صنفه؟! وكيف سمحت له نفسه بذبح خير معاضد للمواطن العراقي في أيام محنته، وفي شدته ورخاءه؛ حتى لا يدخر جهدا عند الإعياد بحمل الأطفال، وجريمة ذبح الحمار كبيرة، من المؤكد أنها مثل الفساد تقف خلفها رؤوس كبيرة؟! وليس غريب إذا كان البشر يذبح بعضهم بعضا، ومنهم من صار حمار أو كلب مسعور أو أفعى أوخنزير، وحيتان في العراق تعيش على الأرض، وترتدي الملابس الأنيقة، وتتكلم بلغة الرأفة والمواطنة؟!
إن العراقيين يقولون في مثلهم: "لحم الخروف معروف"، كونهم يدققون كثيراَ عن شراء اللحوم، ويميزون البقر من الأغنام، ولا يمكن لقصاب حمير أن يمرر بضاعته في أسواقهم؛ إلاّ على أولئك اللذين لا يسألون عن مصدر طعامهم، ويتذوقون طعم صفقاتهم قبل بيعها؟!
الأخطاء الكبيرة ناتجة من غباء رؤوس كبيرة؛ مشكلتها أنها تأكل ولا تسأل عن مصدر طعامها، وتقتل ولا تكلف نفسها بدفن ضحاياها؟!
جريمة قصابة الحمير كبقية جرائم الفساد المحمية برؤوس كبيرة،، لذلك عند مقارنة المأكول والمفعول، لا يشك أحداَ بأن بعض الساسة أكل رؤوس الحمير ومص كوارعها، لذلك نرى بعضهم حمير سياسية، أو يتصرف بسياسة الحمير، ويقف في منتصف طريق الإصلاحات، لكن مهما طالت خدمة الحمير؛ لا يمكنها في يوم ما أن تقود الشعوب الى الحياة؟!



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادي يغرق في الشتاء
- الهجرة وتقارب الأسباب العربية العراقية
- لا إصلاحات على قمامة سياسية
- هجرة جماعية من بلد مستأجر
- معاول بلا مقابض على رؤوس كبيرة؟!
- المواطن نوري المالكي يُغادر الخضراء
- عجين بدموع الأيتام وهريس بعظام الضحايا
- دواعش الصحراء والخضراء والقضاء
- سياسي منفوش وشعب مغشوش
- سيدات الخضراء بين جاد ونجاد والجهاد
- إتفاق ليلة القدر وعزاء العرب
- أمناء الدستور يستنكفوف من تطبيقه
- الحقائق الخفية وراء الدعوات لنظام رئاسي
- مصلحة السنة بعد تفجيرات الكويت
- الإرهاب دين لسياسة وسياسة لدين
- عزيز العراق مشروع وطني متكامل
- الدراما العراقية حشاشة خارج سرب المعركة
- السلم الأهلي ومن يخالفه
- النفط في مواجهة التحديات
- البحث في حقائب وزير الخارجية القطري


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - بعض الحمير تقود شعوباً