أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الحرية بين التمني والنضال














المزيد.....

الحرية بين التمني والنضال


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية بين التمني والنضال

هل نطالب الرب بأن ينزل للشارع ويتظاهر ضد الفاسدين ونكتفي نحن بالتفرج على ما يجري؟, سؤال طرحه أحد الأخوة المتظاهرين يوم أمس مستغربا حالة اللا أبالية التي يمارسها البعض تجاه ما هو ضروري وأساسي في حباة الفرد الأجتماعي عندما يتعرض وجوده للتهديد والأهانة والتلاعب في مقدرات البلد ,لو أراد الله أن يتكل الناس عليه في الكبيرة والصغيرة وينزل في كل مرة للواقع لتحقيق حالة بشرية موكلة أصلا له بأنجازها وقضاءها لأصبح الرب العالي مجرد مندوب مبيعات أو مندوب تسوق للناس وبذلك يفقد هو والإنسان معا مشروعية الخلق والعلة الأساسية من الإيجاد وهي الأعمار والأصلاح والأستعمار , وكان بذلك قد أخفق في ترتيب التكوين التكيفي لعلاقة الإنسان بالعمل ونظرية المسئولية الذاتية وما يترتب عن ذلك ومنه من مخارج الحساب والعقاب والتسديد والتوفيق وإلى ما في جعبة الله والإنسان من أدبيات الخلق .
الحرية التي يريدها البعض على طبق من ذهب وبدون عناء لا تأت ولا توهب تكرما وإنما هي نضال وتعب وكد وقهر ودماء حمراء الجالسون والمستلقون على ظهورهم ينتظروا ما لا ينتظر هم أكثر العبيد مازوخية وأكثرهم تقبلا لسادية الحكام والأولى لهم أن يذهبوا ليدافعوا عمن سرقهم وأضلهم وأعتدى على كراماتهم وشرفهم ,بدل أن ينظروا للمتظاهرين بعين الشماته مرة وبعين الهزوء مرة أخرى ,الحرية أيها الكسالى تمنحك أجمل من هذه اللحظات العبثية عندما تمنحها شيئا من الأهتمام والجدية والأخلاص لنفسك , الحرية ليست لعبة تنتظرها بموعدها وتذهب بعدها ولا هي نشوة تستثمرها لدقائق معدودة وتمضي , الحرية قدر الإنسان الطبيعي الإنسان الذي يحمل الله في قلبه وهو ينتظر منه أن يشع نورا ليستكشف كل الظلمات وينير الدروب بالمحبة والخير ,الحرية عطاء ومنة وأثبات لإنسانيتك أولا قبل أن تثبت عبوديتك أنت للظروف والأعذار الواهية.
في معادلة منطقية تقول أن الذين خرج المتظاهرون ضدهم ليسوا أكثر من لصوص سرقوا الوطن وباعوا الفوق والتحت و,ومن حقهم أي الجماهير أن تعمل ما هو مناسب كي تسحب المشروعية منهم بأعتبار العقد الأجتماعي الرابط بين السلطة والقاعدة الأنتخابية , في الطرف الأخر من المعادلة توجد ثلاث كلمات هي نعن أولا والخيار الثالث لا أدري , إن كان خيار الجالس نعم وموافق على ما جاء في طرف المعادلة الأول وجب عليه أن ينتزع حقه بالقوة وإلا عد موقف الجلوس تخاذل وتفريط وأنهزامية , ومن يتصف بهذه الصفات لا يستحق أن يمنح طعم الحرية , وإذا كان الجواب لا , المفروض أن يخرج أيضا ويدافع عن خياره لأن الذين نزلوا في الشارع متظاهرين إنما يريدوا أن يسحقوا خياره ويعتدوا على العقد الذي وقعه ووثقه , وبالسكوت عن النزول تنازل وأهانة للمسئولية الشخصية , أما أذا كان الجواب الثالث لا أدري , المنطق الأفتراضي أن ينزل للمتظاهرين ويسأل ويستفهم ويحاول أن يستنير من كل الجهات ليعلم الحق من الباطل , وبما أنه لم يحرك ساكنا وبقى ينتظر أن تحدث المعجزة فهو غارق بالأنحراف الذي يخرجه من دائرة المسئولية والأدراك والوعي ليتحول إلى صنم مهان .
ليس لأحد العذر اليوم في عدم المشاركة في التظاهرات سواء أكان على وفاق مع المتظاهرين وشعاراتهم وأهدافهم أو كان بالضد منها لعلنا نفهم أن هناك جزء مهم من الشعب يريد أبقاء الحال على ما هو عليه ,وهذا هو حقهم وواجبهم أن يتصرفوا وفق مقتضى تمثيل المصلحة ,أما السكوت والأبتعاد عن الظهور فهو أشارة سيئة نوصلها للمنحرفين والسراق ويعلنها البعض بأننا معكم ونؤيدكم وهذا ما تجرأ عليه مثلا السيد عادل عبد المهدي في تغريدة له حين قال نحن نمثل الأكثرية والغالبية وأن من خرج لا يمثلون إلا أنفسهم , ومن قبلها أهان وزير الخارجية الجعفري وهو من عتاة المفسدين أن الحكومة تعمل كل ما بوسعها ولكن الشعب لا يعرف ما يريد وأنه مصاب بالأنفصام , هذا كله نتاج جلوس العبيد عن المطالبة بحق شرعي وقانوني ودستوري وقبل كل شيء واجب أخلاقي محض .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ....... قصة قصيرة ج1
- يتهمنا البعض بأننا مثقفين خارج الوجود
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3
- الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية
- القادة العراقيون ولعبة الامم
- قراءات في أصداء زيارة مدحت المحمود إلى طهران
- العراق ومجتمع الصدمة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 5
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 4
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 3
- فرصة الأصلاح وأمل التغيير
- أنا وأنت والقدر


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الحرية بين التمني والنضال