أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - مؤذّن -الملويّة- كان يحجّ بيت الله خمس مرّات.. في اليوم الواحد















المزيد.....

مؤذّن -الملويّة- كان يحجّ بيت الله خمس مرّات.. في اليوم الواحد


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت لربّما أوّل من تناول "الحجّ" كممارسة تتعرّض للمسائلة القانونيّة وفق مفاهيم عصرنا الأخلاقيّة ,وذلك بمقال نشرته بموقع "الحوار المتمدّن" الميمون عنونته ب: "الحجيج متّهمون وإن حجّوا..الخ" .. نستطيع هنا أن نفهم من قصد الحاج الى "بيت الله" لا للاعتراف أمام محكمة بلده, بل "ليطهّر" نفسه بالبوح هناك بذنوب أخفاها بحقّ المجتمع أو الدولة منذ بلوغه سنّ الرشد كالسرقات وإهدار المال العام مثلًا.. هنا بحث مختصر يدور عن ال"فكر" الّذي كان يحمله مصمّم مئذنة سامرّاء "الملويّة" وعلاقة هذا التصميم, من وجهة نظري بالطبع, بالطواف حول الكعبة ..فالّذي نطرحه هنا لا بدّ وجزء منه ساور تفكير مصمّم "الملويّة" المهندس العراقي "أحمد بن ملجم" رحمه الله قبل ألف ونيف من السنين عندما كان يهمّ بتصميم هذا الصرح "الإيحائي" الأخّاذ والمستمدّ من مرويّات "برج بابل" المزعوم خاصّة وطبقة المثقّفين العراقيّين في ذلك الزمن اتّسعت كثيراً بفضل التقدّم الكبير في الترجمة عن اليونانيّة للفلسفة والعلوم وغيرهما علاوةً على بعض لقى أثريّة اكتشفت زمن اعصر العبّاسي منها "حلّ رموز الكتابة الهيروغليفيّة بمصر" على يد "ابن وحشي النبطي أبو بكر بن علي بن وحشيّة" رحمه الله وذلك ربّما لا يعلمه الكثير ظنًّا منهم من فكّها "شامبليون".. ما علينا هنا سوى الربط ما بين: عمليّة الطواف في الحجّ وبين شكل "الدائرة" الهندسي وأصلها في الفكر البشري كأوّل رمز من رموز العبادة "الطقوس" باعتقادي.. { فالدائرة لربّما هي أيضاً مؤثّر بشري طبيعي له علاقة بعمليّات الانفجار الكوني المزعوم وبعمليّة التخلّق على الأرض مثلًا مشابهة لأشكال الدوائر الناتجة من لقاء حجر وسط بركة} لأنّها اكتسبت طبيعتها من دوران عناصر الكون بعد الانفجار حول بعضها البعض كحالة ممتدّة عن الدوران ولا زالت تدور ويدور معها كلّ شيء ومن الدوران نتجت "الجاذبيّة" كما توصّل لذلك العلم, فتخلّقنا نحن بطبيعة تتجانس وطبيعة الدوران {وكأنّنا كنّا "ماهيّات" تدور فبردت واستقرّت تحرّرت منها ما عُرفت "بالأنفس" بما فيها الغرائز} ,وأوّل مؤشّر "فكري" للحثّ الدائري هي فكرة "الآلهة" المركز, فكان على أرض الرافدين {أن أنعكس على المعمار فأصبحت الدائرة أسّ الرمزيّة الدينيّة المعماريّة في جميع العبادات الّتي ظهرت أو الّتي تطوّرت فيما بعد ثمّ إلى ما عرفت بالأديان} وهنا قد نتوصّل إلى أنّ: {العبادة قد تكون غريزة؛ الحركة الدائريّة انطلاقها الأوّل} لذا فالدائرة أولى إرهاصات العبادة, وهي الّتي نبعت طبيعتها من أرض الرافدين ومنها انتشر "فكرها" الّذي هو أساس ثقافات العالم ولا زال فعّالًا ولغاية اليوم بما عُرفت بالأديان, وجميع المكتشفات الاركيولجيّة بشقّيها الاثنولوجيا والاثنوغرافيا والدراسات السيوسولوجيّة الخ, تساندها المرويّات والأساطير تفصح عن ذلك.. تميّز "العبادة الدائريّة" إن صحّ التعبير أو "الاصطلاح", في العراق وحده , بما يحتويه من طابع معماري ديني يترجم ذلك, "حُسّنت" بعد تطوّر مراحل الفكر الديني الأوّل انتقلت فيما بعد بمربّع ؛ "لكن لا زال ضلع الدائرة يمسّ أركان أضلاعه الأربع, واستعاض المربّع عن وجود ضلع الدائرة بالحركة البصريّة "لاستشعار" بحركة الدوران "الطواف" حول الكعبة ..أي حافظ المربّع على شكله الدائري سواء ب "الحوليّة" الأوسع أم بالمحوريّة بالاستعاضة طالما يحدّد جهات العبادة بهذا الطابع, فلا أضلاع لمعمار ,وإن تعدّدت بين مثلّث أو معين أو مخمّس إلاّ بتماس رؤوس زوايا أضلاعها بضلع الدائرة "البصري" فلا قبلة ثابتة في فكر "ميزوبوتيميا" بل كلّ الجهات قبلة ( أينما تولّوا فثمّة وجه الله ) تجرّدت فيما بعد لتستقرّ "القبلة الدائريّة" باتّجاهات أربع "يدور" من حوله الكون ترجمها "التسبيح" .. فالشاهد الأوّل على "التمازج" في العبادة بين المربّع وبين الدائرة هو "برج بابل" بحسب إحدى أهمّ الصور اقترابًا من الشكل الحقيقي للبرج من بين الصور المتخيّلة عنه ,وبعدما قفز "التسبيح بحركته الدائريّة" داخل المربّع! فانتقل على إثرها المعمار العراقي تتعدّد خياراته بين مربّع وبين دائري من أشكال نلحظ ذلك من تتبّعنا لآثار المعمار ,إذ باتت حتّى القوائم العموديّة في المعمار اعتمدت صلابتها وقوّة تحمّلها على الشكل الدائري بنصفه أو بربعه..
منذ القدم انتشر "فكر الحركة العباديّة لبلاد ما بين النهرين" إلى أرجاء المعمورة أوّلاً فبرز بأبهى صوره تأثيرًا على الفكر اليوناني "بملاعبه" الدائريّة الشكل فلا ارتقاء لضمير "روحي" إلاّ بالدوران , والدائرة سلّم المتصوّفة "للعبور" وبدونه مادّي "لا معنى له" ,و ( الملويّة ) قاعدة مربّعة {ترتفع فوقها عمليّة تسبيح دائريّة من سبع مرّات "طلباً للتوبة" أو طريقاً للعبور}؛ فكر عراقي عميق يعلو بحجيجه لبيت الإله بالدوران "الفعلي" من سبع مرّات يقصدونه "لقبول التوبة" يدرك ذلك جيّداً "مؤذّن الملويّة" كان يؤدّي فريضة الحجّ خمس مرّات في اليوم الواحد بعدد مواعيد صلوات الفرض! فسُجّل له كأكثر الحجيج حجّاً ,وهي عمليّة توازي الارتفاع الشاهق للمئذنة الملويّة أو برج بابل "الملوي" ..لذا فبإمكاننا القول الطواف حول الكعبة فكر رافديني طوّر عن فكر الدوران الأوّل هدفه أصبح الوصول إلى قبول الخالق التوبة من العبد, صعوداً متسامي من سبع مرّات اختزالاً عن الارتقاء المباشر القديم .. ولا يخلوا ذلك من فكر سياسي هدفه حشد الرعيّة من كلّ حدب وصوب كلّ عام "لشكر الإله على نعمه والتوبة إليه" من فعل الفواحش "المخالفة لقوانين الإله" والمسجّلة على شكل مسلّات منتصبة ما يعني أنّ العراقي أوّل من "مدّن" الحج وجعله مفهوماً {قبل أن يُبهمْ}! .. السؤال هنا هو: هل سبب تراجع البلد فكريًّا تعرّض موجة محوريّته السكّانيّة المنتجة لديناميّة العراق الفكريّة موجات منتجة لأفكار أخرى خارجيّة تداخلت عبر عدّة قرون, أربكت محوريّة البلد سبّب تراجعه على كافّة الصعد؟.. كلّما سقط نظرنا على هذا الكائن العجيب ( الملويّة ) علينا تذكّر أجدادها الأوائل؛ الزقّورة وبرج بابل وأولادهما البعيدون "كعبات الجزيرة العربيّة" وبرج بيزا وأهرامات مصر وأهرامات المكسيك"..
11.9.2014



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبادي تظاهرات ميركل فساد إصلاحات عمّار.. مش حتئدر تِغمّض عِي ...
- مختارنا ك-سهاد-, ذهب لإيران يعيد طائراتنا التسعين يشاركنا ال ...
- الجعفري, وبعدما ولّى عنه زمن -التنگيع-: كلوا كيك
- من سيكولوجيا متديّن
- داخلين على الله وعليك سيّدنه جيش مصر -إنته من جماعتنه-
- شعب لا يهزّه -كارت-
- داعش خلاص للمالكي -وللشعوب- ,ولأنظمة المنطقة..
- ها ولد ..بيّن شي؟
- بوش المُزارع: حقّقنا استقرار للعراق على -بيض اللگلگ-
- إصلاحات أم احتراق أوراق -اللعبة- بتظاهرات بحماية الشرطة؟
- إن يفعل العبادي فعل السادات فيترك داعش وشأنها لكشف أميركا؟
- أميركا تجبر العراقيين تناول لحم الخنزير
- بعد -حمّام- الربيع, أمّ الدنيا عادت لأمّها ب: -سيسي جمال-
- أميركا لبست -عوماما- بعد أن لبسها نابليون, إيران تعمّمت والي ...
- -عطل الاستسقاء- من اليوم ولغاية الأحد؛ أسبابها -الحقيقيّة-
- لا تسبّ -العنب الأسود- فقط نهرع هاتفين ( أمريكا اسحبي مستشار ...
- إعلام العرب والمسلمين -صافن- على مصحف منغنا ؟
- بعث ,دعوة.. سلوك وملامح وسحنة لكنّ -العزق- يختلف
- تعازينا للأمتين بوصول الغرب الكافر كوكب بلوتو
- إيران: اختلاف أمّتي زحمة, تسفيط وهلاهل فوق مطايا عراقيّة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - مؤذّن -الملويّة- كان يحجّ بيت الله خمس مرّات.. في اليوم الواحد