أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - لم تتركوا للناس خيارا الاّ الفرار














المزيد.....

لم تتركوا للناس خيارا الاّ الفرار


السيد حميد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 22:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




اساليب قتل روح ا لمواطنة في دواخل نفوس المجتمعات العربية ،والتي مورست بذكاء ممنهج من قبل واضعي خططها( الاسياد الكبار)، ونفذت بحذافيرها (عمياوي) على طريقة نفذ ولاتناقش على ايدي الحكام المفروضين ، المقبورين منهم والسابقين ، المخلوعين منهم والفارين ،طبعا وبعض اللا حقين .
هذه الاساليب تنوعت وتعددت وتداخلت حسب طبيعة وتركيبة وطوبوغرافية كل شعب:قوميا ،ودينيا ،ومذهبيا.بحيث انطلت الاعيب تلك السياسات على الناس وحققت اهدافها المنشودة قبل ان تفطن الشعوب المنكوبة وحين تنتفض يكون جيل قد انقرض اوشاخ في احسن الاحوال لتبدا دورة جديدة من قتل الشعور بالمواطنة على يد طواغيت جدد وباساليب جديدة .
واذا استثنينا بعض الفترات الموغلة في القدم وركزنا على فترة نشوء الحكم العربي بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وتحديدا بعد معاهدة سايكس بيكوالتي قسمت العالم العربي ونصبت على كل دولة ملكا او اميرا (حسب مقاسات الحلفاء) معززا بمستشارين وخبراء ،مزودا بخارطة طريق وبوصلة مثبتة على مسار لايحيد عنه ولايميد في ادارة تلك الدولة ورسم سياساتها ،ومن ضمنها وصفة اعدام الشعور الوطني كونها اساس خراب الاوطان وتخلف الشعوب واضطرارها للسير في ركاب المستعمر وتنفيذ مخططاته والانقياد الكامل للحكام وضياع الثروات الوطنية واستمرار التسلط الوراثي والعشائري وكل المفاسد الادارية والمالية.
فمرة يتم امتهان مكون قومي معين وتفضيل آخر عليه وتمييزه لينشغل الطرفان في حرب الاخوة الاعداء على مدار السنين منهكة الطرفين ،مثيرة الاحقاد عند الطرف المغبون ،مميتة شعوره الوطني دافعة اياه للهجرة اوعدم الاندفاع في خدمة وطن تصادر فيه حقوقه وتمتهن كرامته في وقت يفضل عليه ويستعلي من لايهمه احتراق الوطن بمن فيه وما فيه مادامت منافعه و مصالحه مضمونة ، وامتيازاته مكفولة ، وملذاته متوفرة.
ومرة تدور الدائرة ويتم التمييز حسب التوجه الديني فيعاني اتباع دين معين ماعاناه ابناء المكون القومي اضطهادا وامتهانا فيتولد رد الفعل المعاكس المتمثل في التناحر الطائفي وتداعياته من هجرة وتهجير وقتل وانتهاء بموت الشعور الوطني .
ومرة اخرى يشعل فتيل التمييز بين ابناء القومية الواحدة مناطقيا ، واخرى بين ابناء الدين الواحد مذهبيا .
وقد يلجا الحكام الى اساليب قمع الحريات ، وتكميم الافواه ، والسجن والاعدام على الشك والظن والتهمة ، الامر الذي يدفع الشعب الى النفور والتذمر والانكفاء والنكوص واللامبالات وموت روح المواطنة وقبول كل الحلول التي تنقذه من السلطة الظالمة المتجبرة ومهما كان الثمن وبضمنها الاستعانة بتدخل اجنبي او الهجرة الى دول اوربا بحثا عن ملاذ آمن وفرصة عمل وهذه اسوء الحلول للشعوب والاوطان واحسنها وانجحها في خطط الاسياد واذنابهم .
لا شك ان كل اساليب اعدام الشعور بالمواطنة مورست مع العراقيين منذ تاسيس الحكم الوطني في العراق وعلى مراحل ، ولكل فترة رجالها وما يماهيها من اساليب وطرق .
ربما مرحلة الديمقراطية لاتنسجم مع القهر الديني والعرقي والمذهبي والقمع والمقابر الجماعية واشكال التعسف الاخرى فعليه لابد من ابتكار اسلوب يتماهى مع المرحلة ولايتقاطع مع مدعياته بصورة مفضوحة فكان اسلوب الفساد المالي والاداري خير الاساليب وافضلها على الاطلاق .
اذ حين تصر النخبة الحاكمة على تبديد المال العام اختلاسا وصفقات مشبوهة وعقود وهمية ( كل من موقعه الرسمي ) وحين تشيع الجريمة بكل اشكالها ولايقع القصاص بالمجرمين بل يهربون لقاء رشا فاحشا فاسدا .. وحين يشيع الفساد المالي والاداري،وتختل الموازين فيكرم المسيء ويحترم الباطل.وحين يذل ويهان ويحرم المواطن من ابسط حقوق العيش الكريم والامن والخدمات ويستغيث شهورا وسنينا ولامن مجيب عندها يكفر بالمواطنة ويلجا الى الانحراف وربما الاجرام والعمالة او الفرار الى المجهول .




#السيد_حميد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسوء الاحتمالات واخطر التوقعات
- بعد كل ماحدث ...ويحدث
- متى تستيقظ الذاكرة الوطنية
- متى تُعاد للمواطن ثقته بساسته ومؤسساته؟
- كونوا احرارا في دنياكم
- السلطويون ومصير الثروات العربية
- المناطق المغبونة بأنتظار حصتها من ثروتها الوطنية
- فشلوا نوابا ..ونجحوا ممثلين
- أشباح الرؤساء
- حسناً فعلت مفوضية الانتخابات
- الاعلامي حين يتخلى عن وطنيته
- شعّ وجه الفادي
- عاشوراء ..وثورات التحرر العالمية
- السلة الواحدة ابتزاز سياسي
- خريف اردوغان
- ملفات متقاطعة
- الحضور النوعي
- للعاطلين المترقبين
- الطبقة المغبونة
- اعتكفوا يوم الصمت الانتخابي


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - السيد حميد الموسوي - لم تتركوا للناس خيارا الاّ الفرار