أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - من هو بطل مهزلة المسرحية في محكمة العصر ..!














المزيد.....

من هو بطل مهزلة المسرحية في محكمة العصر ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    


مسامير 1026
كم اشعر بالسرور حين اقرأ بعض عبارات الصحفيين القوميين العرب كتبوها اليوم وقالوها أمس أن محاكمة صدام حسين كانت ( مسرحية مهزلة ) .. وأنا لا أريد ، هنا ، أن أهز هذا الرأي فان الثقوب في عيون جماجم المقابر الجماعية وحدها يمكن أن تشد حبل الستارة في مسرحية عنوانها ( صدام حسين ما زال في الممر المظلم ) قد يكتبها برنارد شو ذات يوم في المستقبل ..!
أقول لهؤلاء فقط أن صاحبكم صدام حسين كان في " الأعلى " واليوم هو في " الأسفل " .
هذه هي المهزلة ..! أليس كذلك ..؟
انقلبت العربة المحاربة على الدكتاتورية مثل انقلاب السحر على الساحر .. أليست هي " المهزلة " ..؟
وانتهى الصراع المرير بين الدكتاتور وشعب عريق..
وتلك هي المهزلة .. أليس كذلك ..؟
وبدأنا نرى أول حاكم عربي يوضع في قفص الاتهام كان الرئيس المخلوع صدام حسين ، الحاكم بالحديد والنار لمدة 35 عاما ، وقد أنتظر العالم كله أن تكون هذه المحاكمة هي بالفعل لا بالقول ، محكمة العصر ، التي كان متوقعا أن تكون ملحمة سياسية ــ قانونية في إدانة الأنظمة الدكتاتورية التي خلقت مأساة كبرى في هذا العصر لا مثيل لها في تاريخ الشعوب المكافحة من أجل الحرية والخبز والكرامة .
لم تشهد شعوب العالم العربي أية محاكمة عادلة في الجرائم الكبرى ( إبادة جماعية ، جرائم حرب ، جرائم ضد الإنسانية ، جرائم العدوان على شعوب أخرى ، جرائم استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ) التي ارتكبها الحكام العرب ، وفي العراق الحديث أيضا حيث ارتكب صدام حسين أفعالا عنيفة ، متمردة على الأخلاق الإنسانية ، وكافرة بجميع القيم ، و قائمة بالأساس على الإعجاب النرجسي بالممارسات الدموية الذاتية التي مارسها حاكم ظالم قامت سياسته من ألفها إلى يائها على تصفيد الشعوب العراقية بالأغلال مصحوبة ــ خلال أربعة عقود وأكثر ــ بمبالغات إعلامية و( ثقافية ) عراقية ( بعثية ) وعربية ( قومية ) لتمجيد الحاكم ( الفرد ) بلوحات متتابعة مشدودة بكلمات كورس ، في الصحافة والإذاعات والشاشات التلفزيونية ، مدفوعة الأجر السخي بدولارات كوبونات النفط وغيرها من وسائط التسليم والاستلام .
يأتي الحاكم العربي ، في زمن صدام حسين وقبله ، إلى دست الحكم جالسا على عربة عسكرية يجرها جنود وضباط مصفدون بالأغلال معصوبو العيون مغسولو الأدمغة ، فيحرق المدن بالنيران ويغرق الأرض بدماء النساء والأطفال ويبني تلال المقابر الجماعية بجماجم أبناء الشعب ويصب لعنات الحرب على الجيران .
يموت الحاكم العربي ليشيع أحسن تشييع ،
ثم تقال الأشعار لتمجيده ،
ويتناوب النثر الحزبي والصحفي في جمل منتقاة تمتدح أفعاله العمرانية .
بعد ذلك تنسى مشاعر الشعب الحقيقية ضد ما فعله الحاكم العربي طيلة حياته .
اليوم جاءت الفرصة العربية الإنسانية الأولى في التاريخ العربي عبر محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين بعد عامين من إلقاء القبض عليه وبعد عامين من التحضير لمثل هذه المحاكمة التي سميت بـ ( محكمة العصر ) .
لكن محكمة العصر تتحول منذ أول ساعة استهلالها إلى " مهزلة " لأن المتهمين الموضوعين في قفص الاتهام هم عناصر المهزلة كما كانوا مهزلة المهازل أيام كانوا في أعلى مقاعد السلطة والحكومة . المتهمون الثمانية هم " مهزلة " منذ شبابهم . هم " مهزلة "حين القي القبض عليهم . هم " مهزلة "عندما كانوا يثيرون الشرور . كانوا " مهزلة "عندما كانوا وزراء ومدراء وقضاة إلى جانب رئيسهم ناشرين طاعون الموت في مدن العراق وأريافه .
إن " مهزلة " صدام حسين تذكرني بامرأة مرت بسقراط الفيلسوف وهو يستدفئ بالشمس فقالت له :
- يا شيخ ما أقبحك ..
فقال لها :
- لولا انك من المرايا الصدئة لغمّني ما بان من قبح صورتي .
أي والله أقر وأعترف أن وجود صدام حسين في التاريخ العراقي كان مهزلة المهازل التي يحاول العراقيون الآن التخلص من فصولها الصدئة الأخيرة بينما يتمسك بها بعض القوميين العرب مع الأسف الشديد .



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الاستفتاء على الدستور
- من كتم داءه أعياه شفاؤه
- إذا صمتَ رمضان لا تنسى النصائح اليابانية التالية ..!!
- ذهبتُ إلى الهند بحثا عن هلال المسلمين ..!
- دعاء شهر رمضان المبارك ..!
- رواية جديدة أسمها صدام حسين ..!!
- أسوأ شيء في الدول الإسلامية هو المايوه البكيني ..!!
- الرياضة في كربلاء حرام على الذكور حتى وإن تحجبوا ..!!
- ميناء أبو فلوس ورصيف كاتيوشا ..!
- عاجل .. ثم عاجل .. إلى السيد إبراهيم الجعفري ..!!
- واجب الحجاب والتحجب والستار والتستر ..!
- مسامير جاسم المطير 1010
- فتوى .. قيادة المرأة للسيارة حرام ..!
- عشائر الرافدين تودع فقيدها الغالي ..!!
- الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق
- اجتماعات سرية جدا
- الزهور رمز الكفر والإلحاد ..!!
- مسامير جاسم المطير 1000
- من فرنسا نتعلم أسباب فاجعة الكاظمية ..‍!
- ضمان المستقبل بالنار والنور معا ..!!


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - من هو بطل مهزلة المسرحية في محكمة العصر ..!