أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - سِفرُ المراثي














المزيد.....

سِفرُ المراثي


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 21:17
المحور: الادب والفن
    


سفرُ المراثي



نمر سعدي/ فلسطين



لا ينبغي لي أن أقولَ
بأنني شخصٌ مزاجيٌّ
تعيسُ الحظِّ.. مكتئبٌ
غويُّ القلبِ.. ضلِّيلٌ
هوائيٌّ وناريٌّ..
على شفتيَّ خَتْمُ الجُلنَّارِ
وفي دمي تستنبتُ الرؤيا
حدائقها من البركانِ
لا.. لا ينبغي لي أن أُلمِّعَ
بعدَ هذا العمرِ قلبي
بابتساماتِ النساءِ العابثاتِ
أو اللصوصِ الأتقياءِ
وأن أضمَّ بقُبلةٍ شطريهِ
من سِفرِ المراثي والبكائيَّاتِ
مثلَ محارةٍ كانت لتجميعِ الدموعِ من المرايا
أو لتقطيرِ البنفسجِ في إناءِ الكحلِ..
قلبي زاجلٌ يدنو من الشُبَّاكِ
أو قمرِ القصيدةِ في النهارِ الهامشيِّ
فلا يراهُ النائمونَ فراشةً بيضاءَ
في قمرِ النهارِ المستحيلِ..
أنا سعيدٌ أو مُحبٌّ موجَعٌ
لا ينبغي لي أن أقولْ
لا ينبغي لي أن أقولْ
*
طوفي بجمرةِ قلبي وانثري جَسَدي
على المياهِ.. وبيعي الحُبَّ في السوقِ
أنا رجيمُكِ.. منكِ الوردُ في عُنقي
شوكٌ ونارٌ وأظفارٌ لتمزيقي
لا أنتِ أكثرُ من ليلى ولستُ أنا
أقلَّ من شاعرٍ يبكي على النوقِ
لكي أحبَّكِ أحتاجُ الصراخَ على
حزني.. وهاويةً أنثى لتحديقي
لكي أرى دمَكِ النثريَّ يلزمني
دمٌ من الوجَعِ الشعريِّ موسيقي
*
ليلي الخريفيُّ موشومٌ على يدها
شمساً تغنِّي.. وأشجاراً من التعَبِ
هل كنتَ وحدكَ يا قلبي على شفةٍ
من الرياحِ.. ومصلوباً على الخشَبِ؟
تسري الفراشةُ كالأفعى وأنتَ كمنْ
يضمُّ زهرةَ عينِ الحُبِّ بالهُدُبِ
بخفقةٍ في دمِ الصلصالِ موجعةٍ
وحاسَّةٍ تمزجُ الأحلامَ بالغضَبِ
لا أنتَ أنتَ.. ولا هذا الخريفُ.. ولا
خمرُ الحقيقةِ من كرمي ومن عِنَبي
*
رجلٌ ما إذا بلغَ الأربعينَ يصيرُ دخاناً
بهيئةِ ذئبٍ يجوبُ البراري
قلبُهُ حجرٌ أخضرٌ
بينَ عينيهِ شمسٌ ترابيَّةٌ
في يديهِ رمالُ النهايةِ
أو ملكوتُ النهارِ
وإن بلغَتْ فتنةَ الأربعينَ امرأةْ
تضيءُ بغيرِ احتراقٍ
دمَ الأغنياتِ السعيدةِ..
تبعثُ من أسفلِ البئرِ
وجهي السرابيَّ
أو وردةَ الشهوةِ المُرجأةْ
*
لا ثعلبٌ ينسابُ في شفتي ولا
عنقودُها أضحى هواءً فارغا
أحتاجُ أكثرَ من يدينِ ومن فمٍ
لأضمَّ موجاً خادعاً ومراوغا
*
كوردةٍ من زجاجِ اللهفةِ انكسرَتْ
على الطريقِ.. كماءٍ قالهُ حجَرُ
من الغيابِ.. كتمثالٍ بهِ أرقٌ
أظلُّ أنظرُ للأعلى وأنتظرُ
ما لا يجيءُ.. كأنَّ البحرَ أغنيتي
وأصدقائي الصدى والشمسُ والمطَرُ
وحدي.. تمرُّ مزاميري أمامَ فمي
كما يمرُّ بغرناطيَّةٍ قمَرُ
من أجلِ حبَّةِ تفَّاحٍ تطاردني
من أوَّلِ الدهرِ حتى المنتهى.. سَقَرُ
*
المسافةُ بيني وبينكِ نسبيَّةٌ ومعقَّدةٌ
لا أجيدُ أنا وصفَها..
فهيَ حيناً حقيقيَّةٌ كالسحابِ
الذي يتساقطُ في أوجِ أيلولَ فوقَ الغصونِ
وحيناً خياليَّةٌ كالسرابِ..
وحيناً بلا أيِّ معنىً..
معقدَّةٌ كالحياةِ ونسبيَّةٌ...
مثلاً عندما يتشابكُ وجهي ووجهكِ
في حلمٍ غامضٍ واقعيٍّ بسيطٍ
تعرِّي فتاةٌ أنوثتها في مكانٍ بعيدٍ
ويخفقُ سربٌ من الطيرِ فوقَ حقولِ الشعيرِ..
المسافةُ بيني وبينكِ نسبيَّةٌ
وقصائدُ من ندَمٍ غيرُ مرئيَّةٍ في كتابٍ
كأن تذهبي دونَ أن تتركيني..
كأن تحملي وجعي الشاعريَّ
كنوَّارِ ليمونةٍ في حزيرانَ..
أو تغفري زلَّةَ القلبِ حينَ أحبَّ
وحينَ أرادَ اختبارَ العذوبةِ
في جسدٍ من عذابِ
*
تُرى لو قلتُ: جندٌ أعدموني
كلوركا في الضحى.. أتصدِّقوني؟
وهل لو فاتكٌ ثانٍ زنيمٌ
ترصَّدني.. أكُنْ كابنِ الحُسينِ؟
وهل لو عدتُ حيَّاً من مهاوي
نساءِ المشتهى.. أتكذِّبوني؟
ثقوبٌ في يَدَيْ قلبي تغنِّي
ونارٌ في الشفاهِ وفي العيونِ
*
قصيدتي سقطتْ مني كما سقطتْ
عن شَعرِكِ الوردةُ الحمراءُ..
كنتِ معي..
ولم تكوني..
كأني هائمٌ وعلى
وجهي فراشتُكِ الصفراءُ هائمةٌ
في القدسِ
من أوَّلِ الليلِ النديِّ..خذي
منيِّ حنيني إلى النسيانِ..
محترقٌ
دمي عليكِ
وتسفو الريحُ لي سُفني
أبكي بلادَكِ.. ماتَ الياسمينُ بها
وأنتِ تبكينَ من قهرٍ على وطني؟
********



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاسيم على غيتارة الحنين
- إيقاعات 1
- مرايا نثرية 1
- مرايا نثرية 2
- تقاسيم على نايٍ أندلسي وقصيدةٌ إلى خليل حاوي
- فيسبوكيات
- قصيدة بثلاث لغات
- أغاني تروبادور مجهول
- تحديقٌ بمرايا الذاكرة
- أجنحةُ الشاعر ومقصُّ الرقابة
- عن الأبنودي والفيتوري.. وقسوةِ نيسان
- أشعارٌ محكومةٌ بالشغف/ مجموعة قصائد جديدة
- عبد الله رضوان.. الشغفُ الأبيضُ بالقصيدة
- ديوان وصايا العاشق/ الصادر عن دار النسيم للنشر والتوزيع في ا ...
- ديوان تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى/ الصادر عن دار النسيم في الق ...
- حرائقُ أدونيس
- أوجاعٌ نثريةٌ / حبقٌ مضافٌ للقلب
- بدر شاكر السياب.. أسطورةُ شاعر
- النشر في فلسطين
- تأملات في قصيدة -حيفا تشبكُ شَعرها بيمامةٍ عطشى- للشاعر الفل ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - سِفرُ المراثي