أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - انفصام العقل البعثي














المزيد.....

انفصام العقل البعثي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 18:40
المحور: كتابات ساخرة
    


نموذج حي من الفصام السياسي للدراسة والتحليل النفسي

ظلـّت الماكينة البعثية الدعائية الإعلامية القومية السلفية ولعقود مضت تروّج لفكرة الأمة "العربية" الواحدة، والرسالة الخالدة (أي الخلافة الإسلامية وامبراطورية الغزو البدوية أو داعش تحديداً)، معيدة للذهن تلك التجربة الدموية العسكرية التوسعية الاستعمارية الفاشية التي قامت وانطلقت من مكة في القرن السابع الميلادي حين خرج سكان الصحراء من جزيرتهم لينشروا تصورهم السياسي والسلطوي الأسطوري وثقافة الجهل والموت والدمار والتكفير والتعصب في الجوار ويدمروا حضارات الشرق القديمة في كل من مصر والعراق وسوريا، وأقاموا الملك العضوض والدولة الدينية الثيوقراطية الوراثية الإلهية الفاشية الاستبدادية (الخلافة الإسلامية)، حيث بدأ مسلسل وحمام الدم المعروف، وبقية القصة لا تحتاج لمزيد من الشرح.

وللتذكير العابر، فقد كان البعث هو الحزب السلفي الوحيد الذي وصل للسلطة في المنطقة، وقبل حزب العدالة والتنمية التركي، وتحت شعار وهدف واحد هو "بعث" أمة العرب من جديد وإحياء أنموذجها السلطوي التاريخي الوحيد واليتيم المعروف بالخلافة. وظلت هذه الماكينة والأوركسترا البعثية تعزف، وتبشرنا بدولة الرسالة الخالدة التي ستهدم حدود سايكس بيكو المصطنعة، وتمزق خرائط الاستعمار، (هذا ما فعله داعش بالضبط)، وتسترجع أمجاد من يسمون بالعرب، وليعيدوا سيرتهم الأولى بالتوسع والاحتلال وإخضاع الشعوب ونشر الأسلمة والبدونة والتعريب وحكم البشر بثقافة وفكر الصحراء وإعادة استنساخ تلك التجربة التي سـ"تبعث" من جديد، وظل البعث على تلك الحالة مجيء خلافة "الربيع العربي"، ومشروع إقامة الخلافة الإخوانية، وصولاً لدولة داعش.

وحقيقة ومن باب الإنصاف، فقد يكون من المبالغة، والظلم، القول بأن البعث الرسمي اليوم، ومع ما يحصل، هو داعش، غير أنه، ونظرياً، وبناء على حقائق ومعطيات كثيرة ستدفعك، دفعاً، نحو بعض الاستنتاجات وهي أن البنية الإيديولوجية والتصور الفلسفي والكياني للبعث وداعش، ولكل سلالات التأسلم السياسي بما فيها الوهابية والإخوان، هو واحد وهو المشترك الفكري والتاريخي والثقافي الذي يشكل عماد وصلب وبنيان التنظيمين البعثي والداعوشي، ومقدساتهم ورموزهم التاريخية واحدة، ومن يقدسه البعثي كأنموذج وأيقونة مقدسة وأسطورية هي نفسها عند "الداعوشي"، ناهيكم عن أن ضباط "البعث" العراقي الفاشي العنصري المدحور كانوا النواة التنظيمية الفكرية والبشرية لداعش وهذا يعني أنه لم يكن هناك أية حاجة للتعبئة والتثقيف العقائدي المطلوب بشدة لهذه التنظيمات والذي كان موجوداً للتو من فكر وتثقيف البعث وتعبئته الإيديولوجية التي يحملها ويؤمن بها الدواعش.

وتبدو "داعش"، والحال، كأروع وأصدق تجل لحلم وتصور دولة الخلافة الإسلامية الموعودة بتسمياتها وتوصيفاتها البعثية المختلفة (الأمة الواحدة والرسالة الخالدة وتصور وفتوى الأزهر الرسمية حول داعش تذهب في هذا الاتجاه)، دولة "الحدود" والاستبداد وقطع الرؤوس والسبي والخطف والقتل على الهوية وقمع الحريات، (نعم كان البعث، وبكل أسف، يبشر بكل ذلك حتى اليوم بدولة قوامها العنصر العربي الغالب الحاكم المتسيد على بقية الأعراق والقوميات، وبكل ما في ذلك من عنصرية وفاشية واضحة، مستلهماً ومزهواً ومتكئاً على الأنموذج الأموي الذي أسس لأول كيان سياسي "قومي عروبي"، كما يطنطن آل البعث ورهطهم القوميون.

المهم جاءت داعش، دولة الخلافة الإسلامية، على رجليها و"بـُعثت"، وكل الحمد والشكر لله، (وللعلم هو نفس التصور موجود لدى المملكة الوهابية)، من جديد، وحققت حلم البعثيين بدولة الخلافة ) الأمة الواحدة والخليفة الإلهي والرسالة الخالدة)، والكيان السياسي الواحد الذي سيجمع "شتات" الأعراب والمتأسلمين، فلماذا يحزن ويئن ويشتكي بعض بعثين من "انبعاث" وعودة دولة الخلافة، فيما "بعضهم" الآخر يبدو سعيداً ومبتهجاً، ضمنياً، وعنده "عيد" لـ"بعث" دولة داعش (الخلافة الإسلاموية للأمة الحاقدة الواحدة)؟ هل لأن داعش سرق حلم البعثيين وأخذ زمام المبادرة، وحقق ما لم يحققه البعثيون طيلة عقود من التزمير والتطبيل والتبشير بالحلم القومي؟

إذا كان هناك ثمة من تجب تهنئته بـ"داعش" فهم آل البعث، وحدهم، ولا شريك لهم، وحقيقة يحب أن يكون البعثي والقومي والعروبي أكثر من يفرح ويهلل ويطبل ويزمر لداعش "أمة الرسالة الخالدة"، وكيان رسالة خالدة، ودولة عربية إسلامية تطبق شرع الله وتقوم على إيديولوجية الصحراء التي لن تكون، وفي أسوأ الأحوال، إلا نسخة من داعش، وإن لم يكن هذا هو الفصام، والانفصام فما عساه أن يكون؟

وألف مبروك للبعث ببعث أمة "داعش" الخالدة...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى السيد النائب العام في سوريا، المحترم:
- اضحكوا: شاخصات مرورية خاصة بمحافظة اللاذقية
- 1-سورة إدعش: (ملخص لثقافة البدو)
- 1-تحذير هام للنسوان: إياكن والزواج على سنة الله ورسوله
- 1-الخديعة البدوية الكبرى: إلام سنبقى عبيدا للأصنام ولبدو الص ...
- كيف تتعشى مع نبي الإسلام؟ التوصيل مجاني
- 1-لماذا يملك المسلم حق قتل البشر؟
- لماذا لا تغلق المساجد في سوريا؟ ومدعشة آل الصبّاح تتذوق طعم ...
- احذروا باب الدعارة الوهابية: الجناح السياسي والثقافي لداعش و ...
- 1--ويكيتعريص-: ولماذا يضربنا القرود؟
- احذروا شرع الله
- الرسالة الخالدة وتشجيع الإرهاب الدولي
- سوريا: أقسى الدروس العبر ل-النظام-...
- خرافة المقاومة الإسلامية
- من وجوه الكارثة السورية: ما العمل مع الحماقة والغباء؟
- اضحكوا على فلسفة الحجاب وعبودية المرأة في ثقافة البدو(شرع ال ...
- -اضحكوا على فلسفة الحجاب وعبودية المرأة في ثقافة البدو(شرع ا ...
- اضحكوا على تراثكم: من قصص الشيخ الزعبراوي -رض-...
- ماذا لو انتصر معسكر التنوير بقيادة أبي لهب وحمّالة الحطب؟
- خرافة الحرب على داعش: لماذا سينتصر الدواعش؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - انفصام العقل البعثي