أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - تنويرٌ لتعيرْ المنافقين بكلماتِ بعضِ العباقرة















المزيد.....


تنويرٌ لتعيرْ المنافقين بكلماتِ بعضِ العباقرة


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قضيتين يعاني منها بشر اليوم. خرافة الأديان وعنف داعش و خرافة إنسانية الدولة الرأسمالية بجرائم قصف الناتو بلباس العلمانية! ألخص الأمر بعبارة للقديس أوغسطين برواية محاكمة الأسكندر للقرصان ودفاع هذا الأخير عن نفسه بقوله:" أنا أسرق سفينة فأدعى قرصانا" وأنت تسرق العالم فتدعى إمبراطورا". هذه المروية تلخص نسبية الإرهاب وقدرة القوي على استصدار براءة لإرهابه". فهناك من يتهم الإسلام بالإرهاب و أنا أتهم الامبريالية الأمريكية بالدمار للشعوب العربية. فمن الألعن ؟ قوى دينية متخلفة (داعش صنيعة أمريكية) لا تملك الصناعة الذرية والأساطيل و تذبح بالسكاكين كالقرصان في مروية أوغسطين أم الامبريالية الأمريكية التي ترعى ملوك العرب و إرهاب (داعش) و الحروب الذرية!

توكيد بمقتطف من مقال سابق:إذ المقال حلقة ضد التنوير المشوه لأبين ما هي الحدود بين نقد الدين و العنصرية!
أنا لا أأمن بأي الأديان الفضائية الثلاث, و هنا لأدين جرائم أمريكا أضعافاً, لأنها بنفاق تهين العلمانية و حقوق الإنسان!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=475967
المقطف: التنوير في الغرب قاده فلاسفة و مفكرين اثروا في المجتمع الفرنسي و أوروبا, فطالبوا بحقوق البشر و حريتهم ومساواتهم المعدومة في فرنسا وكل أوربا وقتئذ, فهؤلاء ألهموا زعماء الشعب من مثل فولتير, مهاجم الظلم الطبقي و قمع رجال الدين لعقول الناس وتدخلهم في المجتمع و السياسة,أمام مونتيسكيو عزف بقيثارة فصل السلطات و دعا لليبراليه, وجان جاك روسو قاد حديث الحرية و المساواة. فهكذا عرف البشر في الغرب و لأول مرة في التاريخ أن لديها حقوق ويجب هي أن تقرر مصيرها بنفسها و تفكر بعقولها بعيد عن الأوصياء من ملك و قساوسة.

نقد سلطة الكنيسة ( ليس مهاجمة الدين) تم على يد هؤلاء المفكرين الأحرار. و لو نرجع إلى الحقيقة, نرى أن أغلب الأحرار جاءوا من عباءة الدين. فرجال الدين القساوسة و الأئمة كانوا في سابق العصور هم الفئة الواعية و المثقفة, وهم من رأى مظالم لرجال الدولة و الساكتين عن الحق فقاموا بالبحث و الاجتهاد, من اجل شق الطريق للشعب نحو الخير. فأي دعوة لمهاجمة الإسلام و المسلمين هي موجة عنصرية في زمن حرب العولمة, بأدوات أمريكية من دولة وهابية و داعش.

ظهر الكثير من رجال العلم المؤمنين بالله و الدين و تحولوا لإصلاحيين أو شاكين أو ماديين, سأقتصر على بعض الأعلام إذ السلسة جداً طويلة في المسيحية و الإسلام. لأذكر فردريك نيتشة الذي جاء بأن الله قد مات فهو رجل من أب قس وتشارلس دارون العملاق لم يكن ملحداً جاء بكتاب أصل الأنواع وهو ( داروين ) كان رافض التخلي عن فكرةِ أن الرب هو حافظ القوانين المطلقة * علق داروين على ذهاب أفراد أسرته إلى الكنيسة أيام الأحد, إنه من العبث الشك في قدرة الإنسان على الجمع بين الإيمان بالله ونظرية التطور في نفس الوقت.*
العالم الأكثر شهرة في العالم غاليلو غاليلي الذي جاء بدوران الأرض حول الشمس* تبنى نظرية عالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس الذي كان راهبًا أكد مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها, فكان غاليليو غاليلي كاثوليكي متدين وبتحدي سياسي لصعود البروتستانتية فقد قام الداعين لنموذج مركز الأرض بالهجوم عليه وشكوه إلى البابا محتجين أن ما يدْعوا إليه يخالف تفسير آيات التوراة.*

فولتير العظيم تلقى تعليمه في إحدى مدارس اليسوعيين و قبل موته صرح :* أنا الآن على شفا الموت وأنا أعبد الله وأحب أصدقائي ولا أكره أعدائي وأمقت الخرافات*. أما من المسلمين فظهر الكثير من العلماء المؤمنين بالله و الدين و ساهموا في العطاء الحضاري, كابن الرشد و الرازي و الفارابي و ابن حيان و عمر الخيام و الحلاج و أبو الطيب المتنبي المتفلسف الناقد لأمة المسلمين أشتهر ب " أغاية الدين أن تحفوا شواربكـم - يا أمة ضحكت من جهلها الأمـم" فكان مصدر إلهام فلسفي للأدباء بتوقد الدفق الشاعري و التجربة العملاقة و عمر الخيام قدم شعره الفلسفي الإلحادي, فكل هؤلاء من ساهم في الترجمة للفلسفة القديمة و طوروا أفكارها و لتنتقل إلى الغرب في نسق جميل للتفاعل الحضاري.

ما أريد بحثه ليس الدين في حاله المقرور في العالم, و من منطلقات اليوم لتقيح الأفكار الدينية و تقيح الهجمة على الإسلام التي أخذت أبعاد العنصرية و طمس الصراع الطبقي, فهو يجري بدهاء الإدارة الأمريكية وفق برنامج حرب العولمة لتصعيد الإرهاب لمنظمة القاعدة و أبنتها داعش. فأصعب الأمور هي تبني الأفكار والحديث في السياسة و الدين, فالجميع حتى الجاهل يمكن أن يطرح آرائه و الجميع ممكن أن يحرف الحقيقة و لتذهب كل الأفكار نحو مصلحة الرجعية و لتصب في مصلحة القوى الامبريالية التي تُسوق الصراع الديني, بجهود مرتزقة الكلمة و غباوة نص قانون حرق الدين.

هناك أمر يقره البعض: ألا وهو دور الفرد في التاريخ!
و بالعلمية المقارنة نميز دور الأغبيا ء في التاريخ!

ينغمر البعض بالدين سواء المؤمن أو المعادي له بشكل كبير. فكم هائل من الدين في الفضائيات و المواقع. يضيع فيها المؤمن و الملحد, إذ كلاهما يعتبر الدين قضية مركزية, فالمؤمن يطمح ليكون الدين القائد للدولة بعد فشل المشاريع السياسية القومية و الشيوعية لتحقيق العدالة في الحياة, ليقابله فصيل الهجوم على آيات النبي محمد لتحقيق مجتمع العدالة الغربية. فأنصار العدالة الغربية هم الجالية الشرقية في أوربا, المنسلخة عن الشعب, صار مشيتها كمشية الغرا ب, حيث أضاعوا المشيتين كما يقال. عرفت الدولة الرأسمالية أن العقبة التي وقفت في طريق التطور هو طبقة الإقطاع و فئة رجال الدين, فبرز رجال الطبقة البرجوازية في أمر التنوير فصارت ثورة تغيير طبقي أزاحت الإقطاع فحلت قيم و علاقات لدولة البرجوازية الوطنية, فصار التقدم الحضاري في الغرب.

الغرب لم يحطم الدين بل جاءوا بأمر الدولة العلمانية كتوجه فكري علمي تاريخي حددته مواقف القوى الاجتماعية مسند بالقوانين كتاريخ وعلوم تنحني على أفق التحولات الاجتماعية الثورية. فالعلمانية لها صيغ متعددة, حاول البشر العبور بها نحو مستقبل ديمقراطي مرتبط بالحداثة لتراكم المعرفة, غايته رفع شأن الإنسان وتحقيق حاجاته مع الحفاظ على حاجاته الروحية. فهي لا تعادي الدين. إذ تاريخيا و فكريا نشأت العلمانية في كنف المجتمعات المسيحية و بمساهمة رجال الدين. لذا العلمانية تعمل على فصل الدين عن الدولة. فحتى ثوار كومونة باريس ساروا بنهج فصل الكنيسة عن الدولة وحررت جميع المؤسسات السياسية والمناهج التعليمية من أية شوائب دينية أو أوهام طبقية خاصة بالدين معيدة له كونه علاقة شخصية متعلقة بضمير الإنسان وليس أداة في يد السلطة لتبرير الظلم والاستغلال والاضطهاد. أي على المنور أن يفيد من التاريخ لا يكتب هراء عن التحرر من آيات القرآن.

فهنا ارجع للمقولتين التي أشرت لها أن الأفراد الذين ظهروا و قادوا ثورة التنوير أكدت دور الفرد في التاريخي, في حين السادة المهاجمين للإسلام يحشرون أنفسهم طواعية في صف الجهلاء و دورهم في التاريخ, إذ الطرفين يلغي الآخر فالأول رجعي سلفي يكفر, و الثاني (المعادي للإسلام) يلغي بهوس مشاعر مليار مؤمن, فلا يعي الأمر التاريخي والطبقي و بلا أي حس أخلاقي, بهجوم على المسلمين ينفخ في قربة الحروب الصليبية للعولمة.

لنرى القوى الامبريالية و غزو الشعوب. فالاستعمار سار على أمر المحافظة على الأنظمة الرجعية الدينية وعلى مر الزمن فظهرت عبارات تاريخية توضح الدهاء الامبريالي, و منها على سبيل المثال: فرق تسُد! و دع الجنس الأصفر ينام والمستعمرات التي لا تغيب عنها الشمس فهي تعكس الكثير. إذ عرف المستعمرين أن ثورة التنويرية هي أكبر خطر على حركة نهب الشعوب, لذا سعت الدوائر الامبريالية على معاداة الفكر الشيوعي بشكل مبرمج. فبعد الخلاص من نظام هتلر سارعت أمريكا على الدخول للبلدان العربية. أي صارت العلمانية حكراً للغرب و الغزو و النهب نصيب الشعوب الفقيرة.

معضلة لم يفهمها البعض في عملية فهم الشروط التي تؤدي إلى ثورة التنوير في البلدان العربية و بوجود قوى رجعية متمثلة بالممالك التي تعمل مع الامبريالية الأمريكية و مع وجود الدولة العنصرية في إسرائيل و التي تقوم على أساسا الدين فتماما كما السعودية الوهابية, و المخططات من اجل إلغاء الهوية الإسلامية.عملت الدوائر الامبريالية على دعم الرجعية, فقد كان و لا يزال تفاهم الامبريالية مع الملوك. فالمملكة السعودية خير مثال على دهاء الامبريالية الأمريكية. فليس صدفة لا تزال المملكة العربية هي المملكة الأشد تخلفا و الأشد تعصبا للإرهاب بعلاقة مصيرية مع أمريكا, بنفس الشكل تشكلت الدولة في إسرائيل, فتم تحريف الدين لتكون دول تحقيق مصالح أمريكا.

فالذي يحدث هو مشاريع سياسية تغطى بلحاف الدين ففي المملكة السعودية يجري شحن خرافي من اجل تحقيق سلطة الملك الأوتوقراطية و في إسرائيل جرى تكريس الخرافة في إقامة الدولة الدينية وعلى كلا الدولتين هناك حديث العمالة و هناك معادين لهذه الدولتين حيث يعتمد الكثير من اليهود على نصوص الدين التي تفضح زيف الدولة الدينية اليهودية في إسرائيل وهناك أيضا اتهامات مسلمين توجه أصابع الإدانة للمملكة السعودية التي حرفت الدين ليناسب سلطة الملك, ليفتضح مشروع سياسي امبريالي يعتمد الخرافة والعنف لمواجهة الصراع الطبقي.

فهنا معضلة عويصة لا يستطيع يعيها صراخ جاهل لتحطيم الآيات و النبي الذي يصور أنهما العقبة في التطور للمجتمعات العربية الواقعة بقبضة الغزو الأمريكي و حسب حسابات ساذجة لا تعي أمر التطور الحضاري, أي لا تفهم حركة التاريخ التي أدت لظهور ثورة التنوير في الغرب, فالسادة يسخفون الدين والأنبياء و يعتبروه خطوة نحو الحرية, فهذه السذاجة تذكر بمحطمي الآلات التي ظهرت في بداية الثورة الصناعية التي قضت على مصالح رجال الحرف, فقام الحرفيين بهجمات ليلية على المصانع للتحطيم الآيات عفوا ههه الآلات.

الخلاص من الإقطاع و الإنتاج البدائي و الريعي جرى في الغرب بشكل حثيث مع نمو الطبقة البرجوازية و تراكم المعرفة فجرى تطور الشعب بشكل ديالكتيكي ليستوعب المرحلة التاريخية, أي أن المفكرين و المصالح الطبقية حررت ثورة التنوير و قفز الأحرار و التنظيمات إلى الصدارة, من اجل إزاحة الطبقة الإقطاعية التي صارت رمز التخلف أمام الطبقة الصاعدة البرجوازية الوطنية الثورية. ليتم دفن مرحلة الإقطاع و البناء الفوقي المتمثل بالرجعية في كل شيء.

الشعوب العربية تمر بمخاض يشابه بحاله للقرون الوسطى في الغرب و بمشكلة معقدة من جميع الوجوه. فعلى الصعيد الطبقي فبلداننا هي بلدان ذات أنتاج بملامح إقطاعية و باقتصاد ريعي تسوده العشائرية و البداوة يتقهقر نحو الأسوأ.
فللآن لم تشهد البلدان العربية نمو طبقة برجوازية ثورية لها أحزاب و مصالح لتغيير المجتمع, كما حدث في الغرب لإزاحة طبقة الإقطاع و الملك. لذا أشبه الهجوم على الدين بهجوم الجهلاء, كرجل غير فاهم, يقوم بقلع أوراق مريضة من الأشجار ضاناً أنه يقوم بالعلاج فهو لا يعي أن الأوراق مريضة بسبب أمراض الجذر و التربة. بكلمة أخرى عدم توفر الظرف الموضوعي والذاتي للنضال الثوري الاقتصادي الاجتماعي, فالشعوب بحال تردي و بلا تنظيمات برجوازية يسارية وبأحزاب شيوعية مندحرة.

فهنا يكمن خطر دور الجهل في الهجوم على دين البشر في حالة عاطفية غير واعية لا للأمر الطبقي و لا الثقافة للشعوب الغربية التي يعيشون في كنفاها أم الذين يحاولون تقليد الحياة الغربية دون فهم الواقع. فلذا نرى في الغرب هناك احترام للأديان و الإنسان بموروث عصر الأفكار التي هزت العالم الغربي من ثورة سبارتكوس و كومونة باريس ثورة الشعب الفرنسي وانتشار أفكار(أخوة.عدالة. مساواة) إلى ثورة أكتوبر الاشتراكية.

فالإنسان في الغرب إنسان حضاري ذا حس و ذوق عالي, لكن لدينا الكثير مَنْ يعيش في الغرب يتوهم بأنه صار حضاري بعد أن لبس الجينز و رقص الروك ليقوم بإهانة الشعوب باسم التنوير و حرق الدين, في نزعة يئس دون كيخوتية ليقود الشعوب نحو الحياة الغربية و بلا أسس علمية و أهمها نمو الطبقات و صراعها الذي يحسم وجود القيم الرجعية, و ليس لعن الآيات. فالشعوب يتغير موروثها عبر إزاحة الطبقة الإقطاعية أو البرجوازية الطفيلية المتمثلة في رؤساء الدول العربية العملاء لأمريكا. لذا نرى مظاهرات شعوب الغرب المسيحي الحضاري للدفاع عن حق اللجوء, و ليقابلها صرخات معتوهة عنصرية من الجالية الشرقية في الغرب لتصرخ لا للعرب و المسلمين في أوربا.

في الجانب الآخر هناك قوى عصية على الصراع من قوى الملوك المدججة بالسلاح بحماية الامبريالية, فكما أوضحت أن أمريكا تعتمد بشكل رهيب على الرجعية الوهابية و الدولة الصهيونية فتم وعلى مدى خمسة عقود تدمير الكثير من الحركات الثورية و الأحزاب الشيوعية ليس في البلدان العربية فحسب بل في العالم, و ما أفغانستان إلا مثال يعرفه الجيل الحديث وما قصة بن لادن إلا رواية تجري على لسان البشر تكتشف خفايا قصة الصراع الطبقي في العالم.

لنرى عودة للدين و بشكل قوي و خاصة في البلدان العربية, فالتاريخ في العراق مثلاً دموي و من ثورة الزنج القرامطة إلى ثورة التحرير الوطنية التي جاءت بقيادة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم و الذين ثاروا على السلطة الملكية, فثورة التحرير كانت للسيطرة على الثروة النفطية و إطلاق قانون الأحوال الشخصية و حقوق المرأة و حق العمل الحزبي, لينكمش جسد الإقطاع و رجال الدين و لتدعمه الامبريالية الأمريكية ليتم تصفية الثورة لقطع مسيرة عزل السلطة عن الدين, لذا ناورت القوى الرجعية على اتهام الزعيم العراقي بكونه متهور واتهام الشيوعية كفرٌ و إلحاد و استحضار فتوى قتل الشيوعي.

فالصراع يجري وفق هذه المعادلات و لا يزال على صورته الأولى و أن أعداء التطور هم ذاتهم, المملكة الوهابية والامبريالية الأمريكية و الدولة الصهيونية. لكن لا نغفل أمر ظهور قوى برجوازية تتمثل بدول ذات أحزاب إسلامية, فتكون هذه البرجوازيات واقع حال لا يمكن تجاوزها بل يجب أن تستهلك طاقتها و تلعب دورها التاريخي. هنا أذكر حزب الله اللبناني و جمهورية إيران الإسلامية و الأخوان في مصر و حزب الدعوة و المجلس الأعلى في العراق, فهي قوى ظهرت رغم أنف التاريخ و حصلت على أمر البقاء بحسب المعادلات التي أعدتها أمريكا و الصراع الطبقي.

فوجود هذه الأحزاب والدول الدينية (سنية و شيعية) ثمار مُرة جاءت بها معادلة قهر الأحزاب اليسارية و الشيوعية التي سارت بها أنظمة الطغاة بمعية الامبريالية الأمريكية والناتو, فتم حرف التاريخ و حياة البشر نحو الخرافة والإرهاب, فصار ملايين من البشر من لا تعي أمر الصراع و لتهرب من جور السلطة وغدر أمريكا للسماء, ليهرع لها رجال الدين, و ليقف المنور المتغطرس مستنكفا من جهل البشر العادي, و لا يعي كونه هو كبير الجهلاء في عدم فهم حركة تطور الشعوب.

فمسلسل إيران و دولة الدين تتكرر بقوة في الدول العربية. فخواء الأحزاب اليسارية و فقدان الأحزاب الشيوعية لبرنامج طبقي يسحب الجماهير الضائعة في السماء ليضعها في قبضة الطبقة البرجوازية الدينية, يؤدي لا محال إلى التخلف الاجتماعي الذي ينتج بشر مؤمن رجعي بالملايين و لينتج من جهة أخرى حفنة جهلاء تشتم الدين, لينسى هؤلاء الجرائم المشتركة للسعودية و ريالها و دينها الوهابي الإجرامي و جرائم الامبريالية بشركات رأس المال و دينها الصليبي, و إذا تطلبت المصالح الامبريالية فجرائم داعش و أزرار القنابل الذرية بالمرصاد.

أفضل صيغة لفهم حالة الدين هي الفهم الشيوعي للدين. فتمتع بالسيمفونية الفلسفية: ل ( كارل ماركس في نقد الدين)

... "إن أساس النقد اللا ديني: الإنسان هو الذي يصنع الدين، وليس الدين هو الذي يصنع الإنسان. إن الدين، في الواقع، هو وعي الذات وتقدير الذات لدى الإنسان الذي لم يعثر بعد على ذاته، أو أضاعها من جديد. لكن الإنسان ليس كائنا مجردا، جاثما في مكان ما خارج العالم. الإنسان هو عالم الإنسان، الدولة، المجتمع. وهذه الدولة، وهذا المجتمع ينتجان الدين؛ الوعي المقلوب للعالم. لأنهما بالذات عالم مقلوب.
الدين هو النظرية العامة لهذا العالم، خلاصته الموسوعية، منطقه في صيغته الشعبية، مناط شرفه الروحي، حماسته، جزاؤه الأخلاقي، تكملته المهيبة، أساس عزائه وتبريره الشامل. إنه التحقيق الخيالي لكينونة الإنسان، إذ ليس لكينونة الإنسان واقع حقيقي. إذن، النضال ضد الدين هو بصورة غير مباشرة، نضال ضد ذاك العالم الذي يشكل الدين عبيره الروحي. إن الشقاء الديني هو تعبير عن الشقاء الواقعي، وهو من جهة أخرى، احتجاج عليه. الدين زفير المخلوق المضطَهَد، قلبُ عالم لا قلبَ له، كما انه روح شروط اجتماعية لا روحَ فيها؛ إنه أفيون الشعب.
إن إلغاء الدين، بصفته سعادة الشعب الوهمية، يعني المطالبة بسعادته الفعلية. ومطالبة الشعب بالتخلي عن الأوهام حول وضعه، يعني مطالبته بالتخلي عن وضع في حاجة إلى أوهام. فنقد الدين هو، إذن، النقد الجنيني لوادي الدموع الذي يؤلف الدين هالة له.
لقد نزع النقد عن الأصفاد الزهور الوهمية التي كانت تغطيها، لا لكي يحمّل الإنسانَ أصفادا غير مزخرفة، موئسة، بل ليتخلى عن الأصفاد ويقطف الزهرة الحيّة. إن نقد الدين يحطم أوهام الإنسان، حتى يفكّر، ينشط، يصنع واقعه بصفته إنسانا تخلص من الأوهام وبلغ سنّ الرشد، لكي يدور حول نفسه، أي حول شمسه الحقيقية. فالدين ليس سوى الشمس الوهمية التي تدور حول الإنسان مادام الإنسان لا يدور حول نفسه.
إن مهمة التاريخ، إذن، بعد زوال عالم ما وراء الحقيقة هي أن يقيم حقيقة هذا العالم. تلك هي، بالدرجة الأولى، مهمة الفلسفة، التي تخدم التاريخ وذلك بعد أن يجري فضح الشكل المقدس للاستلاب الذاتي للإنسان، وينزع القناع عن الاستلاب الذاتي في أشكاله غير المقدسة. وبذلك يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين إلى نقد الحقوق، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة".
"نقد فلسفة الحقوق عند هيغل: مقدمة"
ترجمة المقطع خاصة بمجلة "النقطة" (باريس 1983) –

أين تعليقات الهجمة العنصرية بمهاجمة آيات قرآن من هذا الشرح للدين و بلا مس لمشاعر المؤمنين!
لا تنسى عزيزي القارئ أن ضحايا الامبريالية و داعش هم المسلمين, وهي وصمة عار الحضارة الغربية التي تعادي اليسار و الشيوعية تماما كما تعاديها المملكة السعودية الوهابية.لا تنسى يا عزيزي أن دور الجهلاء في تاريخنا الحديث يعمل على الانعزالية و يؤدي لنفور الشعب الفقير من التهور في سب الأنبياء. فكلا الطرفين المؤمن الخرافي والملحد المشعوذ و جهلاء واقع طبقي و هم وجهان لعملة واحدة في نقص الوعي العلمي و الحضاري و الأخلاقي لمسيرة التطور.

فموجة الصراخ ضد الآيات في هذا الوقت ليس تنوير, حيث أمريكا حولت العراق إلى محرقة لقنابل اليورانيوم و تركته بلا كهرباء و ماء صالحة و لقمة سائغة للإرهاب لتنهب ثرواته, و كذلك حال ليبيا. أما سوريا ضحية دامية لأمريكا يصرخ فيها البعض أن الإسلام هو السبب, و تحزموا حتى لرفض استقبال اللاجئين بكونهم مسلمين يحملون بدمهم آيات محمد, ناسين قصف الناتو البربري و دعم جبهة النصرة و داعش باسم دعم الديمقراطية. و بحماقة يهاجمون السعودية و غيرها من بلدان العمالة الأمريكية لعدم استلام ضحيا سوريا, و لتتم مقارنة بائسة بين الغرب و السعودية في مجال الإنسانية في استقبال اللاجئين, وبمنتهى الصفا قة. إذ أن أي عائلة سورية شريفة لا تفكر بالذهاب لبلد الإرهاب السعودية حليفة أمريكا.

غناء شعب العراق الدامي ينقد واقع حرب العولمة و الإرهاب!
https://www.youtube.com/watch?v=VPVkzIWbPjQ&feature=em-share_video_user
نؤآم تشومسكي اليهودي الشيعي يفضح أمريكا فهو كما الشيعي الشيوعي العراقي ههه!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=482720
حقائق عن الإرهاب الدولي الأمريكي ضد الشعوب العربية بلسان الأحرار الأمريكان!
https://www.facebook.com/l.php?u=https%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3DWJbvnZDYl6c&h=kAQG
فضيحة تُكذب أن الإسلام غير إنساني, يؤكدها الفيديو!ههه افهموه بقى! أمريكا الصليبية لا تختلف عن الرجعية الوهابية!
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10154129071426490&set=a.10150787052251490.461300.745486489&type=1

هوامش المقال: يوكيبيديا *قراءة في أمين معلوف* نعم.. الدين أفيون الشعوب د عصام عبدالله
على وعي ثوري يقارع الامبريالية و الاستغلال الطبقي ألقاكم!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهاجمة آيات النبي محمد أم الهجوم على داعش أمريكا
- الهجوم العنصري على الدين الإسلامي ليس تنوير
- فحيح نقد الدين و الابتذال السياسي لزمن العولمة
- أمريكا و المثقف البراق الناعق ضد الدين
- هل الإسلام خطر على الديمقراطية أم أمريكا
- ( داعش ) إرهاب أمريكي يقتل المسلمين و يصرخ الله اكبر
- هل نظام العلمانية أفضل من الدين الإسلامي وغيره
- هل الإسلام محرك العنف أم أمريكا دولة إرهاب عالمي
- لمساة تحريف الماركسية لفؤاد النمري
- الحرب الأمريكية على العراق لازالت مستمرة
- دين وهابي همجي يعانق بربرية أمريكا ( آل سعود لجلد الشعوب )
- المملكة الوهابية جلادة شعوب المنطقة الحضارية
- أمريكا و فضيحة تسليح داعش في العراق
- دعم البرجوازية الاسلامية بعد سقوط الدولة القومية
- نفاق العلمانية الغربية و جرائم الامبريالية الأمريكية
- اضواء على تفجيرات باريس
- الانحطاط الاخلاقي للفكر اللاهوتي و عظم الاخلاق للملحدين
- تدمير الإسلام و العرب, هو الحل!
- أمريكا و الزيف في الحرب على الإرهاب ( داعش )
- انهيار القيم الثورية و صعود الانتهازيين و قوى الشعوذة الوهاب ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - تنويرٌ لتعيرْ المنافقين بكلماتِ بعضِ العباقرة