أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3















المزيد.....

الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 02:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا الحلم ليس شرقيا بحتا بل هو أيضا منتج فكري أوربي بدأ مع ويلبر الذي ألف كتاب عودة الوعي والذي جمع كل نظريته في مقولة واحدة هي الحلم الواعي أو كما يقول((هنا يوضح ويلبر أن علم النفس الغربي الذي ركز على بناء (أنا) تتمتع بالصحة كان مخطئا ومصيبا في آن,تماما كما علم النفس الشرقي الذي ركز على تنوير وعلو وفناء الأنا.إلا أن الوعي الذي وضع ويلبر طيفه وحزمه وحالاته يتسع ليشتمل على كل ما سبق. أما الحزمة الأكثر إثارة في طيف الوعي الويلبري فهي تلك التي أطلق عليها المنطقة العبر شخصية (Transpersonal zone) تلك الظلال الواقعة بين الوجودية والتنويرية حيث تحدث كل الظواهر الخارقة الإدراك الحسي الفائق أو فوق الحسي (Extrasensory perception ESP) وخروج الروح من الجسد (Out-Of-Body Experiences) وعالم الأحلام)) .
هذا الإكتشاف جاء نتيجة تيقظ حقيقي ومستجيب لما يمكن أن نشخصه في أزمة العولمة الأخلاقية وضرورة العودة إلى الذات الأولى وعودة للمفاهيم المثالية التي هجرها الفكر الغربي تحت تأثير سيادة الأتجاه المادي الصارم وما فرضته قيم مثل التقنية والحداثة وما بعد الحداثة ومن ثم تشكل العولمة كإطار أختصر رحلة الإنسان ووعيه برحلة المكان عبر الزمن وليس رحلته هو عبر المكان والزمان((لم يكتشف ويلبر ايا من هذه النظريات وكل ما فعله هو انه حشرها ضمن طيفه الواسع لان العقل الكوني ـ يقول ويلبر ـ يتسع لكل هذا. ليس من الغريب إذا ـ كما يقول مارك كينغ ـ أن يكون ويلبر معجبا بأرسطو أو أن تكون عبارة (كل شيء) ضمن عناوين كتبه الأخيرة(تاريخ مختصر عن كل شيء, 1996)و(زواج العقل والروح 1998)و(نظرية في كل شيء, 2000). وعلى الرغم من أن لب نظريات وأفكار ويلبر هو التكامل الذي يتخطى مجال علم النفس العبر شخصي إلا أننا يمكن أن نمنحه بسهولة ـ والكلام مرة أخرى لكنغ ـ لقبا ثالثا هو ما بعد العلماني.بل أن كينغ يرى في أعماله معالم بارزة في حقبة ما بعد العلمانية وربما واحدة من القوى الرئيسية التي ساهمت في الانتقال من العلمانية إلى ما بعد العلمانية)) .
هذا التحول عبر مفهوم الأنا والزمن ومفهوم الوعي وتبدل قواعد الإدراك التي أرستها الحداثة والبنيوية الفكرية وكل النظريات التي قامت على أنقاظها أعطت لهذا التحول معنى محدد هو شروق عالم جديد عالم الإنسان الذي يتكامل مع الكون الذي لا بد أن يكون مسايرا للهدف الأول هدف الإصلاح والتكامل بين الإنسان وكونه وبين الإنسان والإنسان والروح مع الجسد المادية مع المثالية ليس بإعتبارها فرضية فكرية بحاجة إلى برهان بل من خلال نتائج التجارب السابقه إنها البرهان الذي يرسي نتائج قبل أن تفرض على صعيد الفكر أنه تبدل أيضا بمفاهيم العلم الحسي قبل التعقلي والأستناج.
لم ينشأ الحلم من فكر روحي استحكم بمقدماته ورؤاه على فرض صوغ النظرية ولكننا نلمس أساسياته أيضا من جذور إلحادية أصلا أكتشف وعيها من خلال الأحتكام لقوانين صاغتها الحداثة وما بعدها فهي وليدة فكر مادي أصلا شهدت تحولات جذرية لا يمكن للفرد المفكر الوجودي أن ينكرها,ولو فعل فيكون بذلك خائنا للعدالة الفكرية وللفكر الذي يتمترس خلفه وبضلاله((احتل علم النفس العبر شخصي مكانة بارزة في فكر ومواقف ما بعد العلمانية.لقد تميز علم النفس منذ نشأته في عصر الحداثة بارتكازه العميق على مجموعة من الافتراضات العلمانية. ولكنه يبدو اليوم وقد عبر الرحلة الشاقة من العلمانية إلى الروحانية إن هذه الرحلة الطويلة لعلم النفس من المادية إلى الروحانية اختصرها عالمان كبيران في سُني حياتهما: ستانيسلاف غروف وأبراهام ماسلو.بدأ كلا العالمين من أسس إلحادية،ولكن في سياق التزامها المهني بعلم النفس العلمي المعاصر،تقبلا في النهاية الروحانية بوصفها عنصرا أساسيا من الحياة الداخلية. ((
هذا التحول ليس إلا تعبيرا عن وعي متجدد للمواضيع والمشكلات ينطلق من أن وظيفة العلم هو التسليم بالوقائع وليس التعالي عنها,ولو تناقض ذلك مع المعطيات والمقدمات التي يؤمن بها الباحث أو المفكر,وظيفة العلم إذن إكتشاف الحقائق من خلال النظر للوقائع كماديات مجرده عن الميل الفكري أو النفسي,وعي بالنتائج والأنحياز لهذا الوعي,إنها نوع من الشجاعة الفكرية التي لا تقف موقف المتفرج على مأساة الإنسان الذي لم يتكيف بعد ولن يتكيف مع فرض أنا متزاحمة,أنا تستنهض ذاتيتها على مجمل الحيز الوجودي لا لشي إلا لتثبت تفوقها على الأخر ولو أدى ذلك إلى سحقه وتدميره,إذن هي أخلاقية مثالية ضد الفوضى العارمة فوضى حركة الأنا المتغطرسة التي تريد تركيب الأنتظام من الفوضى الخلاقة.
يقول محمد نحاس في مقالته عالم ما بعد العولمة المنشور في مدونته الإليكتروني يبين ماهية الفوضى الخلاقة كما يفهما الإنسان الشرقي الذي يعتبر أن مبدأها لا أخلاقي ولا منطبق على الصورة الحلم كما ترتسم في فكره((كما ان استفحال ظاهرة الحرب وتهديدها بجر كل البناء الحضاري الإنساني إلى الهدم والهاوية يجعل من الضروري انقاذ هذه الحضارة بسلوك طريق جديد يتميز بالوعي واليقظة الفلسفية الدائمة مع الانتباه الى مخاطر نار العولمة الملتهب .إن زمن العولمة ليس مجرد مقولة اقتصادية فرضت نفسها على دنيا السياسة والثقافة بل هو المعنى الذي يمكن أن نمنحه لوجهة التاريخ الآن وهنا وهو العصر الذي نعيش فيه والذي هو بصدد التشكل والطلوع بعد تلاشي الزمن الامبريالي،وقد يحملنا هذا العصر إلى مصير مجهول لا ندري فيه ماذا نفعل وماذا نقول والى أين نتجه،لأنه عصر صنمية الصورة والفوضى الخلاقة وصعود الإمبراطورية ذات القطب الواحد التي تجعل من الحرب النمط الوحيد لاستعادة التوازن وبسط الأمن في المعمورة)) .
حلم محمد نحاس ليس حلما خرافيا ولا من قبيل الهرطقة الفلسفية أنه حلم يمتد عبر العودة إلى وعي فلسفي مشروع به يمتد الفكر عبر الزمكان وعبر تحديد المدلول من المفهوم فهو يبني حلمه على((وقد تكون بداية التأسيس من خلال الوقوف على نقد العولمة،ونقد الحياة في سوء النية من أجل رجة الفكر بصدمته،وإحداث اختراق في مستوى وعيه المستكين.كما أن الصدمة لن تكون فعلاً تأسيسيًا إلا إذا مر بوطن الفلسفة الحقيقي,هذا الوطن المهجور والمسروق منذ ابن سينا والفارابي وابن رشد ليقع في براثن الالحاد المادي.لقد وقع تهجير الفلسفة الانسانية الكونية من اصولها ومن حقيقة تجسيدها الحضاري بفعل العولمة،وها هي اليوم قد ملت اللجوء وتبحث عن "حق العودة".فعسى أن تكون الإستراتيجيات هي المشروع الكفيل بتحقيق حلم العودة الفلسفية إلى حقيقة الوجود الانساني.عسى ان تلتقي فجأة بالحلم"حلم نهاية الجهل بحقيقة الوجود الانساني ".فهل تدشن هذه الشذرة الفلسفية عصر انتهاء الإضراب عن الفهم الحقيقي للوجود الانساني ومقوماته)) ؟



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية
- القادة العراقيون ولعبة الامم
- قراءات في أصداء زيارة مدحت المحمود إلى طهران
- العراق ومجتمع الصدمة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 5
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 4
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 3
- فرصة الأصلاح وأمل التغيير
- أنا وأنت والقدر
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 2
- مذكرة قانونية ومناشدة , مدحت المحمود غاصب للسلطة ومنتحل صفة
- العراقي ودائرة القدر.
- ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3