أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني














المزيد.....

الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 00:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان حلم الإنسان الأول ودوما هو العودة إلى الجنة مما يعني لديه العودة للذات الأولى الذات التي يعي حدودها الإنسان من خلال النظر دوما إلى السماء وأنتظار الساعة التي يعود فيها إلى دار هجرته الأولى,باحثا عن ما يبرر وجوده في الأرض ولماذا؟ وما الطريق الذي يجعل من الأرض جنة عوض تلك التي فقدها أباه الأول عندما تخلى عن وعيه عن ذاكرته؟,يفتقد الأشياء التي تجعل منه إنسان كوني ينتمي للوجود والوجود ينتمي إليه طبعا هنا المقصود الوجود الكوني في حدود الأرض والسماء التي يعرفها وليس تلك التي يجهل حدودها ويجهل كيفية قياسها وكيف يقيس ما يجهل.
إن الأبدي أو اللازمني عند الإنسان المفكر الإنسان الذي يصنع الوعي هو الآن والآن لا يمكن أن يفهمه إنسان واقع في شباك الزمن ضائع بين أبعاده يريد أن يعبر إلى المستقبل والمستقبل لديه كائن مجهول لأنه ليس في حدود سلطته فمرة يعيد السلطة للسماء ومرها يرجعها لحركة الزمن.إن تحرير الفكر من الزمن يتطلب العمل الواعي وإستحضار الذاكرة الزمنية،لكن العقل بحاجة إلى محفزات وبحاجة للذاكرة وبحاجة لبرمجة تربط الذاكرة والحافز بالزمن وهذا لا يمكن رسمه إلا عندما يستوعب العقل سيرورة الاستمرارية التي هي الذاكرة ليس الذاكرة الحَدَثية فقط وإنما النفسانية أيضا,فمادامت الذاكرة تعمل ليس بوسع العقل أن يفهم ما هو موجود إلا من خلال ربط الوعي بالزمن.لكن عقل الإنسان وكيانه كلَّه،يصير خارق الإبداع،سلبي التنبُّه عندما يفهم مغزى الإنهاء،لأنه بالإنهاء ثمة تجدد،بينما في الاستمرارية هناك الموت التحلل.عندما نربط السيرورة بشكل مضطرد وبإتجاه واحد دون أن نعي أن هناك وجه أخر يشكل القطب الثاني من الكون القطب الثاني من المغناطسية الكونية التي تريد التحرك والإنفعال .
إذن الإنسان مشتت بين التمسك بحلم العودة أو العبور والتجاوز نحو المستقبل الذي يصنع من الأرض جنته الضائعة, هذا السعي هو في الحقيقية محاولة منه لعكس تصوره عن الجنه على واقعه الكوني ولذلك لا يمكنه التخلص من هذه الثنائية ما لم يحقق حلمه بالكامل هذا الحلم الذي ترسخ بالأنا الواعية التي تفكر دوما كيف يمكن أن يترجم الحلم إلى واقع لكي تسعد به,إنه المثالية المطلقة وهو الجانب الأخر من الأنا الطبيعية مقابل ما هو مادي يمثل بسعيه لتأمي حاجة الوجود الآني الذي يضمن له إمكانية الأستمرار بالإيمان بالحلم.
يمثل جانب الحلم جانب الحب جانب الخير جانب التعلق بالله الجانب الميتافيزيقي فإذا كان ثمة محبة ستسعى للخير والنور والتسامح،وستعرف ما هو الله ولا حاجة لك إلى سواك ليخبرك به.إنه الأبدية اللا زمنية نفسها إنها الخلود بالحب. وعند غياب المحبة نريد أنا آخرى لنفرغ بها شحنة الكراهية شحنة الرفض شحنة الجهل،لو كنا نحب حقاً هل تعرفون أي عالم مختلف كان يمكن لهذا العالم أن يكون؟ينبغي أن نكون فيه حقاً أناساً كونيين بمعنى أن تتطابق فيه الأنا الطبيعية مع واقع يجسد لنا سعادتنا في الأشياء،في الناس،في المثل. ينبغي أن نكون سعداء حقاً وبالتالي لا ينبغي للأشياء وللناس وللمثل اللا طبيعية والمتجرده من البديهيات أن تسيطر على حياتنا.إنها كلها أشياء زائفة لا تنتمي لنا ولأننا لا نحب ولأننا لسنا سعداء نستثمر في الأشياء اللا حقيقية للتعويض وللثأر من الأخر ومعتقدين أنها ستمنحنا السعادة وإحدى الأشياء التي تمنع من أن نستثمر فيها هي الله هو الجانب الميتافيزيقي من الأنا.
وحده الإيمان بالجانب الروحي الموافق والمتسق مع الجانب المادي والذي يسير بتوازن مبني على السعي نحو الكونية التناظرية هو القادر على إعادة التوازن للأنا والأخر لأن هذا العامل وحده الذي يفرض شروط العايش بينهما دون تضاد ودون تزاحم مهلك,على عكس تلك الدعوات والرؤى والفلسفات،القاصرة عن إدراك الجوهر الإنساني الذي يربط بين كل نفس بشريّة وأخرى بخلاف ما يبني الدين هيكلية الذات ،وهي ما دلّت عليه حكمة الدين في نفخ الروح الإلهية بالكائن الأول آدم.هذه الروح المقدّسة تسري في كل منا،وهي نفس الروح ومن نفس المصدر الإلهي،ولولا هذه النفخة ما كان يمكن أن نؤمن بأحادية الأنا كحقيقة مطلقة.لأن إيماننا أسسا قائم على إزدواجية المادة(الطين) مع الروح(النفخة) ولا دليل لدينا مقبول عقلا ومنطقا إلا وتدل على وحدة العناصر والمصادر الكونية للإنسان وللبناء العضوي له مادّة وروحاً ونظم وآليّات وراثيّة لبناء الشخصية والنمو النفسي . وهي التي تشكل مشترك جوهري واحد لتشابه الوجود الإنساني دون النظر كونه مختلف بيئيا أو شكليا أو من زوايا الخصائص الملحقة الأخرى أنه إنسان كوني فعلا ولكن بأنا وأخر.
هذا الجانب الفاعل الذي يكبح جنوح الأنا المدمرة المتزاحمة مع الأخر من أن تبسط قدرها وقوتها لم يكن في الحقيقية إلا حلا كونيا من حلول ترجمة أن يكون الكون إنسانيا ويكون في ظل هذا الوضع أن يكون الإنسان كونيا أيضا,إن الفهم الخاطئ لحقيقة الجوهر الإنساني للأنا الجوهرية ،والذي ظهر في مفهوم الأنا والآخر المتزاحمان والذي يبنى على مقولة العبد والسيد كانت خلاصة ما لتسوية ما دمويّة بوقائعها بين الجماعات المتناحرة إبتعدت عن التناظر والمثلية وأمنت بالتناحر والإستعباد متئكة على حسها الحيواني في النفس الثانية وتأثيراتها اللا واعية على الأنا.وقد أدى التعلق الشديد بمبدأ المزاحمة والأعتداء على الأخر من خلال تقديم حرية الأنا على حرية الأخر التسبب في إعطاء الطابع الفلسفي والحضاري وتبريره للحملات الصليبية مثلا وغيرها من الحملات الغربية والشمالية والتي أدت إلى إبادة شعوب مسالمة وحضارات أصيلة كما شاهدنا كيف تم تبرير تدمير وجود وحضارة وكيان ثقافي يمثله الهنود الحمر في الأمريكيتين والشعوب الأصلية في أستراليا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية
- القادة العراقيون ولعبة الامم
- قراءات في أصداء زيارة مدحت المحمود إلى طهران
- العراق ومجتمع الصدمة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 5
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 4
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 3
- فرصة الأصلاح وأمل التغيير
- أنا وأنت والقدر
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 2
- مذكرة قانونية ومناشدة , مدحت المحمود غاصب للسلطة ومنتحل صفة
- العراقي ودائرة القدر.
- ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.
- لماذا لم يحسم أمر داعش في العراق.


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني