أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - هجرة الشباب السوريين والعراقيين - ما لها وما عليها














المزيد.....

هجرة الشباب السوريين والعراقيين - ما لها وما عليها


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هجرة الشباب السوريين والعراقيين - ما لها وما عليها
د. محمد الموسوي
مر علي لحد أربعة قرون عملت خلالها في بريطانيا كأستاذ في كلياتها الهندسية ولم آتي الى بريطانيا كلاجئ بل لدراسة الدكتوراه وارغمتني ظروف الحرب العراقية الإيرانية واضطهاد كحم صدام البعثي الدموي على عدم العودة، لذا سأحاول ان ادلو بدلوي في مناقشة ظاهرة الهجرة الحالية مركزا بشكل خاص على هجرة شبابنا العراقيين اذ ان ظروف هجرة الشباب السوري لها ظروف ومسببات مختلفة نسبيا عن هجرة العراقيين.
اود ان أؤكد أولا وقبل كل شيء على حق كل انسان في الحياة الآمنة الكريمة والمستقرة مهما كان انتماؤه الديني والمذهبي والقومي خاصة وانه ليس بوسع المرء ان يختار مكان ميلاده او قوميته او دينه وان هجرة العرقيين ليست بظاهرة جديدة اذ سبقتها هجرة مليونيه بعد انتفاضة عام 1991 والحصار الجائر الذي تعرض له العراق بعد كارثة احتلال الكويت وكانت تلك الهجرة لأسباب اقتصادية بالأساس وهربا من الجوع ومصاعب الحياة التي دمرت نسيج المجتمع العراقي وكانت بداية تغير سلوكيات الفرد اذ انتشرت ظواهر الكذب والاحتيال والرشوة والتزوير وهي ظواهر مرضية تكرست بشكل اكبر بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
لقد كان موقف الدول الاوربية من قصية اللاجئين متفاوتا بين الموقف الإنساني النبيل (مهما كانت دوافعه) كموقف المانيا الاتحادية بشعبها وحكومتها والغالبية العظمى من احزابها السياسية وبين الموقف العنصري المعادي بشكل لا انساني لبعض دول اوروبا الشرقية وخاصة هنغاريا والمهم التأكيد وكما تشير اليه أيضا منظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في ان هذه الموجات البشرية القادمة الى اوروبا هم لاجئين هاربين من جحيم الحرب والقتل والإرهاب والسبي والتشريد وهم ليسوا مهاجرين باحثين عن تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعاشية (رغم ان ذلك قد يكون تحصيل حاصل) أي انهم لاجئون تنطبق عليهم معايير اللجوء الإنساني والسياسي وقد كشف الموقف الأوروبي الإنساني فشل وخوار مواقف الدول الإسلامية والعربية وخاصة الغنية منها وضعف بل حتى غياب الشعور الإنساني عندهم.
يوجد ما يقارب ثلاثة ونصف الى أربعة ملايين عراقي خارج الوطن ينتشرون في شتى بقاع المعمورة وهاجر اغلبهم منذ حوالي ربع قرن ولذا نشأ في الخارج جيل جديد من الشباب إضافة لعوائلهم واكمل مئات الالاف مهم تحصيلهم العلمي ويعملون في شتى الاختصاصات واكتسب العاملين من ابائهم وامهاتهم خبرة عملية طورت كفاءاتهم التي حرم العراق منها وخابت امال معظمهم المتطلعين ليوم الخلاص من الحكم الدكتاتوري البعثي السابق ليفاجئوا بحكم المحاصصة والطائفية التي خلقت أجواء طاردة للكفاءات بدلا من استقطابها ، أجواء النهب والفساد وتزوير الشهادات وانعدام الامن وتدمير قطاعي الصناعة والزراعة وتحويل العراق الى بلد ريعي يعتمد أولا وأخيرا على مبيعات النفط الخام التي أدخلت للعراق اكثر من الف مليار دولار نهبت وسرقت بدون رقابة او محاسبة ووفق قوانين شرعنه الفساد بمنح الحاكمين الحرامية رواتب خيالية لهم ولأقاربهم وحماياتهم .
ان غياب الصناعة والزراعة أدى الى وجود ملايين العاطلين عن العمل والشباب الفاقدين الثقة بإمكانية توفر عيش لائق حتى بالنسبة لخريجي الكليات الا عبر الرشوة والمحسوبية هذا بالإضافة للبطالة المقنعة حيث لا يتجاوز معدل العمل اليومي لمعظم موظفي الدولة ساعة واحدة رغم ان واقع العراق منذ 2003 يؤكد حقيقة تدمير المؤسسات وافراغها من اية هيكلية علمية ووجودها بالاسم فقط إضافة الى وجود حكومة المحاصصة الطائفية التي أدت الى ضياع ثلث البلد الذي اصبح تحت رحمة داعش وتشريد الملايين ولا تبدو لحد الان بوادر اصلاح حقيقية في برامج رئيس الوزراء الحالي رغم ان إزاحة أبو ماننطيها انجاز لا يستهان به وان اية خطوات جدية في اصلاح القضاء ومحاكمة الفاسدين من الحيتان الكبيرة ومحاربة الفساد والبد بعملية إعادة بناء العراق لا تبدو ممكنة الا بحكومة جديد كفؤة بعيدة عن رؤوس الفساد المعشعشة في التشكيلة الحالية وتسير بطريق إقامة دولة مدنية ديمقراطية تضمن تطبيق الفصل الحقيقي بين السلطات الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية وأتمنى ان يتحقق ذلك بفضل المظاهرات التي تعم غالبية المحافظات الغير محتلة من داعش وقد يعطي ذلك بصيص امل للشباب تحد من الهجرة المتصاعدة حاليا .
ان هناك مخاطر حقيقية أخرى تتمثل بخطر التقسيم الذي تسعى له اجندات خارجية في مقدمتها المشروع الأمريكي القديم الجديد والذي قد يتوافق مع أطماع جهات إقليمية متحفزة لتفتيت العراق وتحويله الى كانتونات متناحرة في حرب أهلية قد تستمر لسنوات طويلة قادمة ولايبدو ان الذين بيدهم مقاليد السلطة يدركون حقيقة هذه المخاطر فهم في واد والشعب في واد اخر ورغم المظاهرات التي دخلت اسبوعها السابع وطابعها السلمي نجد تجاهلا لمطالبها بالرغم حتى من دعم المرجعية ومطالبتها الحكومة بالاستجابة للمطاليب الشعبية ولكن ما حصل لحد الان من بعض الإجراءات الغير جوهرية نجد أصوات الشركاء في العملية السياسية المتعفنة قد بدأت ترتفع بالاعتراض والاحتجاج .
ان هجرة الملايين من الوطن قبل ربع قرن قد تركت اثار سلبية كبيرة ظهرت واضحة بعد الاحتلال الأمريكي لعام 2003 حيث افتقد البلد الالاف من الكفاءات والخبرات التي كان بامس الحاجة اليها سواء المهندسين او الاكاديميين او الأطباء او الفنانين او الادباء او الشعراء او العلماء ، وها نحن اليوم نواجه ظاهرة الهجرة الجديدة بعشرات الالاف من الشياب الخريجين العاطلين والذين يحتاجهم البلد لإعادة البناء الا ان فشل الحكم الحالي طوال اثنتي عشر عاما عن توفير الامن والعيش الكريم لهم إضافة لفقدان الامن والخدمات سيسبب دمارا مستقبليا تصعب معالجته بعد فوات الأوان ، لذا فان الحكام الحاليين السراق الفاسدين يتحملون أولا وأخيرا مسؤولية تدمير البلد حاضرا ومستقبلا.
د. محـمـد المـوسـوي
15-9-2015



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثني عشر عاما والعراق ينزف
- سنة مريرة اخرى
- ماديبا خالد في قلوب البشر
- عشر سنوات والعراق ينزف
- لا تُخرجوا الدينَ من مكانه.. وإلّا فقدناه
- العراق بعد تسع سنوات من الاحتلال الامريكي
- الشرف والمتاجرة بدماء العراقيين
- ثماني سنوات والعراق على مفترق طرق
- يكفي تحمل الشعب لسبع سنين عجاف
- دكتاتور آخر يرحل
- تحية لشعب تونس وثورته الياسمينية
- ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس
- غزو العراق وكآبة توني بلير
- انتخابات السابع من آذار وآمال الناخب العراقي
- القائمة المغلوحة
- ستة سنوات من الاحتلال والمعاناة مستمرة
- ثورة 14 تموز بتجرد وعفوية
- هل ستكون الذكرى الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز حافزا لرفض ...
- عام سادس من الخيبة والفشل
- هل تستحق البصرة كل هذا الدمار


المزيد.....




- قبل أن يفقس من البيضة.. إليكم تقنية متطورة تسمح برؤية الطائر ...
- كاميرا مخفية بدار مسنين تكشف ما فعلته عاملة مع أم بعمر 93 عا ...
- متأثرا بجروحه.. وفاة أمريكي أضرم النار في جسده خارج قاعة محا ...
- طهران: لن نرد على هجوم أصفهان لكن سنرد فورا عند تضرر مصالحنا ...
- حزب الله يستهدف 3 مواقع إسرائيلية وغارات في عيتا الشعب وكفرك ...
- باشينيان: عناصر حرس الحدود الروسي سيتركون مواقعهم في مقاطعة ...
- أردوغان يبحث مع هنية في اسطنبول الأوضاع في غزة
- الآثار المصرية تكشف حقيقة اختفاء سرير فضي من قاعات قصر الأمي ...
- شاهد.. رشقات صاروخية لسرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطف ...
- عقوبات أميركية على شركات أجنبية تدعم برنامج الصواريخ الباليس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - هجرة الشباب السوريين والعراقيين - ما لها وما عليها