أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - تحالفات تدمير العرب















المزيد.....

تحالفات تدمير العرب


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالمنا العربي اليوم تحالفات كثيرة تدعي الدفاع عنه وتشاركه في مواجهة اعدائه (!).. ولكنها في النتائج العملية تنتهي الى تدمير الشعوب العربية وبلدانها، مباشرة او بالنيابة بالقصف والتخريب والتدمير لمنشاتها الرئيسية وبنيتها التحتية وكنوز آثارها ومصادر ثرواتها، وغير مباشرة تدور في عملها على تكريس التخلف الحضاري وإشغال الشعوب العربية في اتون الصراعات الاهلية والداخلية وتقدم لها الفتنة وكل ما يفرق بين نسيجها ولا يوحد بين صفوفها. وتضعها دائما تحت تهديدات التقسيم والتفتيت والأزمات المستمرة والحروب الوحشية. وصورة التحالفات المعلنة لا تختلف في طبيعتها عن الاحلاف السابقة التي ادعت الدول الاستعمارية ذاتها تأسيسها والعمل عليها وشراء الذمم والتخادم العربي فيها. ومعروف ما آلت اليه وكيف انتهت، وملخصها يقول انها مخططات امبريالية منظمة وأهدافها باتت اكثر من واضحة لكل ذي بصر وبصيرة.
ابرز هذه التحالفات ما دعي "التحالف الدولي لمحاربة داعش"، قادته الولايات المتحدة الامريكية وأكثر من خمسين او ستين دولة اخرى، فكل مرة يعلن برقم ما. وهذا التحالف منذ اعلان تأسيسه في ايلول/ سبتمبر 2014 في جدة، وانطلاق طلعاته وقصفه يوم 22/9/2014 يعلن عن قيامه بآلاف الغارات في سوريا والعراق، ولم يحصل على الارض غير تدمير المؤسسات الصناعية وحقول النفط والأحياء السكنية والآثار التاريخية، بالمشاركة مع جرائم داعش ذاته، او بالتوازي معه.
حسب ما نقلته وكالة رويترز، صرح رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر (31/8/2015)، ان الحملة التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش لا تحقق ما كان مرجوا منها في سوريا وأجزاء من العراق. وقال هاربر ان كندا وهي من الدول التي تساعد العراق في محاربة التنظيم تحتاج الى "ستراتيجية مستمرة وطويلة" مع شركائها الدوليين ضد "الدولة الاسلامية" التي تسيطر على أجزاء في شمال وغرب العراق.
هذا اعتراف من مسؤول كندي، شريك لواشنطن ومن حلفائها التابعين، كشف صراحة ما ترتكبه واشنطن وأحلافها، من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، حسب توصيفات منظمات دولية قانونية او مختصة بالدفاع عن حقوق الانسان. فهذا التحالف لم يقدم غير التدمير والخراب في حالته الراهنة، وفي ما يقوم به، اذا اخذنا عنوانه ومهماته كما يدعي قادته ومروّجوه، ولكن يبقى السؤال الاساسي، مَن هو وراء هذا الهدف الذي وضع في العنوان؟ّ!، ومَن موله وغذاه ووفر له الارضية واستمر في تجهيزه بكل ما سمنه الان الى مصدر خطر وقلق محلي وإقليمي ودولي؟!.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، سلط اضواء على القضية بكلماته الدبلوماسية، فاعلن أن موسكو لن تلتحق بالتحالف الدولي ضد داعش بقيادة واشنطن، منوها بأن التحالف يقصف أراضي سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي. وقال تشوركين في مؤتمر صحفي (2/9/2015) "أعتقد أنه إذا قررنا الالتحاق بالتحالف تبعا لشروطه فسيرحبون بنا في صفوفه، لكن المشكلة أننا لن ننضم إلى التحالف الذي لا يأخذ في عين الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي"، وأردف أن دول التحالف "تقصف الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية ومجلس الأمن الدولي على ذلك". وتابع قائلا: "كما يبدو، إنهم تلقوا موافقة الحكومة العراقية، لكنهم لم يحصلوا على موافقة الحكومة السورية". وترك الدبلوماسي الروسي عددا من الاسئلة عن فعالية التحالف وعمله وقانونيته، لابد من الجواب عليها للوصول الى حقيقة التحالف وما يجري فعلا على الارض العربية.
اوضحت روسيا موقفها، بينما تراجعت تركيا وانضمت الى التحالف الدولي بعد احجام معلن، ولم تكن علاقاتها مع داعش سرية، رغم كذبها المفضوح والمكشوف، ووقعت اتفاقا عسكريا يسلم الولايات المتحدة مطاراتها العسكرية، تحت مسمى تعاون عسكري أكبر، لكن بسرعة تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان القوى الكردية في تركيا وسوريا والعراق، وأن الضربات ضد داعش لم تكن أولوية لتركيا، إذ أن 3 غارات جوية تركية فقط استهدفت داعش مقابل 300 شُنت ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني، كما كتب باتريك كوكبرن في الاندبندنت البريطانية يوم 30/8/2015. وحسب المقال، فإن سيطرة الأكراد على نصف الحدود السورية - التركية التي يبلغ طولها نحو 550 ميلا، كان سببا وراء عرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التعاون بشكل أكبر مع الولايات المتحدة، وفتح قاعدة إنجرليك أمامها بعدما مُنعت منها في السابق. وأضاف كوكبرن أن هناك قناعة كبيرة في واشنطن إن تركيا خدعت الولايات المتحدة، عندما أظهرت أنها تريد ضرب "تنظيم الدولة"، في حين كانت نيتها استهداف الأقلية الكردية البالغ عددها 18 مليونا.
اضافة الى هذا التحالف العدواني تعمل واشنطن او عملت على تشكيل تحالفات اخرى، تقودها بنفسها او تديرها عن بعد او تدفع بها للحرب والعدوان نيابة عنها، وتقدم لها الدعم الكامل في الخرائط والمعلومات والعتاد وغيره، لاسيما وهي تقبض الاثمان مسبقا لكل ذلك، من المال العربي المباح لها. وهذه التحالفات الاخرى قامت لحد الان في تدمير بلدان عربية بشكل غير مباشر، وبلدين عربيين بشكل مباشر، هما لييبا واليمن، حيث يتعرض هذان البلدان الى حملات التحالفات الهجومية التي دمرت البشر والشجر والحجر فيهما، بذرائع مخادعة وأهداف مضللة، توسع من الخلافات العربية العربية وتسيء الى المصالح القومية والوطنية وتصنع عداوات لا تنتهي بين الشعوب العربية ومستقبل النهضة العربية. وكل هذه التحالفات تصب في خدمة الحملات الصهيو غربية اساسا، والتي تغير من الاهداف والتوجهات العربية وترجع العرب الى عصور الظلام والتخلف والرهانات على المستعمرين وصفقات العمالة والأسلحة وتبذير الثروات الوطنية وتدمير المستقبل العربي.
مع تلك التحالفات وجرائمها، قانونيا وسياسيا وإنسانيا وأخلاقيا، تدفع واشنطن بقوات برية اطلسية الى شمال العراق وسوريا، وتعمل بخططها ومشاريعها التي افشلتها مقاومة الشعوب العربية، ورفضها لكل تلك المخططات الامبريالية، فهناك اشارات كثيرة عن نزول قوات عسكرية امريكية وأوروبية وتركية من قوات خاصة سرية، لم تعلنها بل تسربها بعض الاصوات الاعلامية، بقصد او بدونه، إلا انها كلها ضمن اعلانات احلاف وتحالفات واتفاقات تصب في الاخير في تدمير العرب ووطنهم وتخدم المخططات الصهيو غربية، وتعمل لها مستهينة بالإرادات العربية ومبتعدة عن الخيارات الشعبية.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخات ضمير وطني
- حين تقاوم الكلمة
- ربع قرن على غياب غائب
- قراءة في صراع سليم اسماعيل
- غضب العراقيين
- هذا ما يكشف المسكوت عنه
- الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية والشعب العربي ...
- انا وعمر الشريف والنصيرات
- قراءة في نصف قرن من تاريخ وطن
- ستراتيجية احتلال جديد للعراق
- ثابت حبيب العاني وصفحات من السيرة الذاتية
- صدمة الانتخابات في المملكة المتحدة
- في الذكرى المئوية لمذبحة الارمن
- ما بعد صلاح الدين!
- من يوميات نصير
- قولي لهم أماه.. ان يتذكروا
- عراق ما بعد 2003
- تقرير لجنة تشيلكوت
- قلق بان
- سرطان اوباما


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - تحالفات تدمير العرب