أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - إستنساخ آلهة البدواة-الأديان بشرية الفكر والهوى والتوحش













المزيد.....

إستنساخ آلهة البدواة-الأديان بشرية الفكر والهوى والتوحش


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4925 - 2015 / 9 / 14 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتوحش (61) .
- إستنساخ آلهة البدواة - جزء أول .

هذا البحث يمكن تصنيفه فى مقارنة الأديان معتنياً بالتطابق والتماثل بين القرآن والكتاب المقدس فيما يمكن التوصيف بتطابق البشاعة والهمجية والبداوة, فالقرآن إستنساخ من التوراة بنهجها المتوحش وبشاعتها وشرائعها فلا خلاف حقيقى بينهما بل حالة من الإستنساخ وتطابق الجينات ولا غرابة فى هذا , فالإرث الفكرى الثقافى واحد حيث ينحدر الإثنان من منطقة جغرافية واحدة ذات تطابق سيويولوجى إجتماعى طبقى , لتكون الغرابة لدى المسيحى الذى يظن تفرد الكتاب المقدس بالتعاليم المثالية بينما بالبحث والتفتيش سيستخرج شرائع ونهج بشاعة لا تقل عن بشاعة الإسلام بل تزيد .
هذا البحث يصول ويجول ليخوض فى عدة محاور , المحور الأول هو إثبات أن الأديان بشرية الفكر والهوية والهمجية وأن مصدرها بشرى لجماعات من البدو استوطنوا الشرق الأوسط ذو أصول بدوية مشتركة لذا رسموا الإله بنفس الملامح وحددوا الشرائع والنهج على نفس الوتيرة , ومن هنا نقول أن الإسلام إستنساخ من اليهودية جاء بنفس الملامح والنمنمات لتبتلى شعوب المنطقة بهما .

قد يقول قائل بعد إطلاعه على ما سنقدمه من تشريعات دينية ونهج أن الخوض فى هذه القضية ليس بذو أهمية كون الإنسان المعاصر يعزف عن الكثير من تلك التشريعات بل يُدينها ويُجرمها فى إشارة واضحة أن النصوص التى يُقال عنها إلهية صارت غير صالحة للإستهلاك الآدمى , لنقول أن هذا يثبت ما نرمى إليه من أن الأديان بشرية الفكر كونها نتاج مجتمعات قديمة بتصوراتها وخيالاتها ونهجها السلوكى وفق ثقافتها ومعارفها وحظها من الرقى والتحضر وعلاقات الإنتاج لينفى الوهم القائل أن الأديان إلهية المصدر ذات ديمومة .
كما أن إثارة تهافت وبشرية الإديان يعتنى بالتحذير وإيقاظ الوعى , فلا يجد هؤلاء الأغبياء المهوسون الذين يريدون إستحضار التشريعات والتراث القديم ليسقطوه على الواقع آذاناً صاغية فلدينا نموذج داعش والدول التى تطبق الشريعة كمثال لمدى الخراب والتخلف الذى يحل حال إستحضار التراث الدينى القديم .

هذا البحث ليس موجه للمسيحيين على وجه الخصوص بحكم أنهم الأكثر إدانة ونقدا للتعاليم الإسلامية العنيفة بل موجه للمسلم والمسيحى الذى يظن ويتوهم أن شريعته سمحاء وأن إلهه ذو رحمة وحكمة , فالصورة والنهج واحد يحمل فى طياته كل القبح والدمامة والتوحش ليعلن أن تلك القبائل البدوية فى جزيرة العرب أنتجت صورة مستنسخة للإله والنهج من قبائل بدوية يهودية فى فلسطين .
قد يقول مسيحى أنه فى حِل من شرائع ونهج العهد القديم وهذا حقيقة فى إعتقاد المسيحيين بل نهج اليهود أيضا بالرغم أن شريعتهم قائمة قى الكتاب المقدس , وهذا شئ يُحسب لهم بالفعل لذا فلن نطالبهم رغماً عنهم أن يطبقوا شرائع وأحكام يلفظونها , ولن ننسف نهجهم هذا بعشرات الآيات التى تعلن أن الناموس قائم إلى الأبد يتقدمها قول المسيح :"ماجئت لأنقض بل لأكمل" فمن الحماقة حثهم وإقناعهم بأن يتشبثوا بالقبح والبشاعة فى العهد القديم بعد أن لفظوه وتمسكوا بنهج إنسانى فى التعامل , ولكن عليهم أن يتوقفوا مليا أمام فكرتى بأن الأديان بشرية الفكر وأن الإله فكرة إنسانية صاغها الإنسان وفق وعيه وحظه من المعارف والتطور ومن هنا جاء التباين الصارخ فى صورة الإله بين العهد القديم والجديم بين إله همجى متوحش عنصرى وإله محب متسامح , فهذا المشهد المتناقض ليس من المُفترض أن يتواجد بحكم ماهية الإله الغير متغير .

أأمل من هذا البحث تصدير رؤية وقناعة خاصة بأن نقد الأديان بأداء موضوعى بلا زيف يكون على عاتق اللادينيين والملحدين حصراً لأنهم ببساطة ليس لديهم تقديس وقناعات بدين معين يدافعون عنه لينالوا من الأديان الأخرى , لذا فخوض الدينيين من مسلمين ومسيحيين فى نقد كلا منهما لدين الآخر هو تهافت وعدم موضوعية وزيف وإزدواجية وعى , فحرى قبل أن تنقد تراث الآخر لتفضح عبثيته وتهافته عليك أن تنظر وتدقق فى تراثك أولا وإذا كنت تفتقد هذه الموضوعية والشفافية فلتبتعد عن النقد والتهافت , لأستحضر مقولة المسيح الحكيمة : قبل أن تخرج القذى من عين أخيك فلتنظر للخشبة المغروسة فى عينك .
أأمل أيضاً أن يكون هذا البحث مصدر إفاقة للجميع , فالأديان فكر بشرى بدوى مهترئ روج للقبح والبشاعة والتوحش , ورغماً عن ذلك أخشى أن تستغله العقول المتهافتة التى تعشق دفن رؤوسها فى الرمال فتستطيب إثارة القبح فى الأديان الأخرى لتمرر قبح إعتقادها وما فيه من تهافت وبشاعة حاملين نظرية يا عزيزى كلنا مهترئون , أو نظرية يا عزيزى كلنا عاهرات نتمرغ فى أحضان الرجال , ولا نضطرب طالما هناك عاهرة اخرى فى الجوار .
لضخامة هذا البحث ودسامته فسأنشره على جزأين الأول يعتنى بالشرائع والنهج فى القرآن والكتاب المقدس ومدى التطابق والإستنساخ بينهما والجزء الثانى سيعتنى بتطابق صورة الإله المتهافتة فى الكتابين وأعتذر أننى لن أستطيع الإستفاضة فى تناول كل نقطة بإثرائها بكل النصوص والآيات التى وردت فيها , فالحقيقة أن هذان الكتابان يحملان زخم غريب وشاذ من النصوص البشعة التى تؤكد النهج والمسار لتكون الآيات التى نعرضها بمثابة أمثلة .

* تطابق فى الهمجية والبداوة والبشاعة .
المسيحى يرى فى الموروث الثقافى الإسلامى بروافده من القرآن والأحاديث والسيرة تراث داعى للقتال والذبح والإضطهاد فى إطار مشروع سياسى , وهو كذلك بالفعل ولكنه يغفل أو قل يتغافل حمولة النصوص الإرهابية العنصرية التى يحفل بها الكتاب المقدس والتى لا تقل عن القرآن وإن كانت تزيد .
يندهش أى باحث من حجم وزخم نصوص القتل والذبح والإنتهاك فى القرآن والكتاب المقدس ليخيل إليك أنك أمام كتاب لفكر وأحلام سوداوية لقائد عسكرى تجمعها تطرف فى الدعوات القتالية ليتدنى الإله فى الحث والإلحاح والتوسل على القتال , ولا تعلم ماذا يجنيه الإله من القتال والحروب , ولكن العقل الحاذق أو من يمتلك القليل من الفطنه متحرراً من منهجية الإنبطاح سيجد أننا أمام مشاريع ورغبات سياسية جاهدت ان تتحقق بشتى الطرق ولترتدى رداء مقدس .
تجتمع شريعتا الكتاب المقدس والقرآن على شهوة وجنون وهوس القتل والدم لتتطابق التوجهات , ففكرة الله يهوه والله الإسلامى تم تسخيرهما لخدمة مشروع إستيطانى هنا ومشروع تمددى هناك , وليتحلي الإثنان أو قل من رسم ملامحهما فى تقديم أبشع صور يمكن أن تتصورها للهمجية والبشاعة وإن إتخذت فى الكتاب المقدس شكل الإبادة العرقية العنصرية .

نظرا لزخم آيات القتل والذبح فسأكتفى بسرد بعضهم من التراث العبرى والإسلامى لأترك لك تحسس مدى التطابق والتناسخ فى البشاعة والهمجية .
(فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ . وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ . أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ . وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ . وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ . فَسَخَطَ مُوسَى وَقَال لهُمْ: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا ). عدد 21: 7
( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة: 5

( فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) تثنية13: 15-17.
( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) المائدة 33 .

(وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ ) حزقيال 9: 6 .
( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) سورة محمد 4 .

( وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ ) يشوع 11: 10 .
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون ) البقرة 217.

( فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحدِّ السَّيْفِ ) صموئيل الأول 15: 3 .
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) سورة التوبة: 73 .

( وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْف, وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ ) يشوع 6: 22 .
( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) سورة التوبة: 14.

( أما مدن الشعوب التي يهبها الرب إلهكم لكم ميراثا، فلا تَسْتَبْقوا فيها نَسَمَة حية، بل دمروها عن بكرة أبيها، كمدن الحثِّيِّين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمركم الرب إلهكم، لكي لا يعلِّموكم رجاستهم التي مارسوها في عبادة آلهتهم، فتغووا وراءهم وتخطئوا إلى الرب إلهكم ) . سفر التثنية: الأصحاح العشرين: 10-18.
( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) . التوبة 29

* الأديان إفرازات مجتمع العبودية .
وأنا صغير كنت أسأل سؤالا بريئا أثار حيرتى وهو أن الله فى الكتاب المقدس والقرآن سمح بالعبودية بل شرع لها بكثير من التشريعات فهل الله الخالق الرحيم العظيم عاجز عن النهى عن إستعباد البشر بينما أفلح سبارتاكوس فى القيام بذلك ! . عندما إمتلكت الوعى أدركت أن الاديان ماهى إلا صياغة ودستور وأدلجة لفكر الأسياد وأن أى دين ماهو إلا بوق إعلامى لمجتمع الأسياد وإقرار العبودية , فالدين الذى لن يروج لمجتمع الأسياد ما كان له أن يتواجد , فرخصة وجوده فى ترويجه وإقراره وتشريعه لصالح مجتمع الأسياد وترويض العبيد على الخضوع , لأستطيع القول بأن فكرة العبودية للإله الواحد لم تأتى كفكرة تأملية بل مشبعة بأدلجة السيادة للأسياد , فكما هناك سيد فى السماء وعبيد على الأرض كذلك فهناك سيد على الأرض وعبيد فهكذا نهج السماء والأرض وناموس وطبيعة الحياة .!
نبدأ بالتراث العبرانى حيث أصل وجذر الهمجية وتأسيس لكل ماهو قمئ ففى تثنية 20 : 14 ( وَأَما النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ ) . وفى نفس السفر الإصحاح العشرون ) وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك ) . وفي سفر الخروج الأصحاح 21 تشريع خاص بالرقيق : ( إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفي السابعة يخرج حرا مجانا. إن دخل وحده فوحده يخرج. إن كان بعل امرأة تخرج امرأته معه. إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين أو بنات فالمرأة وأولادها يكونون لسيده وهو يخرج وحده. ولكن إن قال العبد: أحب سيدي وامرأتي وأولادي. لا أخرج حرا يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب فيخدمه إلى الأبد ) . وفى سفر الخروج 21: 20 ( إذا ضرب إنسان عبده أو أمته بالعصا فمات تحت يده ينتقم منه لكن إن بقي يوما أو يومين لا ينتقم منه لأنه ماله ) .

المسيحية لم تشرع للعبودية بحكم أن التشريع القديم قائم لتعتمده وتحث على خضوع العبيد لتنال رخصة التواجد كما ذكرنا ففى يو36:8 ( أيها العبيد أطيعوا في كل شئ سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضى الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب .... تكونون أحراراً) . وفى افسس 6: 5 ( ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح ) . وفى كولوسى 3: 22 (ايها العبيد اطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب ) . فالمسيحية هنا تكتفى بالطاعة المنبطحة وتمرير هيمنة السادة , وهى لا تستطيع فى الوقت ذاته أن تهمل الميراث العبرانى المتخم بترسانة من التشريعات القاسية التى تتجاوز الطاعة لتقر العلاقات والرؤى . لنلاحظ أن هذه الآيات ماهى إلا إقرار وإنبطاح وتسليم لكل منظومة مجتمع الأسياد والدعوة لعدم مناهضتها ولكى تنال المسيحية الإعتماد إعتبرت أن طاعة العبيد للأسياد هو من طاعة الرب ومخافته .. يلفت الإنتباه مقولة تؤكد رؤيتنا فى أن المسيحية إعتنت بالرخصة للتواجد وعدم التصادم عندما ذكر " فليحسبوا سادتهم مستحقين كل اكرام لئلا يفترى على اسم الله وتعليمه ".

الإسلام اقر النظام العبودى وقدم له كل فروض الطاعة والولاء بل قدم للنظام الطبقى ومجتمعات العبودية المدد والدعم فهو لم يحرم أو يؤثم حالة العبودية والإسترقاق - ولم يقف عند حد إقراره للنظام العبودى بل قدم التشريع والممارسة وفتح المجال أمام أكبر عملية إسترقاق للبشر من خلال الغزو , لذلك جاء التراث الإسلامى متخم بفقه العبيد ولم يتوانى فى التعامل مع هكذا مسألة برؤية الأسياد . فعن النبي قال: أيما عبد مات في إباقة دخل النار وإن كان قُتل في سبيل الله) . الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي . وفى صحيح مسلم ( قال رسول الله صلعم أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة ).

* العنصرية حجر الزاوية للأديان .
الأديان عنصرية الفكر والهوى والتوجه فبدون النهج العنصرى لن تكون لتلك الأديان قائمة لذا نقول الأديان بشرية الفكر والهوية ونعنى بالهوية هنا هو الإنتماء لجماعة بشرية يتصاعد الإنتماء فيها ليطلب حالة تمايزية فوقية تطرح نفسها بقوة من خلال نصوص تعلن عن العنصرية القميئة .
القارئ المسلم يدرك جيدا عنصرية اليهودية فهو دين قومى مغلق لجماعة من اليهود البدو تم تأسيسه لتحقيق مشروع إستيطانى ليدوس بتوحش على كل القوميات الأخرى .. لن نستطيع سرد كل مشاهد العنصرية فى الكتاب المقدس لنكتفى بالقول أن اليهودي حسب الشريعة ينتمي إلى "شعب الله المختار" لتنبع الإشكالية من وهم هذا الاختيار بالذات ، كونه إختيار الإله فرضاً وبالتالي أعطى هذا الاختيار للشعب اليهودي أو لبني إسرائيل تمايز فوقى على الشعوب الأخرى والأمم يصل حد القداسة ( لأنك شعب مقدس للرب إلهك، وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض) سفر التثنية 14/2.
السخرة في التوراة نجدها تطلب تسخير كل الشعوب والأمم التي لم يخترها يهوه. بل إن النبي إشعيا يتفنن في إذلالهم ( ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك، بالوجه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه) أشعيا 49/23 . ويتابع ( ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنوا الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون ) أشعيا5-6 وتصل العنصرية فجاجتها فى تباين التشريع ففى تثنية 23: 20 (لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا ) .!
النص التوراتي يحاول تبرير هذا التزمت بالحرص على نقاء الدين في مواجهة الأديان الأخرى، فحين عاد عزرا من بابل لبناء الهيكل ساءه أن يرى اليهود قد تزوجوا من بنات الشعوب المجاورة أو المختلطة معهم لتطفوا العنصرية ويأمرهم بطرد كل النساء مع الأطفال الذين ولدوا لهن ( فلنقطع الآن عهداً مع إلهنا أن نخرج كل النساء والذين ولدوا منهن حسب مشورة سيدي والذين يخشون وصية إلهنا وليعمل حسب الشريعة) عزرا 10-3 .

أما فى الإسلام النسخة المُستنسخة من اليهودية نجد الكثيرمن مشاهد العنصرية حاضرة ففى البخاري ح 6903 , الترمذي ح 1412 حديث لنبى الإسلام بقوله ( لا يقتل مسلم بكافر) , لنرى الكثير من المصادر المعتبرة التى دعمت هذا الحديث كما فى قول عثمان : لا يقتل مسلم بكافر و لو قتله عمدا ! عبد الرزاق ح 18492 , ابن ابي شيبة 6- 364 , البيهقي , ومثله عن على و معاوية و زيد بن ثابت -نفس المصدر عمر عبد الرزاق و مثله عثمان فى ارواء الغليل . وفي سنن أبي داود: (عن علي رضي الله عنه أن النبي قال: المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، لا يُقتل مؤمنٌ بكافر، ولا ذو عهد في عهده ) أبو داود: سنن أبي داود / ج4 / الحديث رقم 4530
وروى قيس بن عباد قال: "انطلقت أنا والأشتر إلى علي رضي الله عنه فقلنا: هل عهد إليك رسول الله – صلى الله عليه و سلم – شيئا لم يعهده إلى الناس عامة؟ فقال: لا, إلا ما في كتابي هذا .فأخرج كتابا من قراب سيفه فإذا فيه، المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم و يسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده "- رواه البخاري باب العلم وابن حجر باب لايقتل مسلم بكافر ج12 ص 273 .
دية الذمي من أهل الكتاب نصف دية المسلم، ودية المجوسي وسائر أهل الأوثان ثلثا عشر دية المسلم. هذا بالنسبة للذكور، وأما بالنسبة للنساء، فعلى النصف من دياتهم .. مقدار دية المسلم مائة من الإبل أو ما يعادل قيمتها، وتلزم القاتل الكفارة في قتل الذمي، كما تلزمه في قتل المسلم لا فرق بينهما في هذا، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، كما فى النساء92 ( وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) هكذا نرى دماء رخيصة فيكفيها أن يصوم ويطعم بعض المساكين امام هذه الجريمة النكراء .
كذا تتشرعن العنصرية فى آية آل عمران آية 28( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . التراث الإسلامى لا يكتفى بتلك الآية بل يقدم لنا المزيد من السلوكيات والممارسات العنصرية ففى صحيح مسلم ـ كتاب السلام ـ باب النهي عن إبتداء أهل الكتاب بالسلام و كيف ويرد عليهم) لا تبدءوا اليهود و لا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه ) . وحديث آخر رواه عمر بن الخطاب سنن الترمذي صحيح ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أترك فيها إلا مسلما ) . وآية (لايَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) .

* الجزية .
عندما يتم ذكر كلمة الجزية فإنها ترتبط فى أذهاننا بالنهج الإسلامى فى فرضها على الغير مسلمين لنرى أن هذا إنتهاك شديد للعدالة وحقوق الإنسان . يستمد المسلمون هذا النهج من سورة التوبة التى تطالبهم بقتال أهل الكتاب الذين لا يؤمنون بالإسلام حتى يؤمنوا أو يدفعوا الجزية صاغرين أذلاء رغماً عنهم ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ ولا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ ولا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ ولا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) .
لا يختلف الحال فى الكتاب المقدس فهناك تشريع للجزية القميئة فى عدة مواضع , وفى مواضع اخرى بالعهد الجديد إقرار بوجودها والخضوع لها , ففى التشريع نجد في سفر صموئيل الثاني 8 : 1 عن داود ( وقهر أيضاً الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة، وقاسهم بالحبل . فكان يقتل صفين ويستبقي صفاً . فأصبح الموآبيين عبيداً لداود يدفعون له الجزية ) . كذلك عندما دخل بنو اسرائيل بأمر الرب إلى الارض المقدسة مع نبيهم يشوع أخذوا الجزية من الكنعانيين، ففى سفر يشوع 16 : 10 يقول : ( فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر. فسكن الكنعانيون في وسط افرايم الى هذا اليوم وكانوا عبيداً تحت الجزية ) . وفى سفر القضاة 1 : 28 يقول: ( وكان لما تشدد اسرائيل انه وضع الكنعانيين تحت الجزية و لم يطردهم طردا و افرايم لم يطرد الكنعانيين الساكنين في جازر فسكن الكنعانيون في وسطه في جازر , زبولون لم يطرد سكان قطرون و لا سكان نهلول فسكن الكنعانيون في وسطه و كانوا تحت الجزية ,و لم يطرد اشير سكان عكو و لا سكان صيدون و احلب و اكزيب و حلبة و افيق و رحوب ,فسكن الاشيريون في وسط الكنعانيين سكان الارض لانهم لم يطردوهم ,و نفتالي لم يطرد سكان بيت شمس و لا سكان بيت عناة بل سكن في وسط الكنعانيين سكان الارض فكان سكان بيت شمس و بيت عناة تحت الجزية لهم ) .

أما بالنسبة للنصوص التى تدعو للخضوع للجزية والإمتثال لفرضها فيتقدم قول المسيح الشهير " إعطوا مال قيصر لقيصر ومال الله لله " وفى رومية 13 عدد 1-7 بعد صعود المسيح يأمر بولس أتباعه بإعطاء الجزية وهذا ملمح قوى عن تديين السياسة أو تسييس الدين حتى يكون له فرصة فى الوجود وذلك بالخضوع للسلاطين وعدم التصادم طالما لا يملك القدرة على فرض مشروع سياسى جديد ( لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة. لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله , حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سيأخذون لانفسهم دينونة , فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة. أفتريد ان لا تخاف السلطان , افعل الصلاح فيكون لك مدح منه , لانه خادم الله للصلاح , ولكن ان فعلت الشر فخف , لأنه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر. لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير. فإنكم لاجل هذا توفون الجزية ايضا. اذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه . فإعطوا الجميع حقوقهم. الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف والاكرام لمن له الاكرام ) .
وفي انجيل متى 17 عدد 24-27 ( ولما جاءوا الى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين الى بطرس وقالوا أما يوفي معلمكم الدرهمين , قال بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الارض الجباية او الجزية أمن بنيهم ام من الاجانب , قال له بطرس من الاجانب قال له يسوع فإذا البنون احرار , ولكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع اولا خذها ومتى فتحت فاها تجد استارا فخذه واعطهم عني وعنك ) .
أليست هذه النصوص أوامر إلهية لأنبياءه بأخذ الجزية أو الخضوع لها لنرى أن هذا النهج البشع من القهر مشترك بين الأديان الإبراهيمية ولكنه ذائع الصيت فى الإسلام كون المسلمين الأكثر صراخاً بلا خجل بينما يتوارى اليهود والمسيحيين والمسيحية خجلاً وتنديداً , ويرجع هذا إلى عزوف اليهود والمسيحيين عن التعاطى مع هذا التشريع القديم بينما المسلمون يلحون على تطبيقه غير مُفطنين لمدى بشاعته وحراك عقارب الساعة.

* حد الردة .
حد الردة القمى المنتهك لأبسط حقوق الإنسان فى حرية الفكر والإيمان والإعتقاد نعرفه من خلال الإسلام حيث مازال معمولاً به حتى الآن وفق حديث نبى الإسلام :"من بدل دينه فإقتلوه " صحيح البخارى وحديث ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث, النفس بالنفس , والثيب الزاني , والمفارق لدينه التارك للجماعة )صحيح البخارى أيضا .
يشارك الكتاب المقدس هذه الرؤية الإسلامية بالنسبة لحد الردة او قل للدقة أن الإسلام هو من شارك وإقتبس هذا النهج من اليهودية بحكم إستنساخ القرآن من التوراة كونها الأسبق ففى تثنية 13: 6 ( وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا , فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ) .وفي إنجيل لوقا 19: 27 إشارة لحد الردة ( أَما أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ) .. هكذا تجتمع البدواة أو إستنساخ البداوة فى قهر البشر ولكن يبقى الفرق أن هناك شريعة فقدت صلاحيتها على يد البشر , وهناك بشر يتوقون للبشاعة والقهر والإذلال فينادون بتطبيق الشريعة .

* الإعتداء على معتقدات الآخرين .
معروف عن شريعة الإسلام أنها لا تحترم حرية الإعتقاد للآخرين لتمارس عمليات تبدأ بإزدراء معتقداتهم لتصل للإضطهاد وسلب حقوقهم والقتل ليعضد هذا المنحى نصوص وتراث وتاريخ ففى الأنعـام 74 ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) . وفى الأنبياء 57 ( وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ) . وفى الصافات 91 ( فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ) . وفى طه 97 ( قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) . كذلك حديث محمد لعلي بن أبي طالب: ( أن لا تدع وثنًا إلا كسرته، ولا صورة إلا طمستها، ولا قبرًا إلا سويته ) وقوله لعمرو بن عبسة حين سأله بأي شيء أرسلك الله؟ قال: ( بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيئًا ) أخرجه مسلم في صحيحه. كذلك قوله ( إن الله بعثني رحمة للعالمين، وأمرني ربي عز وجل بمحق الأوثان) . أخرجه أحمد في المسند .. لذا لما دخل محمد مكة كسر جميع الأصنام والتي كان عددها ثلاثمائة وستين صنمًا حول الكعبة فلم يحترم معتقدات أهل تلك الأصنام ولا حرية إعتقادهم ولم يكتف بذلك , بل أرسل الصحابة إلى جميع أقطار الجزيرة ليهدموا الأصنام ويكسروا الأوثان , ومازال أحفاده يفعلون هذا على يد القاعدين والدواعش .

لا يختلف الحال فى أديان البداوة والتوحش , ففى الكتاب المقدس أوامر إلهية صريحة بالإعتداء على معتقدات الآخرين , فمعتقدات البداوة لا تعرف فكرة الدعوة والإقناع وحرية الإعتقاد ففى الخروج 34: 11(احفظ ما انا موصيك اليوم.
ها انا طارد من قدامك الاموريين والكنعانيين والحثّيين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين. احترز من ان تقطع عهدا مع سكان الارض التي انت آت اليها لئلا يصيروا فخا في وسطك. بل تهدمون مذابحهم وتكسّرون انصابهم وتقطعون سواريهم . فإنك لا تسجد لاله آخر لان الرب اسمه غيور.اله غيور هو ).
وفي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الخروج : ( وينطلق ملاكي أمامك، فيدخلونك على الأموريين والحيثانيين والفرزانيين والكنعانيين والحوايين واليابوسيين الذين أنا أخرجهم , لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها، ولا تعمل كأعمالهم، ولكن خربهم تخريبا، واكسر أوثانهم ) . وفي الإصحاح السابع من سفر التثنية: ( إذا أدخلك الرب إلهك الأرض التي تدخل لترثها، وتبيد الشعوب الكثيرة من قدامك , الحيثي والجرحيثاني والأموراني والكنعاني والفرراني والحواني واليبوساني، سبعة أمم أكثر منكم عددا وأشد منكم سلمهم الرب إلهك بيدك، فاضربهم حتى إنك لا تبقي منهم بقية ، فلا تواثقهم ميثاقا ولا ترحمهم ,ولكن فافعلوا بهم هكذا: خربوا مذابحهم، وكسروا أصنامهم، وإقطعوا مناسكهم، وأوقدوا أوثانهم ) . وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر الخروج ( فاحذر أن تعاهد مطلقا سكان تلك الأرض الذين تأتيهم لئلا يكونوا لك عثرة ولكن اهدم مذابحهم، وكسر أصنامهم، واقطع أنساكهم ).

* شرائع همجية .. قتل الأسرى .
من الطبيعى عندما نجد نصوص وتراث غارق حتى أذنيه فى القتل والحروب والدم , فسيمارس همجيته على من يقع تحت يده من أسرى , فالبشاعة والدموية ليس لها حدود , ولنبدأ من القرآن ففى الأنفال 67 يرفض الله أن يكون له أسرى فلا فداء ولا إبقاء على حياتهم ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ-;- حَتَّىٰ-;- يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) . وفى تفسير هذه الآية وأسباب التنزيل يحدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: ما كان لنبي أن يكون له أسرى (أى من عدوه) حتى يثخن في الأرض (أي يثخن عدوه حتى ينفيهم من الأرض), تريدون عرض الدنيا(أي: المتاع والفداء بأخذ الرجال) , والله يريد الآخرة بقتلهم لظهور الدين الذي يريدون إطفاءه, الذي به تدرك الآخرة .
وفى موضع آخر يفسر أسباب النزول : حدثنا ابن بشار قال،حدثنا عمر بن يونس اليمامي قال، حدثنا عكرمة بن عمار قال، حدثنا أبو زميل قال، حدثني عبد الله بن عباس قال:( لما أسروا الأسارى، يعني يوم بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين أبو بكر وعمر وعلي؟ قال: ما ترون في الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله، هم بنو العم والعشيرة, وأرى أن تأخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار, وعسى الله أن يهديهم للإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ فقال: لا والذي لا إله إلا هو، ما أرى الذي رأى أبو بكر، يا نبي الله, ولكن أرى أن تمكننا منهم, فتمكن عليًّا من عقيل فيضرب عنقه, وتمكن حمزة من العباس فيضرب عنقه, وتمكنني من فلان - نسيبٍ لعمر - فأضرب عنقه, فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهويَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهوَ ما قلت. قال عمر: فلما كان من الغد، جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان, فقلت: يا رسول الله، أخبرني من أيّ شيء تبكي أنتَ وصاحبك, فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرَض لأصحابي من أخذهم الفداء, ولقد عُرِض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة! لشجرة قريبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، إلى قوله: حَلالا طَيِّبًا ، وأحلّ الله الغنيمة لهم ) . رواه الترمذي ومسلم في صحيحه ورواه الواحدي في أسباب النزول .. القرآن إستنساخ من التوراة كما ذكرنا فهو يعرض نفس قناعات البدوى اليهودى ولا عزاء للواهمين .

لو بحثنا عن أصل نظرية قتل الأسرى سنجدها لدى اليهود الهمج الأوائل ففى الكتاب المقدس سفر أخبار الأيام الثانى 25 ( أعادَ أمَصْيا جَيشَ بَنِي إسْرائِيلَ إلَى بَلَدِهِمْ فِي أفْرايِمَ. فَعادُوا إلَى بَلَدِهمْ وَهُمْ يَشْتَعِلُونَ غَضَباً مِنَ المَلِكِ وَمِنْ شَعْب يَهُوذا. ثُمَّ اسْتَجمَعَ أمَصْيا شَجاعَتَهُ وَقادَ جَيشَهُ إلَى وادِي المِلحِ في أدُومَ. وَفِي ذَلِكَ المَكانِ قَتَلَ جَيشُ أمَصْيا عَشْرَةَ آلاف جُندِيٍّ منْ ساعِيرَ. وَأسَرُوا أيضاً عَشْرَةَ آلافِ رَجُلٍ مِنهُمْ. وَأخَذُوهُمْ إلَى قِمَّةِ تَلَّةٍ، وَألقَوْا بهِمْ أحْياءً مِنْ فَوقِها، فَتَحَطَّمْتْ أجْسادُهُمْ عَلَى الصُّخُورِ ) .
كما يذكر العهد القديم حرب داود مع الموآبيين ، وكانت حرباً شرسة، ولكن ماذا كان مصير أسراهم ( تغلَّبَ على الموآبيِّينَ ومدَّدَ أسراهُم على الأرضِ وقاسَهُم بالحَبلِ. فقَتلَ منهُم ثُلثَينِ وأبقى على الثُّلثِ، وصارَ الموآبيُّونَ عبيدًا لَه يُؤدُّونَ الجزيَةَ) صموئيل 8. ويذكر سفر القضاة بعض أعمال التنكيل بالأسرى , ففي حروب إسرائيل للكنعانيين ( فهربَ أدوني بازَقُ، فلَحِقوا بهِ وقبَضوا علَيهِ وقطَعوا أباهِمَ يَديهِ ورِجليهِ , فقالَ أدوني بازَقُ: إنَّ سبعينَ مَلِكًا قطَعتُ لهُم أباهمَ أيديهِم وأرجُلِهِم كانوا يَلتَقِطونَ فُتاتَ الطَّعامِ تَحتَ مائدَتي. فكما فعَلتُ عاقبني الله ) قضاة 1 . وفي الإصحاح السابع والعشرين من سفر صموئيل الأول: ( وصعد داود ورجاله، وكانوا ينهبون أهل جاسور وجرز وعمالق، لأن هؤلاء كانوا سكان الأرض من الدهر من حد سورا حتى حد مصر وكان يخرب داود كل الأرض، ولم يكن يُبقي منهم رجلا، ولا امرأة، ويأخذ الغنم، والبقر، والحمير، والجمال والأمتعة، وكان يرجع ويأتي إلى أخيس ) .

* شرائع وحشية لا تعرف مفردة السلام .
يتغنون بأن الأديان داعية للسلام بين البشر لأرى هذا أكبر إفتراء وكذب يتم ترويجه , فناهيك أن التراث الدينى فى القرآن والكتاب المقدس لا يعرف إلا مفردة الدم والقتل والحرب المباركة من قبل الإله كما ذكرنا سابقا , فالنصوص التى تم فيها ذكر كلمة السلام لا علاقة لها من قريب أو بعيد من مفهوم السلام , ففى الكتاب المقدس لا يكون السلام رؤية للتعايش السلمى بين البشر بل لنيل المكاسب وفرض الهيمنة والإذلال ونيل الغنائم بديلاً عن خوض الحرب أى طلب الإستسلام ( وَحِينَ تَقتَرِبُونَ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحارِبُوها، فاعرِضُوا السَّلامَ أوَّلاً. فَإنْ قَبِلُوا عَرضَكُمْ لِلسَّلامِ وَفَتَحُوا بَوّاباتِهِمْ، يَصِيرُ جَميعُ سُكّانِ تِلكَ المَدِينَةِ خُدّاماً وَعُمّالاً لَدَيْكُم. وَلَكِنْ إنْ لَمْ تُسالِمكُمْ وَحارَبَتكُمْ، فَحِينَئِذٍ يَنبَغِي أنْ تُحاصِرُوها. وَعِنْدَما يُعْطِيكُمُ إلَهُكُمْ المَدِينَةَ، اقْتُلُوا كُلَّ ذُكُورِهِمِ الكِبارِ . أمّا النِّساءُ وَالأطفالُ وَالحَيواناتُ وَكُلُّ ما هُوَ ثَمينٌ فِي المَدِينَةِ، فَخُذُوهُ لِأنفُسِكُمْ، وَاستَخدِمُوا غَنِيمَةَ أعدائِكُمُ الَّتِي يُعطِيها إلَهُكُمْ لَكُمْ. هَكَذا تَفعَلُونَ لِكُلِّ المُدُنِ البَعِيدَةِ عَنكُمْ، الَّتِي هِيَ لَيسَتْ مُدُناً لِلأُمَمِ الَّتِي هُنا . لا تُبقُوا شَيئاً حَيّاً فِي كُلِّ مُدُنِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعطِيها إلَهُكُمْ لَكُمْ مَلكاً. اقْضُوا عَلَيهِمْ تَماماً – الحِثِّيِّينَ وَالأمُورِيِّينَ وَالكَنعانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحُوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ–كَما أوصاكُمْ إلَهُكُمْ. لِكَي لا يُعَلِّمُوكُمُ الأشياءَ الكَرِيهَةَ الَّتِي يَعمَلُونَها لِألِهَتِهِمْ، فَتَخطِئُونَ إلَى إلَهِكُمْ.)

أما فى النسخة المُستنسخة من التوارة أى القرآن نجد رفض قاطع للسلام عندما يكون المسلمون فى وضعية القوة ففى سورة محمد 35 ( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) فهذه هى الإرادة الإلهية فلا سلام حال القوة والسطوة لذا لا تنخدع فى آية "وإن جنحوا للسلم فإجنح لها وتوكل على الله" فالجنوح هنا عن ضعف أى التعامل مع السلام بشكل برجماتى إنتهازى وليس كقيمة إنسانية والدليل فلا تهنو وتدعو إلى السلم وأنتم الأعلون نحن أمام فكر سياسى لا يحترم السلم فى الشريعتين بل كل نزعاتهما توحش وقتال ودم فهل هذا منطق إلهى متعطش للقتال أم فكر سياسى متعجرف .

* الله زعيم عصابة .
يتوقف المسلمون أمام خروج 3: 21-22 حيث يسخرون من الفكرة المُقدمة عن الرب كآمر للسرقة ومُخطط لها ( وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ ) . كذلك فى تكوين 12: 35 ( وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ ) .!
يستاء المسلمون من هذا المشهد الذى يجعل الله زعيم عصابة يحث على سرقة المصريين ويخطط ويدبر لذلك , فهل إختلف الإله الإسلامى عن يهوه التوراتى , فالله فى القرآن يحلل نهب الأعداء وكلوا مما غنتم حلال طيبا ففى الأنفال 68( لولا كتابُ من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم) . وفى الفتح 18 ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأتاهم فتحنا قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً ) . بل يطلب الله المفترض القسمة فى الغنائم فمرة يطلبها كلها له ولرسوله او قل للدقة للرسول ( يَسْأَلُونَك عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) وعندما وجد أن هذا سيصيب المقاتلين بالإحباط ويصرفهم عن القتال ومشروعه التوسعى عدل محمد النسبة ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وللرسول ) . يمكن القول أن اليهودية والإسلام لم يكن لهما قائمة بدون النهب والغنائم فهو المحرك والطاقة التى تدفع البدو للقتال ولتضع أى راية تتحدث عن دين أو لادين فليس هذا المشكلة , فالمهم الغنائم والسبى .

* السبى وملكات اليمين .
كما ذكرنا أن الدينامو المحرك للمقاتلين للإنخراط فى القتال ليس لنصرة دين أو إله ولا يحزنون بل نيل الغنائم كوسيلة إرتزاق ولكن الغايات لا تكتفى بذلك فهناك الرغبة فى بحبوحة جنسية لتحقق ما يُقال عنها أديان السماوية نهم وهوس المقاتلين بالنساء . فى الاصحاح 21 تثنية حيث الإلهام الأول ( اذا خرجت لمحاربة اعدائك و دفعهم الرب الهك الى يدك و سبيت منهم سبيا و رايت في السبي امراة جميلة الصورة و التصقت بها و اتخذتها لك زوجة فحين تدخلها الى بيتك تحلق راسها و تقلم اظفارها تنزع ثياب سبيها عنها و تقعد في بيتك و تبكي اباها و امها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها و تتزوج بها فتكون لك زوجة ) ليتفوق الشرع الإسلامى فى البشاعة فلا ينتظر المقاتل شهراً فيمكن نكاحها على الفور بدون شهور عدة كحال تعامل النبى مع صفية , ولتجئ آية سورة النساء 24 مقررة لذلك ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) فعن سبب نزول تلك الآية أن المقاتلين الإسلاميين الذين خلفيتهم وثنية جاهلية بعد أن سبوا نساء أوطاس وعلموا أن لهن أزواج كرهوا أن يقعوا عليهن أى إستاءوا أن يمارسوا الجنس معهن كون لهن أزواج , أى أن خلفية أخلاقهم الجاهلية الوثنية تتقزز من هذا الفعل وتكرهه وهذا ماجاء فى علل الدراقطنى تفسيرا لسبب نزول تلك الآية ( حَدَّثَنَا الْقَاضِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ , ثنا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ , ثنا أَبُو خَلِيلٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ : فِبينَا نَزَلَتْ فِي سَبْيِ أَوْطَاسٍ , قَالَ : كُنَّ نِسَاءً أَصَبْنَاهُنَّ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ , فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ , فَنَزَلَتْ : وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 ) .. النص القرآنى أكثر مرونة فى موضوع نكاح المسبيات فلا يعنيه وصية قتل الاطفال ولا قتل النساء المتزوجات بل القفز على النسوان وسبيهن فلم يستثنى النساء المتزوجات جرياً وراء المزيد من البحبوحة الجنسية فكلهن للنكاح .

* حد الرجم .
جاء في سفر التثنية الإصحاح 22 : 13 -21 حيث المهد لهذا الحد الهمجى ( إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا أَبْغَضَهَا، وَنَسَبَ إِلَيْهَا أَسْبَابَ كَلاَمٍ، وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْمًا رَدِيًّا، وَقَالَ: هذِهِ الْمَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لَمْ أَجِدْ لَهَا عُذْرَةً. يَأْخُذُ الْفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلاَمَةَ عُذْرَتِهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَابِ، وَيَقُولُ أَبُو الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: أَعْطَيْتُ هذَا الرَّجُلَ ابْنَتِي زَوْجَةً فَأَبْغَضَهَا. وَهَا هُوَ قَدْ جَعَلَ أَسْبَابَ كَلاَمٍ قَائِلاً: لَمْ أَجِدْ لِبِنْتِكَ عُذْرَةً. وَهذِهِ عَلاَمَةُ عُذْرَةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ. فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ وَيُغْرِمُونَهُ بِمِئَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ، لأَنَّهُ أَشَاعَ اسْمًا رَدِيًّا عَنْ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ. يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ ) . وفي التَّثْنِيَة 22: 22 ( وَإِذَا ضَبَطْتُمْ رَجُلاً مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ تَقْتُلُونَهُمَا كِلَيْهِمَا فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكُمْ) . و ( إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ ,الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ ). و (إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا،فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرجل مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ) .
الشرع الإسلامى الأكثر حضوراً وصخباً بعد أن إنصرف اليهود والمسيحيين عن تطبيق تلك الشريعة الهمجية فمازال المسلمون يرجمون فى المناطق التى تطبق الشريعة الإسلامية ومازال هناك حالمون يتطبيق تلك الشريعة الوحشية بالرغم ان النص القرآنى لا يوجد به حد الرجم بل الجلد فقط ويرجع ظهور وحضور الرجم فى الإسلام إلى أحاديث وسيرة نبوية تقر به , وواضح أن هذا الحد إقتباس من شريعة اليهود وكأن هناك حرص ألا تتفرد اليهودية بالبشاعة .

نختم الجزء الأول من إستنساخ الآلهة ببداوتها ووحشيتها بالقول أننا أمام نصوص وشرائع متطابقة إرهابية عنصرية يكون من الخطورة بمكان بقاءها وتداولها لذا لا يكون التعامل معها إلا بمصادرة هذه الكتب وحظرها إذا خرجت عن كتب لتاريخ دامى , فلن يكون الأرهاب والوحشية والهمجية وجهة نظر .

دمتم بخير وعذرا على الإطالة فهكذا هو بحث .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح وشجون ومخاطر على سواحل أوربا
- منطق شديد التهافت ولكن إحترس فهو مقدس
- إنهم ينفقون على الجن بسخاء-لماذا نحن متخلفون
- منطق الله الغريب - مشاغبات فى التراث 7
- أبشركم بإله ودين جديد .
- كيف تؤلف لك دين جديد -جزء ثانى
- كيف تؤلف لك دين جديد - جزء أول
- سؤال فى تأمل-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- تغييب السبب الرئيسى إما جهلاً أو خجلاً
- تهافت البلاغة – مشاغبات فى التراث(6)
- تصعيد ثقافات وليس صراع حضارات-فى نقد نظرية صموئيل هنتنجتون
- وهم الوجود(1)- نظرية البحث عن علاقة .
- عالم معندهاش دم ولتحذر غدرهم وخيانتهم
- نظرية ورؤية فى فهم الوجود والحياة والإنسان
- لا هى أخلاق ولا يحزنون-الدين عندما ينتهك انسانيتنا
- تأملات فى فكر ونفسية الإعتقاد – لماذا يؤمنون
- أسئلة مُحرجة – مشاغبات فى التراث 5
- زهايمر- تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء12
- الجمعة الحزينة فى تونس والكويت وفرنسا
- كتابات ساخرة ولكن ليست كتاباتى-مشاغبات فى التراث4


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - إستنساخ آلهة البدواة-الأديان بشرية الفكر والهوى والتوحش