أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 4/6















المزيد.....

مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 4/6


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 14 - 09:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



[email protected]
www.nasmaa.org
وبعد الحلقات الثلاث نواصل في رابعها.
أبو رغيف: في الجزء الأول من هذه المقالة تطرقنا إلى الفكرة الأساسية التي ضمنها الأستاذ الشكرجي في مقالته: (أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا)، وقلنا بأن الأستاذ الشكرجي أعلن بشكل غير مباشر الخروج من الإسلام، لا بتصريحه بأنه ليس بشيعي ولا بسني، بل بصناعة إله آخر أسماه إله العقل، قال بأنه وصل إليه عبر منهج اللاهوت Theology أسماه لاهوت التنزيه، لكنه لاهوت التنزيه الذي اتبعه الأستاذ الشكرجي ليس منهجا عقليا أو فلسفيا، إنما سرد وصفي نثري لا يختلف عن الأسلوب التي ألفت به السرديات والنثريات التي تعج بها الكتب الإسلامية، وخاصة كتب الأدعية عند الشيعة الإماميين. وقد نشر أربع حلقات منها على صفحات الحوار المتمدن.
الشكرجي: لو قرأ «مناقشتي لمناظرة بين مسلم وربوبي» التي تكونت من إحدى عشرة حلقة، ونشرت في الفترة الواقعة بين 23/05 حتى 09/06/2013 على الحوار المتمدن، ولو قرأ لي كتاب «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل»، ولم يعتمد فقط على الحلقات الأربع لـ «التنزيهية كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها»، لما ذهب إلى ما ذهب إليه. فإن المطّلع على ما ذكرت يعلم إنه ليس عبارة عن سرد وصفي أو مناجيات تشبه أدعية الشيعة الإمامية. وحتى التنزيهية فهي تفترق جوهريا عما ذكر، إذا ما التفت قارئها إلى مضامينها، ولم يتوقف عند عباراتها.
أبو رغيف: في هذا الجزء نتطرق إلى فحوى المقالتين اللتين كتبهما الأستاذ الشكرجي بعنوان رد متأخر على مقالة السيد مالوم أبو رغيف، لكننا سوف لا نغفل الإشارة إلى الفكرة الأساسية في انعطافات الأستاذ الشكرجي الإيمانية. هل هو تناقض أم تضاد يقول الأستاذ الشكرجي. (اعترضت على مفردة «التناقض» التي استخدمها السيد أبو رغيف، لأن التناقض يعني عدم وجود أي مساحة مشتركة، مع إن في بعض، لا في كل تفاصيل كل رؤية ورؤية أخرى، تناقض، لكن بحدود الجزئية التي يكون فيها التناقض، ولكن لا يمكن أن يقال مثلا عن الإسلام والماركسية أنهما متناقضان كليا، وفي كل شيء، وإن كان هناك تناقض في بعض تفاصيل كل منهما، إذن هما متضادّان، وليسا متناقضين، فبينما «النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان»، فـ«الضدان لا يجتمعان ويرتفعان» ليحل بديل ثالث لا هو هذا ولا ذاك من المتضادين).
الأستاذ الشكرجي يفهم التناقض والتضاد فهما لغويا محضا، وليس وفق جدلية وحدة وصراع الأضداد، ذلك إن الفهم اللغوي يركز على المعنى لا على علاقات التأثير، وهذا ما يتضح من قوله
(النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، الضدان لا يجتمعان ويرتفعان)، فات الأستاذ الشكرجي بأن الاجتماع أو التوحد بين النقائض وبين الأضداد، حتى في اللغة، هو الذي صير النقائض والأضداد نقائض وأضدادا، فهل يوجد معنى للون الأسود بغياب اللون الأبيض (رابطة اللون)، وهل يوجد عدل إن لم يوجد ظلم (رابطة المعاملة)، وهل يوجد إله ان لم يوجد شيطان (رابطة القداسة)، وهل يوجد إيمان إن لم يوجد إلحاد (رابطة العقيدة)؟
الشكرجي: يؤسفني أني وجدت أخطاءً كثيرة وقع فيها الأستاذ المحترم. إني لم أطرح المعنى اللغوي لكل من «التناقض» و«التضادّ»، بل هو تعريف علم المنطق لهما. والأمثلة التي طرحها عبر الثنائيات التي مرّت تدلّ على عدم التمييز بين «التناقض» و«التضادّ». فالأسود والأبيض ضدان وليسا نقيضين. بينما العدل والظلم يمكن اعتبارهما نقيضين، إذا فسر العدل بعدم الظلم، وفسر الظلم بعدم العدل. أما الشيطان والإله فهما ليسا نقيضين، بل ضدان مرة أخرى، كما هو الحال مع الأبيض والأسود. ثم لا أدري من أين أتى بالتلازم بين الإله والشيطان، بحيث لا يمكن أن يكون هناك إله من غير أن يكون هناك شيطان. على أي منطق استند أستاذنا أبو رغيف يا ترى، لا أدري. إذن كل الإلهيين الذين لا يؤمنون بالشيطان لا قيمة لإيمانهم، لأن الإيمان بالله حسب أبو رغيف مشروط بالإيمان بالشيطان. أرجو من المحاور المحترم ومن القراء غير المؤمنين بالله أن يسايروني في افتراض وجود خالق اسمه (الله)، أو واجب الوجود، الذي أؤمن به، ولنساير أنتم وإياي الدينيين في افتراض وجود كائن ما اسمه الشيطان، فهل هناك تلازم بحيث لو ثبت عدم وجود الشيطان يكون ذلك دليلا على عدم وجود الله؟ لا مشكلة عندي مع من يستدل بأدلة أخرى على عدم وجود الخالق، لكن أن يستدل على ذلك عبر إثبات عدم وجود الشيطان، فهذا أمر لا أتصور إن أحدا يقول به. إذن هما ضدان وليسا نقيضين، لأن النقيضين يمتنع وجودهما في شيء واحد وفي زمان واحد ومكان واحد، وإلى آخر وحدات تحقق التناقض، كما إنه يمتنع عدم وجودهما على ضوء نفس الوحدات. بينما يمكن انتفاءهما كلاهما. وهكذا هو الأمر مع الأسود والأبيض، فهما متضادان، وليسا متناقضين. بينما الأمر مختلف مع العدل والظلم، لكون الظلم يعني اللاعدل، والعدل يعني اللاظلم. وهذا ما نجده معبرا عنه باللغة الألمانية مثلا، فالعدل بالألمانية Gerechtigkeit (ڠ-;-ِرَشْتِڠ-;-ْكّايْت)، والظلم Ungerechtigkeit (أُنْڠ-;-ِرَشْتِڠ-;-ْكّايْت)، بإضافة „un“ الدالة على العدم. فلا يمكن أن يكون حكم قضائي ما بحق شخص ما، مع وحدة الزمان، ووحدة المكان، ووحدة الشخص، ووحدة النسبة، ووحدة الظروف والملابسات، حكما عادلا وظالما في آن واحد، ولا يمكن أن يكون الحكم لا هو عادل ولا هو ظالم في آن واحد أيضا. هذا هو الفرق بين التناقض والتضاد، منطقيا، وليس لغويا.
أبو رغيف: الوحدة أو قل العلاقة بين الأضداد هي المقررة، إذ أن انتفاء وجودها يعني انتفاء الضد أن يكون ضدا، والنقيض أن يكون نقيضا، وانتفاء الصراع. التناقض هو حالة الصراع الداخلي، ولا يمكن أن يكون إلا مرتبطا، إذ من غير معقول أن يكون الصراع معزولا عن أقطابه، غير متجه إلى صيرورة ثالثة تحمل بدورها بذور صراعها المستقبلي.
الشكرجي: في تقديري وبمقدار فهمي، وفهمي لا يخلو من قصور، أجد أن الأخ أبو رغيف يخلط هنا أيضا بين التضاد والتناقض. نعم، أتفق معه فيما يتعلق الأمر بالتضادّ، فانعدام أحد طرفي التضادّ ينفي وجود التضادّ، ومن قبيل الأولى أن ينتفي التضادّ بانتفاء كلا طرفيه. أما ما يتعلق بما أسماه بالصيرورة الثالثة، فهذا يصح في التضادّ، ولا يصح في التناقض. فالتناقض بين الشيء وعدمه، مثلا الأبيض وغير الأبيض، أو الأسود وغير الأسود، بينما التضادّ هو بين الأبيض والأسود. في التناقض لا يمكننا أن نقول إن لون شيء ما في نفس الوقت ونفس المكان، بأنه أبيض، وبأنه ليس بأبيض في آن واحد. كما لا يمكن القول بأنه ليس بأبيض، وليس بغير أبيض. بينما في التضاد، صحيح لا يمكن أن يكون نفس الشيء أبيض وأسود في آن واحد، وبنفس الوقت ونفس المكان، ولكن يمكن أن يكون لا هو أبيض ولا هو أسود، بل رماديا، أو أحمر، أو بأي لون آخر. إذن ما سماه أبو رغيف الصيرورة الثالثة، أو البديل الثالث، لا مكان له في التناقض، بينما له مكان في التضادّ.
ولنا مواصلة لمناقشة المناقشة في الحلقة الخامسة ثم السادسة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 3/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6
- ألمانيا تتحول إلى مثل أعلى للإنسانية
- لماذا «العلمانية» وليس «المدنية»؟
- الدستور العلماني ضرورة لا يكتمل الإصلاح بدونها
- العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها
- مثلث (الشعب-العبادي-المرجعية)
- مرة أخرى يوجه خامنئي إهانته للشعب العراقي
- إرادة الشعب تنتصر: هل نشهد بداية البداية؟
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 1/2
- كتابي „الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل“ في الأسواق
- مطلبا تحويل الإقليم إلى برلماني والعراق إلى رئاسي
- نصان من 2009: الغوص وذاك الغريب
- دعوة لثورة النساء
- أريد أن أطير
- أشعر بالغربة
- سيكون ثمة ضوء
- في ذكرى 10 حزيران: الأولوية لمحاربة ودحر داعش ولكن


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 4/6