أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طارق حمو - دستور العراق الجديد وقرف الإعلام العربي...














المزيد.....

دستور العراق الجديد وقرف الإعلام العربي...


طارق حمو

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 07:43
المحور: القضية الكردية
    


مسمار آخر في نعش الإستبدادية العربية:
دستور العراق الجديد وقرف الإعلام العربي...


إستنفرت الإنظمة العربية التسلطية أجهزتها الإعلامية، وبدأت في خوض حملة تشويه و"خربطة" مغرضة عشية توجه العراقيين لصناديق الإقتراع للتصويت على الدستور العراقي، بعد التعديلات الأخيرة التي أدخلت عليه: تلبية لمطاليب بعض "القوى السنية" التي تدللت كثيراً وتكابرت مستفيدة من الِحلم الأميركي وديمقراطية "جماعة أميركا" من العائدين على "ظهر الدبابات الأميركية"!.

لقد تحرك العراقيون إذن، وتحت تهديد ووعيد الإرهابيين الزرقاويين و"مجاهدات" وسائل الإعلام العربية في تقديم مايمكن تقديمه من أكاذيب و"تحليلات" مغرضة حول التصويت ونتائجه، ناهيك بالطبع عن السموم الزعاف التي نفثتها ثلة "العلاك المصدي" تلك، ممن تطلق عليهم الفضائيات العربية المعادية للعملية الديمقراطية في العراق إسم المٌحللين السياسيين: الذين هم خليط من منظري الهزيمة العربية (الشاملة وعلى كافة الصعد..) ووعاظ السلاطين وخدام المسؤولين هنا وهناك...

إن مافعله العراقييون يوم 15/10/2005 من تصويت جامع على العقد الذي سٌينظم علاقة فئات وشعوب العراق وكردستان ببعضها البعض، لهو بمثابة مسمار آخر في نعش الإستبدادية والشمولية العربية، تلك الإستبدادية التي تأصلت وتوطدت في المنطقة العربية بفضل أنظمة القمع والمصادرة، التي أوثقت قيودها في أيدي وأدمغة مواطنيها فحولتهم لعبيد أذلاء يلهثون ليل نهار من أجل لقمة الخبز، و تحقيق الشعارت الكاذبة في "التحرير" و"التنمية" و"التطوير" التي أطلقتها الأنظمة لتغطية سلبها ونهبها للوطن...

ليس من ثقافة المنطقة العربية الحديث عن (الدستور) و(الإنتخابات) و(تمثيل الطوائف والشعوب في الدولة)، فهي مصطلحات تشكل خطوطاً حمراء في العرف العربي السلطوي، دونها الموت وقطع الرقاب. فالسائد في سوق السياسة العربية هو حكم الفرد والديكتاتورية و"السلبطة" بإسم الشعب بعد تغييبه ودوسه بالجزمة العسكرية، وأي حديث عن (الحقوق الفردية) أو (الديمقراطية) أو (حقوق الإنسان والأقليات) أو (منظمات المجتمع المدني) أو (معرفة الخارج والداخل في ميزانية الدولة) أمور تودي بقائلها وتقذفه إلى ماوراء الشمس، حيث الهلاك في إحدى زنازين الصحراء...

هكذا هي الحال في الإقطاعيات العربية، من تلك التي ناصبت الشعب العراقي العداء لحظة سقوط الصنم/المعبود الجماهيري العروبوي في 9 نيسان المجيد.

خروج العراقيين في جميع أنحاء البلاد ضربة قوية من عداد عدة ضربات أخرى سددها العراقيون للديكتاتورية العربية، وجموع مرتزقتها من الكتبة والمنظرين الذين يهبطون مثل الخفافيش لقطف العطايا والكوبونات،أملاً في عرقلة مسيرة الشعب العراقي والمساهمة في إستمرار مسلسل القتل والدم بحق أطفاله ونساءه كل يوم. لقد سددّ العراقيون والعراقيات ضربة قوية لهؤلاء ومن ورائهم أمرائهم ورؤسائهم المتخمين فوق الوسائد جافلين من التغيير الديمقراطي الآتي: بعد العصف الذي أودى برفيقهم صدام(قائد البوابة الشرقية للأمة العربية!) ورهطه المجرم، وأودى بهم إلى خلف قضبان العدالة العراقية: المكان الطبيعي لهم ولأمثالهم...

أحسنّ (الحزب الإسلامي العراقي) بقبول الدستور العراقي وحض العرب السنة على قبوله، وهو صاحب الموقف العقلاني، منذ (مجلس الحكم الإنتقالي العراقي) حينما ترئسّ السيد محسن عبدالحميد للمجلس في إحدى دوراته. بقراره هذا، أوصدّ الحزب الباب في وجه القوى الخارجية التي حاولت الإرتهان على السنة وموقفهم لعرقلة الديمقراطية وتدميرها في العراق الجديد، وليس غريباً، والحال هذه، أن تعمد القوى الإرهابية إلى مهاجمة مقراته طالما أختار الوقوف مع الإجماع العراقي في قبول الدستور المعدل والبدء في بناء البلاد ودحرالإرهاب...

لقد أراد العربان ومؤسساتهم الرسمية،الممولة من أموالهم السحت الحرام،إحراق العراق بما أسموه بالمقاومة، و قتل الكرد والشيعة جهاراً نهاراً بحجة أنهم "شعوبيون" و"مجوس" و"يهددون" وحدة الأمة ودينها وهويتها الحضارية(أية هوية حضارية هذه التي تبيح قتل الآخر ونفيه؟)، وكان لهم ومنذ اليوم الأول لولادة العراق الجديد، الباع الطويل في إرسال "طرود الموت" و"البهائم المفخخة" للبلاد لتفجر نفسها في الأبرياء: عن طريق فتح الحدود على مصراعيها، والتأثير في قطاعات عراقية كانت مستفيدة من نظام البعث الصدامي عبر شراء الذمم والتحريض والدعم...

الرئيس الأميركي جورج بوش(صديق العراق الصدوق ولاجم العربان وغيرهم من تدميره) وصف الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد بأنه "يشكل خطوة حاسمة في مسيرة العراق باتجاه الديمقراطية.وأضاف بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي "أن العراقيين يوجهون، من خلال مشاركتهم في الاستفتاء، ضربة قوية للإرهابيين، ويعبرون عن نبذهم للتمرد والعنف وتمسكهم بالانتخابات السلمية أداة لصنع مستقبل بلادهم"، ولم يزد بوش بأن العراقيين وجهوا ضربة قوية للأنظمة المستبدة التي تحيط ببلادهم كذلك، من تلك التي ترتعد من الأصبع العراقي المخضب بالحبر البنفسجي الأثير، تلك الأنظمة التي تنحبس الدماء في عروق مسؤوليها وأزلامها، حينما يشاهدون مسؤولاً كردياً من مسؤولي العراق يتكلم بالكردية، اللغة الثانية لأهل العراق، وهم الذين تعودوا طوال حياتهم على اللغة الواحدة والحزب الواحد والقائد الواحد...



#طارق_حمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبل الديني..!
- أقباط وإيزيدية (1ـ2) : من يوقف طوفان الإرهاب السلفي؟
- التوزيع الجديد على النوتة القديمة : هل ستنجح تركيا في هضم كر ...
- أوجلان : في تركيا هناك ثلاثة قوى متصارعة و إزدواجية صارخة في ...
- الأكراد والجمهورية التركية : إعادة الحسابات القديمة ، دائماً ...


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طارق حمو - دستور العراق الجديد وقرف الإعلام العربي...