أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدوار فؤاد بورى - حادثة مكة وعقولنا














المزيد.....

حادثة مكة وعقولنا


إدوار فؤاد بورى

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 02:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وزن حديد معين سقط من علو مقداره مسافة إرتفاع رافعة. تصادف وجود عدد كبير من البشر في المكان أسفل هذا الوزن من الحديد الساقط بفعل الجاذبية الأرضية، فسحق الوزن الحديدي أجسامهم أي أجهزتهم الحيوية فماتوا.
هذا وصف فيزيائي لحادث وقع في الزمان يوم 11 سبتمبر وكانت سرعة الهواء عالية مما خلخل تثبيت الرافعة وساهم في سقوطها. وعن المكان..وقعت الحادثة بمدينة مكة التي يقدسها المسلمون لوجود الكعبة فيها.عدد الموتي حوالي 110 فرد والمصابون كثيرون.
منذ هذه الحادثة ولم تنقطع تعليقات وتحليلات ناطقي العربية عن الحادث. وهنا مع أى تحليل وتعليق إنساني، تنكشف العقلية والفلسفة والثقافة السائدة والحاكمة لمجتمع ضاق أو إتسع.
حين ينفعل الحيوان العاقل ويتكلم، يفصح عن مكنونات عقله ولعمري نحن، أي الحيوانات العاقلة، ناطقي هذه اللغة، ومتعاطي هذه الثقافة، لفي مآساة!!!!
عند العرب ليس الكل موافقا علي أن سقوط وزن حديدي من علو شاهق كفيل بقتل مئات البشر بأي مكان من العالم. بغض النظر عن الزمان وقداسة المكان ونوع العمل الذي كان يفعله الإنسان المتواجد تحت قطعة الحديد تلك.
فإذا كان المكان مكة صار للحدث معاني غيبية عميقة...وإذا كان التاريخ 11 سبتمبر فللأمر علاقة بعملية نيويورك الإرهابية في 2001 بلا شك. وإسمحوا لي أن أعيد عليكم خلاصة تعليقات أهل هذه الأمة البائسة. كيف يسمح الإله بحادث كهذا في حرمه وفي ساحة شعائر الحج؟ سؤال عميق لكنه غيبي..لن يتفق علي إجابته كل البشر أبدا...ورغم عدم توالى التساؤلات فى تعليقاتنا الا أن المنطق يفرض أسئلة متسلسلة: من أول ..و..الي <من قال أن الإله عليه تفضيل المسلمين ومنع حدوث الحوادث أثناء فترات حجهم>..الي سؤال أعمق ظاهريا هو " من قال: حتي ولوسلمنا بتفضيل الإله للمسلمين ...أنه بمانع قوانين الفيزياء عن فعل فعلها؟!!". لكن لا منطق يظهر ولا تساؤلات فى تعليقات أغلب العرب!!
ثم يأتي المتعصبون من كل حدب..فنسمع السياسى " هذا وربك جزاء وفاق لجرائم السعوديين في أمريكا واليمن وسوريا وبلاد الواق الواق".. ثم يأتى الملحد العربى: " فليمت هؤلاء المتخلفون...ولماذا حضروا أصلا لهذه البقعة"......أو السلفى " أنه جزاء الله الحقيقي..عن شعائر الجاهلية تلك..."
نسمع أيضا من مدخل فكري آخر هو جلد الذات..لسان حال من يقول:" العرب هكذا..مهملون..وليس لحياتهم عند حكوماتهم قيمة...يموتون قطعانا ولا عقاب للمهمل...قل لي بربك..لماذا بقاء الرافعة في مكانها وقت الحج؟..ولماذا الخيام وضعت تحت الرافعة؟..و لم تتدخل قوات الإنقاذ وتأكد عجيب من أن الرافعة لم تثبت جيدا..؟؟؟" الخ الخ من تفاصيل الأمن الصناعي الذي يجزم ذلك المعلق أو ذاك بأنها لم تحترم كعهدنا بإهمال العرب وتسيبهم.
ما هذا الإنسان ؟! ما هذه العقلية؟ علي أي تعليم حصل وكيف تكونت رؤيته عن الحياة؟.وأهم شئ كيف السبيل لتغييره ؟!
لو إقتنعت قارئي الكريم، من خلال كيس أو "شيكارة" التعليقات التي سقتها اليك كما قرأتها، بلا أحكام عنها من جانبي الا ما يفضحه أسلوبي، بأننا بالفعل نحتاج لأن نتغير لكي نستطيع مجاراة البشر المتطورين في عالم كوكب الأرض في زمان القرن الحادي والعشرين!!! فأرجوك قل لى بربك والهك أيما يكن وأيما تكن درجة إيمانك به، ماذا نفعل؟
لو كنت يساريا مؤمنا بأن الحل من أسفل عن طريق ثورة الشعوب المستمرة ولو كنت يمينيا مؤمنا بالحل من أعلي عن طريق النخب المثقفة الشبعانه قائدة قطعان شعوبها إقتصاديا وفكريا.
ما الحل؟ لو كنت مؤمنا بقدر من الغيب وأن لكل حدث معني أعمق وبالتالي مسببات أعمق من مجرد أسباب حدوثه الفيزيائية والبيولوجية، ولو كنت منكرا للغيب برمته ومقتنعا أنه ليس شئ أبعد من قوانين الجاذبية ووظائف الأعضاء الحيوية وما يتفرع عنهما.
لا يهم صدقني...تعليقاتنا، ثقافتنا وعقليتنا تشهد أننا في مآساة. ولكن من أين نبدأ للحل....ايه الحل يا عالم!!
لا تناقشوني..ولا تحاوروني في كل تفصيلة مما ذكرت...أعرف..الحوار طويل والجدل عقيم!!
يا مؤمن ويا ملحد كم تحاورتما؟! وحال العرب كما هو....
يا تقدمي ويا رجعي كم تقاتلنا كلنا ولا منهج وجد ولا حل ظهر!!!
لماذا سقطت الرافعة فقتلت من قتلت؟ أهو الله أم الشيطان...أم فقط الجاذبية؟
العرب لم يطلعوا على العلم والعلوم. غيبيون يبحثون عن المعانى المستترة قبل المباشرة لأحداث الحياة. وتكتمل المأساة حين يتعاركون لو إختلفوا على تفسير الغيبيات. حياتهم ومماتهم مشكلة لاحل ظاهر لهم!!
وبالمصري: "..هنعمل ايه في عقول الأحياء من العرب؟!!

تحيات من بلاد الفرنجه
ادوار فؤاد بوري



#إدوار_فؤاد_بورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق مرسي ومشاركة الإسلاميين في البرلمان


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدوار فؤاد بورى - حادثة مكة وعقولنا