أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 3/6















المزيد.....

مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 3/6


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 20:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



[email protected]
www.nasmaa.org
ونواصل مع الأستاذ مالوم أبو رغيف في «صناعة ضياء الشكرجي للإله».
أبو رغيف: تنطوي مقالة الافتخار للأستاذ الشكرجي بكونه ليس بالشيعي وليس بالسني على مغالطة كلامية، إذ أنه يعطي الحق للسني وللشيعي بالافتخار باعتقادهما طالما يكونان غير متعصبين، مع إن الافتخار نفسه يحتوي على قدر من التعصب أو التحزب، كما إن الافتخار بين المذاهب بحد ذاته أحد أسباب صراع المتعصب، إذ أن الشيعة والسنة لا يختلفان حول طبيعة الإله، إنما يختلفان بأفضلية الموقف الديني السياسي من الأحداث التاريخية الغابرة.
الشكرجي: هنا يمكن أن أتفق مع الأستاذ أبو رغيف بأن الافتخار بالانتساب إلى دين أو مذهب، أو قومية، أو عشيرة، أو طبقة، أو غيرها، يؤدي بحسب الواقع في الغالب إلى التعصب. لكن من حيث المبدأ ليس هناك تلازم منطقي بين الافتخار والتعصب. مثلا عندما ينتسب الإنسان إلى شعب، كان أسلافه صناع واحدة من أقدم الحضارات، يمكن أن يجعله يشعر بالافتخار، ولو إني لا أتفق مع مثل هذا النوع من الافتخار، لكون الجيل الراهن قد لا تكون له علاقة بالأجيال التي صنعت تلك الحضارة، ولكن لو افترضنا إن مثل هذا الإنسان الذي يفتخر بشعبه، لا ينكر على الشعوب الأخرى إنجازاتها، ولا يحمل شعورا بالتفوق العنصري، حتى لو خطأناه في مبرر شعوره بالافتخار، لا يجب أن يكون مثل هذا الافتخار مؤديا للتعصب والشوفينية. ولنأخذ مثلا أكثر بساطة وأكثر شيوعا، وهو إن لاعب كرة القدم عندما يكون في نادٍ حقق الكثير من الفوز مقابل أمهر وأشهر فرق كرة القدم في العالم، فيشعر بالافتخار بالانتساب إلى ذلك النادي، دون أن يكره بقية النوادي أو يعادي مشجعيها، ولا ينكر على الماهرة من تلك الفرق والنوادي مهارتها، ولا يستعلي على غيره، فهذا الافتخار لا يكون تعصبا. نعم، قد يكون أكثر المفتخرين بدينهم ومذهبهم متعصبين، وذلك إن المشكلة في الدين إن أتباعه يعتقدون بإلهية مصدره، وبالتالي بعصمته وتفوقه وانفراده بامتلاك الحق والحقيقة. لاهوت التنزيه الذي أؤمن به بشري وناتج عن تأملات وليس منزلا عبر وحي من السماء، ولذا فهو ليس له مشكلة مع من يخطئه ويفنده. شخصيا أتفق مع أبو رغيف في عدم تحبيذي للافتخار بالدين أو المذهب، لكن هناك فرق بين عدم انسجامي مع مسألة الافتخار هنا، وبين منح نفسي حق سلب من يريد أن يفتخر حق الافتخار، وكما أكدت بشرط ألا يقترن بالتعصب.
أبو رغيف: بالنسبة لنا نعتبر الشيعة والسنة معسكرين سياسيين تاريخيين متنازعين حول أحقية الخلافة، أكان في حقبة صراع السقيفة، أو في حقبة حروب الإمام علي ضد عائشة، أو ضد معاوية بن أبي سفيان. ولم يتأطر هذا الصراع بخلاف عقائدي ديني أو مذهبي تعبدي. لقد بقي كذلك أيضا إلى يومنا هذا، أما الاختلاف في التشريع فهو ليس بأصل المشكلة حتى وإن أريد له ذلك.
الشكرجي: لست باحثا في التاريخ، ولذا لا أريد أن أبتّ في أسباب تكون التشيع والتسنن، وإن كنت أملك ثمة رؤية وتصورا عن ذلك. لكن حتى لو كانت الأسباب سياسية محضة، كما ذهب إليه السيد مالوم وكثيرون غيره، لكنها تحولت إلى قضية عقائدية وفقهية. فهناك عقيدة العصمة، وعقيدة الشفاعة، وعقيدة عدالة الصحابة وأمهات المؤمنين، وعقيدة الحسن والقبح، أعقليان هما أم نقليان، وعقيدة العدل الإلهي، وعقيدة الإمامة، وغيرها. هناك اختلافات كبيرة في كثير من هذه القضايا وغيرها. ثم نجد المتطرفين من الفرقتين يكفر كل منهما الآخر. والفرق المتطرفة تمنح لنفسها الحق بالتدخل في فقه الفرق والمذاهب الأخرى، التزاما منها بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم هناك فقه الجهاد، وأصل الولاء والبراء، أو التولي والتبري. دون أن ينفي هذا وجود عقلاء ومعتدلين في كل من الطرفين.
أبو رغيف: نشير هنا أيضا إلى أن لا السنة ولا الشيعة يفتخران، إنهما يتفاخران، وإذا كان الافتخار نوع من التباهي في إظهار المحاسن وترك المقارنة للآخرين لاكتشاف الأفضل، فإن التفاخر يعني التباهي المتعصب وإظهارا لكل المحاسن التي لا توجد عند الآخر. أما بالنسبة لصفات الله وأسماءه الحسنى، فإن المسلمين متفقون حولها، حتى إنهم لا ينظرون إلى آلهة الأديان الأخرى بشكل آخر غير تلك الصورة التي يرسمونها للإله خاصتهم. الشكرجي يعتقد إن صفات الإله تغير طبيعة أتباعه، فالرحمة والسلام والعدل المطلق والجمال والحب، تصنع نفسا متسامحة رحيمة مسالمة متصالحة. لا أعرف كم هو عمر الأستاذ الشكرجي، لكنه بالتأكيد قد تجاوز الستين، وعادة ما تنطفئ الروح الثورية عند الشيوخ، ولا يبقى فيها سوى ذلك الهدوء والروية تلك التي يحتاجها الإنسان عندما يكهل ويشيخ، فتكون صورة الإله منجسمة مع خفوت جذوة نار الصراع، أو قل تعبا منه.
الشكرجي: لا أريد أن أستغرق في قضية الافتخار التي جعل منها محاوري بما تكاد أن تكون القضية المركزية. لذا أتحول إلى ما بعد ذلك، وأقول لا أدري إلى أي شيء استند السيد أبو رغيف ليخرج بنتيجة ما عبر عنه بقول «الشكرجي يعتقد إن صفات الإله تغير طبيعة أتباعه». لا أتصور إنه استند إلى نص كتبته أنا بهذا المعنى. ولو إن هذا قد يمتلك صوابا نسبيا وفي حالات دون أخرى. فالناس بقطع النظر عن العقيدة الدينية أو الفلسفية أو السياسية، ينقسمون إلى نوعين، نوع ينسجم على النحو العام مع العقيدة التي يعتمدها، ونوع يعيش حالة من الازدواجية أو الثنائية، من حيث الافتراق بين سلوكه ومواقفه ومشاعره من جهة، وبين معتقده ومتبنياته الفكرية وقناعاته من جهة أخرى، أو ما يعبر عنه بالمسافة بين النظرية والتطبيق، عندما تتجاوز ما مسموح ومقبول عقلائيا به. لا أقول الحالة الطبيعية، بل الحالة الممدوحة هي المتمثلة بالانسجام على النحو العام، وليس بالمطلق، بين الفكر والسلوك، والحالة المذمومة هي تلك المنعكسة بظاهرة الازدواجية. فلو تحققت الحالة المثالية المطلوبة أو الممدوحة، كان من الطبيعي أن يصح ما ذهب إليه أبو رغيف، فيما نسبه إليّ. وهو محق وغير محق، محق كون هذا ما أرى وجوب تحققه، وغير محق، كوني لا أرى ذلك متحققا فعلا. ولا أريد أن أناقش في مدى تأثير العمر على طريقة تفكير الإنسان، فللعمر بلا شك تأثير، ولكن قد نختلف في تقدير مدى هذا التأثير، وما إذا كان ذلك قانونا عاما ينطبق على جميع الأفراد. لكن مجرد كمعلومات للسيد أبو رغيف، ومن يرغب أن يعرف، فإني لم أتجاوز فقط الستين، بل بلغت السبعين في تشرين الثاني من السنة الماضية، وأقترب الآن من الحادي والسبعين من عمري. و«خفوت جذوة نار الصراع، أو التعب منه»، كما عبر محاوري، كان يفترض بها أن تجعلني أبتعد عن أن أصدم الواقع بكل هذه الأفكار، بل أمارس كما الكثيرون غيري ما يسمى بالتقية، لا بالمعنى الشيعي، بل بالمعنى الشائع.
أبو رغيف: لذلك يميل الشكرجي إلى ذكر ما يجمعه مع السنة والشيعة على الأقل بما يتعلق بصفات الإله العامة (رب العقل والصدق والحب الحرية والسلم)، أي إنه فضل ذكر المشترك، ولم يفضل ما يود نفيه، أو ما يود تشذيبه وإزالته من الذات الإلهية، فهو لم يصرح بالسبب الحقيقي الذي دعاه إلى الافتخار بأنه ليس شيعيا ولا سنيا، تجنبا للصراع الذي سيدور ويعكر عليه صفوته الروحية. كما نلاحظ أيضا بأنه يشير إلى المذاهب، ولا يشير إلى الإسلام مع أنه يقصد توجيه النقد للدين.
الشكرجي: بصراحة أعجب للسيد أبو رغيف كيف يستنتج أشياء عني، وهو لم يطلع على الكثير مما كتبته، ناقدا فيه الدين، وليس الفكر الديني وحسب، ومعلنا لادينيتي، مع تأكيد إيماني بالله. لو تصفح مقالاتي وحواراتي على الحوار المتمدن، لما كتب ما كتبه. ولا أدري من أين استنتج بأني أرى في وصف الله بـ «رب العقل والصدق والعدل والرحمة والحب والجمال والسلام» أبحث في ذلك عن مشترك مع السنة والشيعة. ففي كل مفردة من مفردات هذه العبارة هناك اختلاف يكاد يكون جوهريا بين اللاهوت المعتمد من قبلي ولاهوت القرآن، الذي يمثل كتاب السنة والشيعة على حد سواء. فعند كل مفردة، سواء «العقل»، أو «الصدق»، أو «العدل»، أو «الرحمة»، أو «الحب»، أو «الجمال»، أو «السلام» للاهوت التنزيه ما يفترق فيه عن لاهوت الدين عموما، ولاهوت الإسلام خصوصا، سواء الإسلام السني أو الإسلام الشيعي، لاسيما عند الانتقال من الإجمال إلى التفصيل.
وإلى الحلقة الرابعة، إذا ما شاء الله وقدر.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6
- ألمانيا تتحول إلى مثل أعلى للإنسانية
- لماذا «العلمانية» وليس «المدنية»؟
- الدستور العلماني ضرورة لا يكتمل الإصلاح بدونها
- العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها
- مثلث (الشعب-العبادي-المرجعية)
- مرة أخرى يوجه خامنئي إهانته للشعب العراقي
- إرادة الشعب تنتصر: هل نشهد بداية البداية؟
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 1/2
- كتابي „الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل“ في الأسواق
- مطلبا تحويل الإقليم إلى برلماني والعراق إلى رئاسي
- نصان من 2009: الغوص وذاك الغريب
- دعوة لثورة النساء
- أريد أن أطير
- أشعر بالغربة
- سيكون ثمة ضوء
- في ذكرى 10 حزيران: الأولوية لمحاربة ودحر داعش ولكن
- الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 3/6