أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) -2-















المزيد.....

أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) -2-


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 19:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ما زال هناك عدد من الرفاق الشيوعيين لم يأخذوا بكامل أسانيد " المانيفيستو الشيوعي اليوم " ولم يقبلوا بها، وهم ليسوا ملامين في ذلك طالما أن جهة شيوعية ذات وزن أو حتى أقل من ذلك بحثت في الانقلاب على الاشتراكية الذي حدث في العام 1953 وحللت أسبابه ونتائجه باستثناء ماوتسي تونغ الذي تأخر في وصفه بالاتحراف عن نهج لينين في عبور الاشتراكية ثم ما لبث أن وصفه بالنهج الإمبريالي وقد أخطأ ماو في الحالتين فما كان في العام 1953 إنما هو إرتداد عن الاشتراكية قامت به تحديداً طبقة البورجوازية الوضيعة السوفياتية وليس رجالاً فضلوا العودة إلى النظام الرأسمالي كما يلغو البعض بالرغم من أن الروس لم يعرفوا يوماً قط النظام الرأسمالي بكل حسناته وسيئاته كي يرغبوا في العودة إليه أضف إلى ذلك أن الرغائب لا تصنع التاريخ .
ثمة خطأ فاحش فيما يعتقد كثيرون من الشيوعيين أن الإنقلاب على الاشتراكية تم بقيادة غوربتتشوف في العام 1986 أو بوريس يلتسن في العام 1991 من أجل العودة إلى النظام الرأسمالي كما صرح بذلك يلتسن نفسه . الخطأ الأول الذي يخطئه هؤلاء الشيوعيون هو تجاهلهم المستهجن لحقيقة أن الاتقلاب على الاشتراكية حدث في العام 1953 بقيادة خروشتشوف متعاوناً مع العسكر وليس في العام 1991، وليس أدل على ذلك من أن قادة الحزب الشيوعي إيّاهم كانوا قد قرروا في سبتمبر 1953 خلافاً للشرع وللقانون إلغاء الخطة الخمسية الخامسة، وأن الذين ورثوا إرث خروشتشوف منهم وأولهم غورباتشوف الذي عُمّد إبناً لعرّابه خروتشوف في العام 1985، هم الذين قرروا تفكيك الاتحاد السوفياتي ونهب ثرواته . والخطأ الثاني هو أن الانقلاب على الاشتراكية قامت به طبقة البورجوازية الوضيعة تحديدا التي تعادي النظام الرأسمالي كما تعادي الاشتراكية . ففي الفصل الأول من البيان الشيوعي قال ماركس .. " أن الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى ـ يقصد البورجوازية الوضيعة ـ هي دائماً رجعية تعمل على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء فهي تناضل ضد الرأسماليين كيلا تتحول إلى الطبقة العاملة " . طبقة البورجوازية الوضيعة إذاً، وكما رآها ماركس، هي دائماً رجعية حتى وهي تناضل ضد الرأسمالية، تعادي الرأسمالية كما تعادي الاشتراكية .

الكشف عن طبيعة الردة على الاشتراكية من شأنه أن يقرر النقاط الرئيسة في "المانبفيستو الشيوعي اليوم"، كما يبيّن مآل مانيفيستو ماركس وإنجلز في العام 1848 وحدود الثورة الشيوعية التي وصل إليها .
حال رحيل ستالين ترتب على قيادة الحزب المتهالكة كما وصفها ستالين وطالب بإبعادها عن مركز القرار في الحزب - لكن الهيئة العامة لمؤتمر الحزب في نوفمبر 1952 لم تستجب لطلب ستالين بإقصاء أولئك القادة عن قيادة الحزب - ترتب عليها أن تتعاون مع العسكر وقد غدوا مركز القوة الأقوى بعد ستالين . إنتقل مركز القرار بعد ستالين من الحزب إلى قيادة الجيش التي فرضت على الحزب اتخاذ إجراءات غير قانونية ضد الشعب وضد الاشتراكية مثل قرارها بطرد أكثر من نصف عدد أعضاء المكتب السياسي قبل مرور 24 ساعة على وفاة ستالين وهم الذين عمل ستالين على ضمهم أعضاء مكتملي العضوية في المكتب السياسي أثناء إنعقاد مؤتمر الحزب في نوفمبر 1952. والإجراء الحدي الذي فصل الاشتراكية عما بعد الاشتراكية كان إلغاء الخطة الخماسية الخامسة الذي اتخذته اللجنة المركزية للحزب في سبتمبر ايلول 1953 بتواطؤ عصابة خروشتشوف مع العسكر . كانت الخطة الخماسية الخامسة التي أقرها المؤتمر العام للحزب برئاسة ستالين في نوفمبر 1952 كانت ترمي إلى هدفين رئيسين متلازمين وهما نقل المجتمع السوفياتي إلى مجتمع الرفاهية غير المسبوقة في العالم، ثم استعادة البروليتاريا قبضتها القوية على السلطة بعد أن اعتراها الوهن بسبب خسائرها الجسيمة في الحرب .
العسكر أمْلوا على الحزب إلغاء الخطة الخماسية وتحويل الأموال الطائلة المخصصة للصناعات المدنية إلى الصناعات العسكرية دون السؤال عن المصاعب التي سيواجهها الشعب بسبب ذلك القرار المخالف للقانون . منذ سبتمبر 1953 والصناعات العسكرية تستولي على الحصة الأكبر من التمويل المتاح في الاتحاد السوفياتي السابق ثم روسيا من بعد . تأخر الاتحاد السوفياتي من دولة عظمى تنتج أكثر مما تنتج دول أورويا الغربية مجتمعة إلى أن تكون روسيا اليوم دولة من دول العالم الثالث تعتمد أساساً على تصدير المواد الخام كالنفط والغاز والفولاذ، وهو ما كان محرماً أثناء الاشتراكية، وتحتل المركز العاشر في الانتاج تسبقها كل من البرازيل وإيطاليا والهند .

آخر يوم بقيت عضوا في الحزب الشيوعي الأردني كان في نهاية ابريل 1965 حين تلاسنت مع الأمين العام للحزب بالوكالة وقد اشترط علي السكوت على خيانة خروشتشوف وعصابته في قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي للإشتراكية لكنني أكدت له أنه لا يجوز أن أحافظ على نفسي كماركسي لينيني وأنا أسكت على خيانة الاشتراكية !!
جاهدت كثيراً كي أجد شخصاً آخر مثلي سواء كان في الحزب أم خارج الحزب وعبثاً جاهدت إلى أن وقعت الواقعة في العام 1991 وكان الزلزال الكبير . أول تجربة اشتراكية ناجحة في تاريخ البشرية لم يقدر عليها غير البورجوازية الوضيعة السوفياتية متعاونة مع النازية الهتلرية العدوانية التي أوقعت بالاتحاد السوفياتي خسائر لا حصر لها .
وُصف انهيار الاتحاد السوفياتي بالزلزال الكبير لأن أحداً من الشيوعيين ومن غير الشيوعيين لم يتوقعه غيري أنا وقد أكدت لرفاقي في السجن في العام 1963 بعد قراءتي لتقرير خروشتشوف للمؤتمر العام للحزب في العام 1961 أن الاتحاد السوفياتي سينهار في العام 1990 وكان خروشتشوف قد ادعى في تقريره أن فجر الشيوعية سيبزغ في ذلك العام على الاتحاد السوفياتي بعد أن ألغى دولة دكتاتورية البروليتاريا ليستبدلها بما أسماه "دولة الشعب كله" تقليداً للدولة الرأسمالية في الغرب الاستعماري، والتي، حسب ماركس، هي الأداة الوحيدة لبناء الإشتراكية .

نعيد التذكير بكل هذه الوقائع كي نستدل على الحقائق التالية ..
(1) إن أحداً من الشيوعيين لم يلحظً أن إنقلاباً على الاشتراكية قد وقع حال رحيل ستالين .
(2) لم يتعرف أحد من الشيوعيين على طبيعة وهوية الأعداء الذين انقلبوا على الاشتراكية .
(3) لم يسأل أحد عن ماهية مشروع أولئك الآعداء الذي سيحل محل الاشتراكية .
شيوعيون لم يتعرفوا على أعداء الطبقة العاملة فإن الإستغناء عنهم أفضل كثيراً من بقائهم حيث لا يقومون إلا بتضليل الطبقة العاملة . هذا ما تفعله الأحزاب الشيوعية التي لم تتعرف بعد على أعداء الطبقة العاملة . وزيادة في التضليل وستر العورة يدعي مثل هؤلاء الشيوعيين أنهم ما زالوا يقاتلون الإمبريالية (!!) وهي دعوى دونكيشوتية لا تأتي بغير إعادة المجتمع إلى الخلف، إلى ما قبل الرأسمالية، وهو ما حذر منه كارل ماركس حين وصم البورجوازية الوضيعة بالطبقة الرجعية المتخلفة دائماً وأبداً .
الضربة القاضية التي قضت على المشروع الاشتراكي اللينيني وانتهت بالويل والثبور وعظائم الأمور لبروليتاريا العالم كانت إلغاء الخطة الخمسية الخامسة التي كانت تقضي بمضاعفة الإنتاج المدني لرفاه الشعب لتحويل كل الأموال المتاحة لإنتاج الأسلحة بدعوى تحصين أمن الإتحاد السوفياتي الكاذبة إذ عندما كانت موسكو محاطة بثلاثة ملايين عسكري نازي مجهزين بأحدث الأسلحة خطب ستالين في الساحة الحمراء احتفاء بذكرى الثورة الرابعة والعشرين يحذر السوفياتيين من أن يصيبهم الرعب والهلع مؤكداً أن الاتحاد السوفياتي سيسحق قطعان النازية وسينتصر، فكيف يكون الأمر غير ذلك والإتحاد السوفياتي كان أثناء الحرب مارداً قبالة الأقزام بريطانيا والولايات المتحدة !؟ وما يجدر ذكره في هذا المقام هو أن حركة المارشال توخاتشوفسكي الإنقلابية كانت لذات السبب، زيادة التسلح، مما أدّى إلى إعدام عشرات الجنرالات في العام 1938 . وكنت أنا الشيوعي الغر في العام 1953 قد أيدت بحماس ذلك القرار دون أن أعلم مغازيه الخطيرة في الإنقلاب على الإشتراكية . وهنا لا بدّ من أن نعترف بأن سياسة السرية التامة والكتمان الشديد التي اعتمدها ستالين تحت طائلة العقوبة في أعمال المكتب السياسي والتي لم يكن لينين يأخذ بها انقلبت إلى سياسة يستخدمها أعداء الثورة الاشتراكية فلم يعلم الشعب من اعترض من أعضاء المكتب السياسي بالإضافة إلى مالنكوف الأمين العام للحزب على إلغاء الخطة الخماسية . فالشيوعيون في الأطراف على الأقل لم يكونوا على علم بأن اللجنة المركزية كانت قد أنتخبت لتنفيذ الخطة الخمسية وليس لإلغائها بل ولا يجوز لها إلغاؤها . ظل ستالين يؤكد منذ العام 1936 أن كل كبيك ينفق على التسلح يؤخر بذات المقدار بناء الاشتراكية .

(يتبع)



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم)
- - الماركسيون - المنهزمون
- المانيفيستو الشيوعي اليوم
- إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني (مرة أخرى)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (2)
- هروب العالم من الاستحقاق الإشتراكي (1)
- لا سياسة بلا اقتصاد (3)
- لا سياسة بلا اقتصاد (2)
- لا سياسة بلا اقتصاد (1)
- خصوصية الماركسي الشيوعي
- ما هو حقا -ما بعد الماركسية- (2)
- ما هو حقاً -ما بعد الماركسية- !؟ (1)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (10)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (9)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (8)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (7)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (6)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (5)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (4)
- ليس للماركسية ما قبلها أو ما بعدها (3)


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) -2-