أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تقمص شخصية المراهق في -رسائل إلى شهرزاد- فراس حج محمد














المزيد.....

تقمص شخصية المراهق في -رسائل إلى شهرزاد- فراس حج محمد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 11 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


تقمص شخصية المراهق في
رسائل إلى شهرزاد
فراس حج محمد
لاشك أن وضع مجموعة نصوص متمائلة في الطرح في كتاب واحد يعد مسألة إشكالية، فليس من المستصاغ أن يتوقف القارئ عند مجموعة كبيرة من ألنصوص تستخدم لغة تكاد تكون واحدة وتطرح موضوعا واحدا، وفي كتاب يتجاوز 225 صفحة، كما أن شكل تقديمها كان يتماثل لشكل ولموضوع لمناجاة للمرأة ألحبيبة، وكثيرا من النصوص وجدناها تحمل مشاعر الفتى ألمراهق الذي يربط كيانه بحب تلك المرآة وبدونها لن تكون هناك حياة، مثل هذا الطرح بالإضافة الى اللغة والألفاظ التي تكاد تكون متشابهة جعل من الكتاب ككل ممل بعض الشيء ومرهق للمتلقي.
فتقمص مشاعر المراهق كانت تستحوذ على العديد من النصوص فمثلا عندما كتب ألراوي "متى أجدك بقربي يا شهرزاد واقعا مشخصا بهيا كاملا أتأملك بأحسيسي وأفكاري إدراكا محسوسا ملموسا" ص31، فمثل هذه التعبير تلازم المراهق عندما يهيم بخياله، فلا يجد مجالا للفرح او السعادة إلا بقرب الحبيبة.
فالخيال الجامح يلاحق الراوي في كل لحظة فيقول "لقد بت
أخشى يا شهرزاد على نفسي وعلى نفسك، بت قلقا من أوهامي التي حملتني حيث مخدعك ألوثير أتذكرين كم تمنيناه مخدعا يفيض إحساسا بأنوثتك، فتغمرين به قلبا تلظى في ألعطش ص32، الأنثى في فترة المراهقة تلاحق الفتى في كل ساعة، فتأخذه الأوهام إلى ما هو بعيد، بحيث لا يستطيع التميز بين الحقيقة والأوهام بين الواقع والحلم.
وكتأكيد لهذه المشاعر التي يمر بها المراهق نجد الراوي مضطرب لا يعرف في أي اتجاه يسير، فنجده مره مسالم، يتقبل الموت دون مقاومة، في سبيل عدم المس بمشاعر ألمحبوبة "كل ما بوسعي فعله هو أن أموت قهرا وانتقاما من نفسي" ص215، وبعد هذه التسليم نجده يستخدم الشدة والانتقام إذا ما لم يحصل على مبتغاه: "فاتقي جنوني إن شعرت بأنني خسرتك للأبد فلن تكون النتيجة إلا دمارا فائضا موزعا في كل ثانية، سأنثر لنفسي مقتولا على كل صفحة من صفحات ليلك ونهارك" ص216، فهنا التناقض/الاضطراب في حالة الراوي تعكس ما يمر به من المراهق.
ونجد ايضا تضخيم للأحداث العادية عند المراهق فنجده يجعل من خلافه مع محبوبته معارك طاحنة لن تهدأ أبد الدهر فيقول: "أنتظرك هناك حيث تعلمين أين أكون، فلم يبق كثير وقت لأعلن نتائج الجولات التي أستمرت طويلا حربا غير معانة ولكنها حقيقية" ص216.على هذه الشاكلة كانت غالبية ألرسائل فهي تصور لنا مشاعر تخيلات مراهق يكون محبا للأنثى فيصفها بأجمل ألأوصاف ويطري عليها أفضل ألكلام لكنه عندما يتأزم الحال بينهما، نجده أخذ يعاني من أزمة عاطفية تنعكس سلبا على أفكاره وكتاباته، فتأخذه مشاعره إلى ألا منطق، (فيجعل من الحبة قبة)
هناك تأثرا للقرآن الكريم في هذه ألنصوص "تعذب النفس بكرة وأصيلا" ص29، "وأسكنها فسيح جناته" ص35، وفي النص "وإذا مرضت فهو يشفين" نجد العديد من التأثرات والاقتباس من القرآن ألكريم كأن الراوي فيها كان رجل دين فيقول في رسالة: "ويجعل بعد عسر يسرا"، "قل ما يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون" ص196، ويقول أيضا: "ونبلوكم بالشر والخير فتنة" ص197، ولسوف يعطيك ربك فترضى" ص198.
اعتقد وجود بعض الأبيات الشعرية أطفأ نار النصوص الملتهبة، ومنحها لمسة أدبية ناضجة بعيدا عن المراهقة، فرغم أن البعض من تلك الأبيات يتماثل وحالة المراهق، إلا أنها خففت من حدتها،
ونجد هناك تأثرا في العديد من الكتاب مثل: "أحلام مستغاتني، جبران خليل جبران،، وأيضا كان فيروز حاضرة وبقوة في العديد من النصوص وكذلك أم كلثوم، حتى أن الراوي غرب أغنية فيروز "احنا القمر جيران" عندما قال:
"ما عاد يسليها اقمر
كنا إله جيران" ص222.
يقول محمد حلمي الريشة بمعنى:"شهوة الجنس والكتابة متماثلتان، بحث تدفع بصاحبها بسرعة إلى أفرغ شهوته، اعتقد بأن هذا الأمر ينطبق على هذه المجموعة، بهذا الانطباع وجدت هذه نصوص "رسائل إلى شهرزاد.
أعتقد بأن تسمية العنوان كانت تمثل جزءا من ألموضوع وكان الأجدر أن تسمى رسائل "الفتى شهريار إلى شهرزاد بهذا يكون العنوان اقرب إلى موضوع ألرسائل حيث أن المرسل هو "الفتى شهريار وتتماثل مشاعره مع ألفتيان وقد تكلم بلغتهم.
الكتاب من منشورات دار غراب للنشر والتوزيع ألقاهرة طبعى أولى 2013



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامي لبيب ملكي أكثر من الملك
- العقل العربي والردة
- الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في رواية - خسوف برهان الكتبي- ...
- كتاب كبار صغار
- أخطاء الحكيم البابلي
- -دوائر العطش- فراس حج علي
- سقوط طفل يوازي سقوط بغداد
- صراع المقدس والإنساني في مسرحة -أهل الكهف- توفيق الحكيم
- ديوان -مزاج غزة العاصف- فراس حج علي
- -غاندي والحركة الهندية- سلامة موسى
- العامة والخاصة في مسرحية -الكراكي- نور الدين فارس
- الإخوان والجبهة ما بين كنفاني ومرمره
- منصور الريكان روح العراق
- الفساد يستشري
- رواية -التمثال- سعيد حاشوش
- رواية -سوسروقة خلف الضباب- زهرة عمر
- التكفير مرة ثانية -إلى الأستاذ فؤاد النمري-
- حمار الدولة الأردنية
- المقال والنقاط
- أنا لم أكفر


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تقمص شخصية المراهق في -رسائل إلى شهرزاد- فراس حج محمد