أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - في ذكرى ثورة ايلول المجيدة.. التاريخ الجديد















المزيد.....

في ذكرى ثورة ايلول المجيدة.. التاريخ الجديد


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل الحادي عشر من ايلول علامة فارقة في التاريخ الكوردي المعاصر. علامة الفرقة جاء به السجل التاريخي الحافل بالانجازات الكثيرة واولها بناء الانسان الكوردي الجديد بعد آلام ومخاضات عسيرة لم تكن سهلة بسبب عوامل وسياسات عديدة لقوى أتفقت مصالحها على كبح جماح النضال الكوردي المعاصر. لايلول طعم الفرح التفاؤلي لما يحوي بين دفتيه من ذكرى ثورة مجيدة تعيش في ضمير الشعب الكوردي ووجدانه وبما صنعت من تاريخ جديد يعد حداً فاصلا جسدته صورة الواقع النهضوي المتجدد المفعم بالثقة والامل بالنصر الاكيد والمرتكز الى جملة مبادئ سامية وقيم اخلاقية رفيعة مكنت من تجاوز الصعاب وتذليل المحن والعقبات عبر علاقة جدلية تفاعلية قوامها الانسان والوطن والحرية.
لم تكن ثورة ايلول عبر مسيرتها انطلاقة ضد اشكال الحكم الدكتاتوري حسب بل هي ثورة بكامل ابعادها السياسية والاجتماعية والثقافية اغتنت من تجاربها واغنت الواقع بتغييرات جذرية حملت معها كل سمات الثورة القومية الظافرة فقد توحدت المدن الكوردية بأيقاع الثورة الواحدة تلو الاخرى فامتدت من مدينة الى اخرى حتى زاخو في ركب تحرري صنعته الثورة بفكرها الثوري رافقه تلاحم مختلف شرائح الشعب الكوردي في هبة رجل واحد معلنة ملحمة التوحيد الوطني والقومي الجديدة التي تعد من اروع الصفحات النضالية للكورد ومفخرتهم في التاريخ الحديث بقيادة البارزاني الخالد.
ثمرة الجهد والبناء النفسي والفكري للثورة التي بثت الروح القومية اليقظة في الجماهير عبرت عن نفسها في شكل التفاف شرائح الشعب الكوردستاني حول الثورة واستعدادها للتضحية بكل شيء في سبيل نجاحها كشف عن عمق الثقة الراسخة في الانسان الكوردي الجديد وايمانه بقدرة الثورة وحتمية ظفرها . حجم الروح الثورية اليقظة كان شاسعا امتد من ابسط قرية حتى حواضر المدن وخلق قصصاً بطولية ومواقف رائعة مشهودة ما تزال تختزنها الذاكرة الجمعية للشعب الكوردي. فقد سخرت الموارد والامكانيات الذاتية بما يشبه النفير العام في خدمة الثورة. اذ قدمت الجماهير كل ما لديها بطيب خاطر وقلوب عامرة بالايمان وحب الوطن في تضامن قلّ نظيره . وعلى خطى التلاحم نفسه وبوتائر متلاحقة تجاوبت المنظمات والهيئات السياسية والثقافية والاجتماعية الكوردية في الخارج -على قلتها- ومدت الثورة بعون اعلامي كانت بحاجة اليه ولاسيما منظمات اوربا.
على يد الثورة المباركة استعاد الشعب الكوردستاني المبادرة وصار ينتزع الاقرار بحقوقه من خلال نتائج كفاحه وامتلك سبيل الدفاع عن نفسه بفضل ذخيرة الثورة بخبراتها وتضحياتها وفهمها الصحيح لمسار الاحداث واخضاعها لمتطلبات النجاح على اكثر من صعيد. فقد علمت الثورة الجماهير اسلوب الكفاح والمجابهة وطريقة إنمائها وديمومتها ونحن في ثورة ايلول بزعامة البارزاني لم نفعل اكثر من البحث واستخدام الوسائل المتاحة لحماية شعبنا.
اتسمت استراتيجية الثورة على مختلف الاصعدة بوضوح اهدافها وتأكيد مبادئها برغم زخم التحديات التي واجهتها محلياً واقليمياً ودولياً بسبب خارطة التحالفات الدولية حينها والاتجاهات وحركة التناقضات السياسية المحورية الاقليمية.
محلياً طرحت الثورة في تلازم وثيق حقوق الشعب الكوردي المتطلع لتحقيق النظام الديمقراطي وهي ما كانت تخشى منه الانظمة الدكتاتورية التي وجدت في ذلك تهديداً لكيانها خاصة ان ترويج المفاهيم الديمقراطية كان محور محظورات الانظمة لانها تقض مضاجعهم. وكان نضال ثورة ايلول وكفاحها ضد انظمة الاستبداد تعبيراً آخر للنضال ضد انظمة لم تنبثق من ارادة الشعب العراقي.
وطنيا ادرك قائد الثورة وزعيمها البارزاني اهمية العلاقة التاريخية والمصير المشترك لنضال الشعبين الشقيقين العربي والكوردي وصيانة حقوق الاقليات الاخرى في البلاد لذا فقد ربط مصير الحركة التحررية الكوردية وثورة شعبها بمصير الحركة الديمقراطية في العراق وامتدت شعارات الثورة لتصبح قرارات تلزم قيادات الثورة باغنائها والسعي لتحقيقها من خلال النضال وتطويرها بحسب الاوضاع السياسية المستجدة على مساحة البلاد ولاسيما تطور المفاهيم السياسية الديمقراطية وتعميق مبادئها وفقا لاتجاهات الحركة الديمقراطية العامة. ومع تصاعد وتائر الاضطهاد والقمع الدموي بحق الاحرار والاصوات الوطنية المنددة بالاوضاع الفاسدة والحالة المزرية للشعب العراقي كانت كوردستان دوماً الملاذ الآمن للاحرار والوطنيين تقاسمهم رغيفها فيما قدمت لهم الثورة اشكال دعمها المادي والمعنوي المتيسر برغم طوق الحصار المحكم حولها.
ولان نهجها وطني وقومي وثوري فقد حازت الثورة على دعم زعماء وقادة وطنيين ايدوا كفاح الشعب الكوردي ونضاله المسلح العادل والمشروع في سبيل نيل حقوقه القومية امثال السادة كامل الجادرجي وعزيز شريف والمرجع الديني السيد محسن الحكيم الذي وقف موقفاً مشرفاً عندما اصدر فتواه بتحريم مقاتلة الكورد ودعا الى وقف الحملة الظالمة ضدهم .
انتزعت ثورة ايلول المجيدة الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي عبر اتفاقات عديدة مع مختلف الحكومات كانت اخيرتها الاتفاقية المعروفة باتفاقية اذار عام 1970 مع حكومة البعث البائد. قدمت الثورة التضحيات الجسام لانجاز مشروعها القومي التحرري من اجل نيل الحقوق . يقول الرئيس بارزاني بصدد ذلك : ( برهنت لنا ثورة أيلول أن أي شعب يكون مستعداً للتضحية من اجل الحياة سيكون دائماً في المقدمة، وها نحن نقطف اليوم ثمار ذلك النضال والكفاح المشرف ).
انطلاقا من مبادئها السياسية وقيمها الاخلاقية الرفيعة مدت الثورة يدها الى اي يد ممدودة للسلام من اية حكومة عراقية برغم معرفتها بانها اجراءات تكتيكية تمليها ظروف سياسية وعسكرية محددة بسبب الصراعات داخل اجنحة السلطة. ولم تلجأ الى وسائل غير قانونية او مخالف للقيم الانسانية ولو حيال الاعداء في مواجهاتها المختلفة مع مختلف الحكومات الاستبدادية او ان تتعرض للمشاريع الاقتصادية والعمرانية لايمانها بانها تختص بعموم الشعب العراقي كما كان لها تعامل اخلاقي في كثير من المواقف والوقائع وتلك ارقى خصال الرفعة والشرف للحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة البارزاني .
من وحي مبادئ ثورات الكورد وانتفاضاتهم وثورة ايلول يتصدى البيشمركة الابطال للهجمة الارهابية الشرسة التي تطول الاقليم وأمنه من تنظيم داعش الارهابي وعلى امتداد جبهة تزيد على اكثر من الف كم.
ان البيشمركة يستحضرون اليوم قيم التاريخ وعنفوان المجد ويسطرون ملاحم في الشجاعة والبسالة باتت مفخرة العالم كله الذي بات يشهد اليوم بأن البيشمركة يدافعون عن العالم كله بقيمه وحضارته ومبادئه الانسانية. ومما يؤسف له ان الحكومة الفيدرالية وبرغم صعوبة التحديات والعبء الثقيل الذي تنوء بحمله حكومة الاقليم جراء الحرب ضد الارهاب والاعداد الكبيرة من النازحين الذين يفوق عددهم المليون وثمنمائة الف لم تف بالتزاماتها حيال قوات البيشمركة كجزء من المنظومة الدفاعية العراقية. اننا نعتقد ومن باب الوفاء لصمود وانتصارات البيشمركة كان من المفترض ان تقدم الحكومة كل اشكال الدعم لهم لأن انتصارات البيشمركة مفخرة للعراق والعالم.



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يبقى من الرماد؟
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- تكرار النمطية التاريخية...وفرص مسك المبادره -1-
- تكريس الفقر وتداعي قضية الانسان والحرية -1-
- فلسفة الدستور...وتصورات البناء السياسي الجديد فلسفة الدستور. ...
- اشكالية الفهم ام اشكالية الثقة...في دعوة النجيفي
- التجربة السياسية وعقم الجدل البيزنطي
- العلم الكوردستاني في خانقين...وتداعيات المماطلات الحكومية في ...
- مبادرة النجيفي.. وشجون الفوضى السياسية
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله-2-
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله -3-
- الولع السلطوي... والعصي في العجلات ....من مجالس الاسناد الى ...
- السياسة الايرانية.. ومدايات رؤية مدافع ايات الله (1-في الخلف ...
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام -2-
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام
- التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل
- انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر ...


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - في ذكرى ثورة ايلول المجيدة.. التاريخ الجديد