أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6















المزيد.....

مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



[email protected]
www.nasmaa.org
قبل أن أواصل مناقشة المناقشة للأستاذ مالوم أبو رغيف، من حيث انتهينا في الحلقة الأولى، أنقل في البداية تعليقه على الحلقة الأولى، إذ كتب: «أتفق مع الآراء التي تفضلت بها حول طيفنة الإلحاد. بودي أن أشير أيضا، عندما تكون للطائفية الغلبة في التصنيف الحكومي والسياسي والثقافي، ستكون كل دلالة اجتماعية أو سياسة أو ثقافية ناقصة غير مكتلمة، إذا لم تستند على أساس طائفي؛ تصبح الطائفية مثل شهادة الجنسية العراقية، ضرورية لإثبات الأصل، بدونها لن يحظى المواطن باعتراف من المجتمع.»
والآن أواصل مناقشتي لمناقشته.
أبو رغيف: ولكي يجعل الأستاذ الشكرجي نفسه متميزا عنهما، أي عن السنة وعن الشيعة، أضاف الافتخار، مع إن الافتخار هنا لا يعني شيئا آخر غير التباهي، وهذا التباهي قد يجد طريقه للعلن، أو يبقى حبيسا في ذهن الإنسان، فإن وجد طريقه للعلن سوف يجد المتباهي نفسه مرددا ما يعتقد أنه الأفضل والأحسن، الأفضل والأحسن اللذان يميزانه عن الآخرين، فيمنحانه حق الأفضلية، إذ أن الصفات المشتركة لا تصلح أن تكون صفات تفضيل.
الشكرجي: الافتخار غير التعصب، الذي ربما، وأقول ربما، أراد السيد أبو رغيف أن يلمح له. بعدما بينت ظاهرة الازدواجية عند، حسب تقديري، 90% أو أكثر من العلمانيين، واللادينيين، بل والملحدين، ولكون التجرد عن الخلفية التي جعلت القناعة المستجدة تعتبرها من الماضي، الذي اتخذت قرار القطيعة معه، أو هكذا ينبغي، فعندها أفتخر، عندما أكون منتميا إلى الـ 10% أو ربما الـ 1% ممن استطاعوا أن ينسجموا مع قناعاتهم، فهذا ما لا علاقة له بالتعصب. أما أن يرى الإنسان خياره الذي اختاره من بين عدة خيارات هو الأفضل، فهو أمر طبيعي، وإلا لما كان اختاره. عندما تميل إلى اتجاه سياسي ما، كأن تميل إلى اليسار الديمقراطي، أو إلى الاتجاه الليبرالي، أو إلى الوسط المحافظ، إلى اتجاه قومي، أو اتجاه وطني، فبلا شك أنت اخترت من بين هذه الخيارات ما تراه أفضل. والقناعة بأفضلية شيء، لا يتناقض مع الإيمان بالتعددية والنسبية، والانفتاح على الآخر المغاير، والبحث عن المساحات المشتركة، مع من يُختلَف معه، سواء سياسيا، دينيا، مذهبيا، ميتافيزيقيا، فلسفيا، إيديولوجيا، أو من أي نوع من الاختلافات. فأين المشكلة في أن يرى إنسان ما خياره هو الأفضل، وقناعته هي الأصح، وطريقه هو الأصلح، مع وجوب الإيمان بنسبية الفكر البشري، والانفتاح على الآخر، وعدم التعصب، ومع عدم جواز ممارسة الإلغاء والإقصاء. ودحض أفكار أرى خطأها، عبر الفكر والتعبير والحوار ليس من الإقصاء، بل من متطلبات الاختلاف، والذي هو أي الاختلاف سنة الحياة في عالم الإنسان، بسبب أنه عالم النسبية والتعدد والاختلاف.
أبو رغيف: هوية إله الشكرجي في حقيقتها لا تختلف عن هوية إله المسلم، أكان سنيا أو شيعيا، إذ أن فكرة الإله التي اهتدى إليها الإنسان كانت لتفسير الوجود بما فيها وجوده الذاتي، أما صفات الإله الأخرى، حتى تلك التي ذكرها الشكرجي ونسبها إليه (إلى الإله)، فإنها صفات ملحقة تختلف باختلاف الزمان واختلاف المكان.
الشكرجي: صدام حسين كان رئيس السلطة التفيذية في العراق، فهو بتعبير آخر حاكم العراق. آنڠ-;-يلا ميركل مستشارة ألمانيا هي أيضا رئيسة السلطة التنفيذية في ألمانيا، وبالتالي هي بتعبير آخر حاكمة ألمانيا. وهكذا كان الراحل نيلسون مانديلا، عندما كان رئيسا لجنوب أفريقيا. فهل نساوي بين صدام حسين حكاكم من جهة، وبين آنڠ-;-يلا ميركل ونيلسون مانديلا من جهة أخرى؟ حسب لاهوت التنزيه، وكما جاء في «سيفونية التنزيه» فإن الله على سبيل المثال «لا يثيب لمجرد إيمانه أحدا من المؤمنين، ولا يعذب لكفره أحدا من الكافرين، إنما بإحسانه يثيب المحسنين، آمنوا به أو لم يكونوا يؤمنون، ويجزي بعدله المسيئين، كفروا به أو كانوا من المؤمنين»، ثم هو لم يرسل رسلا، «إنما العقل رسوله والضمير رقيبه ولا يكلف أحدا فوق وسعه، وهو أرحم بخلقه مما يظن الظانون». ثم ليست له أحكام إلا أحكام الأخلاق، التي يحددها العقل الأخلاقي، وقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، وقيم الحداثة المتطورة في تطبيقاتها، مع ثبات المبادئ، ولا يسعني أن أسرد كل الاختلافات بين صورة الله الديني وصورة الله التنزيهي.
أبو رغيف: الافتخار دون التصريح هو في حقيقته قناعة ذاتية، عندما لا يصرح الأستاذ الشكرجي عن ما يميز إلهه الجديد، أو ما يجعله مختلفا، فكيف للمسلم السني أو الشيعي أن يدرك أنه (أي الشكرجي) قد انسلخ من الاثنين، من الإسلام السني ومن الإسلام الشيعي، وكيف له أن يفتخر بإله مصنوع من تصور ذاتي. فالذات لا تصلح أن تكون مادة خلق الإله، والعقل الذي يؤكد عليه الأستاذ الشكرجي، يكتشف ويفسر ولا يصنع. قد يقول الأستاذ الشكرجي بأنه اكتشف الإله ولم يصنعه، ذلك بأنه أمعن العقل في الألوهية فاكتشف بهاء وصفاء الإله، فنقول إن عقله استند أيضا على قاعدة الدين، وليس على ناصية العلم.
الشكرجي: حسنا فعل السيد أبو رغيف، عندما تدارك، بأني لم أصنع الإله، فالصناعة هي تعبيره، وله طبعا أن يفهم ذلك على أنها صناعة للإله، ولكني، كما تدارك، أزعم أني اكتشفت الإله. وعندما أزعم أني اكتشفته بأدوات العقل، فلا بد أن أوضح أمرا مهما، وهذا ما فصلته في كتابي «الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل» الذي صدر عن منشورات الجمل في بيروت في شهر تموز من هذه السنة، ثم سأفصل ذلك أكثر في كتابي اللاحق «لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة»، الذي وُعِدتُّ من دار النشر أن يصدر في تشرين الثاني القادم، ثم يليهما كل من كتاب «مع القرآن في حوارات متسائلة»، ثم «الدين أمام إشكالات العقل». الأمر المهم الذي أعنيه فيما يتعلق الأمر بالعقل، فمفردة العقل ترد بمعنيين، تارة أستخدمها وأعني بها القوانين العقلية، وليس عقلي أي قدرتي على الإدراك والاستيعاب والاستدلال، والقوانين العقلية، لا علاقة لها بالإدراك النسبي لكل واحد منا، بل هي من أجل تقريب الفكرة، كالقوانين الرياضية. فقوانين الرياضيات على سبيل المثال ثابتة، لكن ملكة وقابيلة كل واحد منا على فهمها وسلامة ودقة استخدامها تتفاوت. وأعتذر عن التفصيل اختصارا للوقت، وإلا فمن يحب أن يطلع أكثر فليطالع كتبي الأربعة المشار إليها. وهناك فرق بين البحوث العلمية والبحوث العقلية، فالأولى تستند إلى التجربة كمصدر للمعرفة، ولا مجال لغير التجربة في ميدان البحث العلمي. والبحث العقلي يختلف، كما فصلت في مجال آخر.
أبو رغيف: فهو لم يغادر منصة اللاهوت الديني إلى منصة العلم، فتصوره للإله ليست تصورا عقليا كما يعتقد. إذ أن العقل اليوم ليس شيئا آخر غير التفسير العلمي للظواهر، أكان نشؤوها أو تلاشيها وفنائها.
الشكرجي: هذا الخلاف قديم، وسيبقى قائما بين المدرستين التجريبية المادية والعقلية. واختلافهما ناتج عن الاختلاف في تحديد مصادر المعرفة، فالمدرسة التجريبية تجعل للمعرفة الإنسانية مصدرا واحدا لا غير، ألا هي التجربة، وهذا ما يعتمده كما يبدو محاوري المحترم. بينما المدرسة العقلية، التي تتفق مع المدرسة التجريبية في عدّ التجربة مصدرا أساسيا للمعرفة، لكن تختلف معها في عدم عدّها المصدر الوحيد. والفرق بين ما تحصل عليه التجربة ومدرستها من معارف وقوانين عبر التجربة، وبين المعارف غير المستمدة من التجربة بل من العقل، هي أن المعارف التجريبية تعتمد فيما تعتمد الاستقراء، أي التحول من العام إلى الخاص، وذلك إما بملاحظة وملاحقة ظاهرة طبيعية ما، من غير تدخل من قبل المراقب للظاهرة، أو بتدخله عبر بالتجريب والاختبار. فكلما تكررت ملاحظة الظاهرة، وأدت مقدمات لنفس النتائج، أو كلما تراكمت التجربة وتكررت، كلما اقترب التجريبي من التيقن من وجود قانون يربط بين المقدمات والنتائج، بين الأسباب والمسبَّبات. فكل القوانين الفيزيائية والكيميائية والطبيعية الأخرى، جرى التوصل إليها والتأكد من صحتها عبر ملاحقة الظواهر أو التجربة والاختبار. هذا هو ميدان العلوم الطبيعية. بينما الحقيقة العقلية، سواء كانت بديهية، أو نظرية، أي تحتاج إلى إعمال العقل، فمعرفة النتيجة والتيقن من صحة القانون لا يجري التأكد منه عبر التكرار والتجريب. وأعتذر عن عدم التفصيل، وأقتصر على ذكر أمثلة للقواعد العقلية، التي لا تحتاج إلى التجربة لثبوت صحتها، منها استحالة التناقض، وكون الكل أكبر من الجزء، واستحالة الدور، أي أن يكون شيئان كل منهما علة لوجود الآخر بحيث لا يوجد الواحد منهما إلا بالآخر، وبالعكس، وجميع الحقائق الرياضية. بينما تمدد المعادن بالحرارة، وكون الحجم والكثافة يتناسبان مع ثبات الوزن عكسيا، وهكذا القوانين ذات العلاقة بالضغط وغيرها. كل هذه احتاجت إلى تكرار الملاحظة أو تكرار التجربة من أجل الخروج بقانون. وهكذا هو الأمر في مجال الطب، والاقتصاد، وحتى في مجال علم النفس وإلى غير ذلك.
وإلى الحلقة الثالثة لأواصل مناقشتي لمناقشة السيد أبو رغيف لما أسماه صناعتي للإله.
09/09/2015



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6
- ألمانيا تتحول إلى مثل أعلى للإنسانية
- لماذا «العلمانية» وليس «المدنية»؟
- الدستور العلماني ضرورة لا يكتمل الإصلاح بدونها
- العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها
- مثلث (الشعب-العبادي-المرجعية)
- مرة أخرى يوجه خامنئي إهانته للشعب العراقي
- إرادة الشعب تنتصر: هل نشهد بداية البداية؟
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 1/2
- كتابي „الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل“ في الأسواق
- مطلبا تحويل الإقليم إلى برلماني والعراق إلى رئاسي
- نصان من 2009: الغوص وذاك الغريب
- دعوة لثورة النساء
- أريد أن أطير
- أشعر بالغربة
- سيكون ثمة ضوء
- في ذكرى 10 حزيران: الأولوية لمحاربة ودحر داعش ولكن
- الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها
- اعتماد دولة المكونات جريمة القرن بحق العراق


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 2/6