أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6















المزيد.....

مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 00:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر السيد مالوم أبو رغيف على «الحوار المتمدن» مقالة بحلقتين أسماها «صناعة الإله عند ضياء الشكرجي»، وذلك في 26 ثم في 29/07/2015.
وقد كتبت التعليق الآتي على الحلقة الأولى:
تحياتي وشكري للأستاذ مالوم أبو رغيف. سأنتظر حلقته الثانية، ولست أدري ما إذا سأرد على حلقتيه حول «صناعة الإله عند ضياء الشكرجي» أي عندي. أحترم ما يطرحه، مع إني أختلف معه، واختلافي معه لا يخلو من الكثير من نقاط الالتقاء. وأتصور لو أتيحت له الفرصة، وهو معذور لعدم توفر الفرصة لديه، ليطلع على كل ما كتبته، ولا أتوقع منه ذلك، لوجد إجاباتي على الكثير من تساؤلاته. المهم إني دائما أؤكد على نسبية الحقائق، ولم أدّعِ لنفسي امتلاك الحقيقة المطلقة والنهائية، بل أطرح ما أراه صائبا، أو ما هو أصوب، أما الصواب المطلق، فشخصيا لا أملكه، فإذا كان الأستاذ أبو رغيف يمتلكه، فأهنئه، لكني متأكد إن مثله، وبهذا الطرح العقلاني لا يمكن أن يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة. أكرر شكري واحترامي للكاتب العزيز، وأؤكد التقائي واتفاقي، كما افتراقي واختلافي معه. فهكذا هو عالم الإنسان، عالم النسبية، وعالم الاتفاق النسبي والاختلاف النسبي، والحوار العقلاني، الذي يتحلى به الكاتب، مع وقوعه في أخطاء – حسب معاييري النسبية – كما أقع في أخطاء حسب معاييره ومعايير من يختلف معه النسبية أيضا.
والآن أواصل مناقشة ما تفضل به. ابتداءً بودي أن أجدد شكري له على مقالته هذه، وسابقتها التي حثتني على الرد المتأخر، لأني اطلعت عليها صدفة بعد مضي ما يقارب السنتين. أشكره لأن مناقشته لأفكاري عبر مقالتين لي، ثم مناقشتي لمناقشته، قد يكون كل هذا من شأنه أن يكون إثراءً للأفكار موضع النقاش، وخدمة للفكر بقدر أو بآخر. أؤكد على «قد يكون».
عدم ردي على مقالته المشار إليها، لم يكن تهربا من الحوار، أو عجزا عن الرد، ولا عدم اكتراث بما تفضل به الكاتب المحترم. إنما كان هناك سببان لتأخري في الإجابة حتى الآن، هما انشغالي بأمور مهمة وعاجلة بالنسبة لي، ثم عدم تشخيصي لوجوب استعجالي بالرد.
وها أنا أعود لأناقش ما طرحه عني السيد أبو رغيف، ولا أدري كم حلقة ستكون هذه المناقشة. وارتأيت أن أكمل مناقشة ما كتبه، والذي باشرت به في 05/09/2015، ثم لأرى عند افراغ منها، كم سيكون حجمها، لأقسمها إلى أكثر من حلقة، سيحدد عددها حجم مناقشتي. وربما يستغرق الأمر عندي وقتا ليس بالقصير، لأني لن أكتب مناقشتي بشكل مسترسل بل متقطع، بسبب انشغالاتي، مما قد يؤجل تكملة ما أبدأه الآن. بعدما أكملت المناقشة قسمتها إلى ست حلقات، راجيا من السيد أبو رغيف أن ينتظر حتى نشر الحلقات الست، ولا أعد بالرد، إذا ما أراد أن يناقش هذه الحلقات، لأننا لا بد أن نجعل لكل شيء نهاية.
وأفضل أن أتبع طريقة سرد النصوص للسيد أبو رغيف، ثم أناقشها مقطعا بعد مقطع. وسأسبق نصوصه بعبارة «أبو رغيف:» وأسبق مناقشتي لذلك المقطع بعبارة «الشكرجي:». وإيراد كل نصوص مقالة السيد أبو رغيف، بحلقتيها، يسهل للقارئ المهتم الاطلاع على كامل الأفكار التي طرحها الأستاذ المناقش لي، ثم مناقشتي لمناقشته، ويوفر عليه أي على القارئ الرجوع إلى ما كتبه.
أبو رغيف: عندما كتبت المقال الأول الذي يخص مقال الأستاذ الشكرجي المعنون «أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا» لم أكن بذلك الوضوح الذي أنا عليه الآن، لذلك قد تصورت بأن ما يقصده الأستاذ الشكرجي يهدف إلى خلق إسلام خال من حزازات المذاهب، فأسميت الافتخار بعدم الانتماء إلى الشيعة بأنه تنصل منها (أي من الطائفة الشيعية). الآن وبعد أن كتب الأستاذ الشكرجي مقالته التي عنونها (مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني) اتضحت الصورة إذ أن الأستاذ الشكرجي يعلن بوضوح انفصاله عن الإسلام كدين وكإله.
الشكرجي: يسرني اتضاح الصورة للأستاذ أبو رغيف. مع تأكيدي أني مؤمن بالله فلسفيا وليس دينيا، فصحيح ما جاء في قوله عن انفصالي عن الإله الديني.
أبو رغيف: فهو وكما يبدو من مقالاته قد وصل إلى قناعة تقترن باليقين بصحة اعتقادة الذي أسماه لاهوت التنزيه، ولاهوت التنزيه بالنسبة للسيد ضياء الشكرجي هو تنزيه الإله مما نسبته إليه الأديان والفقهاء وحتى القرآن من صفات يراها الشكرجي بأنها لا تنسجم مع ذاته الإلهية.
الشكرجي: وهنا، ولحد هذه النقطة، وفي كثير مما سيطرحه في مقالته، فهمني السيد أبو رغيف بشكل صحيح، ولم يؤولني كما فعل في مقالته الأولى. ولكن أحب أن أزيل سوء فهم محتملا حصوله عند الأستاذ الكاتب، أو عند بعض القراء، فيما يتعلق باليقين. صحيح إني موقن بوجود الله، كما إني موقن بنفي الدين. لكن يقيني لا أراه ملزما لغيري، فهو وإن كان يقينا، واليقين يكون عادة مطلقا، مع هذا فهو عندي نسبي. كيف يكون مطلقا ونسبيا في آن؟ أقول هو مطلق عندي حسبما تبين لي من دليل عقلي، ولكنه ليس مقنعا عند كل واحد، حتى لو استخدم أدوات العقل في الاستدلال، ومن هنا فهو نسبي من هذه الناحية.
أبو رغيف: فالإله بالنسبة له، للشكرجي، تركيب قيمي ذاتي وصناعة شخصية. لكنه لم يبتعد كثيرا عن الدين، فقد بقي في مدار فكرة الإله، وهي نفس الفكرة عند بقية الأديان، فكرة الإله الخالق.
الشكرجي: أتصور تناول مدرستين لموضوع واحد، لا يعني أنهما تتبنيان وحدة المحمول أيضا. فلا يمكن أن يقال إن هناك وحدة رؤية على سبيل المثال، ومثالي من عالم السياسة، بين الإسلاميين والعلمانيين، عندما يدعو كل من الطرفين للديمقراطية، فبكل تأكيد إن الديمقراطية وفق النظرة الإسلامية، غيرها وفق النظرة العلمانية، فكل من الدينيين والإلهيين العقليين اللادينيين يؤمنون بالله، ولكن هناك فوراق ليست ثانوية بل جوهرية بين الرؤيتين في فهمهم لله. فالله كحقيقة مجردة واحدة ومطلقة، ولكن الصورة المنعكسة في أذهان المؤمنين به مختلفة ونسبية.
أبو رغيف: السيد الشكرجي أخضع إلهه إلى عملية ترشيق وتجميل، أبقى على كل الصفات الرائعة، وشذب عنه كل الصفات التي لا يحبها، ولا يعتقد أنها تليق به، أي بـ الإله، مثل النقمة والعقاب والحساب ومعاقبة الخاطئين والآثمين.
الشكرجي: سماه ترشيقا وتجميلا، وأسميه تنزيها. والتنزيه يختلف عن التجميل، إذا كان المقصود بالتجميل إضفاء صفات جمالية خارجة عن الموصوف، كما هو الحال مع مساحيق التجميل، بينما أعني بالتنزيه إزاحة الغشاوة التي أخفت وراءها الأديان جمال الله وجلاله. فهي ليست قضية حب وهوى ورغبة، وإنما هي عندي قضية اكتشاف وتعرف على حقيقة، لا أقول عنها أنها مطلقة ونهائية وغير قابلة للمناقشة والرد وربما الدحض، بل هي عندي أنا يقينية، ولا يجب أن تكون كذلك عند غيري، وهذا ما أسميه باليقين النسبي. واليقين النسبي لا يعني فقط أنه نسبي لأنه يقين عند البعض، الذين أنا منهم، وليس بيقين عند البعض الآخر، ولكن يمكن أن يكون نسبيا بالنسبة لنفس الشخص، كأن يكون يقينا اليوم، ولا يكون كذلك غدا، أو إنه لم يكن بالأمس يقينا، وأصبح اليوم كذلك.
أبو رغيف: وعندما يصل المتدين بغض النظر عن انتمائه الطائفي، إلى مرحلة ينبذ فيها إله الجماعة ويصنع له إلها ذاتيا فرديا، حتى لو كان ذلك الإله (الذاتي الفردي) في مجمله أو بعضه منه مستوحىً من الإله العام، فإنه لا ينسلخ من طائفة، ولا من مذهب، إنما ينسلخ من دين. لكن الأستاذ الشكرجي وقف دون التصريح بالخروج من الدين، فلست شيعيا ولست سنيا عبارة عامة قد قالها الكثيرون قبله وفهمها القراء بأنها انتقاد موجه للمذاهب.
الشكرجي: من الطبيعي أن الكاتب عندما يكتب موضوعا ما، لا يسعه أن يطرح فيه كل أفكاره. لكن الذين كانوا يتابعونني وقت كتابة المقالة المشار إليها، يعرفون ما أعتمده من عقيدة إلهية عقلية لادينية، فقد كتبت الكثير مما يشير إلى ذلك بوضوح، وذلك على موقع الحوار المتمدن. ثم إني أردت أن أشير إلى قضية في غاية الأهمية، ولو إني ذكرتها وفصلت فيها في مقالات عديدة أخرى لي. وهي الازدواجية التي يعيشها الفرد الشرقي ذي الخلفية المسلمة عموما. فتراه من الناحية السياسية علمانيا، لكنه عندما تمس قضية ما خلفيته المذهبية، تراه يرجع شيعيا أو سنيا. ولنذهب إلى ما هو أبعد من العلمانية السياسية حصرا، بحيث نرى أن الكثيرين من اللادينيين مثلي، يبقون أيضا في عواطفهم ومواقفهم السياسية وتحليلاتهم وتأييدهم ومعارضتهم، يبقون يتفاعلون سنيا أو شيعيا. ولنذهب إلى ما هو أبعد من اللادينية، إذ نجد هذه الازدواجية حتى عند الكثير من الملحدين، أي اللاإلهيين. ملحد وشيعي؟ ملحد وسني؟ شخصيا لا أفهم ذلك أبدا. ولذا رأيت نفسي أنتمي إلى القليلين جدا، ممن استطاعوا أن يتجردوا عن خلفيتهم تجردا تاما بلا أدنى رواسب. وهذا ليس انسلاخا أو تنصلا، بل هو انسجام الإنسان مع نفسه، فيما يحمل من قناعات، قد تكون استجدت عنده، وهنا عندما تستجد قناعة عند إنسان تراكميا لم تكن موجودة لديه سابقا، أرى أنه يجب أن يتخلص من كل رواسب القناعة السابقة. ولذا أردت أن أؤكد لاشيعيتي من جميع النواحي.
وإلى الحلقة القادمة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمانيا تتحول إلى مثل أعلى للإنسانية
- لماذا «العلمانية» وليس «المدنية»؟
- الدستور العلماني ضرورة لا يكتمل الإصلاح بدونها
- العبادي والحكومة المطالب بتشكيلها
- مثلث (الشعب-العبادي-المرجعية)
- مرة أخرى يوجه خامنئي إهانته للشعب العراقي
- إرادة الشعب تنتصر: هل نشهد بداية البداية؟
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 2/2
- مناقشة متأخرة لمقالة للسيد مالوم أبو رغيف عني 1/2
- كتابي „الله من أسر الدين إلى فضاءات العقل“ في الأسواق
- مطلبا تحويل الإقليم إلى برلماني والعراق إلى رئاسي
- نصان من 2009: الغوص وذاك الغريب
- دعوة لثورة النساء
- أريد أن أطير
- أشعر بالغربة
- سيكون ثمة ضوء
- في ذكرى 10 حزيران: الأولوية لمحاربة ودحر داعش ولكن
- الدعوة إلى تغيير أسماء المدن والشوارع ما لها وما عليها
- اعتماد دولة المكونات جريمة القرن بحق العراق
- من «عصفورة حريتي» - حضور اسمه


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مع مالوم أبو رغيف فيما أسماه صناعتي للإله 1/6