أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في رواية - خسوف برهان الكتبي- لطيفة الدليمي















المزيد.....

الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في رواية - خسوف برهان الكتبي- لطيفة الدليمي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في
رواية " خسوف برهان الكتبي"
لطيفة الدليمي
تتحدث الكاتبة في هذه الرواية عن حالة العراق والعرقي قبيل الاحتلال، وتحديدا غي عام 1999، ومكان الحدث كان في بغداد، تتحدث عن الكاتبة من خلال شخصية "برهان" العرقي الذي لا يجد قوت يومه فيطر إلى بيع أشياء عزيزة عليه، يبيع أولا أثاث المنزل، ثم تمثال للملك السومري "شولكي"، ثم يبع مكتبته الثرية بالكتب، ثم يهرب زوج من طائر الحب كان يقتنيه، وبعد هذا تحل الكارثة الروحية والنفسية على برهان، فيمسى يتعذب ويجلد ذاته على ما اقترفه من (جرائم) بحق المبادئ التي تربى عليها، يخرج من المنزل ولا يعود وتبقى زوجته "دليلة" تنتظر عودته، وترسل من يبحث عنه، لكنه لا يعود فقد "قال احد المارة أنه رآه يعبر الشارع ذاهلا ولم يسمع يوق الحافلة المسرعة التي دهسته" ص134، وبهذا تنتهي قصة برهان البغدادي العراقي.
أهم ما تناولته الكاتبة في هذا العمل الروائي مسألة الصراع، فقد أخذ أكثر من شكل، صراع الواجب والواقع، صراع الذاكرة، صراع الموت والحياة، بالإضافة التي جعل الأحداث تأخذ شكل الفانتازيا، كما نجد ذكر للكتب والكتاب ومفهوم المكتبة وما تعني الكتب عند أصاحبها، ونجد هناك ذكر للحيوانات والتي تعطينا حالة القرف التي يمر بها بطل الرواية، وأيضا هناك ذكر لمجموعة من الطيور، وتعيدنا الكاتبة بصورة خاطفة إلى الماضي الجميل عندما كان العراقي ينعم بوطنه ويحيا فيه بكل سلاسة ورخاء، وهناك مجموعة من الحكم وضعتها الكاتبة، تسهم في تعميق فهمنا لما يمر به بطل الرواية "برهان"
صراع الذاكرة
عندما يقدم الإنسان على فعل مجبر عليه، لأسباب تتعلق بالظرف الاقتصادي، أو بسبب قمع النظام، أو لظروف قاهرة يمر، لا بد أن يترك هذا الفعل أثرا سلبيا على فاعله، ولن يرتاح نفسيا أبدا، هذا الأمر كان واضحا عند بطل رواية "حين تركنا الجسر" ورواية "شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف، وها هو الأمر يتكرر مع "برهان" فيقول عن حالته عندما باع تمثال الملك السومري: "إذن .. أنا أملك روحي دون ذاكرتي، ..الروح تقود الخطى إلى ما أرنو إليه.. ولكن لا.. لا.. لماذا وهي تسيح الذاكرة جليدا دسوا في جوفه لهبا؟" ص9، "برهان" هنا يريد أن يخون/يتخلى/يلغي/يقتل ذاكرته، فهي من يسبب له الألم والشعور بالذنب، من هنا لا يريدها، ويفضل التخلي عنها. فهي بمثابة لعنة تطارده، فهل إلى هناك سبيل التخلص منها؟
يقول احد الشعراء بأنه ـ أحيانا ـ يتمنى أن يكون حمارا، أو إنسان عاديا، لا يفكر ولا يلقي بالا لما يجري، وهذا الأمر يقوله "برهان" لكن بطريقة غير مباشرة، "أراها/مبثوثة أمامي، صحائف ومسلات ورقوق غولان، أفك طلاسم اللغات وأبلغ السائلين، بما أرى وكأني عين الدهر وصوت الحقيقة" ص10، حجم ونوعية المعرفة تجعل الإنسان لا يقدم على فعل غير راضي عنه، فهنا يستحضر "برهان" كل معرفته وحبه للتاريخ لكي يبدأ مسلسل جلد الذات التي اقترفت الإثم، فرغم الظرف القاهر، والحاجة الملحة، لن يسامح/يتساهل هذا العارف المثقف على ما اقترف من خطيئة، وهنا تبدأ عملية جلد الذات تأخذ شكل المرض النفسي، فتخاطبه زوجته "دليلة": ـ لابد أن تنام... سأهيء لك الفراش، ألا تستحم؟" ص19 يرد عليها بمنطق الفلاسفة، الذي يسبرون الأغوار ويعرفون ما في الخفاء،:
"ـ لا وكيف أهدأ والنسيان ليس لمثلي والنسيان داء الآخرين وشأن يخص كل من عداي.. لا يا دليلة لست من ينسى، لا.. إنهما محض حالة عابرة، النساؤون هم من تضمحل ذاكرتهم لشيخوخة أو إدمان وأنا لست منهم ولست ممن تتساوى لديه اخطر الأشياء وأدناها" ص19، كلام ينم عن معرفة حجم الجرم الذي اقترف، الفعال يعلم جيدا مقدار الخطأ الذي حصل، ولأنه عارف، وصاحب فكر، نجده لا يتساهل، لا يرحم نفسه، يحاكمها وكأنها ليست جزءا منه، وكأنها عدوه الأول، ومن هنا نجده بهذه الصرامة والقسوة مها.
وبعد أن يعي "برهان" ما يمر به، وأنه سيهلك، إذا ما استمر بهذه الحال، نجده يصر على ما هو فيه من ألم فيقول: "دليلة لا ترتابي بي.. فأنا لن أفرط بذاكرتي .. أنها وسيلتي للبقاء.. فإذا حدث وحل بها الخراب فاعلمي أنني أفوح برائحة الموت.. ولك أن تتحاشي وجودي وتنأي عن رجل يتحلل أمامك ويتلاشى" ص20، هنا يحول جلد الذات/التكفير عن الخطيئة، إلى حالة وجود، بمعنى أخذ "برهان" يشعر بوجوده من خلال وجود الألم، تعذيب الذات، من خلال استحضار الخطيئة التي اقترفها، فإذا ما تجاهل/تناسى ما فعله يكون بمثابة الميت، الذي يجب أن يوارى الثرى.
صراع الواقع والواجب
كما قلنا هناك صراع يقع داخل النفس الإنسانية عندما تدفعها الظروف إلى الإقدام على فعل إكراها/تحت الضغط، فنجد النفس الحرة تبدأ بالتفكير بما جرى، وهل كانت المبررات مقنعة للإقدام على هكذا فعل. أم أن ضعف الذات هو السبب المباشر وليس الظرف؟
"ـ ماذا سنأكل في الغد؟.. وهذا يعني ماذا سنبيع لنبقى.. يراوغه وجه الملك السومري (شولكي) : أتعرف لا تفريط بك.. " ص23، الواقع وما يحمل من ضغط على الإنسان في مواجهة القناعة، الإيمان بضرورة التمسك بالأمل، بالمبدأ، الجوع وما يترتب عليه من ضعف للجسد، وتهيج لغريزة الطعام، مقابل تمثال يحمل الكثير من المعاني، ليست الشخصية وحسب بل الوطنية والإنسانية والحضارية كذلك.
الحكم
العديد من الحكم جاءت كرد على كل من يقترف الخطيئة، فلا مجال لتبريرها، مهما كانت الظروف، وكأن الكاتبة من خلال أبراز جوانب الصراع النفسي وجلد الذات أرادت منا تجنب المرور بمثل حالة "برهان" وأن نصبر على ما نحن فيه، خير من الإقدام على فعل غير مقبول لدينا.
"الدموع تخصب الروح بإزالة ملح الجسد الزائد عن حد العذوبة وتعين الوعي على تقصي المعاني" ص21، فهنا نجد الندم/البكاء يطهر النفس، ويعمق الوعي بالحقيقية بفعل الصواب.
"... إن المكتبات سند وجذر وركيزة تصون ذاكرة الزمان والناس معا" ص80، أهمية المكتبات ليس للأفراد وحسب بل للمجتمع وللإنسانية.
"هل كنت تحب جسدك إلى حد التفريط بروحك؟" ص83، البقاء على العلاقة الروحية، والارتباط والتمسك بالمبدأ خير وأفضل من الاهتمام الجسد وبالنواحي المادية، فهذا القول ينطبق على كل من يقدم على فعل يكون فيه المردود المادي على حساب المبدأ/الفكر.
"أكنت تدرك أن الجسد إذا عاش من غير ذاكرة يماثل بيت أشباح تفضي ممراته إما إلى الجنون أو الموت؟" ص83، تأكيد على ضرورة بالبقاء والحفاظ على المبدأ مهما كانت الظروف، ومهما كانت المبررات.
"أن كل محجوب يحتفظ بقوته وأن كل مخفي يمتلك سحره الذي لا تستنفذه الرؤيا فتساويه مع المرئيات المتاحة للبصر، الحجب والإخفاء يكاثر التشويقات لمعرفة ما هو محجوب،... المتاح والمعلن يفقد سره وسحره والمخفي يفاجئنا بحضوره" ص98، أهمية إبقاء شيئا منا/جسد/ شخصية/ نص مكتوب/ خلف الستار، فلا نكون سافرين أمام الآخرين، حتى لا نكون عادين في نظرهم، ونمنحهم هامش للتفكير، للتأمل، للتخيل.
الحيوانات والطيور
دائما يلجأ لكاتب إلى الحيوانات كتعبير عن حالة القرف التي يمرون بها، أو كتعبير عن فعل رديء يقدم عليه البعض، فبعد أن ينغمس "برهان" بالخيانة ويذهب للمومسات تصف لنا الكاتبة حالته على هذا النحو: "لا شيء بينهما اللحظة سوى ما تؤدي الكلاب السائبة أو الخنازير البرية أو القطط المهتاجة في شباط وهي تتسافد في الطرقات وبين أكوام الروث والوحل
" ص70، بهذا الشكل تم مقاربة فعل خيانة "دليلة" فكان "برهان" عمليا يسافد ولا يضاجع، كأنه حيوان وليس إنسان، كان فاقد لإنسانيته.
وبعد هذا الفعل تنقلنا الكاتبة إلى وصف المكان الذي مارس فيه "برهان" الخيانة فتصفه لنا: " تتعالى في الأزقة روائح قنافذ مطبوخة وأمعاء عجول محشورة وأقدام أوز مسلوقة" ص75، إذن حتى المكان تفوح منه روائح كريهة، رواح تدل على أن من يعيش في هذا المكان يأكل طعاما غير مقبول، فهو ملازم للقذارة، ويشير إلى الاشمئزاز.
بعد أن يقترف "برهان" فعل الخيانة نجده كطائر مكسور الجناح، فاقد للحرية، أسير للأرض، "جسده معسكر طيور، سجن أجنحة، عصافير دورية وبلابل طيور شحارير وقبرات، هداهد وسنونوات، طيور وروار وزقزاق حمائم وقطا مطوق نورس" ص127، بهذا الشكل يكون "برهان" قد وقع في الأسر ولا مكان له في الفضاء، لقد أصبح كائن أرضي لا يعرف للانطلاق، وهنا أشارة إلى اقتراب نهايته التي ستكون قريبة.
عقدة الإله تموزي/بعل، الحسين
المتابع لما يكتبه الروائي العراقي يجد هناك شبه إجماع، فجلهم يجلد ذاته اتجاه حدثا ما، فكاتبة الرواية "لطيفة الدليمي" تحمل نفسها مسؤولية فقدان "برهان" فتقول: "ضرب من الاستحواذ يداهمني، تستحوذ علي فكرة أننا جميعا مسهمون في جريمة ضياع برهان، لا أحد يجرؤ على ادعاء براءة لا نملكها، كلنا أنا ودليلة والآخرون، الأرض والناس والوقت، أحلامنا وصمتنا الوحشي المتواطئ، كلنا جعلنا جلد العالم يضيق على جسد الحالمين" ص77، فهنا اعترفت بجرم ضياع/مقتل "برهان" المتابع لحدث الرواية يتأكد بأن الكاتبة ليس لها علاقة بحادث اختفاء "برهان" فهي مجرد راوية للأحداث ليس أكثر.
لكن عقدة الإله تموزي ومن ثم عقدة خذل الحسين في كربلاء، جعل العراقي يشعر بضرورة جلد الذات، فقد أصبحت جزءا من الموروث الذهني، ولا يستطيع التحرر منه.
الفانتازيا
هناك أحلام/تخيلات يتعرض لها "برهان" يكون تأثيرها كما لو كانت واقعية، وهذا يشر إلى حجم العذاب/الألم الذي يعتصر قلبه، فنجد هذا الحلم الذي يمثل حالة الصراع بين الحاجة والواجب، "ويرى في أول المنامات أن تمثال الملك السومري (شولكي) ينام ممددا بينهما ثم يراه يقفز إلى خزانه الزجاج، وكأن قد باعه مساء ذلك اليوم ـ عبر وسيط ـ دبلوماسي أجنبي ـ لكن الملك المقصى عن ملكوته عاد هاربا إليهما.
ـ برهان، لن أخلد في أبديتي ما لم أجد شهودا من دمي أعلمهم كيف يعيدون بناء النهار ويتقنون إفراغ الروح من عثراتها.. برهان لا تفرط بك
ـ وكيف أبقى إن لم أبذل أو أضحي بمقتنياتي؟
ـ مثلما تبقى الطيور وأشجار السدر والنخيل البري في الواحات، مثلما يدوم النهر والريح في الزمن" ص24، فحضور التماثل في الخيال/الحلم أشد وقعا من الكائن الحي، فكأن للتمثال روح، أو إن تأثير فقدانه جعل "برهان" يمر بحالة من تعذيب الضمير لما أقدم على بيعيه، علما بأنه يحمل الكثير من المعاني، ليس "لبرهان" وحسب بل لكل عراقي وللعراق وللمنطقة، وللحضارة الإنسانية، فما ينطق به التمثال يمثل ضمير/ثقافة "برهان" التي لا يستطيع أن يلقي بها/بتخلص منها/يهملها ولو لحين فكل ما فيه يجعله في حالة غير مستقرة، حالة صراع ومخاض، بين متطلبات الواقع/الحاجة، وبين الواجب، ما تربى عليه من مفاهيم، ما أوجدته الثقافة والمعرفة في نفسه، من هنا نجد حالة الصراع ترتفع وتتصاعد إلى الذروة.
التماهي والتوحد مع الحدث التاريخي الماضي، كان حاضرا في نفس "برهان" فهو القارئ والمثقف، الذي عرف الكثير من الحقائق والأحداث، من هنا سيكون لتك المعارف تأثيرا قويا عليه، فنجده يستحضر حادثة جلد الفيلسوف الكندي وكأنها حاضرا الآن أمامه، "ويهبط السوط مرة أخيرة على ظهر الفيلسوف العارف وظهر برهان يتورم في وجع التماهي وتنفرط ستون عاما من بهاء العقل بوشاية (سند بن علي) و(أبي معشر الفلكي) وتحرق كتب العارف وأولها (رسالة كيمياء العطر والتصعيدات)" ص31، إنسان بمثل هذا الإحساس والمشاعر والثقافة والمعرفة لا يمكن أن يقدم على فعل غير مقبول لديه دون أن يفكر فيه، أن يترك أثرا فيه، فإذا كان حدثا تاريخيا يتماثل أمامه ويجعله يتأثر ويتألم، بما بالنا إذا كان هو نفسه من اقترف الخطيئة والإثم!.
أما حادثة اختفاء برهان فكان وقعها على العامة بهذا الشكل، ".. وخيل إلي إني رأيت رجلا مشردا مخبولا يداهم هذه الغرفة ويحاول أخذ شيء من هنا، كان رجلا غريبا ناحلا وله لحية رمادية قصيرة .. لم أتبين ملامحه جيدا ولكنه بدا كائن شفاف، لا كثافة له..
كانوا يضحكون ويعلقون:
ثم رأيته يدخل في المرايا ويذوب فيها وافقت من الحلم..
ـ ألم تتبعه؟
ـ وكيف أتبعه وقد تلاشى في جدار المرايا؟" ص124 و125، حضور الفانتازيا/ التخيل، جعل ما هو خيال مؤثرا وفاعل يعد من العناصر التي تدعم فكرة الكاتب/ة، فلا شك بأن مثل هذا الحدث يخدم أيضا فكرة عودة الإله "تموزي/بعل" التي سادة في العراق لزمن طويل جدا، وأيضا يؤكد استمرار تأثرها من خلال فكرة ظهور المهدي المنتظر،.
وهو تدفعنا الكاتبة إلى التوقف عند مشهد اختفاء "برهان" المتماثل مع اختفاء بطل رواية "المعطف" لغوغول الذي أخذ يتماثل للعامة يسبر في الشوارع ويخطف/يسلب ركاب العربات المارة، فمثل هذا الحدث يشير إلى حجم الجريمة التي يقترفها المجتمع بحق الفرد، فعندما يترك المجتمع الإنسان وحيدا، لا يلقي له بالا، رغم ما يمر به من محن وشدائد، ثم يسلبه :ل ما يملك، ـ تم سلب/سرقة المعطف من بطل رواية غوغول، وتم سلب/سرقة ثمن المكتبة التي باعها "برهان"، وهنا يفقد برهان عناصر الحياة الجسدية، وقبلها كان فقد عناصر الحياة الروحي، من خلال التفريط بالتمثال، ثم بالمكتبة.
الكتب والكتاب
العديد من الروايات يتم ذكر بعض الكتب والكتاب فيها، طبعا هذا يفتح آفاقا أمام المتلقي لينهل من تلك التي ذكرت في الرواية، وهي يمثل دعوة غير مباشرة من الكاتب لقراءة ما ذكره.
"لطيفة الدليمي" تستخدم هذا الشكل أيضا لتدفعنا/تعرفنا على ما يمكننا الاستفادة منه، "المكتبة إرث أبيه عن جده وهو مدمن كتب تعلم منها تباينات الأفكار وسر التحاور وقدسية الاختلاف في الرأي" ص28و29، فكرة المكتبة وما تحمله من معاني، وما تمنحه من معارف تخدم الفرد والمجتمع معا، تمثل دعوة لنا لكي نهتم بها ونتقدم منها.
"اليوم الجمعة وسوف يبيع نصف كنوزه من الكتب ويستبقي الكندي والتوحيدي وبعض دواوين الشعر وما لم يقله الرواة" ص33،
"اختطفت الكندي والتوحيدي وكتابا لألبير كامو ورسالة الغفران وديوان أبن عربي ومن يرث الفردوس" ص39، ذكر كتابي الكندي والتوحيدي، في النص الأول تم الاحتفاظ به من قبل "برهان" وفي الثاني من قبل "دليلة" يمثل حجم التأثر الذي تركه هذان الكتابان في "لطيفة الدليمي" فهذا الذكر/التكرار، يعد ضعف في الحبكة، لكنه يخدم الفكرة، أهمية التقدم من كتب الكندي والتوحيدي.
تصلني مكالمة من القاص "أحمد خلف" المحرر في مجلة الأقلام" ص95، تذكير بالروائي أحمد خلف، وأيضا بالمجلة العراقية الأدبية، التي تعد من أهم المجلات في المنطقة العربية.
علاقة العنوان بالنص
لا شك أن هناك توافق بين العنوان والحدث الروائي، فتسمية الرواية "بخسوف برهان الكتبي" كان يعطينا مقدمة لمعرفة الخسوف/التقهقر/التراجع الذي تعرض له "برهان" حيث تم القضاء عليه إن كان أخلاقيا من خلال الذهاب للمومسات، أو معنويا بعد أن سلب/سرق منه ثمن المكتبة، فتعلقه بالمكتبة وما تحمله من معاني وتاريخ للعائلة، ثم ضياعها من خلال بيعها في السوق، وبعدها فقدان ثمنها، جعله في حالة يرثى لها، ففقد كل شيء، الدعم الروحي والدعم المادي، فأمسى في مهب الريح، لا يمتلك روحا ولا جسدا.
أخيرا ننوه إلى أن هذه الرواية تتقاطع مع رواية "النخلة والجيران، وألام السيد معروف" لغائب طعمه فورمان، بحديثها أن الواقع الاقتصادي للمواطن العراقي، فرغم تباين الزمن في الروايات، يبقى الهم واحد، توفير متطلبات الحياة. الرواية من منشورات دار الزهراء للنشر والتوزيع (بيت الشعر) رام الله ـ فلسطين، طبعة أولى 2001



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب كبار صغار
- أخطاء الحكيم البابلي
- -دوائر العطش- فراس حج علي
- سقوط طفل يوازي سقوط بغداد
- صراع المقدس والإنساني في مسرحة -أهل الكهف- توفيق الحكيم
- ديوان -مزاج غزة العاصف- فراس حج علي
- -غاندي والحركة الهندية- سلامة موسى
- العامة والخاصة في مسرحية -الكراكي- نور الدين فارس
- الإخوان والجبهة ما بين كنفاني ومرمره
- منصور الريكان روح العراق
- الفساد يستشري
- رواية -التمثال- سعيد حاشوش
- رواية -سوسروقة خلف الضباب- زهرة عمر
- التكفير مرة ثانية -إلى الأستاذ فؤاد النمري-
- حمار الدولة الأردنية
- المقال والنقاط
- أنا لم أكفر
- الطبقة الفاسدة نابلس نموذج
- الندوة القومية لمواجهة الدس الشعوبي
- الكتابة المخادعة بين يعقوب ابراهامي وطلال الربيعي


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الهم الاقتصادي للمواطن العراقي في رواية - خسوف برهان الكتبي- لطيفة الدليمي