أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!














المزيد.....

ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تزداد القناعة لدى جماعة صغيرة من السياسيين العراقيين بأن أوضاع البلاد، التي أصبحت لا تطاق، تستوجب اتخاذ إجراء استثنائي ملح بهدف مواجهة احتمال تفاقم التدهور الجاري، وذلك بإعلان حالة الطوارئ، والتي تعني ضمن ما تعني تعطيل العمل بالدستور والقوانين المدنية والسماح لرئيس الوزراء بتنفيذ ما يراه منفردا، بما في ذلك منع التظاهر والإضراب والتجمع والتنظيم...إلخ. فهذه الجماعة على حق حين تشرح الأوضاع على النحو التالي: فمن جهة يخوض الجيش العراقي وقوات البيشمركة والمتطوعون قتالا عادلاً ومريرا لتحرير المناطق التي تحت احتلال الوحوش الضارية التي اجتاحت محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وبعض مناطق ديالى وكركوك، ومن جهة ثانية يزداد نشاط القوى المناهضة لعملية تغيير النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية المخربة لوحدة الوطن باتجاه الدولة المدنية الديمقراطية. كما إن الأوضاع المعيشية للشعب تزداد تدهورا، ويتفاقم في الوقت ذاته الفساد المالي في حين تعاني خزينة الدولة من شحة الموارد المالية بسبب تدهور شديد في أسعار النفط الخام عالمياً. كما يسجل الوضع الجاري تزايد عمليات اختطاف المواطنين والسطو على رواتب صغار الموظفين وممارسة القتل. وتمارس القوى المناهضة للتغيير من داخل القوى السياسية التي تشكل التحالف الحاكم صيغاً عديدة من التدخل لتخريب المظاهرات الشعبية من داخلها. ومما يزيد في الطين بلة تفاقم تدخل دول الجوار التخريبي لإعاقة التغيير المنشود وضد معاقبة القوى والعناصر الفاسدة التي ما تزال تسيطر على المفاتيح الأساسية للحكم بالبلاد، إضافة إلى امتلاكها لمليشيات طائفية مسلحة.
والسؤال العادل الذي يواجه الجميع هو: هل إعلان حالة الطوارئ أداة واقعية سليمة لمعالجة أوضاع العراق الملموسة؟ لدي القناعة الشخصية بأن هذا الإجراء الاستثنائي المقترح ليس هو الحل الأمثل والأنسب لأوضاع البلاد والتغيير الجذري المنشود. وحين نرفض إعلان حالة الطوارئ، فما الذي يستوجب القيام به لتحقيق الإصلاح والتغيير الجذري المنشود؟
إن إعلان حالة الطوارئ هي أقرب إلى انقلاب يمكن أن يدخل البلاد في دوامة من الانقلابات العسكرية آلتي عاش العراق العديد منها في تاريخه الحديث والتي لم تثمر غير المزيد من الاستبداد والقهر والبؤس والفاقة؟
كلنا شهود على منح جماهير واسعة تأييدها الواضح لرئيس الوزراء حيدر العبادي بهدف الخلاص من النظام الطائفي والمحاصة الطائفية والفساد والإرهاب وتحرير البلاد، كما منحته تخويلاً باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لتحقيق الأهداف المنشودة. كما إن الشعب أبدى استعداده بتظاهراته الشعبية في مدن محافظات الوسطى والجنوبية وبغداد في دعم جهود رئيس الوزراء للسير على طريق الإصلاح والتغيير. والكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الذي ما انفك يؤكد إصراره على تحقيق التغيير المنشود وبكل حزم! وعلينا ان نتساءل: هل هو فاعل ما يفرضه وضع البلاد؟ بكل وضوح وصراحة وشفافية أرى بأن العملية تراوح مكانها وليس هناك من تقدم ملموس وضروري. ويتابع المجتمع بامتعاض أساليب القوى المناهضة للتغيير في امتصاص زخم العملية والمظاهرات لتنقلب عليها وتطيح برئيس الوزراء، تماماً كما حصل في فترة حكم عبد الكريم قاسم حين أعاقت الأجهزة الحكومية والقوى المضادة تنفيذ السياسات والقرارات الديمقراطية والتقدمية الصادرة وهيأت الأجواء والأرضية الصالحة لتنفيذ انقلاب شباط الدموي في العام ١٩٦٣. وستكون الضحايا هائلة بسبب الكراهية والحقد التي يحملها أعداء الإصلاح والتغيير الجذري.
إن التغيير عملية صيرورة وسيرورة معقدة وطويلة ومليئة بالمخاطر. ومن يتصدى لها يفترض أن يكون قد حزم أمره في الوقوف مع الشعب وضد النظام السياسي والمحاصة الطائفية وضد الفساد والإرهاب ومن أجل تحرير العراق. وهذا يتطلب عدم التردد والمماطلة من تحقيق الخطوات السريعة والعاجلة لضمان الإصلاح والتغيير.
إن الوجهة التي يحاول حزب الدعوة الإسلامية فرضها على العبادي تتلخص أولاً في تجميد كل شيء والتخلي عن محاسبة قادة الحزب رفاق العبادي الذين ارتكبوا أكبر الآثام بحق الشعب العراقي، وعلى رأسهم نوري المالكي، وبالتالي سيعجز عن اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد قيادات قوى وأحزاب أخرى ارتكبت ذات الآثام. وبهذا سيخسر رصيده الشعبي الذي تكون بفعل موقفه الإيجابي من مطالب الشعب. بعدها يبدأ العد التنازلي لوجود العبادي في السلطة ليعود المالكي إليها. إن من واجب العبادي بدء الإصلاح بحزبه أو بالاستقالة منه وتنفيذ ما يمليه عليه واجبه وضميره وضمير الشعب المستباح، تنفيذ عملية التغيير، وإلا فسيغير من أعداء التغيير!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...
- هل من تناقضات في قانون الأحزاب الجديد؟
- ماذا يريد المتظاهرون، وماذا يريد المناهضون لهم؟
- هل الإعلام الرسمي مؤهل لدعم أهداف مرحلة التغيير؟
- كيف يفترض مواجهة القوى المناهضة للإصلاح؟
- الإصلاح والسلطة القضائية بالعراق
- هل الحكام الإيرانيون يمارسون التدخل الفظ لوقف الإصلاحات بالع ...
- هل كان رئيس مجلس القضاء الأعلى أداة بيد صدام حسين ونوري الما ...
- هل يستحق هؤلاء المناصب التي احتلوها كنواب لرئيس الجمهورية؟
- كيف نعجل من زخم الحركة الشعبية المطالبة بالحقوق والواجبات؟ ك ...
- نظرات في كتاب -الخضوع السني والإحباط الشيعي- نقد -العقل الدا ...
- هل أدرك رئيس الحكومة الأبعاد الحقيقية لمطالب الشعب المتظاهر؟ ...
- هل من مصلحة إقليم كردستان العراق تعطيل الإجراءات الإصلاحية؟
- نحو تنفيذ وتكريس الإصلاحات بقوانين و آليات للتنفيذ - الوجوه ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!