أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محسين الشهباني - غشاء البكارة معيار شرف الاسرة والمجتمع!















المزيد.....

غشاء البكارة معيار شرف الاسرة والمجتمع!


محسين الشهباني

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 09:36
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


غشاء البكارة معيار شرف الاسرة والمجتمع

بقلم : محسين الشهباني

كثيرا ما تقع جرائم قاتلة باسم الشرف وتكون ضحيتها الانثى التي تدفع الثمن باهضا في مجتمع شرقي لا يرحم ولا يراعي الظروف وحيثياتها . تصل بثمن من يقعن في ورطة فقدان البكارة التشرد واحتراف الدعارة والالتجاء الى مواخر لبيع اجسادهن كاخر حل بعد انسداد كل الطرق للعيش في وسط ينظر الى المراة نظرة دونية خاصة ان كسرت جدار القمع المسلط عليها وعبرت عن هواجسها واحاسيسها وجسدها في الواقع . ومهما كان فهن محكوم عليهن بدون قرائن حكما مسبقا بالادانة بتلطيخ الشرف و المرتبطا ارتباطا وثيقا بجسدها .

بعدما فقد الرجل شرفه في الدفاع عن وطنه وقناعاته امام الديكتاتور والمستعمر والامبريالية وعن حقوقه امام الباطرونا , اصبحت الانثى هي الشماعة التي يكتمل بها شرفه ومكمن قوة العائلة داخل مجتمع رجعي شرقي , ولا يمكن الحديث عن الشرف والمراة دون الحديث عن تمثلاتها المرهونة بغشاء البكارة و هو دليل عفتها وطهرانيتها ولا تكتمل شخصيتها الا بوجودها سليمة لتقدم للرجل الذي سيفضضها ليعلن عن رجولته .

يقول لينين :".. فهؤلاء النسوة جديرات بالشفقة لأنهن ضحايا المجتمع البورجوازي مرتين ، فهن اولا ضحايا نظام الملكية اللعين ، وضحايا الرياء الاخلاقي اللعين . وهذا واضح والانسان المجرد من العاطفة والقصير النظر هو وحده الذي يمكنه نسيان ذلك ..." الرسالة الثانية 1915 الى انيسا ارماند حول تحرير المرأة ص 148 - 149

اذا كان ارتباط البكارة وفضها مقترن بالجنس ذلك الحق الطبيعي المخول للرجل تمتع به كحق طبيعي محمي اجتماعيا باعتباره رجلا يجب ان يبرهن عن فحولته بخلاف المراة التي يجرمها المجتمع وبالتالي العائلة الكبيرة والاسرة الصغيرة وتصبح كل امراة مفضوضة البكرة سواء عن زواج سابق (مطلقة) او بعلاقة خارج مؤسسة الزواج تعتبر نشازا وغير مرغوب فيها بالاسرة ومنبوذة .يمارس عليها ابشع انواع التضييق والتعذيب النفسي لدفعها اما لبحث عن زوج يستر عيبها او الخروج من المجال والمحيط التي تتواجد فيه الاسرة لستر واخفاء العار وهذا ليس بغريب مادام المجتمع الشرقي يرهن حياة المراة بالبيت والحياة الزوجية التي تنتظرها في اخر المطاف باعتباره المصير و الحثمي التي ينتظرها بعد وصولها سن البلوغ .

والمرأة يتم التخلص منها وكانها قنبلة موقوتة لأقرب عابر سيبل من يطرق باب لاتمام عقله وما يسمى بدينه وحياته وهو اعتراف بالنقصان يحتاج الى من يكمله لتجد نفسها عبدة بيتية يقتصر دورها على خدمة الرجل المستقبل الذي سيوفر لها مقابل خدماتها الماكل والملبس والمسكن وتصبح طاعة - الزوج –الرجل والتفاني في خدمته لتلبية رغباته الجنسية كانها الة جنسية .

و يمكن ان يتم كل هذا دون توافق بينهما لتصبح تحت الطلب حتى وان تم الاجهاز على حقها الطبيعي دون التمتع باعتبار ما تقوم به لراحة الرجل واجب ليس الا وتستمر العقد النفسية التي تتراكم بالإضافة الى الكبث الذي قد ينفجر بين الفينة والاخرى ليصل الى بحث عن شريك جنسي اخر او ما يصطلح عليها (الخيانة الزوجية ) وهنا يصبح شرف الرجل- الزوج- هو التزام المرأة بتلبية رغباته دون سواه ولو على حسابها وينتقل الشرف البنت البريئة التي كانت شرفا للعائلة الى امرأة ناضجة شرف للرجل الذي يستكمل رجولته بهذه المؤسسة المبنية على عقد النكاح دون سواه .

بعد ذلك تنتقل حاضنة للأبناء ضمانا لاستمرار نسله واسم العائلة والعرق والدم .
ونعود الى نقطة البكارة ونطرح عدة اسئلة لربما نجد لها مسوغات للاحاطة ببعض الجوانب :
أليس من الممكن أن تفقد البنت غشاءها لأي سبب آخر غير أنها مارست الجنس مع رجل ؟
ألا يمكن أن ينفض الغشاء من ممارسة الرياضة ؟
أو من ممارسة العادة السرية ؟
ألا يمكن لمن فقدت غشاء بكارتها أن تقوم بعملية ترقيع ؟
هل يمكن للأخ ان يتفهم انخراط اخته في علاقة دون ان تثار حفيظته ؟
اذا كان لك تجربة جنسية في حياتك فلماذا ترفضها ان تكون للمرأة نفس التجربة ؟

مجتمع شرقي يتعامل مع المرأة فقط كجسد مثير وحسب , وتبقى في تمثلات الذاكرة الجمعية انها الشهوة والغريزة ليس إلا ، متجاهلين عن عمد عقلها والغاء احاسيسها وعواطفها والمشاعر التي تتميز بها كإنسانة والفكر والثقافة والذكاء دون اغفال انها ذاتا وشخصية مستقلة كاملة مختلفة مع الرجل فقط بيولوجيا ولا يشكل هذا الاختلاف أي فارق .

فالمرأة منذ طفولتها تتعرض لأبشع اعتداء في بعض المجتمعات الرجعية اذ يمارس عليها جريمة ضد الانسانية وضد حقها الطبيعي عندما يتم خثانهن , للحد من الإثارة الجنسية و بثر الاستجابة والرغبة الغريزية حتى تكون دائما السالبة في العملية الجنسية جماد يستعمل جسدها من طرف الاخر كيفما اتفق بدون رد فعل
وهكذا يظل مفهوم الشرف – الذكوري – بهذا المفهوم سجنا للمرأة من الختان إلي غشاء البكارة مرورا بليلة العرس عندما يقدم لها .قطعة قماش ابيض ينتظر ان يسبغ بالدم لطمأنة الاهل والاقارب الذين يصطفون خارج غرفة ، ينتظرون تأكيد العذرية وينالون الشرف امام الجميع ...

أي إزدواجية تحكمنا .. في تعاملنا مع المرأة ، تتغير أشكالها وتمفصلاتها و وسائل التعبير عنه والمتجسدة في سلوكنا اليومي الموروث عن العادات والتقاليد البائدة وعن مجتمع منافق يؤمن بالازدواجية في التعامل ، لكن تبقي هي ذات الإزدواجية بذات المفاهيم على كافة الأصعدة الدينية منها و التي تقصيها ان تكون متساوية مع الرجل في الادلاء بالشهادة امام النوازل وكذا الارث وفي البيت وفي العمل ....الخ

وفي نفس السياق يقول لينيين "ففي الحياة الجنسية لا يظهر ما اعطته الطبيعة وحسب بل وكذلك ما تجلبه الحضارة من اشياء وضيعة او سامية . ففي اصل الاسرة يركز أنجلس على اهمية كون الغريزة الجنسية البسيطة قد تطورت وصقلت حتى اصبحت حبا فرديا . وليست العلاقة بين الجنسين مجرد تعبير عن الحركة بين الاقتصاد الاجتماعي والحاجة الفيزيولوجية . ان السعي إلى حصر تغير هذه العلاقات بحد ذاتها في القاعدة الاقتصادية للمجتمع مباشرة بمعزل عن علاقاتها العامة بالايديولوجية كلها لن يكون بالماركسية بل العقلانية.." ص 185 – 160 نفس المصدر

وحتى لا نجانب الصواب وننخرط مع التيار فالعلاقة بين الرجل والمرأة مقدسة، اكبر بكثير من العلاقة الجسدية، و التفصيل الصغير المختزلة في غشاء بل هي مبنية على الثقة والالتزام بين الطرفين عن اقتناع واقتناع لاستمرارية العلاقة وكل ماهو مبني على الشك وعدم الثقة لا يستمر مهما كان لامعا , ومن السذاجة ان نقرن الشرف والانفة والعزة والنخوة في اعضاء تناسلية جنسية طبيعية جسدية بل بالمواقف والمبادئ .
تظل بكارة الأنثى
بهذا الشرق عقدتنا وهاجسنا
فعند جدرانا المهموم
قدمنا ذبائحنا
وأولينا ولائمنا
نحرنا عند هيكلها شقائقنا
قربينا وصحنا و"أكرمتنا"..
نزار القباني



#محسين_الشهباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد تخليد الذكرى الاولى للشهيد مصطفى مزياني وكل شهداء الشعب ...
- نثمل معا داخل الزمن الشرقي عنوة
- الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي -كيف حول كاوتسكي ماركس ا ...
- -الحقيقة الغائبة - ايام على حلول الذكرى السنوية لاستشهاد مصط ...
- الكاوتسكية و الدعوة الى الانخراط مع الجماهير
- رفقا بقلبي ففي الماضي صلبوه
- الشهيدة سعيدة المنبهي كتبت الشعر بالاظافر والدم (مختارات من ...
- فلاديمير لينين : كيف تنشا النزاعات والخلافات في السياسة
- “نقد اليسار التحريفي التائه بين تقمص دور المناضلومعانقة اجند ...
- لا وقت لدي الا هموم الوطن
- جريدة صوت الشعب: من أجل مواجهة الاعتقال السياسي
- 111 سنة سجنا للحركة الطلابية المغربية بمؤامرة من النظام والظ ...
- اذناب النظام يحاكمون جريدة صوت الشعب من اجل مقال حول المعطلي ...
- نزيف الوحدة الصامت
- متى تشرق الشمس بالحب ؟
- النص الكامل للحوار التي اجرته شبكة نشطاء الاخبارية (الصحراوي ...
- (دراسات علم الاجتماع ) تاريخ عبادة الاعضاء الجنسية من العصور ...
- -العنصرية -المراة التي تم بيعها واغتصابها و حنطوها بعد موتها ...
- آليات تحليل الصورة وابعادها الدلالية
- رسالة الى حبيبة مجهولة


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محسين الشهباني - غشاء البكارة معيار شرف الاسرة والمجتمع!