أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - جراح سياسي..... للفلتان !!!














المزيد.....

جراح سياسي..... للفلتان !!!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل فروع وتخصصات الطب تعود في الأصل إلي قسمين رئيسيين هما: الجراحة والباطنة
في الجراحة يكون التعامل مع الجسم بطريقة مباشرة, حيث يلمس الجراح مكان المرض, فمثلاً في أمراض الجراحة الرئوية, فإن الجراح يمسك بالرئة, ويعمل فيها مبضعه, ويقوم بالقطع, والقص والربط, والتغريز. ومن ثم يغلق مكان العملية, بعد أن يكون قد قدر الوضع العام, والنتائج إلي حد كبير ويشعر المريض بالنتيجة بعد وقت قصير.

أما في العلاج الباطني (الدوائي), فتكون القصة مختلفة تماماً. حيث يتعامل طبيب الباطنة مع المرض بالتحاليل, والعلاج الدوائي عن بعد, ودون أن يلمس مثلاً العضو المصاب كما في أمراض الجراحة. وقد يغير الطبيب الدواء أكثر من مرة, وهو طوال المحاولة للعلاج لا يري مايراه الجراح بعينيه.

هذه الممارسات الحسية والمرئية تنعكس حتى علي شخصيات هؤلاء الأطباء كل حسب تخصصه بعد مدة من ممارسة المهنة, وكذلك تؤثر في علاقاتهم, وإدارة المهمات لديهم.

فتجد الجراحين أكثر ميلاً للحلول الجذرية, والاستئصال, ولديهم القدرة علي اتخاذ القرار لأن نتائج عملهم مشجعة, وتظهر سريعا,ً وعلي المكان في الغالب.

وتجد أطباء الباطنة أكثر ميلاً للمرونة, والمحاولة, وأغلب قراراتهم نسبية, لأن النتائج تكون بطيئة وغير مشجعة, ولأنهم يتعاملون مع المرض لمدد طويلة.

ولا يعترف أغلب الجراحين(كما أطباء الباطنة) بأن السياسة هي فن الممكن في العلاج, بل يتعاملون علي أن هناك ممكن في كل الفنون الجراحية.

أما في السياسة, فالمعروف في المجتمعات المدنية, والدول القائمة والمستقرة, ومنذ القدم أن السياسة تحتاج إلي صبر, وحيلة, وخلطات, وكمائن من مختلف العقاقير, وهذه هي صفات الطبيب الباطني. أما في الأحوال المتقلبة, والمراحل الانتقالية والمنعطفات الطارئة, والتي لم يصل فيها المجتمع, أي مجتمع ومؤسساته إلي الثبات, فهذا لا يحتاج لأطباء الباطنة لعلاج المشاكل السياسية المؤسساتية, لينتظر الوقت الطويل للمحاولات والمسكنات وخاصة والكمائن والخلطات, وبالتخصيص في فساد أنظمة الحكم, والاحتكار أو الفساد العام أو فقدان الأمن والأمان( الفلتان), أو تغييب القانون بأيدي المجرمين والخارجين عنه, لأن ما لحق وما يلحق بنا من مآسي, ونكبات, وانفلات, وضياع الحقوق هو ناتج في الأصل عن ترك قضايا الناس ومشاكل المجتمع للحلول ( الباطنية)الدوائية المؤقتة, والتي ثبت انتهاء تاريخ صلاحيتها وما عادت حتى تفيد التسكين, مما يفاقم من المرض, هذا في الوقت الذي كانت ولا زالت هي أمراض جراحية تحتاج للجراحة والحلول الجذرية.

أنا شخصياً لا أعترف بطريقة العلاج الباطني السياسي علي المستوي الأمني, وترويع الناس وأخذ القانون باليد. لذلك علينا منذ إدراك جسامة الأخطاء, وخطورة الظاهرة, أن نتصدى لها جميعا, فمن حق كل مواطن أن يكون له موقف من كل شيء سلبي, والتصدي له وأن يكون دائماً في صف القانون, ولا يجوز أن يكون المواطن رقم, أو عدد لا قيمة له.

فالمواطن الواعي والشجاع لن يتنازل عن حقه, في الحفاظ علي السلم الأهلي, والنقد البناء, وقول الحق, ومحاربة الفاسدين والخارجين عن القانون, كما أن من حقه أن لا يترك المجال للأفاقين, والفالتين, والمتغطرسين الذين يدمرون روح شعبهم دون أن يدروا, أو من أجل مزاج غير متزن, أو مصالح ضيقة, بتغييبهم الأمن, والأمان, ولذلك نحن بحاجة لجراحة عاجلة لإجتثاث العادات, والسلوكيات المدمرة, والمفاهيم الخاطئة عن رخص حياة البشر وكأنه لا يوجد سائل أو مسئول. مطلوب وقفة جادة في مواجهة مرض "الفلتان العام".

مطلوب من السلطة أولاً, ومن الآخرين ثانياً, أن يثبتوا أنهم علي قدر المسئولية, وأن أرواح الناس ليست لعبة في يد كل من هب ودب. فنحن لا نعيش في غابة تحكمها عسكرتا ريا منفلتة أو قبائل الزولو, وعصابات الكويكة.
نحن شعب محترم قد تربينا من النخاع, وعيب علينا أن نسمح كشعب لمجموعات المنفلتين أن تقرر أمننا, ومصير أولادنا.

والعمل المطلوب, والناجح, هو العمل الجراحي, والمبكر لكي لا تزرع هذه السرطانات مضاعفاتها من عفن, ووهن, وانحراف في العقول, والسلوك, فنحتاج بعد الجراحة إلي الكيماوي, مثالها مثل السرطان تماما, والتي لن يصح الجسم أبداً بعد ذلك.
مرض الفلتان مرض جراحي, يحتاج لتدخل سريع من كل المخلصين, والحريصين علي مصلحة الوطن, والمواطن, وأولهم السلطة في الضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه أخذ القانون باليد, وهو ليس بمرض باطني مثل السكر أو الضغط يحتاج لعشرات السنيين للسيطرة عليه دون شفاء تام.

18/10/2005م
عضو اللجنة التنسيقية في"المبادرة الوطنية الفلسطينية"



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما أصاب الدهشان أطيب الشهرمان!!
- المبادرة الوطنية الفلسطينية..محطةإجماع
- غداً بداية جديدة!!!
- العوانس ولصوص التشريعي القادم!!!
- مذبحة الأحزاب والانتخابات!!!
- فدعوس والدبكة الديمقراطية والانتخابات!!!
- الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وحقوق الطفل
- مخاطر تشكيل هيئة وطنية لادارة قطاع غزة
- عندما يضيق الممر الوطني الفلسطيني!!!
- !!!عند الاختبار.........تحدث الصحوة
- المبادرة الوطنية الفلسطينية- أحدث حركات النضال الفلسطيني


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - جراح سياسي..... للفلتان !!!