أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى القرة داغي - العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟















المزيد.....

العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:39
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


مرحلة تأريخية حرجة بل ومصيرية تلك التي يمر بها العراق في هذه الأيام.. فقبل أيام وفي الخامس عشر من هذا الشهر إستُفتيَ الشعب العراقي على مسودة الدستور المقترح من قبل لجنة صياغة شكلتها الجمعية الوطنية العراقية المؤقتة والذي رغم ما فيه من أخطاء فادحة وفقرات مثيرة للجدل إلا أننا نتمنى أن تكون نتيجة التصويت عليه بنعم ومن ثم أقراره أملاً في تصحيحها في المستقبل القريب خصوصاً بعدما نجحت بعض القوى الوطنية الليبرالية والديموقراطية في أضافة فقرة الى ملحق الدستور تسمح بتعديله من قبل مجلس النواب القادم وذلك بدلاً من رفضه وعودة العملية السياسية في البلاد الى نقطة الصفر وهو ما لن يخدم أحداً بل سيزيد وضع البلاد سوءاً عما هو عليه الآن.. ولابد هنا وبغض النظر عن نتيجة التصويت التي ستظهر بعد أيام الإشارة الى الموقف البطولي الذي أتخذه الشعب العراقي بخروجه للمشاركة في الإستفاء متحدياً الأرهاب بنسبة أذهلت الكثيرين وأفشلت كل التوقعات وعبّرت عن عمق الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن لدى العراقيين أغلب بمختلف فئاتهم ومشاربهم مما يثبت بأن مثل هذا الشعب لايمكن الخوف عليه وبأن إرادته ورغم كل ما يخطط له سوف تنتصر في النهاية .
وقبل يومين عقدت مجموعة كبيرة من القوى السياسية الليبرالية واليسارية والديموقراطية في العراق مؤتمراًً وطنياًً بأسم مؤتمر الوحدة الوطنية على خلفية الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي وفشل سياسة الحكم المتبعة حالياً في تحقيق تطلعاته وقد دعى الى هذا المؤتمر وتبنّى عقده منذ فترة الدكتور أياد علاوي وتم خلاله مناقشة طبيعة الوضع الخطير الذي تمر به البلاد والأسباب التي أوصلتها الى هذه الحالة وأخيراً كيفية العمل وبسرعة على أخراج البلاد من هذا المأزق الذي تمر به قبل أن تنزلق الى هاوية لامفر منها لاسمح الله.. ومن المتوقع أن يتم في نهاية أعمال المؤتمر الذي رأس لجنته التحضيرية الدكتور مهدي الحافظ الأعلان عن كتلة سياسية ليبرالية وديموقراطية ( كتلة الوسط والأعتدال ) سيكون هدفها المحافظة على إستقرار العراق ومفهوم وحقوق المواطنة.. ويراهن الكثير من العراقيين الغير مؤدلجين طائفياً أو عرقياً على أن هذه الكتلة ستكون الخيار الوحيد والأخير الذي من المتوقع أن ينقذ العراق من المصير المرعب الذي هو سائر أليه .
لقد إنطلقت حملات التشهير والتسقيط قبل فترة ليست بالقصيرة ولاتزال ضد المؤتمر ومَن شارك فيه في محاولة لوأده قبل ولادته من قبل جهات مُشخّصة ومعروفة الدافع لدى الكثير من العراقيين ولكن يبدوا أن إرادة منظميه أقوى من أن تنالها مثل هذه التصرفات المخجلة واللامسؤولة تجاه الوطن من بعض من يدّعون الديموقراطية.. فهنالك اليوم على صفحات الأنترنت وفي بعض الفضائيات من يدعي الديموقراطية والتقدمية ويتمنى في كتاباته ومقالاته الطائفية الفشل لمؤتمر الوحدة الوطنية الذي إشتركت فيه مجموعة من القوى والأحزاب والشخصيات السياسية العراقية التي يجمعها أولاً وقبل كل شيء حب العراق وثانياً فكرها الليبرالي الديموقراطي.. وحقيقة لم أكن أتصور بأن الحقد والكراهية وظلامية الفكر وطائفية النفس ستصل لدى البعض الى هذه الدرجة فمؤتمر تضم لجنته التحضيرية شخصيات بمستوى مهدي الحافظ وصفية السهيل ونصير الجادرجي ومالك دوهان الحسن وشاركت فيه قوى سياسية بمستوى الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديموقراطي وحركة الوفاق الوطني والحزب الأسلامي العراقي وتجمع الديموقراطيين المستقلين والتيار الأسلامي الديموقراطي والحركة الأشتراكية العربية وحزب الفضيلة الأسلامي والحركة الديموقراطية الآشورية وربما حركة حمد وحزب الأمة الديموقراطي والحزب الديموقراطي الكوردستاني وشيوخ عشائر وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وشخصيات سياسية مستقلة يشهد لها التأريخ بمواقفها الوطنية الأصيلة والشُجاعة سواء في الماضي والحاضر بل و وفود دولية لايسع أي عراقي وطني وغيور على حاضر العراق ومستقبله لا على مصالحه الخاصة سوى أن يتمنى له النجاح والتوفيق لأنه سيعلن بأذن الله عن ولادة لائحة أنتخابية موحدة بين هذه القوى ستدخل الأنتخابات القادمة لتوحد بدورها أصوات كل العراقيين الليبراليين الديموقراطيين الذين تشتتت أصواتهم في الأنتخابات السابقة بين هذه القوى يوم كانت متفرقة.. لذا نتمنى من هذه القوى أن تبتعد عن الرؤية المصلحية الضيقة والأختلاف حول مسألة ترتيب الأسماء في القائمة الأنتخابية وأن يضعوا مصلحة العراق أولاً نصب أعينهم والتي لا أبالغ أذا قلت بأنها شبه متوقفة على ولادة مثل هذا التحالف فالكل سيفوز وسيدخل مجلس النواب القادم لو حصل مثل هذا التحالف وحينها ستتوحد الجهود لولادة حكومة وحدة وطنية وليس حكومة محاصصة وتوافق طائفي وقومي نتمنى بأذن الله أن تنقذ العراق من الأنزلاق نحو الهاوية في حين سيخسر الكل لو لم يحصل الأتفاق وحينها لن ينفع الندم وأن حصل سيكون متأخراً جداً .
أنني أعجب بل وأرثي لحال بعض القوى والشخصيات التي تدعي اليوم بأنها ديموقراطية ويسارية في حين تقف اليوم بل ومنذ سقوط النظام الديكتاتوري السابق بالضد من المشروع الليبرالي والديموقراطي وقدمت ومن المتوقع أن تقدم الدعم سواء عن طريق أصواتها في الأنتخابات أو عن طريق ترويجها هنا وهناك لقوى ليس لها أي علاقة لامن قريب ولامِن بعيد بالديموقراطية لالشيء سوى لعقد لاتزال تعشعش في نفوسها تجاه أفراد وسياسيين هي من ترسّبات مرحلة الصراع الآيديولوجي بين أحزابها وأحزاب ناصبتها العداء طيلة العقود الماضية كان هؤلاء السياسيين أعضاء فيها في السابق.. ففي الوقت الذي نشط فيه دعاة وأنصار الأحزاب الآيديولوجية الى جانب أحزابهم بقوة في الأنتخابات الماضية عبر الترويج لها بين الناس وأقامة إحتفالات ومهرجانات ولجان دعم لقوائمها الأنتخابية وأنشاء صفحات أنترنت تروج لها وتُشهر بالآخرين ممن يُشكّلون خطراً على أجندتها الخطيرة مما شكل عاملاً مهماً ساهم في فوز هذه الأحزاب في الأنتخابات كما حدث في دول المهجر على سبيل المثال وقف هؤلاء الديموقراطيون ( بس بالأسم ) موقف المتفرج لايهشّون ولاينِشّون وتصرف أغلبهم بسلبية شديدة مع القوائم الليبرالية مما أدى الى خسارة أغلب هذه القوائم أو عدم حصولها على عدد كافي من الأصوات يؤهلها لدخول الجمعية الوطنية وبالتالي أصيبت المسيرة الديموقراطية للبلاد بنكسة كبيرة رمت بظلالها على المرحلة التي تلت تلك الأنتخابات والتي نعيش تداعياتها الخطيرة حتى هذه اللحظة .
لقد أثبت الشعب العراقي ومن خلال مشاركته الواسعة في الإستفتاء على مسودة الدستور بأنه واعي لما يحدث ويدور حوله من أحداث لذا يجب ومن باب أولى أن يعي الديموقراطيون والليبراليون العراقيون خطورة المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد وأهمية بل وحساسية ودقة الأنتخابات القادمة وماستفرزه نتائجها على مستقبل العراق بشكل عام .. فهذه الأنتخابات المرتقبة ستقرر أن كان العراق سيكون أو لايكون.. وأن يكون مرهون بتصدي القوى الليبرالية والديموقراطية لقيادة دفة البلاد وأخراجها من حالة التشظي والضياع اللتان تعيشهما لذا فأن الأمر يتطلب وقفة جدية وتأريخية من جميع الليبراليين واليساريين والديموقراطيين الحقيقيين مع هذه القوى في هذه الأنتخابات لأن هدفهم الجوهري واحد وأن أختلفت رؤاهم السياسية في كيفية الوصول إليه وعلى من يدّعون الديموقراطية واليسار والليبرالية أن يحسموا أمرهم إما بالسير في طريق دعم الديموقراطية وذلك بدعم القوى السياسية التي تتبناها قولاً وفعلاً لا تلك التي تدعيها أو بنزع ثوب الديموقراطية والليبرالية واليسار الذي يتسترون به اليوم على أفكارهم الشمولية الضيقة .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز
- العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
- البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...
- ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
- الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
- هيستيريا الأنتخابات
- هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟
- المهمة الصعبة لمنظمات المجتمع المدني في العراق
- المواطن العراقي بين الخدمات والأنتخابات
- ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى القرة داغي - العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟