أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب














المزيد.....

الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بدء محطات إذاعية مصرية متمردة كان أحد أهم تداعيات حراكٍ سياسي (خض) الشارع المصري خلال العام الحالي.. الذي يوشك على الرحيل مسلما مصر إلى عام ٍ جديد، يترقب الجميع ما سيتفجر فيه ضد ما يسمى الطبيعة المصرية المزمنة.. طبيعة الاستسلام للاستبداد دون غضب.. دون رفض.. دون ثورة أو دون انفجار، فالمشهد الحالي يوحي بما يقوض هذا الزعم بطبيعة ساكنة تسم المصريين.
تلك الإذاعات المتمردة.. قد تثير ما تثيره من تساؤلات ٍ على رأسها التساؤل الشائك الأول: من يمولها؟ من أين تبث؟ من يشغلها؟ وما هدفها الحقيقي؟ وإلى أي مدى تخدم هدف التغيير.. الذي بات هاجسا يتملك عقل وروح وخيال الغالبية الساحقة من المصريين؟ هذه التساؤلات هي تساؤلات مشروعة.. بل وبديهية، والإجابة عليها هي مسؤولية تلك الإذاعات.. إما تقنع المتخوفين بسمو هدفها.. أو توضح موقفها دون (استغفال للمصريين)، لكن على المتلقي أيضا أن يلجأ إلى عقله ومعاييره التي يقيس عليها (سمو الأهداف) ليحدد موقفه.. ليس فقط من تلك الإذاعات المتمردة.. وإنما من كل تحرك يحدث في مصر الآن في كل الاتجاهات وبهذا الزخم الذي يدير الرؤوس.. فكما هناك تساؤلات تجاه تلك الإذاعات أو الحركات النشطة.. هناك أيضا تساؤلات حول من تستهدفهم، منها مثلا: هل نملك رفاهية اختيار الموقف السلبي تجاهها؟ وتجاه ما يحدث في المشهد المصري كله؟! مثال على ذلك إذاعة الإنقاذ.. التي تبثها (جبهة إنقاذ مصر) من لندن، فرغم أن عبارة (الإنقاذ) نفسها هي عبارة سيئة السمعة بعد أن رأينا أنواعا أخرى من الإنقاذ غير حميدة بالمرة في السودان والجزائر وغيرها، ورغم ضبابية المعلومات عن مصدر تمويلها.. وأسباب بثها من لندن وليس من مصر، إلا أن الحكم عليها بدوره يحتم النظر فيما تبثه، فتلك المحطة الإذاعية تبث زوايا مختلفة للمشهد المصري بنوعيه: البشاعات التي يتعرض لها المصريون في مصر.. من انتهاك للحرية والكرامة والرزق وسرقة المستقبل والمصير.. على يد نظام فاسد تعريه المحطة فيما تبثه، وفي نفس الوقت تبث برامج تعرف المتلقي (بكل) اتجاهات التحرك المصري من أجل هدف واحد يلتف حوله الجميع، دون تبن ٍ واضح لاتجاهٍ ما من بينها- على الأقل حتى الآن- فهي تبث لقاءات مع إسلاميين وقوميين ويساريين، شيوخا وشبابا، وهي تلتقي أيضا مواطنين عاديين تترك لهم المجال لرواية ما يتعرضون له من انتهاكات على يد أجهزة النظام المستبد.. الذي رغم ما ظهر من بشاعته للعالم مؤخرا.. إلا أن ما يخفى من استباحته لمصر ومصرييها هو بحجم ما يخفى من جبل جليد.. تظهر منه القمة بينما تصل جذوره إلى قاع المحيط.
مؤخرا بث راديو الإنقاذ لقاء مع ثلاثة من شباب مصر وترك لهم المجال لرواية ما حدث معهم الأسبوع الماضي، فتاتان نعمة وأمينة، وشاب اسمه حسام، جميعهم طلاب جامعيون، هل من الضعف أن أعترف أنني بكيت مما سمعت؟ وقضيت بسببه نهارا غائما قابضا؟ ألهذا الحد وصلت مصر؟ حتى أن أحد الفتاتين قالت وهي تبكي في نهاية اللقاء:"احنا مش متصورين إن بلدنا فيها حاجة زي كده"
نعمة وأمينة فتاتان غير ناشطتين سياسيا أو حزبيا أو حقوقيا أو أي مجال معارض أو حتى موافق! هما فتاتان عاديتان.. طالبتان جامعيتان.. بعد مسيرة أو مظاهرة طلابية فوجئتا وهما داخل الجامعة بالأمن يجرهما ويخلعهما حجابهما ويضربهما ويسحلهما- داخل الجامعة- ثم أخذهما إلى (سراديب وغرف مظلمة) في أمن الدولة بمنطقة لاظوغلي.. بحد وصفهما في حديثهما الباكي لراديو الإنقاذ، حكت الفتاتان باختناق وغضب ودهشة وألم ما قاله لهما ذلك الضابط (هل نقول ضابط مجرم؟ هل تكفي تلك الصفة مؤقتا؟!) من ألفاظ قالت نعمة عنها:(كان بيشتمنا شتايم غريبة.. مقدرش أقولها.. فعلا مقدرش)، وقالت أمينة:(ضربوني ورموني في العربية وهمه بيضحكوا وإحنا البنات عمالين نصرخ مش عارفين بيعملوا معانا كده ليه).
وإذا كانت أمينة لم تعرف (همه بيعملوا معاهم كده ليه)، فعلى نفس الراديو كان هناك لقاء مع طالب آخر اسمه حسام.. بدا غاضبا مما جرى ويجري للطلاب داخل الجامعات المصرية.. حكى التفاصيل وهو غاضب وقال في كلمته الأخيرة موجها كلامه بالفصحى لكل أركان ذلك النظام:(أنتم تصنعون من هذا الجيل شبابا لا طاقة لكم به فقد عزمنا على التغيير.. حولتونا جميعا إلى ناس رد سجون.. لن يكون هناك إصلاح إلا بإسقاط هذه العائلة)، لكن المثير في تلك القضية كان موقف مدير الجامعة الذي رد على شكوى نعمة وأمينة بقوله كما حكت الفتاتان:(أنا ماليش أي سلطة على أمن الجامعة، وكل إللي أقدر أعمله رفع مذكرة إلى وزير التعليم ليرفعها إلى وزير الداخلية)
الجامعة في مصر ومنذ عقود سقطت في يد الأمن.. لكنها الآن تغلي.. فانتهاك كرامة الشباب.. مهما صبروا عليه.. لن يؤدي إلا إلى حريق.. يندلع كرها للإذلال، هؤلاء الشباب يصبرون على الفقر أملا في مستقبل.. بدأت سرقته منذ سنين، يصبرون على الكبت انتظارا لتحقيق وعود لن تأتي أبدا.. طالما أن وحوشا أمنية تضحك عليهم وهم يصرخون (ومش عارفين بيعملوا معاهم كده ليه)
ما تبثه تلك الإذاعة يكشف القليل.. لكنه مهم، والأهم أن تصل إلى أكبر قطاع ممكن من المصريين، سواء كانت برامج تعري النظام.. أو آلام المواطنين.. أو حتى ما تبثه من أشعار عبد الرحمن يوسف.. الذي تألق في مرحلة الإعداد للتغيير في مصر بأشعاره الجميلة.. جمالها أنها توخزنا:(لا شيء لي في جعبتي كي أخسره.. في وطن ٍ عظامه مكسرة.. لا شيء عندي أخسره.. في وطن ٍ غدا لي حظيرة مسورة.. ولا صوت يعلو فيه.. فوق صوت المسخرة!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يكون القتيل الفلسطيني شهيدا؟
- للمرة الرابعة جائزة نوبل لمصري وليست لمصر
- حكم مجحف بحق تيسير علوني: الصحافة كساحة صراع بين الشمال والج ...
- زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء
- الموت بلا معنى.. لعنة أصابت بغداد
- هيكل وبهية وتباشير الجيل الجديد
- قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضي ...
- إذاعتا الغد والإنقاذ أولى خطوات التمرد
- فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟
- الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة
- لقطات من الفضائيات
- وزير جميل في زمن قبيح
- موريتانيا والظواهري والمستوطنين: حصاد الأسبوع الفضائي
- الألوسيات وهندسيات الخرافة في برامج التنجيم والسحر على الفضا ...
- ملح غاندي وطائرات بن لادن
- القضاة المصريون: هل يصبحون آباء مؤسسين لعهد جديد


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب