أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل














المزيد.....

الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 14:24
المحور: القضية الفلسطينية
    



كثيرا ما أشرت في مقالاتي إلى سيطرة الشكلية والديباجية الفارغة في الساحة النضالية والرسمية الفلسطينية، سواء على مستوى شعارات الثورة والتحرير أو على مستوى قداسة المرجعيات الشخصية أو المؤسسية والحزبية وغيرها، وهذه بالمناسبة سمة المجتمعات الضعيفة من الناحية الأخلاقية وعلى مستوى الممارسة العملية.

وفي هذه الشكليات والديباجات نجد صورا كثيرة فيها مبالغة تخرج عن حدود العقل والمنطق، وهناك غوص في تفاصيل وقضايا لم يحن أوانها ضمن الفعل والممكن والتحقق.

انظر كيف أن بعض الفلسطينيين أرادوا جعل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، هذا على رغم أن الناس يموتون وتتغير أجيالهم جيلا بعد جيل، والمؤسسات قد تقوم وتنهض ولكنها بسبب هرمها البنيوي وربما بسبب الفشل الذريع قد تنتهي، فلماذا هذه الاحتكارية والاوحدية، وهل الناس مجبرون على التسليم أبدا ونهائيا لأشخاص بعينهم أو لمؤسسات بعينها وان تأكد فشلها وموتها.

منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية تعاني من سياقين كفيلين بإعلان وفاتها وهما الناحية الهيكلية والناحية التنظيمية؛ فتلك الهياكل فقدت شرعيها القانونية أو الديمقراطية منذ زمن بعيد يعرفه الجميع إلى درجة المسلمة، والثانية تتعلق بمضامين عمل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وخصوصا ميثاقه الذي جرى شطب معظم بنوده التأسيسية والوطنية منذ عام 1998، بحيث أصبح الميثاق بلا مواثيق أو مبادئ وطنية عليا.

والسلطة الفلسطينية كمؤسسة حكم ذاتي في الأراضي المحتلة عام 1967، هي الأخرى لم تتحول إلى دولة، ومعظم الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية انتهبها الاستيطان والجدار، وقطاع غزة بات محصورا ومعزولا منذ سنوات طويلة، بعد تورط الرئيس محمود عباس وحركة حماس في انتخابات عام 2006، حين قبل الجميع وضع أنفسهم في زجاجة أوسلو حيث لا مخرج منها تقريبا.

أصبح الفلسطينيون يعيشون في معازل سجنية هنا وهناك، ولا زال بعض الفلسطينيين الرسميين وبقبول على استحياء من المعارضة الفلسطينية المقاومة يظنون أن هناك دولة تحققت للفلسطينيين في الأمم المتحدة منذ أعوام قليلة.

نغرق في أوهام وأشكال بلا حضور وفي تفاصيل لا يوجد لها سند قائم، ولا نريد في الوقت نفسه أن ننتبه إلى مخطط إسرائيل في تقسيم المقسم الفلسطيني باستمرار منذ عهد أوسلو الأول، ثم ما بعد مرحلة كامب ديفيد الثانية ورحيل الشهيد ياسر عرفات، ثم الانتخابات والانقسام، والتسليم المطلق من بعض الفلسطينيين بان الانسحاب من غزة عام 2005 كان فقط تحت ضربات المقاومة الفلسطينية فقط وليس جزءا من مخطط شارون بتقسيم وحدة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني هذه المرة ولكن على الأراضي المحتلة عام 1967.

لا يريد الفلسطينيون إدراك أن علة قضيتهم هي علة إنسان ومجتمع في الأساس، هي علة الفقر والمرض والجهل التي يتشاركون فيها مع بقية شعوب الأمة العربية منذ قرون متأخرة، والتي جعلت لديهم القابلية للاستعمار على حد تعبير المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي.

نحن الفلسطينيين وخصوصا النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية لم نعمل على صعيد المشروع الوطني والأخلاقي لا من ناحية النوع ولا من ناحية الكم؛ فمن ناحية النوع لم يتم التركيز على مسالة الحالة البنيوية للإنسان الفلسطيني المتكاملة سواء على صعيد النماء الصحي السليم أو النماء الاجتماعي أو النماء الثقافي الحضاري والذي ينتج عنه إطار عام من تكوين الشخصية الإنسانية القادرة والفاعلة أولا وقبل كل شيء، ومن الناحية الثانية بقيت النخبوية الاحتكارية الضيقة في العائلة والحزب والطبقة الاجتماعية هي المسيطرة على كل شيء، ونتج عن ذلك كله نضال نخبوي محدود سرعان ما يتم الالتفاف عليه أو يجري إجهاضه، حدث هذا في أعوام 1936-1939، 1947-1948 ثم أعوام 1968، 1988 ثم في أوسلو عام 1993، وكذلك في انتفاضة الأقصى الثانية، وفي كل زفة انتخابية أو موسمية.

هناك تجربة ناجحة جزئيا ومحدودة في الحالة المقاومة عسكريا في قطاع غزة، من ناحية تمرير النوع والكم إلى حد ما، لكن التجربة تعاني من الحزبية وضيق الأفق السياسي والأخطر من هذا كله الحصار. تجربة الفهم والممارسة الإسلامية عند حركات إسلامية كحماس، تقع في مشكلة قصر البعد على دائرة بعينها هي الدائرة العقيدية أو الإخوة في الدين وربما في حالات متطرفة الإخوة في الحركة، وننسى أن هناك دوائر إنسانية ووطنية وقومية وعالمية بحسب منطق الدين الإسلامي نفسه، هذا بالإضافة إلى مسالة الخلط في الأولويات؛ انظر الثمن الغالي الذي دفعه الناس الفقراء في الضفة الغربية نتيجة غياب حماس عن المشهد الإنساني والاجتماعي بعد خوضها تجربة انتخابات عام 2006.

الفلسطينيون في أمس الحاجة إلى تطوير شخصياتهم الإنسانية بحيث تستطيع هذه الأخيرة النظر ببعد وعمق إلى حقيقة المفاهيم الإنسانية وممارستها في وقت الحرب والسلم وفي وقت الظلم والعدل، دون خلط بين ما هو لله عز وجل وحده كدين وإيمان وجزاء في الدنيا والآخرة، وبين ما هو دنيوي تعاملي بين العباد أنفسهم ضمن منظومة الحق والباطل وحضور الأخلاق وقيام النهضة الشاملة.

هنا يتضح معالم مشروع أخلاقي وطني وقومي وبرصيد هائل من الثقافة الإسلامية التي تنظر إلى وحدة الوطن والشعب والأمة، في إطار من المواطنة والثقافة المشتركة واحترام الخصوصية والتعددية وتدول السلطة سلميا، في وطن كله مواطنون دون تمييز بين احد إلا على أساس الحق والواجب.

هذا ما يجب أن يسعى إليه الفلسطينيون في تقرير المصير والتحرير،عندها تقام المؤسسية والهياكلية باتفاقية تلقائية، لا تحيز فيها ولا استفراد.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعامل بحكمة مع النظام المصري
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
- مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
- إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
- الخوف على الضفة الغربية
- الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
- حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
- مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
- البنى التحتية للحب
- لماذا يفشل الفلسطينيون؟
- خطورة الانقسام الفلسطيني
- لماذا نفشل في العالم العربي؟
- ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة
- النموذج الإرهابي الأسوأ
- التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
- القيم النسبية والحلولية الشاملة
- القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
- القيم النسبية والحلولية الجزئية


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل