عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ذكاء.....6

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

8 ) فما هو دور النفاق الاجتماعي في تكريس التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ؟
إن النفاق مهما كان بسيطا لابد وأن ينعكس سلبا على الواقع بكل تجلياته المختلفة ولذلك نرى أن النفاق الاجتماعي الذي يتخلل مناحي حياة المجتمع المغربي يقف وراء تكريس الفساد الإداري في جميع الإدارات المغربية ، ويرسخ في سلوك المغاربة عادة الإرشاء والارتشاء ويعمل على جعل المحسوبية و الزبونية حاضرة في العلاقة مع مسؤولي الإدارات المختلفة ويقف وراء انتشار الفساد الإداري ، ووراء انتشار الأمراض الاجتماعية المختلفة ، ووراء شيوع القيم الثقافية المتردية في المسلكيات الفردية والمسلكية الاجتماعية ....إلى درجة أن كل التخلف الذي يتخلل المجتمع المغربي سببه النفاق الاجتماعي الذي يقف وراء إنتاج لهث التسلق الطبقي الذي تمارسه البوجوازية الصغرى بشرائحها العريضة والتي تعمل بكل ما لديها من إمكانيات لتحقيق تطلعاتها الطبقية غير عابئة بما تنتجه من تخلف وما تغرف فيه المجتمع المغربي من أمراض مختلفة وما تقوم به من دعم للطبقة الحاكمة التي تتمادى في استبدادها وفي فرض الدستور الديموقراطي ولا شعبي وفي حرمان الشعب المغربي من معظم الحقوق إذ لم نقل كل الحقوق ...إلخ
9) فما العمل من اجل التخلص من النفاق الاجتماعي ؟
إن التخلص من النفاق بصفة عامة والنفاق الاجتماعي بصفة خاصة ليس مسألة سهلة ، يمكن إنجازها بالسهولة المطلوبة ، بل إن تلك المسألة تحتاج إلى إجراءات معقدة ، وذلك التعقيد يفرض قيام شروط اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية نقيضة للشروط الموضوعية المنتجة للنفاق الاجتماعي ولذلك نجد أن النفاق إذ ارتبط شيوعه بين المغاربة بطبيعة التشكيلة الرأسمالية التبعية القائمة .والتي يساعد النفاق الاجتماعي الشائع فيها على إعادة إنتاج نفس التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية الرأسمالية التبعية فإن على الحركة العمالية والتقدمية والديموقراطية المناضلة ، وعلى المنظمات الجماهيرية النقابية ، والحقوقية والثقافية والتربوية والترفيهية المبدئية أن تعمل على إنضاج شروط موضوعية نقيضة للشروط القائمة في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية حتى يتهيأ الواقع لإفراز تشكيلة اقتصادية اجتماعية نقيضة للتشكيلة القائمة ،لأنه بهذا الإفراز وحده يتغير نمط الإنتاج الذي يفرز لنا عقلية جديدة ، وفكرا جديدا ورؤيا جديدة لا مجال معها للممارسة الانتهازية المرتبطة بالمسلكية البوجوازية الصغرى المنتجة للممارسة الانتهازية التي يعتبر النفاق الاجتماعي من بين سماتها التي تقف وراء التخلف المتعدد المظاهر الذي يلتصق بحياة الشعب المغربي .
وفي أفق إنضاج شروط التخلص من النفاق الاجتماعي نجد أنه لابد من :
أ- بناء الأدوات النضالية الحزبية ، والنقابية و الجمعوية والحقوقية بناء لا مجال معه لانتاج الممارسة الانتهازية المنتجة للنفاق الاجتماعي .
ب- إيجاد برامج حزبية ونقابية و جمعوية وحقوقية معبرة فعلا عن طموحات الجماهير الشعبية الكادحة حتى تكون حافزا من الحوافز التي تدفع تلك الجماهير إلى الارتباط بالحركة العمالية والتقدمية والحقوقية والديموقراطية في نضالها من أجل إنضاج شروط التغيير لصالحها .
ج- بناء جبهة وطنية للنضال من أجل الديمقراطية بمساهمة الأحزاب العمالية والتقدمية والديموقراطية والنقابات والجمعيات الثقافية والتربوية والترفيهية وانطلاقا من برنامج الحد الأدنى الذي تناضل من أجل تحقيقه ، حتى يتمتع الكادحون ، جميع الكادحين ، بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية .
د- العمل على إيجاد دستور ديموقراطي متلائم مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان حتى يصير ذلك الدستور مرجعا لإقامة نظام الحكم ، و لإيجاد التشريعات المتناسبة مع الشروط الجديدة المتحققة على أرض الواقع .
و- ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية حتى تصير تلك القوانين خير وسيلة لجعل المواطنين يتمتعون بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية وسعيا إلى إقامة دولة الحق والاقنون .
ه- العمل على ايجاد مؤسسات منتخبة انتخابا حرا ونزيها حتى تعبر فعلا عن احترام إرادة الشعب المغربي الذي لازال يعاني من الغبن منذ حصول المغرب على الاستقلال السياسي .
ز- مراجعة قوانين الحريات العامة وقوانين تأسيس الجمعيات بما يتناسب مع المواثيق الدولية من أجل قطع الطريق أمام إمكانية تأسيس أحزاب على أساس عقائدي أو عرقي سعيا إلى منع قيام كيان طائفي على أرض الواقع .
ح- قيام حكومة من الأغلبية البرلمانية تكون مهمتها حماية مصالح الشعب المغربي ووضع حد للمسلكيات الانتهازية المنتجة للنفاق الاجتماعي حتى يتخلص المجتمع المغربي من مختلف الأمراض التي تنتجها المسلكية الانتهازية الفردية والجماعية .
ط- إيجاد نظام تربوي نوعي يعتمد في البرامج الدراسية و الإعلامية وعلى مستوى الأسرة والمجتمع ككل .
ي- الاهتمام بإنتاج قيام ثقافية تقدمية وديموقراطية تقوم بمناهضة الثقافة المتخلفة والسائدة في المجتمع المغربي حتى يتخلص منها المغاربة ، ويتحلون بالقيم التي تجعلهم يحرصون على سلامة المجتمع المغربي من مختلف الأمراض التي تنخر كيانه .

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات